الملاحظات
صفحة 16 من 26 الأولىالأولى ... 61415161718 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 151 إلى 160 من 255

الموضوع: رواية انت لي كامله

  1. #151  
    المشاركات
    3,259
    ما تراك تفعلين الآن

    و ما تراك فعلت ِ بعد علمك برحيلي

    ما تراك فاعلة إن علمت ِ أنني لن أعود إليك مرة أخرى . و أنني في سبيل الابتعاد عنك مستعد لهجر أهلي للأبد


    " ماذا تفعل ! "


    روعتُ فجأة حين سمعت صوتا آت ٍ من خلفي ، و استدرت بفزع !

    كانت ابنة نديم !

    كنت أحمل الصندوق على ذراعي و أسير نحو السيارة الزرقاء ، و أفكر برغد !

    ثم وجدت نفسي في موقف لا أحسد عليه ، أمام ابنة نديم . تنظر نحوي بدهشة !

    تتأتأتُ في الحديث ، قلت :

    " أأأ . فكرت في . بما أنني لازلت هنا . يمكنني المساعدة قبل . معذرة فأنا لم أقصد سوءا ! "


    و خفضت بصري نحو الأرض .

    شعرت بثقل الصندوق فوق يدي ، فرفعته أكثر ، ثم اعتذرت ، و ذهبت إلى السيارة لأضعه فيها .

    الفتاة تبعتني ، و أخذت تنظر إلى الصناديق الموضوعة في السيارة بتعجب !


    قالت :


    " لم كلّفت نفسك عناء كل هذا !؟ لم يكن واجبا عليك ذلك ! "

    قلت :

    " بلى . من واجبي و من دواعي سروري أيضا ! نديم كان صديقي الحميم في السجن . ليتني أملك أكثر من هذا لأفعله من أجله . و أجل عائلته "


    الفتا قالت بعد صمت قصير :

    " شكرا لك . أنت رجل نبيل "


    و صمتت تارة أخرى ، ثم قالت :

    " لماذا دخلت السجن "


    و لما لم تجد مني جوابا ، قالت :

    " اعتذر . تجاهل سؤالي إن كان يزعجك . "

    أنا كنت في غاية الاضطراب ، هناك مواقف كثيرة في الحياة لا أعرف التصرف حيالها ، و هذا أحدها !

    سرت إلى الصناديق و تابعت عملي بصمت و هدوء ، و إن كان داخلي متوترا مضطربا ، و الفتاة واقفة على مقربة !

    متى تنقشعين !؟

    يبدو أنها امرأة قوية و جريئة !

    ربما لأن أمها ـ و كذلك خالها ـ من أصل بلدة أخرى . ذات طباع و شخصيات أخرى . غريبة و مختلفة عما تعودت أنا عليه !

    بعد فراغي من نقل الصناديق ، قالت لي :

    " شكرا لك يا سيد وليد . والدي يعرف كيف يختار أصدقاءه . "

    قلت بخجل :

    " العفو . سيدتي "

    ثم ابتعدت و أنا أقول :

    " مع السلامة "




    ~ ~ ~ ~ ~






    رد مع اقتباس  

  2. #152  
    المشاركات
    3,259
    " وقعت ِ أخيرا ! "


    صاحت نهلة بصوتها العالي و هي تشير بإصبعها نحوي ، و تضيق الحصار علي !

    تلفت من حولي و قلت :

    " نهلة أرجوك ! اخفضي صوتك ! لابد أن أمي تسمعه في المطبخ ! "


    نهلة أقبلت نحوي و هي لا تزال تمد بسبابتها نحوي حتى تكاد تفقأ عيني !


    قالت بحدة و مكر :

    " اعترفي يا رغد . لن يجدي الإنكار أو المواراة ! أنت مهووسة بابن عمّك ! "


    مددت يدي و أمسكت بعنقها و ضغطت عليه !

    " سأخنقك ِ يا نهلة ّ "


    نهلة الأخرى طوقت عنقي بيديها و قالت تمثل دور المخنوقة :

    " سأنطق بالحق حتى النفَس الأخير . رغد تحب ابن عمّها وليد. دون أن تدرك اللهم إني بلّغت ، اللهم فاشهد ! "


    و بالفعل كدتُ أخنق هذه الفتاة !

    طرقُ على الباب منع جريمتي من الوقوع !

    تركت عنق ابن خالتي و مضيت ُ لفتح الباب . كانت دانه !

    " رغد . وليد على الهاتف ! إن كنت ِ ترغبين بإلقاء التحية ! "


    حدّقت ُ بها لثوان شبة واعية لما قالت ، ثم انطلقت مسرعة إلى حيث كانت والدتي تمسك بسماعة الهاتف و تتحدث إلى وليد .


    عندما رأتني أمي قالت له :

    " بني . هذه رغد ترغب في التحدث معك "


    و مدت السماعة إلي .

    أخذت السماعة و ألصقتها في إذني و فمي ! بقيت صامتة لثانيتين ، ثم قلت :

    " وليد "

    أستوثق من كونه هو من على الطرف الآخر .

    صوت وليد وصلني خافتا مترددا و هو يقول :

    " مرحبا . صغيرتي "

    بمجرد أن سمعت صوته ، انفجرت !


    قلت بصرخة منطلقة مندفعة قوية حادة مجنونة :

    " كذّاااااااااااااب "


    و أعدت السماعة بسرعة إلى والدتي ، و جريت نحو غرفتي ، و صفعت الباب و أوصدته بانفعال !

    نهلة أخذت تنظر إلي بذهول و استغراب .


    " رغد ! "


    صرخت بانفعال .


    " رغد تكره وليد أفهمت ِ تكرهه . تكرهه . تكرهه "


    و لم أتمالك منع دموعي من الانسياب بغزارة من محجري .

    و مضيت إلى سريري فجلست و سحبت الوسادة ، و غمرت وجهي فيها . حتى كدت اختنق !


    بعد قليل ، نهلة ربتت على كتفي و قالت :

    " نعم . مفهوم "


    أبعدت أنا الوسادة عن وجهي و تنفست الصعداء . و سمحت لنظرات نهلة باختراقي مباشرة . الدموع كانت تجري بانسياب مبللة كل ما تصادفه في طريقها .


    " عزيزتي . "


    ما أن قالت نهلة ذلك حتى انهرت تماما . و رميت برأسي في حضنها و طوقتها بذراعي باستسلام و أسى . قلت و أنا في غمرة الحزن . في لحظة صدق و اعتراف

    " لماذا رحل دون وداعي لماذا كذب علي لماذا كذبوا كلهم علي أخبروني بأنه لن يعود . لكنه عاد . لكنه تركني . لم يعد يهتم بي . لأنني سأتزوج سامر . لكني لا أحب سامر . لا أحبه . "


    و أبعدت ُ وجهي عن حضنها و نظرت إليها باستنجاد مرير .

    " نهلة . أنا . لا أحب سامر . أنا . لا أريد أن أتزوج منه "


    نهلة وضعت يدها بسرعة على فمي لكتم كلماتي ، و تلفتت ، ثم عادت تنظر إلي .


    قالت :

    " اخفضي صوتك . "


    شعرت باليأس و فقدِ الأمل . و طأطأت برأسي أرضا باستسلام لحكم القدر .

    كيف لي أن أقول هذا . و لا تفصلني عن موعد الزفاف غير أسابيع

    لا يحق لي حتى مجرد التفكير . فقد قضي الأمر . و انتهى كل شيء .

    بعدما هدأت من نوبة بكائي . و لزمت و نهلة الصمت لعدة دقائق ، قالت هي :


    " رغد . لم يفت الأوان بعد . دعي أمي تتدخل و توقف هذا الزواج في الحال "






    رد مع اقتباس  

  3. #153  
    المشاركات
    3,259
    هززت رأسي نفيا و اعتراضا و قلت بعدها :

    " لا . كلا كلا . نهلة إياك و الإقدام على هذا . "

    " لكن يا رغد . "

    " أرجوك نهلة . لا تفسدي علي الأمور . لقد فات الأوان . و انتهى كل شيء . لا تضعيني في موقف كهذا مع أمي و سامر و الجميع . "


    نهلة أمسكت بيدي و قالت :

    " لكن. أنت لا تحبين سامر ! إنك لا ترغبين في الزواج منه ! كيف تربطين مصيرك به ؟ "

    " قدري و نصيبي "

    " و وليد "


    وقفت ببطء . و استسلام . و أنا أتذكر تلك الليلة ، حين وعدني و أقسم بألا يرحل دون علمي ، ثم نقض الوعد و القسم . مستغفلا إياي بعلبة بوضا !


    قلت :

    " لم يعد له وجود . أو داع للوجود "


    طُرق الباب مجددا ، فتوجهت لفتحه فإذا بها أمي .


    أمي حملقت في عيني المحمرتين برهة ثم قالت :

    " رغد . أهناك شيء "


    واريت أنظاري تحت الأرض ، و قلت :

    " لا . لا شيء "


    و حين رفعت نظري إليها وجدتها تنظر إلي بتشكك .

    هربت من نظراتها و نظرت إلى ابنة خالتي . و التي بدورها قالت :

    " يجب أن أذهب الآن . "


    و ذهبت إلى المرآة ترتب حجابها و عباءتها .

    قلت :

    " نهلة ! كلا لن تذهبي الآن ! "

    قالت :

    " لدى سارة دروس تستصعبها و هي تنتظرني لتعليمها الآن ! . "


    قالت أمي :

    " لا يزال الوقت مبكرا . ابقي للعشاء معنا "


    ابتسمت نهلة و قالت و هي تحرك يدها عند نحرها :

    " ستذبحني سارة إن تأخرت أكثر ! "

    رافقتها إلى الباب الخارجي ، و قلت لها قبل أن تنصرف :

    " نهلة . لا تذكري ما دار بيننا على مسمع من أحد . أرجوك "

    نهلة ابتسمت ابتسامة مطمئنة ، ثم غادرت .

    عندما عدت إلى غرفتي وجدت دانة هناك !

    ما أن رأتني حتى بادرت بسؤالي :

    " بربك رغد ! ماذا تقصدين من تصرفك الأحمق هذا لقد كادت السماعة أن تتصدع من صرختك ! أخشى أن تكوني قد أحرقت الأسلاك بين المدينتين ! "


    لم يكن لدي مزاج مناسب للجدال مع دانة هذه الساعة ، قلت بنفس ٍ متضايقة:

    " أخرجي دانة ، أريد البقاء وحدي "

    دانة نظرت إلي باستنكار ، ثم قالت :

    " لا تطاقين يا رغد ! متى أتزوج و أتخلص منك ! "

    ثم مضت مغادرة ، و قبل أن تخرج قلت :

    " قريبا يا ابنة عمي . ماذا بعد أهذا يكفي "

    و صفعتُ الباب خلفها .

    اعتقد أن تصرفاتي لم تكن لائقة لهذا اليوم ، بل و منذ رحيل وليد و أنا في حالة عجيبة . عصبية دائما ، حزينة دائما ، ضائقة الصدر . منعزلة في غرفتي . فاقدة الاهتمام بأي شيء من حولي حتى الرسم .

    و مع مرور الأيام ازدادت حالتي سوءا . و بدأ العد التنازلي لموعد الزفاف . لموعد النهاية . لموعد الحلقة الأخيرة من مسلسل حياتي التعيسة .

    لو كان لي أم . لو كان لي أم تخصني أنا . لا تكون هي أم سامر . لكنت أخبرتها بكل ما يختلج صدري من مشاعر .

    لكنت أخبرتها بما أريد و ما لا أريد .

    أمي هذه ، أم سامر خطيبي . العريس المتلهف للزفاف ، و إن حاولتْ التحدث معي ، أتحاشاها و اخفي في صدري ما لم أعد قادرة على كتمانه .

    كيف لي أن أخبرها بأنني لا أريد أن أتزوج من ابنها ، الذي خطبت ُ له منذ أربع سنين !؟

    كيف سيكون موقفي من سامر . و أبي .و الجميع .

    و لماذا أفعل هذا بهم

    أيكون هذا جزاء من آووني و رعوني كل هذه السنين ، التي لم أشعر فيها أبدا بأنني يتيمة الأبوين .

    عدا عن ذلك .

    فأي رجل سأتزوج ما لم أتزوج سامر من سأعطيه ثقتي المطلقة مثله . ؟

    حسام الذي لا يختلف عنه كثيرا

    أم . وليد .الذي .

    الذي . لم أعد أعني له شيئا .

    وليد . الكذاب !






    رد مع اقتباس  

  4. #154  
    المشاركات
    3,259



    كذاب !

    كلمة قاسية هزتني و أربكتني حتى كدت معها أوقع هاتفي من يدي .
    لها الحق بنعتي بهذه الصفة ألم أعدها ألا أرحل بدون علمها ثم رحلت
    لكن لماذا تأثرت ْ هي كثيرا من ذلك
    ماذا كان يفرق لديها . بقائي من رحيلي
    أم تظنني سأبقى أرعاها و أدللها كما كنت في السابق ، فيما هي زوجة لأخي !

    الخائنان !

    كنت في سيارتي في طريقي إلى الشقة الصغيرة التي استأجرتها ، و دفعت مبلغا لا بأس به لأجل ذلك ، على الرغم من نقودي المحدودة التي تتضاءل يوما بعد يوم .

    بحثت جاهدا عن وظيفة في هذه البلدة ، و كلما صادفت أعلانا عن وظيفة شاغرة في الصحف بادرت بالاتصال ، رغم أنني لا استوفي شيئا من الشروط المطلوبة .

    كانت أيام سبعة قد انقضت منذ وصولي إلى هذه البلدة ، و هي فترة قصيرة طبعا ، إلا أنني شعرت بملل و وحدة قاتلين . و فكرت في العودة إلى مزرعة نديم !

    إنني أشعر بأن أهل نديم هم أهلي . و إن لهم حق واجب علي . و علي تأديته .

    لذا ، فإنني غادرت الشقة ، ذهبت إليهم . في اليوم التالي .

    عندما وصلت ، كانت ابنة نديم هي أول من التقيت به .

    الفتاة كانت جالسة بين مجموعة من الصناديق الخشبية ، منهمكة في إصلاح و تجبير كسورها بالمطرقة و المسامير !

    ألقيت التحية فلم تسمعني ، فعدت أحيي بصوت مرتفع فانتبهت لي .

    رمت الفتاة بالمطرقة جانبا و نهضت واقفة و قالت :

    " مرحبا بك أيها السيد النبيل . "

    هبطت ببصري أرضا و قلت :

    " كيف أحوالكم ؟ "

    " الحمد لله . ماذا عنك ؟ "

    " بخير سيدتي . . هل العم إلياس موجود ؟ "

    " خالي ذهب لجلب بعض الأشياء . سيعود قريبا . تفضل "

    و أرادت مني أن اتبعها إلى المنزل ، لكنني قلت :

    " سوف أنتظر العم . إذا لم يكن في ذلك ما يزعجكما ؟ "

    قالت :

    " لا بأس ، أهلا بك . سوف أخبر والدتي عن مقدمك "


    و ذهبت مسرعة إلى المنزل .

    أنا جعلت أتأمل طابور الصناديق المكسورة التي تنتظر دورها في التجبير !

    إنها مهمة شاقة لا تناسب المرأة !

    أليس كذلك

    بعد قليل أتت السيدة الأم مع ابنتها ، ترحب بي بحرارة و كأنها تعرفني منذ زمن !

    شعرت بالخجل من ذلك ، و لكن يبدو أنه وضع مألوف لدى هذه العائلة الغريبة !

    قلت و أنا أنظر ناحية الصناديق :

    " دعاني أتولى ذلك "

    طبعا السيدتان اعترضتا ألا أنني قلت :

    " ريثما يعود العم إلياس






    رد مع اقتباس  

  5. #155  
    المشاركات
    3,259
    و رغم أنها المرة الأولى التي أقوم فيها باستخدام المطرقة و المسامير ، ألا أنني أتقنت العمل !

    في الواقع ، شعرت بالخزي من نفسي . فأنا عاطل عن العمل أتسكع في المدن و الشوارع ، بينما تقوم فتاة شابة في العشرينات بإصلاح كسور صناديق خشبية ، و قطف الثمار ، و حمل الصناديق الثقيلة ، و الحرث و الزرع و ما إلى ذلك .

    أمر مخز بالفعل !

    بعد قليل وصل العم إلياس و ما أن رآني حتى أسرع نحوي يريد أخذ المطرقة مني يدي .

    قلت :

    " مرحبا أيها العم الطيب ! لا تقلق . إنه عمل يسعدني كثيرا ! "


    اعتقد أنه شعر بالخجل ، و رحب بي بحرارة تفوق حرارة ترحيب الأخريين ، و تمتم بعبارات الشكر و بسيل من الدعوات و الأماني !

    أنهيت عملي خلال ساعة . أمطرني الجميع بكلمات الشكر اللانهائية . شعرت حينها بأنني شخص ذو قيمة و أهمية و قدرة على العمل و إفادة الآخرين . بعد شهور التفاهة و البطالة و التشتت التي قضيتها .


    قال العجوز :

    " أعطاك الله القوة و الصحة يا بني ، آمل أن تكون قد وفقت في العثور على وظيفة تلائمك "

    قلت :

    " ليس بعد ! "

    قال :

    " إذن "

    قلت :

    " هل . أجد عندكم عملا مقابل المأوى و الطعام فقط ، إلى أن أجد وظيفة ملائمة "




    ستة أسابيع مضت منذ أن اقتحمت عالم الفلاحة ، و أصبحت مزارعا !

    شيء لم أكن أحلم به أو أتخيله حتى يمر ببالي مرورا عابرا . فقد كنت أحلم بأن أصبح رجل أعمال مهم . مثل صديقي سيف .

    في كل صباح ، كنت أقوم بحرث الأرض ، و زرع البذور ، و قطف الثمار و تنظيف المزرعة ، و إصلاح كل مكسور ، الصناديق . أنابيب المياه ، الأغصان !
    و قبيل الظهيرة أذهب لبيع ثمار اليوم في سوق الفاكهة ، و حين أعود أتابع العمل في هذا الشيء أو ذاك . عمل شبه مستمر حتى غروب الشمس .

    وجباتي الثلاث كنت أتناولها إما مع العم إلياس أو في الغرفة الجانبية التي خصصت لي ، خارج المنزل .

    رغم أنه كان عملا شاقا ألا أنني سررت به كثيرا بل و وجدت فيه ذاتي التائهة . و تعلقت بعائلتي الجديدة كما تعلقت هي بي .

    أما عن صحتي ، فقد تحسنت كثيرا مع تحسن نفسيتي ، و اختفت الآلام تقريبا و كسبت عدة أرطال من الوزن !

    و أفضل ما في الأمر . أنني تقريبا أقلعت ُ عن التدخين !

    اليوم تلقيت اتصالا من والدي يخبرني فيه بأنه و أمي سيسافران لأداء الحج بعد الغد ، و يرغبان في رؤيتي . أمر يتطلب مني العودة إلى المنزل رغما عني .
    أمر ٌ و إن كان صعبا فإن علي تحمله من أجل رؤيتهما . ليلة واحدة فقط ثم أرحل عن ذلك المنزل و من به !

    هكذا كان تفكيري قبل أن يقول أبي :

    " و لأن سامر لا يستطيع أخذ إجازة لكونه حجز أجازته بعد عودتنا من أجل الزواج ، فلا بد من بقائك هنا حتى نعود ! "


    قلبت الأفكار في رأسي و وجدتها مهمة يصعب علي تحملها ، فقلت :

    " لا أستطيع ذلك يا أبتي . سآتي من أجل تحيتكما فقط . "

    قال :

    " و من يبقى لرعاية المنزل و الفتاتين إذن "


    أنا






    رد مع اقتباس  

  6. #156  
    المشاركات
    3,259
    أ أعود أنا لأرعى تلك الخائنة من جديد ، و أعيش معها أيام استعدادها للزفاف
    لم تبق غير أسابيع ثلاثة عن ذلك الموعد المشؤوم ! إنني أفضل السفر إلى المريخ أو المشتري على العودة إليها . ومشاهدتها عروسا تودع العزوبية !


    " لا يمكنني . يا أبي . "

    " في حال كهذه . لا أملك غير تأجيل حجي للعام المقبل ! "

    " أوه كلا أبي . مادمتما قد عقدتما العزم . فتوكلا على الله ! "

    " و الفتاتان أ أتركهما وحدهما في البيت مستحيل طبعا "


    أشياء كثيرة تبدو مستحيلة جدا ، ألا أنك حين توضع في وجه التيار ، تجد نفسك مضطرا لتنفيذها رغما عن أنفك ، مستقيما كان أو معقوفا !


    خلاصة القول ، رضخت للأمر . و وافقت على العودة إلى جهنم .


    كنت أرتب أشيائي في حقيبة سيارتي حين أقبل العم و معه الآنسة أروى ، ابنة نديم و وقفا يراقباني .


    قال العم :

    " نحن محزونون لفراقك . أرجوك أن تعود إلينا من جديد فوجودك عنى الكثير "

    ابتسمت له بفرح ، و قلت :

    " بالطبع سأعود يا عمي ، إن شاء الله . ما أن يعود والداي من الحج حتى أوافيكم من جديد . هنا عملي و في أي قطر من أقطار الأرض لن أجد الراحة كما أجدها هنا "

    و هي حقيقة أدركها . تماما


    قالت أروى :

    " نتمنى أن تحضر عائلتك لزيارتنا ذات يوم ! هلا ّ فعلت "

    قلت :

    " سأرى ما إذا كان ذلك ممكنا . "

    قالت :

    " أ لديك شقيقات "

    قلت :

    " نعم ، واحدة فقط ، و شقيق واحد فقط أيضا "

    قالت :

    " أحضرها لزيارتنا ذات يوم . سيعجبها المكان كثيرا "

    " أنا واثق من ذلك . "


    و أغلقت حقيبة سيارتي ، ثم فتحت الباب و قلت مودعا :

    " نلتقي على خير إن شاء الله بعد أسبوعين . دعوا الأعمال الشاقة لأنجزها حين أعود "

    و ابتسم العم ، و كذلك ابتسمت أروى . ثم لوّحت بيدها مودعة . !

    أروى نديم . فتاة قوية . شخصية مميزة تستحق التقدير . !



    ~ ~ ~ ~ ~ ~







    أجلس أمام التلفاز في غرفة الضيوف أشاهد برنامجا ترفيهيا ، عل ّ ذلك يفيد في طرد الأفكار التعيسة من رأسي .

    تركت الجميع مجتمعين في غرفة المعيشة يتناقشون بشأن العرس ، و أنا أشاهد برنامجا سخيفا لا أهدف منه إلا شغل نفسي بشيء أبعد ما يكون عن . وليد .

    في أي لحظة قد يصل .

    لا لست أرتقب حضوره ، فلم يعد يهمني ذلك ، بل على العكس ، لازلت ألح على سامر ليبقى هو معنا خلال الأسبوعين اللذين سيغيبهما والداي . في الحج .

    أقبل سامر الآن يحمل كأس عصير برتقال ، يقدمه لي !






    رد مع اقتباس  

  7. #157  
    المشاركات
    3,259
    " عروسي . تفضلي هذا "


    أخذت العصير و شكرته و قلت :


    " لم تحضره بنفسك ! ؟ "

    ابتسم و قال :

    " عروسي و أحب تدليلها ! لم تجلسين وحدك هنا ؟ إننا نشرب العصير في غرفة المعيشة و نتحدث بشأن الحفلة ! "


    ازدردت شيئا من العصير ، ثم وضعته على المنضدة التي بجانبي و عدت أتابع البرنامج متظاهرة بالاهتمام و الاندماج .

    سامر جلس على المقعد المجاور و أخذ يشاهد البرنامج بضع دقائق ، و أظنه استسخفه !

    قال :

    " لو كان باستطاعتي الحصول على إجازة أطول ، لكنت بقيت هذين الأسبوعين معك . "


    قلت في نفسي :

    ألا يكفي أنني عشت منذ طفولتي معك ، و سأقضي بقية حياتي معك . إنهما أسبوعان ليس إلا ! ألا تسأم منّي !!


    الآن أمسك بيدي و قال :

    " ثلاثة أسابيع فقط . كم أنا متلهف لذلك الحين ! "


    سحبت يدي من بين يديه و أمسكت بكأس العصير ، و رشفت رشفتين ، و أبقيته بين يدي حتى لا يعود لمسكي !


    قال :

    " فيم تفكرين "

    التفت إليه أخيرا . إذ أنني طوال الوقت كنت أتظاهر بمتابعة البرنامج ، قلت :

    " مندمجة مع التلفاز ! "


    سامر هز رأسه تكذيبا ، و قال :

    " بل أنت في مكان آخر ! "

    لم أستطع نفي الحقيقة . فنظرت إلى كأس العصير ، و جعلت أهزه بعض الشيء .

    قال سامر :


    " تختلفين عن دانة . فهي متحمسة جدا للعرس ! أهناك ما يقلقك عزيزتي "


    التزمت الصمت ، ما عساي أن أقول

    نعم هناك ما يكاد يخنقني !

    أنا لا أريد الزواج منك ! هلا ّ أعفيتني من هذه المهمة الأبدية لو سمحت


    سامر أمسك بيدي الممسكتين بكأس العصير و قال :

    " لا تقلقي ! كل شيء سيكون على ما يرام ! و ستكونين أجمل من دانه حتما ! "

    في هذه اللحظة سمعنا تنحنحا فالتفتنا ناحية الباب ، و رأينا دانة تقف و تراقبنا باستنكار . !

    بمجرد أن نظرنا إليها قالت بحنق :

    " سامر ! الويل لك ! من هي الأجمل مني سأريك ! "


    سامر ضحك و سحب يديه عن يدي و قال :

    " إنا أعني فتاة أخرى تدعى دانة ستتزوج في نفس ليلتنا ! "

    قالت دانة :

    " آه نعم صدّقتك ! أجل أعرفها . و لها شقيق اسمه سامر ستقتله بعد دقيقتين ، و آخر اسمه وليد وصل إلى البيت قبل دقيقتين ! "


    جفلت ، و توجس فؤادي خيفة . قال سأل سامر منفعلا :

    " هل وصل وليد حقا "

    قالت :






    رد مع اقتباس  

  8. #158  
    المشاركات
    3,259
    " نعم وصل ! إنه في غرفة المعيشة ! "


    عادة ً ما أحس بالحرارة لدى ذكر وليد على مسمعي أو في خاطري ، إلا أنني الآن شعرت بالبرودة !

    البرودة في رجلي بالتحديد . لأن كأس العصير البارد انزلق من يدي المرتعشتين و انسكب محتواه على ملابسي و رجلي !


    دانة لاحظت وقوع الكأس من يدي ، قالت :

    " ماذا فعلتِ ! أوه . العصير الذي تعبت ُ في إعداده ! "


    وقفت أنا و وقف سامر و أخذت أحدق في البقعة التي ظهرت على ملابسي !
    أهذا وقته

    سامر قال :

    " فداك ! "

    ثم التفت إلى دانة و قال .

    " إلى وليد ! "

    و ذهب مسرعا ليحيي شقيقه .

    دانة قالت و هي تنظر إلى ملابسي بشيء من السخرية :

    " ألن تأتي لتحيته "

    قلت :

    " سأبدل ملابسي . "


    و مضيت نحو الباب فلما صرت قربها قلت :

    " أرجو أن تغلقي باب غرفة الضيوف فأنا لا أضع حجابي "


    دانة ذهبت إلى غرفة الضيوف ، فدخلت و أغلقت الباب ، بينما صعدت أنا ليس فقط لتبديل ملابسي ، بل و للاستحمام ، و غسل ملابسي ، و غسل عباءتي أيضا ، و عصرها ، و كيها كذلك !

    شغلت نفسي بكل شيء و أي شيء يؤجل موعد اللقاء المحتوم .

    من قال أنني أريد أن أذهب للقائه من قال أنني أتحرق شوقا لرؤيته

    أنا لا أريد رؤية وجهه ثانية . أبدا !

    مضت ساعة و نصف ، و أنا في غرفتي أؤدي كل ما تقاعست عن تأديته خلال الأسابيع الماضية !

    ألست ُ عروسا على وشك الزواج

    لا ألام إذن إن أنا اعتنيت ببشرة وجهي ، و وضعت عليها الكريمات و المرطبات و المعالجات كلها واحدا تلو الآخر !

    و بعدما فرغت منها ، و قفت أمام المرآة . مصرة على تجريب علبة الماكياج الجديدة التي اقتنيتها مؤخرا !

    أليس هذا من حقي

    طرق الباب و سمعت صوت دانة تناديني فأذنت لها بالدخول .

    دخلت و فوجئت بما كنت أصنع ! نظرت إلي بتعجب . و قالت :

    " بربك ! ما ذا تفعلين "

    قلت و أنا أمشط رموش عيني بدقة :

    " أتزين ! ما ترين !؟ "

    قالت :

    " تتزينين ! الآن "

    قلت :

    " ماذا في ذلك

    قالت :

    " ألن تأتي لإلقاء التحية على وليد إنه يسأل عنك ! "

    قلت






    رد مع اقتباس  

  9. #159  
    المشاركات
    3,259
    " و أنا هكذا ؟ لا طبعا . بلغيه تحياتي . "


    ثم انغمست في تلوين وجهي كما ألون لوحة أرسمها . بمهارة .

    دانة كانت تحدثني باستنكار ، إلا أنها في النهاية تركتني و انصرفت ، و بمجرد ذهابها أقفلت الباب ، و رميت بالفرشاة جانبا و ارتميت على سريري

    لماذا أتصرف بهذا الشكل الغبي

    لم أعد أفهم نفسي . ألم أكن متلهفة لرؤيته

    ماذا جرى لي الآن

    جلست ، و نظرت من حولي فوجدت لوحات رسمي المتراكمة فوق بعضها البعض . ذهبت إليها و استخرجت منها صورة وليد . ذي العينين الحمراوين و الأنف المعقوف .

    لماذا لا يزال هنا معي لمَ لمْ أتخلص من هذه الصورة

    لماذا لا أحس بالحرارة الآن

    كم كان شعورا جميلا . رائعا .

    و انتهى .



    و إن ْ هربت كل تلك المدة لم يكن باستطاعتي البقاء حبيسة الغرفة دون أن يستغرب البقية ذلك و يقلقون .

    أتت أمي إلي ، فتحت الباب لها فنظرتْ إلي ببعض الدهشة !



    " رغد . أتنوين استقبال أو زيارة إحدى صديقاتك "

    " أنا لا أبدا "

    " إذن . لم هذه الزينة ! "



    حتى أنتِ يا أمي

    هل يجب أن أتزين فقط و فقط حين أقابل صديقاتي لماذا تبقى دانة بكامل زينتها معظم الأوقات !

    أهي أفضل مني

    قلت :

    " هل هذا عيب !؟ أم ممنوع "

    قالت :

    " لا لم أقصد ، لكنك لا تفعلين هذا في العادة إلا لسبب ! "

    قلت "

    " كيف أبدو إنها ألوان الموضة ! "

    قالت :

    " جميلة طبعا . لكن . ألن تتناولي العشاء معنا "

    " كلا ، لا أشعر بأي رغبة في الطعام . "

    " حسنا . و لن تأتي للانضمام إلينا "

    " لا أشعر بمزاج جيد للحديث يا أمي "

    صمتت أمي قليلا ، ثم قالت :

    " و لن تأتي . لتحية وليد "

    صمت أنا لبرهة ثم قلت :

    " لم يرغب في وداعي . إذن . لا أرغب في استقباله . أنا . لا أطيق مجالسة الكذابين "






    رد مع اقتباس  

  10. #160  
    المشاركات
    3,259
    الحلقة الواحدة والعشرون



    ********



    ~ دلال الأحبـّـة ~






    عندما اقتربت من المنزل اتصلت بهاتفه فأجابني والدي ، و أخبرته أنني قد وصلت .

    والدي خرج لاستقبالي عند باب السور الخارجي للمنزل ، و طبعا استقبلني استقبالا شديد الحرارة !

    بعدها ذهبت معه إلى غرفة المعيشة حيث وجدت أمي و أختي دانة ، و اللتين بدورهما رحبتا بي ترحيبا حميما .

    ثم ذهبت دانة لإبلاغ البقية عن وصولي

    و البقية تعني : سامر + رغد .

    قالت :

    " إنهما يختبئان في غرفة الضيوف ! سأفاجئهما ! "

    كانت مازحة ، أو ربما جادة ، في كلا الحالتين هذا يشعرني بالانزعاج . من أول لحظة !

    جلست مع والدي ّ و سكبت لي أمي عصير البرتقال الطازج في أحد الكؤوس و قدمته لي .

    " تفضل بني .هذا نصيبك "

    نصيبي هل كانوا يحسبون لي حسابا إني أرى أربعة كؤوس شُرب محتواها ، و هذا كأسي الخامس .

    بعد قليل أقبل أخي سامر فاتحا ذراعيه .

    قمت و عانقته ، و منها شعرت بأول آلام المعدة !

    قال :

    " ما شاء الله ! ماذا كنت تأكل يا رجل ! إنك تنتفخ مرة بعد مرة ! "

    الجميع ضحك ، و تمتمت والدتي بعبارات التهليل و التكبير و الصلوات !

    قلت :

    " هل أبدو سمينا لهذا الحد "

    قال سامر :

    " سمين ؟ لا ! بل عظيم البنية و مفتول العضلات ! يا رجل هل كنت تمارس رياضة حمل الأثقال أم ماذا "

    قلت :

    " كنت آكل بقرة مشوية كاملة كل يوم ! "

    و هنا أقبلت دانة فدخلت و أغلقت الباب من بعدها و قالت مداعبة و موجهة حديثها إلى أبي :

    " سيسبب لنا الإفلاس ! هات مصروفا آخر ! "

    أبي قال و هو يضحك :

    " أفلست ُ بسببك يا ابنتي ! أما كفاك كل ما أخذت "

    قالت و هي تضحك :

    " من قال لك أن تزوّج ثلاثة أبناء دفعة واحدة ! ؟ "

    قال سامر :

    " ما ذا لو انضم الكبير إلينا ! ؟ "

    يقصدني بذلك !

    أمي ابتسمت و نظرت إلي و قالت :

    " دعوا الكبير لي ! لن أسلمه لامرأة ما و أنا لم أتهنى بعد به ! "

    و ضحكنا جميعا .

    ربما هم يضحكون من قلوبهم لكنني أضحك مجاراة لهم .

    و أدور بعيني فيما بينهم . و أشعر بشيء ناقص .

    طبعا تعرفون ما أعني !


    الصغيرة المدللة لم تأت ِ لتحيتي و لا للعشاء معنا ، و الساعات تمر و هي في غرفتها و حين كررت سؤالي عنها لوالدتي بعد العشاء قالت :

    " إنها منزعجة منك ! "

    قلت :

    " مني أنا "

    " نعم ! فأنت على ما يبدو كنت قد وعدتها بألا تسافر دون وداعها ثم خرجت خلسة ! "

    قالت دانة :

    " دعك من هذه الفتاة المتدللة يا وليد ! لها ألف مزاج في اليوم الواحد ! يا إلهي كيف سأتحمل تصرفاتها وحدي طوال هاذين الأسبوعين ! "

    سامر قال :

    " حذار من القسوة على عروسي يا دانة ! و إلا حبستك في المطبخ ليلة زفافك ! "


    الجميع كان يضحك بمرح ، إلا أنني كنت أشعر برغبة في غرس الشوكة التي أمسك بها في صدر شقيقي .

    توقفوا عن الحديث عن الزفاف المشؤوم هذا . أفرغت الدنيا من المواضيع

    قلت مغيرا مسار الحديث الذي كان متمركزا حول الزواج المترقب :

    " متى ستعودان من رحلة الحج تحديدا ؟ "

    قال أبي :






    رد مع اقتباس  

صفحة 16 من 26 الأولىالأولى ... 61415161718 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تحميل رواية كنت أحبك حب ماتقراه في أعظم رواية
    بواسطة Bshaer‘am في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-Aug-2014, 12:29 AM
  2. مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 24-Oct-2013, 11:43 PM
  3. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  4. ديكورات كامله 2013 , ديكورات منزل كامله 2013 , صور ديكورات جميله 2013
    بواسطة ♣ ♣المتفائله♣ ♣ في المنتدى ديكور - فن الديكور المنزلي - اثاث غرف ومطابخ وحدائق
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-Sep-2012, 11:37 PM
  5. رواية قليل من الحب كامله من الروايات الرومنسية txt للجوال
    بواسطة بدويه اصيله في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 09-Oct-2011, 10:39 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •