الملاحظات
صفحة 6 من 26 الأولىالأولى ... 4567816 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 255

الموضوع: رواية انت لي كامله

  1. #51  
    المشاركات
    3,259
    قلت :

    " سترى ! "

    و انطلقت نحو الحديقة .
    لم تعد حديقتنا كما كانت في السابق ، خضراء نظرة . بل تحولت إلى صحراء صفراء جافة .
    انقبض قلبي لدى رؤيتها بهذا الشكل .
    أخذت أتلفت فيما حولي و سيف يراقبني باستغراب
    وقعت أنظاري على أدوات الشواء التي نضعها في إحدى الزوايا ، في الحديقة
    كم كانت أوقاتا سعيدة تلك التي كنا نقضيها في الشواء
    توجهت إليها و أخذت أحفر الرمال .

    " ما الذي تفعله بربك يا وليد ! هل أخفيت كنزا هناك "

    و ما أن أتم سيف جملته حتى استخرجت مفتاحا من تحت الرمال !

    تبادلت أنا و سيف النظرات و الابتسامات ، ثم قال :

    " عقلية فذة ! كما كنت دائما ! "

    و ضحكنا .
    كنت أخفي مفتاحا احتياطيا في تلك الزاوية تحت الرمال منذ عدة سنوات .
    و أخيرا دخلت المنزل
    للحظة الأولى أصابت جسدي القشعريرة لرؤية الأشياء في غير أمكنتها .
    تجولت في الممرات و شعرت بالضيق للسكون الرهيب المخيم على المنزل .
    عادة ما كان البيت يعج بأصوات الأطفال و صراخهم .
    صعدت إلى للطابق العلوي قاصدا غرفة نومي ، حيث تركت ذكريات عمري الماضي . و حين هممت بفتح الباب ، وجدتها مقفلة .

    " تبا ! "

    توجهت بعد ذلك إلى غرفة رغد الصغيرة ، المجاورة لغرفتي مباشرة مددت يدي و أمسكت بالمقبض ، و أغمضت عيني ، و أدرت المقبض ، فلم ينفتح الباب .
    كانت هي الأخرى مقفلة
    أدرت المقبض بعنف ، و ضربت الباب غيظا . و ركلته من فرط اليأس .
    أخذت أحاول فتح بقية الغرف لكنني وجدتها جميعا مقفلة
    فشعرت و كأن الدنيا كلها . مقفلة أبوابها أمامي .
    عدت إلى غرفة رغد و أنا منهار .
    جثوت على الأرض و أطلقت العنان لعبراتي لتسبح كيفما تشاء .

    " أين ذهبتم . و تركتموني . "

    أغمضت عيني و تخيلت .
    تخيلت الباب ينفتح ، فأرى ما بالداخل .
    على ذلك السرير تجلس رغد بدفاتر تلوينها ، منهمكة في التلوين .
    و حين تحس بدخولي ترفع رأسها و تبتسم و تهتف : وليــــــــد !
    ثم تقفز من سريرها و تركض إلي . فألتقطها بين ذراعي و أحملها عاليا !

    " أين أنتم ؟ عودوا أرجوكم . لا تتركوني وحيدا . "

    كنت أبكي بحرقة و مرارة و عيناي تجولان في أنحاء المنزل و أتخيل أهلي من حولي . هنا و هناك .
    و أتوهم سماع أصواتهم .
    لقد رحلوا . و تركوا المنزل خاليا و الأبواب مقفلة . و وليد وحيدا تائها .
    هل تخلوا عني
    هل أصبحت في نظرهم ماض يجب نسيانه ؟
    مجرما يجب إلغائه من الحسبان
    كيف يمتنعون عن زيارتي و السؤال عني كل هذه السنين .
    ثم يرحلون .
    أخرجت الصورتين اللتين احتفظ بهما منذ سنين من أحد جيوبي . و جعلت أتأمل وجوه أهلي و أناديهم . واحدا تلو الآخر كالمجنون .
    أبي .
    أمي .
    سامر .
    دانه .
    رغد .
    لقد عدت !
    أين أنتم
    أجيبوا أرجوكم .

    سيف ظل واقفا يراقب عن بعد .
    كنت لا أزال جاثيا عند باب غرفة رغد غارقا في الحزن و البكاء المرير . حين لمحت شيئا لم أكن لألمحه لو لم أجثو بهذا الوضع .
    من بين دموعي المشوشة للرؤية أبصرت شيئا تحت باب غرفتي
    مددت أصابعي و أخرجته ببعض الصعوبة ، فإذا به قصاصة ورق صغيرة مثنية ، و حين فتحتها وجدت التالي :

    ( وليد ، لقد ذهبت مع أمي و أبي و دانة و سامر إلى المدينة الصناعية . عندما تعود تعال إلينا . أنا أنتظرك كما اتفقنا . رغد )

    لكم أن تعذروا سيف للذهول الذي أصابه حين رآني أنهض واقفا فجأة ، و أطلق ضحكة قوية بين نهري الدموع الجاريين !

    " وليد !! ماذا دهاك "






    رد مع اقتباس  

  2. #52  
    المشاركات
    3,259
    نظرت إليه و أنا أكاد أقفز فرحا و قلت :

    " إنها رغد العزيزة تخبرني بأنهم في المدينة الصناعية ! هل رأيت شيئا كهذا "

    و أخذت أحضن الورقة و الصور بجنون !

    سيف قال :

    " عقلية . فذة . أظن ذلك ! ! "

    و ضحكنا من جديد .

    و بعد يومين ، حين رتب سيف أموره للسفر ، انطلقنا أنا و هو بالسيارة ميممين وجهينا شطر المدينة الصناعية .
    لقد تكبلنا مشاقا لا حصر لها أثناء الطريق ، إذ أن الشوارع كانت مدمرة و اضطررنا لسلك طرق ملتوية و مطولة جدا .
    كما و أننا واجهنا عقبات مع الشرطة المحليين
    إنني لمجرد رؤية شرطي ، ارتعش و أصاب بالذعر . حتى و إن كان مجرد شرطي مرور .
    لن أطيل في وصف الرحلة ، لم يكن ذلك مهما . فرأسي و قلبي و كلي . مشغول بأهلي و أهلي فقط .
    و أولهم . مدللتي الصغيرة الحبيبة .
    رغد .
    رغد .
    أنا قادم إليك أخيرا .
    قادم أخيرا .

    وصلنا للمدينة الصناعية مساء اليوم التالث ، و قد نال منا التعب ما نال
    لذا فإن سيف أراد استئجار شقة نقضي فيها ليلتنا لنبدأ البحث في اليوم التالي .

    " ماذا ؟ لا أرجوك ! لا أستطيع الانتظار لحظة بعد ! "

    تنهد سيف و قال :

    " يا عزيزي دعنا نبات الليلة و غدا نذهب إلى بلدية المدينة و نسألهم عن أهلك ! أين تريدنا أن نبحث الآن نطرق أبواب المنازل واحدا بعد الآخر "

    " أجل ! أنا مستعد لفعل ذلك ! "

    ابتسم سيف ، ثم ربت على كتفي و قال :

    " صبرت كثيرا ! اصبر ليلة أخرى بعد ! "

    لم تمر علي ساعات أبطأ من هذه من قبل .
    لم أنم حتى لحظة واحدة و أصابني الإعياء الشديد و الصداع
    و في اليوم التالي ، وقفنا عند إحدى محطات الوقود ، و ذهب سيف لشراء بعض الطعام و هممت باللحاق به ، لكنني شعرت بالتعب الشديد .
    عندما عاد سيف ، التفت نحوي مقدما بعض الطعام إلي :

    " تفضل حصتك ! "

    هززت رأسيا ممتنعا ، فأنا لا أشعر بأي رغبة في الطعام فيما أنا قد أكون على بعد قاب قوسين أو أدنى من أهلي .
    أسندت رأسي إلى المعقد و رفعت يدي إلى جبيني و ضغطت على رأسي محاولا طرد الصداع منه .

    " أ أنت بخير "

    سألني سيف ، فأجبت :

    " صداع شديد "

    " خذ تناول بعض الطعام و إلا فإنك ستنهار ! "

    و هززت رأسي مجددا .
    ثم التفت إليه و قلت :

    " هل لي ببعض المال "

    أخرج سيف محفظته من جيبه و دفعها إلي . فأخذتها ، و فتحت الباب قاصدا النزول و الذهاب إلى البقالة المجاورة .
    ما كدت أقف على قدمي حتى انتابني دوار شديد فانهرت على المقعد .

    " وليد ! "

    تركت رجلي متدليتين خارج السيارة و أنا عاجز عن رفعهما
    سيف أسرع فعدّل من وضعي و سأل بقلق :

    " أ أنت بخير "

    " دوار . "

    أسرع سيف فقرب عبوة عصير من شفتي و قال :

    " اشرب قليلا "

    رشفت رشفتين أو ثلاث ، و اكتفيت . سيف كان قلقا و ظل يلح علي بتناول بعض الطعام ألا أنني لم أكن أشعر بأدنى رغبة حتى في شم رائحته .
    بعد قليل ، زال الدوار جزئيا و فتحت عيني ، و مددت بالمحفظة إلى سيف و قلت :

    " هل لي بعلبة سجائر ؟ "







    .تتمة.






    رد مع اقتباس  

  3. #53  
    المشاركات
    3,259
    كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشر ليلا ، حينما أشار آخر شخص سألناه عن منزل شاكر جليل ، أبي وليد ، إلى منزل صغير يقع عند المنعطف التالي .

    سأل سيف الرجل :

    " أ أنت متأكد ؟ شاكر جليل المكنى بأبي وليد ، رجل قدم مع عائلته من وسط البلاد ؟"

    " نعم إنه هو و يقيم هنا منذ سبع أو ثمان سنين ! "

    لم يكن الشيء الذي يهتز هو قلبي فقط ، بل و أطرافي ، و شعري ، و مقعدي بل و السيارة أيضا !
    تبادلنا أنا و سيف النظرات . ثم تحرك بالسيارة ببطء حتى أصبحنا إزاء المنزل مباشرة .

    " هيا يا وليد . "

    بقيت في مكاني و لم تخرج مني بادرة تشير إلى أنني أنوي النهوض

    " وليد ! هيا بنا ! أم تفضل الانتظار حتى الغد فربما يكون الجميع نيام ! "

    قلت بسرعة :

    " لا لا . مستحيل أن أنتظر دقيقة بعد . "

    و مع ذلك ، بقيت في مكاني بلا حراك ، عدا عن الاهتزازات التي تعرفون .

    " ما بك ؟ قلق "

    " ماذا لو لم يكن المنزل المقصود أو العائلة المعنية هل نستمر في البحث أكثر أنا مجهد جدا "

    " هوّن عليك ، ربما وصلنا أخيرا . سنتأكد من ذلك "

    كيف لي أن أبقى صامدا قويا و أنا على وشك رؤية أهلي .
    في داخل هذا المنزل . يعيش أمي و أبي . و أخي و أختي . و الحبيبة رغد !
    ربما هم نيام الآن !
    لا بد أنهم سيفاجؤون لدى رؤيتي
    كم أنا مشتاق إليكم جميعا .
    إن هي إلا لحظات . و ألتقي بكم !
    يا إلهي ! أكاد أموت من الشوق و القلق .
    أخرجت الصورتين من جيبي و أخذت أتأمل أفراد عائلتي .
    ثم ثبت ّ أنظاري على صورة رغد ، و هي تلون .
    رغد .
    يا حلوتي الصغيرة .
    ها أنا قد عدت .

    " دعك من الصورة . و هيا إلى الأصل ! "

    قال سيف و هو يفتح الباب و ينزل .
    قرعنا الجرس مرارا . حتى خشيت أن يكون البيت قد هجر . و أهلي قد رحلوا . و أملي قد ضاع .

    و لكن الباب انفتح أخيرا .

    و أطل منه شاب يافع . طويل القامة . نحيل الجسم . مشوّه الوجه بندبة أكدت لي بما لا يقبل الشك . أنه شقيقي الوحيد . سامر

    " سامر . يا أخي ! "

    دخلت في دوامة لا أستطيع وصفها . من الصراخ و الهتاف . البكاء و النحيب . الدموع و العناق .

    تلقفتني الأيدي و الأذرع و الأحضان . و أمطرت بالقبل و امتزجت الدموع بالآهات و التهاليل بالولاول . و ما عدت أدرك إن كان أهلي من حولي حقا ؟ أم أنني توهمت خروجهم من الصورة .؟
    لقد مضى وقت لا أعرف مقداره و أنا أدور بين أحضانهم في عناق تختلط فيه الدموع .

    والدتي لم تقو على الوقوف من هول المفاجأة فجلسنا جميعا قربها و استحوذت على رأسي و ضمته إلى صدرها و جعلنا نبكي بحرارة
    و أبي جالس قربي يكرر حمد الله و شكره و يجهش بكاءا
    و أخي سامر ممسكا بذراعي من جهة ، و دانة من جهة أخرى
    و لم يعد هناك مجال للكلمات .






    رد مع اقتباس  

  4. #54  
    المشاركات
    3,259
    لا أستطيع وصف المزيد
    أنى لذاكرتي أن تستوعب حرارة كهذه دون أن تنصهر
    أطلقت والدتي سراح رأسي لبعض الوقت . فالتفت نحو دانة
    كم كبرت و أصبحت . فتاة مختلفة !
    فتحت فمي لأتكلم ، فإذا بالدموع الحارة تتسلل إلى داخله .
    و ربما هذا ما منح لساني القدرة على الحركة و النطق .
    لكن صوتي جاء مبحوحا خافتا ضعيفا ، كصوت طفل يختنق .

    " رغد "

    هبت دانه واقفة ، و صعدت عتبات تلي المدخل عتبتين عتبتين ، و أسرعت الخطى ذاهبة لاستدعاء رغد
    وقفت في قلق و وقف الجميع معي ، و هم لا يزالون يقتسمون حضني و ذراعي .
    كنت أنظر إلى الناحية التي ذهبت إليها دانه . و لو لم أكن مربوطا بالجميع لذهبت خلفها .
    لا .
    بل لسبقتها .
    الآن ستظهر رغد !
    هل نفذ الهواء الذي من حولي أنا اختنق .
    هل طلعت الشمس في غير موعدها ؟ إنني أحترق .
    هل تهتز الأرض من تحت رجلي أكاد أنهار . لولا أنهم يمسكون بي .

    ستأتي رغد . سأحضنها . و أحملها على ذراعي . و أؤرجحها في الهواء كما كنت أفعل دائما .

    هيا يا رغد . اظهري . تعالي . أسرعي إلي .

    و من حيث كنت أحدّق بصبر نافذ تماما ، ظهرت مخلوقة جاءت تركض بسرعة . و توقفت عند أعلى العتبات

    كما توقفت هي ، توقف كل شيء كان يتحرك في هذا الكون فجأة . بما فيهم قلبي المزلزل .
    توقفت عيني حتى عن سكب الدموع ، و عن الطرف .
    و تثبتت فوق عيني الفتاة الواقفة أعلى العتبات . تنظر إلي بذهول . فاغرة فاها

    هل جرب أحدكم أن يوقف شريط الفيديو أثناء العرض ؟
    هكذا توقف الكون عند هذه اللحظة التي ربما تجاوزت القرون طولا .
    وجها لوجه . أمام مخلوقة يفترض أن تكون رغد . و لم تكن رغد .
    كنت انتظر أن تظهر رغد . تماما كما تركتها قبل ثمان سنين . طفلة صغيرة أعشقها بجنون . تركض نحوي بلهفة . و ترفع يديها إلي بدلال . و تقول :
    وليـــد . احملني !

    لم أعد أرى جيدا . أصبت بغشاوة من هول الصدمة المفاجئة . و المشاعر المتلاطمة بعنف .
    أردت أن أخرج الصورة من جيبي . و أسأل الجميع . أهذه هي صغيرتي رغد
    لكنني بقيت جامدا متصلبا متخشبا كما أنا .
    أول شيء تحرك كان فم الفتاة . ثم إصبعها الذي أشار نحوي ، و بصعوبة و بجهد و بحروف متقطعة قالت :

    " و . لـ . يــ . ــد "

    ثم فجأة ، و دون أن تترك لي الفرصة لأستعد لذلك ، قفزت رغد من أعلى العتبات باندفاع نحوي فحررت ذراعي بسرعة من بين أذرع البقية و رفعتها نحو رغد التي هوت على صدري و هي تهتف

    " وليـــــــــــــــــــــــــــــــــد "


    الآن فقط ، آمنت تماما بحقيقة دوران الأرض حول نفسها .
    لقد كنت أنا المحور
    و كانت الأشياء تدور من حولي بسرعة .
    بسرعة .
    بسرعة .

    كدنا نهوي أرضا لو لم يسرع أبي و سامر لإسنادنا لكنني لم أكن قادرا على الوقوف
    أما رغد .
    صغيرتي التي كبرت . فقد كانت ممسكة بي بقوة جعلتني أشعر أنها ستخترق جسدي
    بل اخترقته .
    لثمان سنين فقط ، أريد لهذه اللحظة أن تستمر .
    لثمان سنين ، عادت بي الذاكرة .
    لذلك اليوم المشؤوم .
    لتلك اللحظة الفظيعة ، التي كانت فيها رغد متشبثة بي بذعر و تكاد تخترق جسدي .
    فيما عمّار واقف يبتسم ابتسامة خبيثة و هو يرمي إلي بحزام رغد .
    لحظة تذكرت هذا ، أطبقت على رغد بقوة و كأنني أريد حمايتها من مجرد الذكرى الأليمة
    و شددت ضغطي أكثر و أكثر . و لو كانت لجسدي قوته و عضلاته السابقة ، لربما سحقت عظامها بين ذراعي .
    إلا أنني الآن أشعر بضعف شديد يسري في جسدي ، و أريد أن أنهار

    أبعدت رأسها عني قليلا لأتأكد . أنها رغد .
    رغم أنها كبرت إلا أن ملامح وجهها الدائري الطفولية ، لا زالت كما هي .

    " رغد ! صغيرتي ! "

    لقد عشت لأراك ثانية .
    و نجوت لأعود إليك .

    " آه "






    رد مع اقتباس  

  5. #55  
    المشاركات
    3,259
    أطلقت هذه الآهة ، ثم خررت أرضا .
    أعتقد أنني أصبت بإغمائه لبضع دقائق
    عندما فتحت عيني ، رأيت وجوه الجميع من حولي فيما أدمعهم تنهمر و تبلل وجهي و ملابسي الغارقة في العرق .
    لم يكن لدي ما هو أغلى من دموع مدللتي رغد و حين رأيتها تسيل على خديها قلت

    " لقد عدت ! لن أسمح لدموعك بأن تسيل بعد اليوم ! "

    ثم نقلت بصري بين أعينهم جميعا ، و قلت :

    " أنا متعب جدا "

    و لحظتها فقط انتبهت لعدم وجود سيف .
    لا أذكر أنني رأيته بعد قرعنا للجرس ! هل عاد للسيارة ؟ أم ماذا حدث ؟

    قلت :

    " أين سيف ؟ "

    أجاب سامر :

    " غادر . قال أنه سيأتي غدا "

    و لأنني كنت متعبا جدا جدا ، فسرعان ما نمت بعدما أرخيت جسدي فوق سرير أخي سامر ، و الذي نام على الأرض إلى جواري في غرفته تلك الليلة .

    عندما أيقظني سامر وقت صلاة الفجر ، لم أكن قد نلت ما يكفي من الراحة. لذا لم أرافقه و أبي إلى المسجد ، بل أديت صلاتي في الغرفة ذاتها .

    أثناء غيابهما للصلاة ، تجولت في المنزل بحثا عن المطبخ فقد كنت شديد العطش و لم يكن البيت كبيرا لذا فإن غرفه و أجزائه متقاربة .
    وصلت إلى المطبخ و هناك رأيت شخصا يقف أمام الثلاجة المفتوحة ، موليا ظهره إلي ، و يرتدي حجابا .

    لم يكن من الصعب علي أن أستنتج أنها رغد ، من صغر حجمها

    " رغد ؟ "

    التفتت رغد نحوي بفزع ، إذ أنها لم تشعر بدخولي المطبخ .

    " أنا آسف . هل أفزعتك "

    أحنت رغد رأسها نحو الأرض و هزته قليلا .

    قلت :

    " أريد بعض الماء . رجاء ً "

    رغد تنحت جانبا موسعة المجال أمامي ، و عندما اقتربت رفعت رأسها فنظرت إلي برهة .

    " لقد . كبرت ِ ! "

    لم تنطق بأي كلمة ، و نزلت ببصرها أرضا .

    قلت :

    " لكنك لم تتغيري كثيرا . "

    رفعت رأسها مرة أخرى و نظرت إلي ، ثم طأطأته من جديد .

    قلت :

    " و أنا ؟ هل تغيرت كثيرا "






    رد مع اقتباس  

  6. #56  
    المشاركات
    3,259
    ترددت قليلا ثم قالت :

    " هل بدّلت أنفك ؟ "

    ابتسمت ، بل كدت أضحك ، لكنني قلت :

    " بدّله الزمن ! هل يبدو سيئا جدا "

    رغد قالت دون أن ترفع بصرها عن الأرض :

    " على العكس ! "

    ثم أسرعت بالخروج من المطبخ .

    استدرت و ناديت :

    " رغد انتظري . "

    ألا أنها اختفت بسرعة !
    و بسرعة شربت كمية كبيرة من الماء البارد شعرت بها تجري في فمي و حلقي و معدتي و حتى شراييني !

    عدت إلى فراشي و أغمضت عيني .
    إنه ليس مجرد حلم .
    لقد عدت إلى أهلي أخيرا
    عدت إلى رغد .
    و حتى و أن كبرت و لم تعد صغيرتي المدللة ، فهي لا تزال محبوبتي التي أعشق منذ الصغر .
    و التي أفعل أي شيء في سبيل إسعادها
    و التي لا زلت مشتاقا إليها أكثر من أي شخص آخر .
    و التي يجب أن أقربها مني أكثر من أي وقت مضى .
    فهي .
    صغيرتي الحبيبة المدللة .
    حلم حياتي الأول .
    محبوبتي منذ الطفولة .
    قد كبرت أخيرا






    رد مع اقتباس  

  7. #57  
    المشاركات
    3,259
    الحلقةالحاديةعشرة
    **********








    و أنا استفيق من النوم ، و أشعر بنعومة الوسادة تحت خدي ، و سمك و دفء البطانية فوق جسدي ، و النور يخترق جفني .
    بقيت مغمض العينين .
    حركت يدي فوق الفراش الدافئ الواسع ، و الوسادة الناعمة و أخذت أتحسسهما براحة و سعادة .
    ابتسمت ، و يدي لا تزال تسير فوق الفراش ، و البطانية ، و الوسادة مداعبة كل ما تلامس !
    أخذت نفسا عميقا و أطلقته مع آهة ارتياح و رضا .
    كم كان النوم لذيذا ! و كم كنت أشعر بالكسل ! و الجوع أيضا !
    آه . ما أجمل العودة إلى البيت . و الأهل .
    فتحت عيني ببطء ، و أنا مبتسم و مشرق الوجه
    و على أي شيء وقعت أنظاري مباشرة
    على وجه أمي !
    كانت والدتي تجلس على مقعد جواري ، و تنظر إلي ، و دمعة معلقة على خدها الأيمن ، فيما فمها يبتسم !
    جلست بسرعة ، و قد اعتراني القلق المفاجئ و زالت الابتسامة و السعادة من وجهي ، و قلت باضطراب :

    " أماه ! ماذا حدث "

    والدتي أشارت بيدها إلي قاصدة أن أطمئن ، و قالت :

    " لا لا شيء ، لا تقلق بني "

    لكنني لم أزل قلقا ، فقلت مرة أخرى :

    " ماذا حدث "

    هزت أمي رأسها و مسحت دمعتها و زادت ابتسامتها و قالت :

    " لا شيء وليد ، أردت فقط أن أروي عيني برؤيتك "

    ثم انخرطت في البكاء .
    نهضت عن سريري و أقبلت ناحتها و قبلت رأسها و عانقتها بحرارة .

    " لقد عدت أخيرا ! لا شيء سيبعدني عنكم بعد الآن "




    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~





    طبعا لم يستطع أحدنا النوم تلك الليلة ، غير وليد !
    نام وليد في غرفة سامر ، إذ لم يكن لدينا أي سرير احتياطي أو غرفة أخرى مناسبة .
    أنا لا أستطيع أن أصدق أن وليد قد عاد !
    لقد آمنت بأنه اختفى للأبد
    كنت اعتقد بأنه فضل العيش في الخارج حيث الأمان و السلام على العودة لبلدنا و الحرب و الدمار .
    لكنه عاد . و بدا كالحلم !
    لا يزال طويلا و عريضا ، لكنه نحيل !
    كما أن أنفه قد تغير و أصبح جميلا !
    البارحة لم أتمالك نفسي عندما رأيته أمام عيني .
    كم تجعلني هذه الذكرى أبتسم و أتورد خجلا !

    " رغد ! كم من السنين ستقضين في تقليب البطاطا ! لقد أحرقتها ! "

    انتبهت من شرودي الشديد ، على صوت دانة ، و حين التفت إليها رأيتها تراقبني من بعد ، و قد وضعت يديها على خصريها .

    ابتسمت و قلت :

    " ها أنا أوشك على الانتهاء "

    دانة حدقت بوجهي قليلا ثم قالت :

    " لقد احمر وجهك من طول وقوفك قرب النار ! هيا انتشليها و انتهي ! "

    أنا اشعر بأن خدي متوهجان ! و لكن ليس من حرارة النار !
    انتهيت من قلي البطاطا ثم رتبتها في الأطباق الخاصة.
    مائدتنا لهذا اليوم شملت العديد من الأطباق التي كان وليد يحبها
    والدتي أصرت على إعدادها كلها ، و جعلتنا نعتكف في المطبخ منذ الصباح الباكر !
    ربما كان هذا الأفضل فإن أحدنا لم يكن لينام من شدة الفرح .
    و الآن هي بالتأكيد في غرفة سامر !

    " دانه "

    كانت دانة تقطع الخضار لتعد السلطة ، و التفتت إلي بنفاذ صبر و قالت :

    " نعم "

    قلت :

    " هل كان وليد يفضل عصير البرتقال أم الليمون "

    رفعت دانة رأسها نحو السقف لتفكر ، ثم عادت ببصرها إلي و هزت رأسها أسفا :

    " لا أذكر ! حضّري أيا منهما "

    قلت :

    " أريد تحضير العصير الذي يفضله ! تذكري يا دانة أرجوك "

    رمقتني بنظرة غضب و قالت :

    " أوه رغد قلت لك لا أذكر ! اسألي أمي "

    وقفت أفكر لحظة ، و استحسنت الفكرة ، فذهبت مسرعة نحو غرفة سامر !
    في طريقي إلى هناك صادفت والدي .

    " إلى أين ؟ "

    استوقفني أبي ، فقلت بصوت منخفض :

    " أريد التحدث مع أمي "

    ابتسم أبي و قال :

    " إنها عند وليد ! "

    تقدمت خطوة أخرى باتجاه غرفة سامر ، إلا أن أبي استوقفني مرة أخرى

    " رغد "

    التفت إليه

    " نعم أبي "

    لم يتكلم ، لكنه رفع يده اليمنى و بإصبعه السبابة رسم دائرة في الهواء حول وجهه
    و فهمت ماذا يقصد .
    انعطفت نحو غرفتي ، و ارتديت حجابا و رداءا ساترا ، ثم قدمت نحو غرفة سامر و طرقت الباب طرقا خفيفا .
    سمعت صوت أمي يقول :

    " تفضل "

    ففتحت الباب ببطء ، و أطللت برأسي على الداخل . فجاءت نظراتي مباشرة فوق عيني وليد !
    رجعت برأسي للوراء و اضطربت ! و بقيت واقفة في مكاني .
    أقبلت أمي ففتحت الباب






    رد مع اقتباس  

  8. #58  
    المشاركات
    3,259
    " رغد ! أهلا . أهناك شيء "

    قلت باضطراب :

    " العصير ! أقصد الليمون أم البرتقال ؟ "

    أمي طبعا نظرت إلي باستغراب و قالت :

    " عفوا ؟!! "

    كان باستطاعتي أن أرى وليد واقفا هناك عند النافذة المفتوحة ، لكني لا أعرف بأي اتجاه كان ينظر !

    " هل أصنع عصير الليمون أم البرتقال "

    ابتسمت والدتي و قالت :

    " كما تشائين ! "

    قلت :

    " ماذا يفضل "

    و لم أجرؤ على النطق باسمه !
    والدتي التفتت نحو وليد ، و كذلك فعلت أنا ، فالتقت أنظارنا لوهلة .

    قالت أمي :

    " ماذا تفضل أن تشرب اليوم ؟ عصير البرتقال أم الليمون ؟ أم كليهما ؟ "

    ابتسم وليد و قال :

    " البرتقال قطعا ! "

    ثم التفتت والدتي إلي مبتسمة ، و قالت :

    " هل بقي شيء بعد ؟ "

    " لا . تقريبا فرغنا من كل شيء ، بقي العصير . و السلطة "

    " عظيم ، أنا قادمة معك "

    ثم استأذنت وليد ، و خرجت و أغلقت الباب .
    و عندما ذهبنا للمطبخ ، وجدنا سامر هناك ، و كان قد عاد لتوه من الخارج حيث أحضر بعض الحاجيات .
    بادلانا بالتحية ثم سأل :

    " ألم ينهض وليد ؟ "

    قالت أمي :

    " بلى ! استيقظ قبل قليل "

    " عظيم ! أنا ذاهب إليه "

    و ذهب سامر مسرعا ، فهبت دانة واقفة و رمت بالسكين و قطعة الخيار التي كانت بيدها جانبا و قالت بانفعال :

    " و أنا كذلك "

    و لحقت به و هي تقول موجهة كلامها إلي :

    " أتمي تحضير السلطة ! "

    و في ثوان كانا قد اختفيا .

    ماذا عني أنا
    أنا أيضا أريد أن أذهب إليه !
    نظرت إلى أمي فقالت :

    " أنا سأقطع الخضار ، حضري أنت العصير .




    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~






    رد مع اقتباس  

  9. #59  
    المشاركات
    3,259
    قبل قليل ، جاءت رغد و وقفت عند باب الغرفة لعدة ثوان .
    أظن أنها جاءت تسال والدتي عن عصيري المفضل !
    يبدو أنها نسيت ذلك . لطالما كنت آخذها معي إلى في نزهة بالسيارة ، نتوقف خلالها لتناول البوضا أو عصير البرتقال ، أو حتى أصابع البطاطا المقلية !
    يا ترى . ألا تزال تحبها كما في السابق
    طرق الباب ، ثم دخل أخي سامر و دانة .
    أقبل الاثنان نحوي يحييانني و يعانقانني من جديد .

    قال سامر :

    " أحضرت لك بعض الملابس يا أخي ! إنك بحاجة إلى حمام طويل جدا ! "

    ابتسمت بشيء من الخجل ، فأنا أعرف أن هندامي كان سيئا . و شعري طويلا . و لحيتي نابتة عشوائيا بلا نظام ، و الملابس التي اشتراها لي سيف على عجل خالية من الجمال و الأناقة !

    قلت :

    " هل أبدو مزريا "

    ضحكت دانة و قالت :

    " بل تبدو كأحد نجوم السينيما الأبطال ! "

    ضحكنا نحن الثلاثة ، ثم قلت :

    " بطل بلا عضلات !؟ لا أناسب حتى لدور مجرم ! "

    و جفلت للكلمة التي خرجت من لساني دون شعور . ( مجرم ) . ألست كذلك
    لكن أحدا لم يلحظ تغير تعابير وجهي ، بل استمرت دانة تقول :

    " بل بطل ! أليس كذلك يا سامر ؟ إنه ليس رأيي وحدي بل هذا ما تقوله رغد أيضا ! "

    أثارت جملتها هذه اهتمامي البالغ ، هل قالت رغد عني ذلك حقا ؟ هل أبدو كذلك في نظرها ؟
    تعلمون كم يهمني معرفة ذلك !
    لقد كانت تعتبرني شيئا كبيرا عاليا في الماضي ، و الآن بعدما كبرت . ترى ماذا أصبحت أعني لها
    فيما بعد ، نعمت باستحمام طويل و مركز !
    نظفت جسدي و ذاكرتي من كل ما علق بهما من أيام السجن . و بلاء السجن .
    بدوت بعدها ( شخصا محترما ) ، إنسانا مكرما . رجلا يستحق الاهتمام

    حينما حضر سامر للغرفة بعد ذلك ، أطلق صفرة حادة مداعبا !

    " ما كل هذه الوسامة يا رجل ! بالفعل كأبطال السينيما ! "

    ابتسمت ، ثم قلت :

    " يجب أن تصحبني إلى الحلاق اليوم لأقص شعري ! "

    قال :

    " أبقه هكذا يا رجل ! تبدو جذابا به ! "

    ضحكنا كثيرا ، ثم خرجت معه من الغرفة فإذا بي أرى أمي و أبي يقفان في الردهة .
    ابتسما لرؤيتي ، و تبادلنا حديثا قصيرا ، ثم ذهبنا أنا و أبي و سامر لتأدية صلاة الظهر في المسجد .
    عندما عدنا ، و ما أن وطأت قدمي أرض مدخل المنزل ، حتى هاجمت أنفي روائح أطعمة شهية جدا !
    أخذت نفسا عميقا متلذذا بالرائحة الرائعة !
    ظهرت أمي ، و قادتنا إلى غرفة المائدة .
    و ذهلت للأطباق الكثيرة التي ملأت المائدة عن آخرها .

    " أوه ! كل هذا !؟ "

    نظرت إلى أمي بتعجب ، فابتسمت و قالت :

    " تفضل بني بالهناء و العافية "

    لا أخفيكم أن معدتي كانت تستصرخ !
    انقبضت مصدرة نداء استغاثة ، ثم توسعت أقصى ما أمكنها استعدادا للكميات الكبيرة التي أنوي التهامها !

    في هذه اللحظة تذكرت صديقي سيف ، قلت :

    " سيف ! يجب أن اتصل بسيف ! "






    رد مع اقتباس  

  10. #60  
    المشاركات
    3,259
    و ذهبت إلى حيث يجلس الهاتف بسكون ، و اتصلت به في الشقة حيث كنا
    اعتذر سيف عن الحضور و قال أنه لا يود التسبب بأي حرج على أفراد العائلة في هذا الوقت ، لكنه وعد بالحضور مساء .
    اتخذت مجلسي حول المائدة ، على يمين والدتي . ، فيما سامر إلى يسار والدي . و أخيرا أقبلت الفتاتان ، دانة و رغد . فجلست دانة إلي يمين والدي ، و بقي الكرسي الأخير . المقابل لي شاغرا .
    أقبلت رغد فجلست مقابلي على ذلك الكرسي ، و اتضح لي فيما بعد أنني جلست على الكرسي الذي تجلس هي عليه في العادة !
    كانت ترتدي رداءا طويلا ، و حجابا .
    لا أخفيكم أنني كنت أشعر بشيء كلسعة الكهرباء كلما التقت نظراتنا عفويا
    إنها صغيرتي رغد !
    محبوبتي المدللة التي حرمت من رؤيتها و العناية بها لثمان سنين .
    تعرفون ما تعني لي .
    و قد كبرت و لم يعد بإمكاني مداعبتها كالسابق .
    إنني أريد أن أطعمها هذه البطاطا المقلية بيدي !
    إنني أشعر بأنها تراقبني !
    ليست هي فقط . بل الجميع يراقبني
    إنني رغم شهيتي العظمي للطعام تصرفت بلباقة و تهذيب ، و أكلت بنفس السرعة التي بها يأكلون
    و لكن لوقت أطول . و لكميات أكبر !
    ما أشهى أطباق أمي !
    كل شيء يبدو لذيذا جدا . حتى الماء .
    لم أذق للماء طعما منذ ثمان سنين .
    و هل للماء طعم
    أنا أعتبر نفسي دخلت الجنة بخروجي من ذلك الجحيم . السجن .
    الحمد لله .

    أمور كثيرة قد تحدثنا عنها إلا أن السجن لم يكن من ضمنها مطلقا
    كما و أنني لم أكن مقبلا على الحديث ، بل الاستماع . و علمت عن أشياء كثيرة و تطورات جديدة حدثت في البلاد و الحياة خلال سنوات غيابي .
    و كانت رغد أقلنا حديثا ، بل إنها بالكاد تنطق بكلمة أو كلمتين من حين لآخر
    كنت أريد أن أتحدث معها .
    أسألها عما عملت في غيابي .
    أمسك بيديها .
    أمسح على شعرها .
    أضمها إلي .
    كما كنت أفعل سابقا . فهي طفلتي التي اشتقت لها كثيرا جدا جدا . أكثر من شوقي لأي شخص آخر .
    لست بحاجة لوصف المزيد فأنتم تعرفون .
    لكنها الآن أمامي فتاة بالغة ترتدي الحجاب . لا أجرؤ حتى على إطالة النظر إليها أكثر من بضع ثوان .
    هل تتصورون كيف هو شعوري الآن
    لقد قضيت ثمان سنوات من العذاب. تغير في الدنيا خلالها ما تغير ، إلا أن حبي لهذه الفتاة لم يتغير . و إن لم أعد الماضي الجميل و علاقتي الرائعة بها فسوف أصاب بالجنون !

    قلت ، في محاولة مستميتة لإحياء الماضي الميت و إشعارها و إشعار نفسي بأن شيئا لم يتغير :

    " رغد . صغيرتي . إلى أين وصلت في الدراسة ؟ "

    رغد رفعت بصرها إلي في خجل ، و قد تورد خداها ، و قالت :

    " أنهيت الثانوية ! و سوف ألتحق بإحدى الكليات العام المقبل "

    ابتسمت بسعادة ! فطفلتي الصغيرة ستدخل الجامعة !

    " عظيم ! مدهش ! أبهجتني معرفة ذلك ! وفقك الله "

    ابتسمت رغد بخجل شديد ، ثم قالت :

    " و أنت ؟ هل أنهيت دراستك أم لا زال هناك المزيد بعد "

    تصلبت تماما لدى سماعي هذا السؤال .
    و نقلت بصري إلى أمي . أبي . سامر . و دانة .
    و علامات الذهول صارخة في وجهي .

    أبى قال مرتبكا






    رد مع اقتباس  

صفحة 6 من 26 الأولىالأولى ... 4567816 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تحميل رواية كنت أحبك حب ماتقراه في أعظم رواية
    بواسطة Bshaer‘am في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-Aug-2014, 12:29 AM
  2. مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 24-Oct-2013, 11:43 PM
  3. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  4. ديكورات كامله 2013 , ديكورات منزل كامله 2013 , صور ديكورات جميله 2013
    بواسطة ♣ ♣المتفائله♣ ♣ في المنتدى ديكور - فن الديكور المنزلي - اثاث غرف ومطابخ وحدائق
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-Sep-2012, 11:37 PM
  5. رواية قليل من الحب كامله من الروايات الرومنسية txt للجوال
    بواسطة بدويه اصيله في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 09-Oct-2011, 10:39 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •