الملاحظات
صفحة 18 من 26 الأولىالأولى ... 81617181920 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 171 إلى 180 من 255

الموضوع: رواية انت لي كامله

  1. #171  
    المشاركات
    3,259
    قلت :

    " أما زلت ِ غاضبة مني كيف لي أن أكسب عفوك "

    قالت :

    " لا يفرق الأمر معي شيئا "

    و همّت بالانصراف ، قلت :

    " لكنه يفرق معي كثيرا "

    توقفت و قالت :

    " حقا "

    " نعم بالتأكيد . "

    " هذا شأنك . لا دخل لي به "

    و انصرفت .

    الواضح أنني سألاقي وقتا عصيبا . كان الله في عوني .

    بعد ساعات ، أعدت دانة مائدة العشاء و لم تشاركنا رغد فيه . لقد مضت الليلة الأولى من ليالي تولي ّ مسؤولية هذا المنزل على هذه الحال


    في الصباح التالي كنت أجلس مع دانة في المطبخ ، و رغد على ما يبدو لا تزال نائمة .

    قلت :

    " أخبريني دانة . كيف أقدم المساعدة فأنا أجهل الأمور المنزلية ! "

    ضحكت دانة و قالت :

    " لا تهتم ! أنا أستطيع تولي الأمور وحدي ! "

    " أرغب في المساعدة فأنا بلا شاغل ! أخبريني فقط بما علي فعله ! "

    و باشرت المساعدة في أعمال المنزل !

    ليس الأمر سيئا كما قد يظنه البعض ، كما أنه ليس من تخصص النساء فقط !

    كنت أرتب الأواني في أرففها الخاصة حين دخلت رغد إلى المطبخ .

    كانت دانة آنذاك تفتش في محتويات الثلاجة .


    قالت رغد :

    " صباح الخير "

    التفتنا لها و رددنا التحية . الحمد لله ، تبدو أكثر هدوءا هذا الصباح !


    قالت دانة :

    " تناولنا فطورنا قبلك ! "

    قالت رغد :

    " غير مهم "

    قالت دانة و هي لا تزال تقلب بصرها في محتويات الثلاجة :

    " إنني حائرة ما أطهو للغذاء اليوم !؟ ماذا تودان "

    و نظرت باتجاهي ، فقلت :

    " أي شيء ! كما يحلو لك "

    ثم نظرت باتجاه رغد و سألتها :

    " ما ذا تقترحين "

    قالت رغد :

    " لا شيء "

    " لا شيء "

    " لا تعملي لي حسابا فأنا حين أرغب بشيء سأصنعه بنفسي "

    قالت دانة بعد تنهد :

    " أما زلت ِ على ذلك ! أف ٍ منك ! "






    رد مع اقتباس  

  2. #172  
    المشاركات
    3,259
    رغد انسحبت فورا من المطبخ .

    وضعت أنا الأواني في أماكنها و قلت لدانة :

    " دانة . لا تكوني فظة معها ! "

    " أنا يا وليد ألا ترى كيف ترد علي بنفس مشمئزة "

    " لكن أرجوك لا تعامليها بخشونة لحين عودة والدي ّ "

    " لا تقلق . لن أتعمد إزعاجها تصرّف أنت معها "


    مضت ساعات و الفتاة حبيسة غرفتها . الأمر ضايقني كثيرا . و قبل ذهابي لتأدية صلاة الظهر في المسجد طلبت من دانة أن تذهب لتفقدها ، و عندما عادت سألتها عنها فقالت :

    " لم تفتح لي الباب ! عنيدة ! "

    الأمر زاد من قلقي و خوفي . و بعدما عدت ، سألتها عنها فكررت الإجابة ذاتها .

    " حسنا . سوف . سوف أحاول التحدث معها . أيمكنني ذلك "

    " حاول وليد !علك تحرز نجاحا ! "


    ذهبت بعد تردد ، و طرقت باب غرفتها .

    " هذا أنا وليد "

    لم ترد علي . شعرت بخوف . فعدت أطرق الباب طرقا أقوى و أنادي :

    " رغد . صغيرتي هل أنت بخير "

    و لما لم تجب أصابني الجنون . ماذا لو أن مكروها قد حل بها و نحن لا نعلم

    طرقته الآن بقوة و عصبية .

    " رغد افتحي الباب أرجوك . "

    كدت أفقد السيطرة على نفسي لو لم ينفتح الباب في اللحظة الأخيرة !

    ظهرت رغد . و راعني المظهر الذي كانت عليه .

    كيف لي أن أتحمل رؤية ذلك

    صغيرتي أنا . مدللتي الغالية . تتبعثر دموعها الغالية سدى لتشربها المناديل . و ينتهي مصيرها إلى سلة المهملات

    " ماذا تريد ؟ "

    قالت بصوت حزين مخنوق . التف حول عنقي أنا و خنقني حتى الموت .

    قلت :

    " ما بك صغيرتي "

    قالت و تعبيرات وجهها تزداد حزنا و كآبة :

    " ماذا تريد قل لي "






    رد مع اقتباس  

  3. #173  
    المشاركات
    3,259
    قلت :

    " صغيرتي . أريد أن تتوقفي عن البكاء و الحزن أرجوك . أنا قلق عليك "

    قالت :

    " قلق علي ؟ "

    " نعم يا رغد . "

    " و لم ؟ هل يهمك أمري "

    " و هل هذا سؤال ؟ طبعا يهمني ! لم أنا هنا الآن "

    " لأن والدي طلب منك ذلك ، و وجدت نفسك مضطرا للحضور . لم تكن لتحضر لأجل أحد . خصوصا فتاة غبية تصدّق قسم الكذّابين و تُستغفل بعلبة بوضا يشتريه لها رجل مثلك ليلهيها بها قبل الرحيل "

    صعقت لسماعي كلماتها .

    قفزت الدموع من عينيها قفزا و قالت و هي آخذه في البكاء بانفعال :

    " تسخر مني أتظنني تلك الطفلة اليتيمة الوحيدة التي تخليت عنها قبل سنين و هي في أحوج الأوقات إليك "

    " رغد "

    " أسكت . ! "

    صمت ، و أنا في قلبي صرخة لو أطلقتها لحطمت زجاج المنزل .

    " لا تدعي القلق علي يا كذاّب . لا أريدك أن تعتني بي . فلدي خطيب يهتم لأمري و يحرص علي . أفضل منك أليس هذا هو كلامك ؟ يا ابن عمّي الكذّاب "


    لا إراديا رفعت يدي و ضربت الباب بقوة و انفعال من فرط الغضب .

    عندها ، توقفت رغد عن الكلام و عن البكاء أيضا . و نظرت إلي بفزع .

    كانت النار تتأجج في صدري و لو لم أمسك أعصابي ، لكنت أحرقت المنزل بمن فيه

    قلت بعصبية لم أملك إخفاءها :

    " لا تتحدثي معي بهذه الطريقة ثانية يا رغد . فهمت "

    رغد كانت تبدو مذعورة و تنظر إلي بدهشة .

    قلت :

    " إنك لا تعرفين شيئا . لا تقلبي علي ّ المواجع و دعي هذه الأيام تمر بسلام . أتسمعين "


    و أوليتها ظهري و انصرفت عنها .

    جلست في الردهة . و جلست معي و تحديدا في رأسي كلمات رغد الأخيرة .

    ( لدي خطيب يهتم لأمري و يحرص علي أفضل منك )

    تبا لك يا سامر !

    بعد نصف ساعة رأيت رغد تعبر الردهة . في طريقها إلى المطبخ .

    ألقت علي ّ نظرة غريبة ، ثم تابعت سيرها .

    لحقت بها أنا بعد قليل ، فرأيتها تقشر البطاطا و تقطعها . كانت دانة قد انتهت من إعداد المائدة .

    قالت :

    " الغذاء جاهز . تفضل وليد "

    رافقت دانة و أنا أسير ببطء و تردد . إلى غرفة المائدة حيث الوجبة اللذيذة التي أعدتها .

    " قل لي ما رأيك "

    " أنت ماهرة يا دانة ! محظوظ هو نوّار ! "

    ابتسمت بخجل و قالت :

    " شكرا لك . "

    ثم قالت :

    " على فكرة دعاني للعشاء في مطعم هذه الليلة ! "

    " جميل ! "

    ثم استدركت و قلت :






    رد مع اقتباس  

  4. #174  
    المشاركات
    3,259
    " ماذا قلت للعشاء في مطعم "

    " نعم "

    " و . نحن "

    قالت :

    " هل تودان مرافقتنا "

    ابتسمت و قلت :

    " لا ، لا أقصد لكن "

    " آه فهمت ! لا تقلق ! سأعد لكما طعاما قبل انصرافي ! "

    " أوه لم أقصد هذا دانة ! إن ذهبت ستبقى رغد وحدها ! "

    دانه رفعت نظرها نحو السقف لتفكر ، ثم قالت :

    " لكن غدا السبت و سوف تنام مبكرة ! أنت من ستظل وحيدا ! "

    " لا يفرق الأمر معي كثيرا . "

    فلطالما عشت وحيدا . لا تشاركني أيامي سوى الهموم و الذكريات .

    " فيم شردت أخي ؟ "

    سألتني دانة حين رأتني سارحا . قلت :

    " دانة . اذهبي و استدعي رغد لتجلس معنا "

    " لن تفعل ! أعرفها ! "

    " إذن . دعينا نذهب نحن إليها ! "


    و قرنت القول بالعمل !

    رفعت الطبق الرئيسي و حملته إلى المطبخ ، و وضعته وسط الطاولة . بينما رغد تجلس على أحد المقاعد و تأكل أصابع البطاطا من طبق أمامها

    حين رأتني نظرت إلي بدهشة ، فقلت :

    " أنا أيضا أحب البطاطا المقلية ! هل لي بمشاركتك "

    و للمرة الأولى منذ عودتي للمنزل أرى ابتسامة على وجهها ـ و إن كانت ابتسامة سطحية .

    جلست على أحد المقاعد ، فقرّبت هي طبق البطاطا مني و تناولت بعضها .

    أقبلت دانة تحمل بقية الأطباق و ترتبها أمامنا واحدا بعد الآخر .

    صحيح أن رغد لم تشاركنا طعامنا و لا حتى الحديث ألا أنها على الأقل شاركتنا المائدة ، و التنظيف أيضا !

    بعد عدة ساعات حضر نوّار و جالسته بعض الوقت قبل أن يخرج هو و دانه للاستمتاع بسهرة خاصة .

    نوّار شخص مغرور بالفعل و اتفق مع رغد في حكمها عليه !

    بعدما خرجت دانة أدركت أنني أصبحت في البيت منفردا مع رغد !

    هي كانت تجلس في غرفتها منذ ساعات ، و أنا أتجول في المنزل بملل لا أجد ما أفعله . !

    رن الهاتف فأسرعت إليه . لأشغل نفسي به . كنت انتظر اتصالا من والدي لكن الذي اتصل هو آخر شخص كنت أود سماع صوته . أخي سامر !

    سأل عن أحوالنا و ما إلى ذلك ، ثم طلب مني أن استدعي رغد .

    ألكم أن تتصوروا ذلك

    أستدعي رغد لكي يتبادل الأحاديث معها هو .

    رغد لم تكن تملك هاتفا في غرفتها لذلك حين أخبرتها أتت معي و جلست في نفس الغرفة تتحدث معه !

    في وضع كهذا ، فإنه لمن اللياقة و الذوق أن أنصرف . لكنني لم أرغب في الانصراف .
    بل على العكس . استرققت السمع عمدا لأعرف ما يدور بينهما من أحاديث .

    " ذهبت مع خطيبها و تركتني وحدي ! لكنني كنت أدرس ، و بعد قليل سآوي للنوم . لا تقلق علي عزيزي "

    عزيزي

    عزيزي

    لا يمكنني تحمل المزيد . ألقيت بالصحيفة التي كنت أتظاهر بقراءتها و نهضت مستاءً و ذهبت إلى غرفة سامر ، و ذرعتها جيئة و ذهابا حتى صدّعت أرضها !

    تناولت إحدى السجائر ـ و التي كنت على وشك الإقلاع عنها ـ و خرجت من الغرفة ، و من المنزل ، إلى الفناء الخارجي رغبة في التدخين .

    إلى أن تنتهي الأيام المتبقية لي في هذا المنزل فإنني بالتأكيد سأتدهور و أعود إلى الصفر .

    سمعت الباب يفتح بعد خروجي ببرهة . و أتت رغد






    رد مع اقتباس  

  5. #175  
    المشاركات
    3,259
    " إلى أين تذهب "

    التفت إليها و قلت :

    " ليس لأي مكان . سأدخن هنا فقط "

    قالت :

    " لا تخرج وليد ، أنا وحدي "

    وحدك ؟ أليس ( عزيزك ) معك عودي إليه !

    " أعرف "

    توقعت بعد ذلك أن تعود للداخل لإتمام مكالمتها ، لكنها على العكس من ذلك خرجت و وقفت قرب الباب . تراقبني !

    قالت :

    " يجب أن أخلد للنوم الآن . أغادر عند السابعة و النصف صباحا "

    " حسنا . اطمئني ، سأنهض في الوقت المناسب "

    صمتت قليلا ، ثم قالت :

    " ألن تنام الآن "

    " لا ! لا يزال الوقت مبكرا بالنسبة لي ، كما و أنني سأنتظر دانة . اذهبي أنت "

    و ظلت واقفة مكانها .

    و حين رأت علامات التعجب فوق رأسي قالت :

    " ألن تأتي معي "

    " إلى أين "

    " إلى الداخل "

    " سأبقى هنا لبعض الوقت ! "

    و لم أر منها أي بادرة تشير إلى أنها تعتزم الدخول !

    " ما المشكلة "

    " لا تخرج وليد رجاء ً "

    " لا أنوي الخروج أبدا . "

    " إذن أدخل "

    يا لهذه الفتاة ! ألم تعد تصدقني أبدا أم تظن أنني سأرحل و أتركها و دانة هكذا

    تخلصت من سيجارتي ، و دخلت معها . هي ذهبت للنوم و أنا بقيت أشاهد التلفاز لساعتين ، حتى عادت دانة من سهرتها !

    " وليد سأذهب و نوّار غدا لشراء بعض حاجيات منزلنا عصرا و قد أغيب حتى الليل "

    " و رغد تتركينها وحدها "

    " لا ! أتركها معك ! "


    في صباح اليوم التالي نهضت باكرا و استعددت لمرافقة رغد إلى الجامعة .

    كنت في المطبخ و قد أعددت بعض الشاي و جعلت أحتسيه ببطء و أراقب عقربي الساعة اللذين يقتربان من السابعة و النصف .

    و أخيرا ظهرت رغد !

    أهناك أجمل من أن تستقبل صباحك برؤية وجوه من تحب


    قلت :






    رد مع اقتباس  

  6. #176  
    المشاركات
    3,259
    " صباح الخير . صغيرتي "

    ردت بشيء من الخجل . !

    قلت :

    " أأ . أ نذهب الآن أم ترغبين بتناول الفطور "

    نظرت رغد نحو إبريق الشاي الذي أعددته ، و قالت :

    " هل من مزيد "

    قلت متوترا :

    " نعم ، أعتقد ، أجل . تفضلي "

    و أنا في خشية من ألا يعجبها طعم الشاي البسيط الذي أعددته !

    سكبت لها قليلا منه في أحد الأكواب و رشفت منه قليلا

    لم يظهر على وجهها أي استياء






    رد مع اقتباس  

  7. #177  
    المشاركات
    3,259
    الحمد لله ! فشايي مقبول الطعم !

    و بعدها شربت المقدار كاملا ، ثم غادرنا المنزل

    الجو كان منعشا جدا و من خلال نوافذ السيارة النصف مفتوحة تتسلل تيارات الهواء الباردة عابثة بشعري !

    رغد كانت تجلس خلفي ملتزمة الصمت . و رغم برودة الجو ، ألا أن مجرد وجودها في الصورة يكفي لجعل الحريق ينشب في داخلي

    في عصر ذلك اليوم و بعدما خرجت دانة مع خطيبها بقينا وحدنا في المنزل ، هي في غرفتها كالعادة ، و أنا لا أجد ما أفعله !

    شعرت بملل شديد و أجريت عدة مكالمات مع بعض معارفي من أجل تمضية الوقت ألا أن الساعات مرت بطيئة جدا .

    لم لا أخرج في نزهة بسيطة . و آخذها معي

    أتراها ترحب بذلك

    أ أكون مجنونا إن طلبت ُ هذا

    لم لا أجرّب ؟!

    ذهبت إلى غرفتها و طرقت الباب ، و بعد قليل فتحته .


    " هل أنت مشغولة "

    " أهناك شيء "

    " كنت . أرغب بالخروج للتنزه لبعض الوقت و شراء بعض الحاجيات "

    و بدا على وجهها الاعتراض و قالت بسرعة :

    " و تتركني وحدي "

    قلت :

    " لا ، لا . أصطحبك معي . إن كنت لا تمانعين ؟ "

    ترددت رغد قليلا ثم قالت :

    " حسنا و لكن لفترة قصيرة فأنا أريد أن أذاكر "

    " نعم ، لساعة لا أكثر "

    و خرجنا معا .

    حينما مررت قرب إحدى الصيدليات أوقفت سيارتي و هممت بالنزول قائلا :

    " سأشتري بعض الأشياء و أعود سريعا "

    رغد فتحت الباب مباشرة و هي تقول :

    " سآتي معك "

    قلت :

    " لن أتأخر ! "

    قالت :

    " ليكن ، سآتي معك "

    كنت أنوي شراء ما نفذ من أدويتي ، و بعض الأشياء الأخرى .

    تجولت بالسيارة على الشوارع الداخلية للمدينة . و مررنا بعدة محلات و متاجر .

    سألتها بعد ذلك عما إذا كانت ترغب في شراء أي شيء ، أجابت بالنفي ، قلت :

    " و لا حتى . بعض البوضا "

    قالت :

    " البوضا ثانية لم ؟ هل قررت الرحيل هذه الليلة "

    انزعجت من كلامها فقلت :

    " و هل أنا مجنون لأرحل و أترككما وحدكما "

    قالت :

    " لا . لست مجنونا "

    ثم أضافت :






    رد مع اقتباس  

  8. #178  
    المشاركات
    3,259
    " إنما كذاّب "

    عند هذه اللحظة قررت إنهاء جولتنا القصيرة ، و عدت إلى البيت .

    لم أنطق بكلمة بعد ، و دخلنا المنزل و ذهبت هي مباشرة إلى غرفتها و بقيت أنا في الردهة ، أكثر ضيقا مما كنت عليه قبل خروجي .

    لماذا لا تتوقف عن نعتي بهذا

    ألا تدرك أنها تجرحني

    يجب أن أضع نهاية لهذا الموقف .

    فيما بعد . ذهبت لأسألها عما إذا كانت ترغب في أن نحضر عشاء ً من أحد المطاعم ، بما أن دانة ستتناول عشاءها مع خطيبها .

    كان باب الغرفة مفتوحا و كانت هي تستعرض بعض لوحاتها .

    " أيمكنني أن أتفرج عليها "

    " حسنا . هذه الجديدة "

    كانت الرسومات جميلة و متقنة . و فيما أنا أتفرج عليها واحدة تلو الأخرى رأيت شيئا أذهلني !

    أتذكرون صورتي التي رسمتها رغد في السابق ! كانت ضمن المجموعة . إلا أن شيئا قد تغير !

    كانت العينان حمراوين !

    عندما وقعت يدي و عيني على هذه الصورة ، أسرعت رغد بسحبها مني !

    قلت :

    " دعيني أرى ! "

    قالت بارتباك :

    " هذه لا ! "

    قلت :

    " ماذا فعلت ِ بعيني ّ "

    قالت :

    " لا شيء ! "

    " لكن لم طليتهما باللون الأحمر ؟ "

    نظرت نحوي بحدة و قالت :

    " هكذا هي عيون الكذابين "

    اشتططت غضبا و رميت ببقية اللوحات على المكتب و خرجت من الغرفة .

    و نسيت أمر العشاء و كل أمور الدنيا عدا موقف رغد المزعج مني .

    و من حينها بدأت أعاملها بالمثل . ببعض الجفاء .

    توالت الأيام ، و الأجواء بيننا متنافرة ، أقوم بواجباتي بمصمت و لا أتبادل أحاديث تذكر معها . حتى أقبل يوم الأربعاء ، و هو اليوم الذي يأتي سامر فيه لقضاء عطلة نهاية الأسبوع معنا .

    مع اقتراب موعد حضوره تعمدت ملازمة الغرفة فأنا لا أريد أن أشهد استقبالا حميما من النوع الذي يقرح المعدة . بين الخطيبين

    و أول حديث دار بينه و بيني :

    " ألا يمكنك أخذ إجازة من الآن يا سامر ؟ "

    " لا أستطيع ! و لكن . هل واجهت أي مشاكل "

    " لا ، غير أنني سئمت و أود المغادرة ! "

    و انتهزت فرصة تواجد سامر و قضيت معظم الوقت خارج المنزل .

    ليس لأنني أرغب في الترويح عن نفسي بل لأنني لا أرغب في التواجد في مكان يجمعهما .

    و مهما توهمت أنها عادت لي ، في النهاية . استيقظ على الواقع المر . أنها أصبحت له .



    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~






    رد مع اقتباس  

  9. #179  
    المشاركات
    3,259
    أخبرني سامر بأن وليد أبلغه عن سأمه من رعايتنا أنا و أختي دانة !

    الأمر أزعجني كثيرا . رغم أنني أعرف أنه لا يهتم بنا أو على الأقل لا يهتم بي .

    لم تكن بالفترة الهينة تلك التي قضيتُها مع وليد تحت سقف واحد !

    كنت أجبر نفسي على التظاهر بالاستياء و الانزعاج منه لأكتم حقيقة تصرخ في داخلي . أنا سعيدة بوجوده و أكاد أطير فرحا .

    و فرحتي هذه تنتهي في الليل ببحر من الدموع و الآهات ، للمصير الذي ينتظرني

    ليت أحدا يشعر بي !

    ليت أحدا ينقذني !

    سامر كانت يتحدث معي بلهفة و شوق . و كلما رأيت منه هذه المشاعر كرهت نفسي و كرهت الدنيا أكثر فأكثر .

    لم يكن لدي سوى نهلة أبثها همومي .

    و سأدعوها الليلة لقضاء بعض الوقت معي بعد أن يغادر سامر

    وليد كان قد خرج منذ الصباح و لم يعد حتى الآن !

    إنها الرابعة عصرا و سامر يريد الذهاب .

    ألهذا الحد هو ـ أي وليد ـ متضايق من وجوده معنا و لم يصدق أن جاء سامر ليخرج دون عودة !

    " تأخر وليد ! سأتصل به "

    قال سامر ، فعقبت :

    " ربما رحل ! "

    نظر إلى سامر باستغراب و قال :

    " رحل ! مستحيل طبعا ! كيف يرحل هكذا "

    قلت :

    " إنه يرحل هكذا دون مقدمات ! أم نسيت ذلك "

    " لكن الآن مستحيل "


    و ذهب للاتصال به .

    عندما فرغ من مكالمته قال :

    " إنه في طريقه إلى هنا "

    و شعرت بالاطمئنان .

    قلت ُ :

    " متى ينقضي هذا الأسبوع . "

    كنت أعني أن تعود أمي و يعود أبي ، و تعود الأمور إلى أماكنها ، إلا أن سامر فهم حسب مزاجه !

    ابتسم ابتسامة لطيفة و أمسك بيدي و قال بصوت حنون :

    " أنا أيضا أنتظر على نار ! متى يا رغد ! متى ينقضي ! "

    و لم ينقذني من نظراته تلك غير رنين الهاتف .

    أسرعت إليه و كان والدي على الطرف الآخر .

    كان والداي يتصلان من حين لآخر خلال الأيام المنصرمة ، و هذه المرة تعمدت الإطالة في الحديث معهما و استدعيت دانة من أجل وضع حواجز بيني و بين نظرات سامر .

    أنا لم أعد أحتمل . ليتني أستطيع قول شيء . سامر . سامحني . لكني لا أحبك . و لا أريد الزواج منك ! ألا تلاحظ ذلك
    بعد قليل وصل وليد .



    قال سامر ممازحا :

    " ما هذا يا رجل ! أخبرني أين كنت تتسكع كل هذه الساعات !؟ "

    وليد لم يبد عليه أي علامات المرح ! بل كان عابسا !

    قال سامر :

    " علي ّ أن أذهب الآن . "

    ثم أضاف و هو ينقل بصره بيني و بين دانة :

    " اعتني بشقيقتي و عروسي جيدا ! "

    قال وليد بنبرة حادة تنم عن الاستياء :






    رد مع اقتباس  

  10. #180  
    المشاركات
    3,259
    " لست ُ بحاجة لتوصية ، ماذا تظنني كنت ُ أفعل ؟ أتركهما و أتسكع في الشوارع "


    فوجئنا أنا و سامر و دانة بالنبرة الغريبة التي تحدث بها وليد ، و كلماته الجدية القوية !

    سامر قال :

    " كنت أمزح يا رجل ما بك ! "

    لم يرد وليد . بل جلس على المقعد ، و نزع ساعته و أخرج هاتفه المحمول و محفظته و مفاتيحه من جيبه و وضعها جميعا على المنضدة و أسند رأسه إلى المسند بشكل يفهم الناظر إليه بأنه مستاء جدا .

    تبادلنا نحن الثلاثة النظرات . المتعجبة

    قال سامر :

    " ما بك وليد "

    " لا شيء "

    " تبدو مستاء ً . هل حدث شيء ما "

    " قلت ُ لك لا شيء ! ألا تسمع "

    صمت الاثنان قليلا ، ثم قال سامر :

    " إن كان البقاء هنا يزعجك لهذا الحد . "

    و لم يتم إذ أن وليد قال مقاطعا :

    " أنا هنا الآن . انصرف مطمئنا على عروسك و أختها . إن هي إلا أيام فقط و ينتهي كل شيء "

    لم يجرؤ أحدنا على النطق بكلمة بعد .

    رافقنا سامر إلى البوابة الخارجية و قبل انصرافه قال :

    " هل هناك شيء هل هو عصبي هكذا معكما "

    دانة قالت :

    " لا مطلقا ! على العكس تماما ، لكن . اعتقد أن شيئا ما حدث معه و هو في الخارج ! "

    عندما عدنا للداخل ، وجدنا وليد و قد اضطجع على المقعد و غطى عينيه المغمضتين بذراعه .

    شعرت ُ بالقلق الشديد عليه . إذ يبدو من تصرفه و منظره الآن أن شيئا ما قد ضايقه كثيرا . فهل هو مستاء من البقاء معنا

    قالت لي دانة :

    " سيمر نوّار لاصطحابي إلى السوق بعد قليل "

    " ماذا ستخرجين و تتركيني "

    " ألن تأتي نهلة لزيارتك الليلة "

    " بلى و لكن إلى ذلك الحين ، هل سأظل وحدي "

    " وحدك و معك كل هذا "

    و أشارت بيدها نحو وليد

    قلت ُ بقلق :

    " إنه يبدو مخيفا ! "

    ضحكت دانة و قالت :

    " حتى وليد !؟ أخشى أنك تشعرين بالخوف من زوجك أيضا ! "

    و انصرفت إلى غرفتها تستعد للخروج .

    بقيت ُ أنا واقفة أراقب وليد الذي يبدو أنه نام !

    خطوة خطوة ، بهدوء تام اقتربت ُ منه !

    كان لدي فضول لألقي نظرة عن كثب على الأشياء التي وضعها على المنضدة !

    يبدو شكل ميدالية المفاتيح جذابا ! مع أنه قديم !

    مددت يدي بحذر حتى أمسكت ُ بالميدالية و حركتها ببطء فأصدرت صوتا خفيفا ، راقبت وليد بتمعن ، و لم ألحظ عليه أي حركة .

    الآن الميدالية في يدي ! ما أكثر المفاتيح !

    و الآن ، هل أستطيع أن ألقي نظرة على الهاتف أيضا إنه من طراز مختلف عن هاتفي سامر و أبي !

    مددت يدي نحو الهاتف و لم أكد ألمسه !

    " ماذا تفعلين !؟ "

    قال وليد فجأة وهو يزيح ذراعه عن عينيه و ينظر إلي !

    جفلت ُ و أصبت ُ بالروع فانتفضت ُ فجأة !

    وقعت المفاتيح من يدي على المنضدة

    هم وليد بالجلوس و رأيت وجهه شديد الإحمرار و زخات من العرق تلمع على جبينه .

    شعرت ُ بارتباك ٍ شديد و قبل أن يستوي جالسا أطلقت ساقي للريح و فررت هاربة !

    في غرفتي بعد ذلك تنفست الصعداء !

    كم يبدو مخيفا هذا الرجل !






    رد مع اقتباس  

صفحة 18 من 26 الأولىالأولى ... 81617181920 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تحميل رواية كنت أحبك حب ماتقراه في أعظم رواية
    بواسطة Bshaer‘am في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-Aug-2014, 12:29 AM
  2. مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 24-Oct-2013, 11:43 PM
  3. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  4. ديكورات كامله 2013 , ديكورات منزل كامله 2013 , صور ديكورات جميله 2013
    بواسطة ♣ ♣المتفائله♣ ♣ في المنتدى ديكور - فن الديكور المنزلي - اثاث غرف ومطابخ وحدائق
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-Sep-2012, 11:37 PM
  5. رواية قليل من الحب كامله من الروايات الرومنسية txt للجوال
    بواسطة بدويه اصيله في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 09-Oct-2011, 10:39 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •