رغد انسحبت فورا من المطبخ .
وضعت أنا الأواني في أماكنها و قلت لدانة :
" دانة . لا تكوني فظة معها ! "
" أنا يا وليد ألا ترى كيف ترد علي بنفس مشمئزة "
" لكن أرجوك لا تعامليها بخشونة لحين عودة والدي ّ "
" لا تقلق . لن أتعمد إزعاجها تصرّف أنت معها "
مضت ساعات و الفتاة حبيسة غرفتها . الأمر ضايقني كثيرا . و قبل ذهابي لتأدية صلاة الظهر في المسجد طلبت من دانة أن تذهب لتفقدها ، و عندما عادت سألتها عنها فقالت :
" لم تفتح لي الباب ! عنيدة ! "
الأمر زاد من قلقي و خوفي . و بعدما عدت ، سألتها عنها فكررت الإجابة ذاتها .
" حسنا . سوف . سوف أحاول التحدث معها . أيمكنني ذلك "
" حاول وليد !علك تحرز نجاحا ! "
ذهبت بعد تردد ، و طرقت باب غرفتها .
" هذا أنا وليد "
لم ترد علي . شعرت بخوف . فعدت أطرق الباب طرقا أقوى و أنادي :
" رغد . صغيرتي هل أنت بخير "
و لما لم تجب أصابني الجنون . ماذا لو أن مكروها قد حل بها و نحن لا نعلم
طرقته الآن بقوة و عصبية .
" رغد افتحي الباب أرجوك . "
كدت أفقد السيطرة على نفسي لو لم ينفتح الباب في اللحظة الأخيرة !
ظهرت رغد . و راعني المظهر الذي كانت عليه .
كيف لي أن أتحمل رؤية ذلك
صغيرتي أنا . مدللتي الغالية . تتبعثر دموعها الغالية سدى لتشربها المناديل . و ينتهي مصيرها إلى سلة المهملات
" ماذا تريد ؟ "
قالت بصوت حزين مخنوق . التف حول عنقي أنا و خنقني حتى الموت .
قلت :
" ما بك صغيرتي "
قالت و تعبيرات وجهها تزداد حزنا و كآبة :
" ماذا تريد قل لي "