الملاحظات
صفحة 19 من 26 الأولىالأولى ... 91718192021 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 181 إلى 190 من 255

الموضوع: رواية انت لي كامله

  1. #181  
    المشاركات
    3,259
    هل ظن أنني أحاول سرقته

    ما الذي دفع بي إلى حماقة كهذه !

    عندما أخبرت ُ نهلة بالأمر لاحقا انفجرت ضاحكة

    كنت قد اصطحبت ُ نهلة إلى غرفتي كالعادة ، و تركت وليد في البداية مع حسام ثم وحيدا بعد انصرافه

    عادة ما تطول جلساتنا أنا و نهلة و بالتالي سيظل وليد وحيدا في المنزل ، و أخشى أن يخرج .

    " سوف أذهب لأتأكد من وجوده ! "

    " هيا رغد ! لا أظنه سيغادر و هو يعلم أنك وحدك ! "

    " بل أنت ِ معي ! "

    قالت نهلة و هي تنفخ صدرها و تقطب حواجبها و ترفع كتفيها ـ كعادتها حين تتقمص شخصية رجل :

    " ما دمت ُ معك ِ فلسنا بحاجة لوجود أي وليد ! "

    خرجت ُ من الغرفة لهدفين : لجلب بعض العصير ، و لتفقد وليد !

    و الهدفان وجدتهما في المطبخ !

    واحد بارد






    رد مع اقتباس  

  2. #182  
    المشاركات
    3,259
    و الثاني حار !

    هو يجلس على المقعد يقلّب صفحات إحدى الصحف ، لكني متأكدة من أن عينيه تخترقان الأوراق !

    تناولت ثلاثة كؤوس و ملأت اثنين منها بالعصير البارد الذي أعددته قبل ساعة و وضعتهما في صينية .

    ثم قلت :

    " أترغب ببعض العصير "

    قال دون أن يرفع عينيه عن الصحيفة :

    " نعم ، شكرا "

    سكبتُ العصير في الكأس الثالث و حملته إليه .

    وضعته قربه على المنضدة ، و سرعان ما أمسك به و دلق نصف محتواه في جوفه دفعة واحدة !

    كان باردا جدا ، و يكاد يتجمد !

    كيف استطاع شربه بهذا الشكل !

    كل هذا و عيناه محدقتين في الصحيفة !

    حملت ُ الصينية و سرت نحو الباب .

    " رغد "

    نطق باسمي بغتة كدت معها أترنح و أسقط الصينية من يدي بما حوت !

    التفت إليه فرأيته ينظر إلي .

    قلت :

    " نعم "

    فجاء صوتي أشبه بصوت تلميذة نسيت حل الواجب و تقف بذعر أمام معلمتها !

    قال :

    " هل أجلب لكما طعاما للعشاء من أحد المطاعم "

    قلت بسرعة :

    " ماذا لا ! "

    قال :

    " و لكن هل ستتركين ضيفتك دون عشاء ؟ "

    " لا تهتم ، إنها نهلة لا غير ! . "

    " و لكن . حسنا . كما تشائين "

    و عاد يطالع الصحيفة.

    هممت أنا بالإنصراف ، ثم توقفت ُ و قلت :

    " لا تخرج وليد "

    فرأيت عينيه تنظران إلي من فوق الصحيفة . بحدّه !

    أسرعت ُ خطاي نحو غرفتي حيث نهلة ، دفعت إليها بالصينية فأمسكت بها و أنا تهالكت على السرير !

    " حمدا لله على السلامة ! "

    ضحكت من تعليق نهلة رغم أنني لا أجد الوقت مناسبا للضحك !

    قلت :

    " مرعب يا نهلة ! اليوم يبدو مخيفا جدا ! كالفهد الأسود ! "

    " صحيح دعيني أرى ! "

    " أوه نهلة ! توقفي عن ذلك ! "

    ضحكت نهلة و وضعت الصينية على المنضدة و أحضرت لي العصير و هي تقول :

    " خذي اشربي ، فأنت ِ تبدين كاللبؤة الحمراء ! "

    أخذت منها الكأس و رشفت رشفة صغيرة .

    " بارد جدا ! "

    قالت نهلة :






    رد مع اقتباس  

  3. #183  
    المشاركات
    3,259
    " أنت حارة جدا ! هيا اشربيه ! "

    بعدما فرغنا من شرب العصير . قلت :

    " اليوم . بدا مستاء ً من شيء ما . عندما يكون مغتاظا فإنه يصبح . يصبح . جذابا جدا ! "

    نهلة كتفت يديها و قالت :

    " رغد ! عدنا للجنون ! "

    كلمتها هذه أيقظتني من غفوتي القصيرة في عالم الوهم .

    و حين رأت نهلة تعبيرات الأسى تعود للظهور على وجهي قالت بعطف :

    " عزيزتي . أنا قلقة بشأنك و أخشى . أن تحطمي نفسك بهذا الشكل "

    وقفت كشخص يخرج من البحر . و يرفع رأسه للأعلى محاولا الفرار من الأمواج التي لا شك مهلكة إياه . و قلت :

    " إن كان علي أن أعيش مع شخص لا أحبه طوال عمري ، فهل كثير علي أن أسعد نفسي بأوهام عابرة قبل الغرق في بحر الواقع "

    وقفت نهلة ازائي و قالت :

    " لم يفت الأوان بعد . إن أردت أن تتشبثي بطوق النجاة . "

    طردت الأفكار السخيفة التي غزت رأسي لحظتها ، و هززت رأسي لأتأكد من نثرها خارجا .

    ثم قلت :

    " دعينا من ذلك ، ما رأيك بالخروج معي إلى السوق غدا سأشتري ملابس للعيد ! "

    نهلة استجابت لرغبتي في محي الألم ، و قالت مشجعة :

    " فكرة رائعة ! "

    بعدما انصرفت نهلة ، و كان ذلك قرابة العاشرة مساء ً ، بحثت عن وليد فوجدته يشاهد التلفاز في غرفة الضيوف .

    " وليد "

    لم يجب ، فقط نظر إلي .

    " أنا آسفة لكنني أخشى البقاء في البيت مع ابنة خالتي وحدنا "

    لم يعلّق !

    قلت :

    " دانة لم تعد "

    " أعرف "

    " أأ . أردت أن أطلب منك شيئا . إن سمحت "

    " تفضلي "

    " غدا أود الذهاب إلى بيت خالتي لأصطحب نهلة إلى السوق . ممكن "

    " حسنا "

    و أبعد نظره عني ، إلى التلفاز !

    قلت :

    " أترافقنا إلى السوق ؟ "

    قال بنفاذ صبر و ضيق :

    " ألم أقل حسنا إذن حسنا "

    لم تعجبني الطريقة التي تحدث بها . و لكني أردت أن أوضح الأمر أكثر :

    " أعني أن تلازمنا أثناء التسوق . أيمكنك ذلك "

    قال بنبرة ضايقتني كثيرا جدا :

    " نعم ، كما تأمرين يا ابنة عمي . ألست ُ هنا لحراستك ؟ سأنفذ وصايا خطيبك و والديه بدقة ، ماذا بعد "

    وقفت مذهولة من جملته هذه . فهل يظن هو أن وجوده يعني فقط مهمة حراسة و خدمة موكلة إليه سينتهي منها و يختفي من جديد
    هل أعني أنا له فقط مهمة مؤقتة مجبور على تنفيذها كارها

    قلت بانفعال :

    " انس الأمر ، لن أذهب معك لأي مكان "

    و خرجت من الغرفة بسرعة ، و إلى غرفتي . و إلى دموعي !

    دقائق و إذا به يقف عند الباب .

    " أنا آسف رغد ! أرجوك لا تبكي بسببي "

    مسحت دموعي و قلت بعصبية:

    " أنا الآسفة لأنني حملتك ما لا ترغب في تحمله ! و لكن من كان ليرافقني و أبي و سامر غائبان من كان سيهتم لأمري و أنا لا أهل لي سواكم "

    قال :

    " لم أقصد . أرجوك لا تسيئي فهمي "

    قلت :






    رد مع اقتباس  

  4. #184  
    المشاركات
    3,259
    " حسام لا يوافق أبدا على مرافقتنا إلى السوق و إلا لكنا ذهبنا معه . إن هي إلا أيام و تتخلص من هذا العبء الثقيل و مني "

    وليد قال بعصبية :

    " قلت لك لم أقصد هذا سأرافقكما إلى حيث تشاءان توقفي عن البكاء الآن "

    وليد كان مستاءا جدا كما ظهر من تعبيرات وجهه و انفعاله

    كتمت دموعي رغما عنها ، و أنهيت المشادة بسلام .

    في اليوم التالي رافقنا إلى السوق و اشتريت الكثير من الحاجيات و الأسواق كانت مزدحمة جدا بالناس ! فغدا هو عيد الحجاج !

    و كان من بين ما اشتريت هدية لدانة و أخرى لوليد ! طبعا لم أدعه يلحظهما .

    كان يسير إلى جانبنا و يساعدنا في حمل الأكياس ! و نهلة بين حين و آخر تلقي بتعليقاتها المداعبة حوله !

    اعتقد أنني بالغت كثيرا في تسوقي ! و بالتأكيد شعر وليد بالضجر . إلا أن وجوم وجهه منعني من تقديم أي اعتذار !

    عندما أوصلنا نهلة إلى بيتها دخلت معها لبعض الوقت لألقي تحياتي على العائلة ، و خرج حسام و تحدث مع وليد .

    اخترت هدية لدانة هذه المرة علبة أنيقة لحفظ المجوهرات ، أما لوليد ـ و لأنني لا أفهم في هدايا الرجال و قلما أهدي أبي أ و سامر شيئا ـ فقد اشتريت له ميدالية مفاتيح أكثر جمالا و أناقة من ميداليته الحالية !

    كنت سعيدة بما اشتريت ! هل ستعجبه هديتي

    عندما عدنا للبيت وجدنا دانة و قد دعت خطيبها لقضاء أمسية معها في المنزل .

    ما أن علم وليد بوجود نوار حتى سأل دانة :

    " متى سيغادر "

    قالت :

    " منتصف الليل ! لم "

    قال :

    " مادام موجودا هنا إذن أستطيع الخروج قليلا ! "

    و نظر باتجاهي .

    لم يكن باستطاعتي منعه . لكنني اغتظت ُ من إثباته مرة بعد أخرى بأنه يفتش عن أقل فرصة ليغادر المنزل . و يبتعد عني .
    هذا أثار جنوني و سخطي الشديد !

    و مرت الساعات و أنا وحيدة في غرفة المعيشة . دانة تستمتع بوقتها مع خطيبها المغرور في ليلة العيد و وليد يتجول في مكان ما . و أنا مرغمة على مشاهدة التلفاز وحيدة !

    أُف . متى يعود هذا

    و اقتربت الساعة من الثانية عشر منتصف الليل . أنا أشعر بالنعاس و لكنني لا أستطيع النوم قبل أن يعود !

    لماذا لم يعد حتى الآن

    هل فعلها و رحل

    طبعا مستحيل .

    كنت ُ على وشك الاتصال به حين سمعت صوت الباب ينفتح ، فأسرعت نحو المدخل و رأيت وليد يدخل و يغلق الباب خلفه

    حين رآني قال :

    " ألا زلت ِ مستيقظة !؟ "

    قلت بتوتر :

    " لماذا تأخرت "

    قال :

    " هل حدث شيء ؟ "

    قلت :

    " و هل كنت تنتظر أن يحدث شيء حتى تعود لا تدعني وحيدة هكذا ثانية "

    و زادني حنقا البرود الذي قابلتني به نظراته !

    و ببساطة قال :

    " حسنا "

    ثم سار ذاهبا إلى غرفة سامر !

    لماذا يعاملني بهذا البرود أكاد أجن . لم لا يدع لي فرصة لأعطيه هديته

    بعد نصف ساعة غادر نوّار ، و تعجبت دانة لدى رؤيتي ساهرة لهذا الوقت أمام التلفاز !

    " متى ستنامين "






    رد مع اقتباس  

  5. #185  
    المشاركات
    3,259
    " متى ما شعرت بالنعاس ! "

    و تركتني هي و أوت إلى فراشها . ففكرت في إهدائها الهدية غدا .

    الساعة الثانية عشر و النصف ، رأيت جاء وليد يقدم إلى غرفة المعيشة .

    كان شعره مبللا . لابد أنه كان يستحم !

    قال :

    " ألم تنامي بعد "

    قلت :

    " لا أشعر بالنعاس . أصابني الأرق و الإجهاد ! "

    لم يكترث لي ، بل ذهب إلى المطبخ ، ثم عاد و مر بي قبل ذهابه للنوم . قال :

    " تصبحين على خير "

    و أولاني ظهره .

    سيطر علي الغضب من إهماله لي ! قبل أن ينصرف ناديته بسرعة :

    " وليد "

    استدار إلي و لم يتكلم بل انتظر سماع ما سأقوله .

    أنا فقدت شجاعتي التي كنت أتوهم امتلاكي لها . و وقفت بخجل و ارتباك و أنا اخفي العلبة خلف ظهري !

    وليد راقبني بحيرة و ضجر !

    اقتربت منه شيئا فشيئا و أنا مطأطئة الرأس خجلا و بالتأكيد وجنتاي متوهجتان احمرارا !

    رفعت بصري بحياء و قلت :

    " كل عام و أنت َ بخير "

    ثم أظهرت الهدية و قدّمتها إليه :

    " هذه ِ لك "

    لقد كانت يداي ترتجفان و أنا أقدمها نحوه ، و بالتأكيد لحظ هو ذلك .

    نظراتنا الآن متشابكة . كنت أبحث عن أي كلمة شكر أو إشارة سرور .
    و أخيرا ابتسم وليد ابتسامة جميلة مذهلة و قال بارتباك .

    " و . أنت ِ بخير ! . أأ . شكرا ! "

    وليد مدّ يده و أمسك بالهدية .

    قال :

    " هل أفتحها "

    غضضت ُ بصري حياء ً و قلت :

    " كما تشاء "

    و هم هو بفتحها ، بينما قلبي أنا يخفق بشدة !

    لكن الصوت الذي سمعته ليس صوت انفتاح العلبة ، بل صوت انفتاح باب .

    رفعت نظري إليه و حدقنا ببعضنا برهة ، و نحن نسمع صوت باب المدخل ينفتح .

    شعرت بذعر .

    قلت :

    " ما هذا "

    وليد سار ببطء و حذر ذاهبا ناحية الباب و تبعته أنا بخوف .

    قال وليد قبل أن يصل إلى المدخل :

    " من هناك "






    رد مع اقتباس  

  6. #186  
    المشاركات
    3,259
    أنا أردت أن أمسك بيد وليد من الذعر . ربما يكون أحد اللصوص .

    وليد أشار إلي أن ألزم مكاني ، و تقدم هو نحو المدخل .

    أوشك قلبي على الوقوع أرضا .

    و للمفاجأة المذهلة رأينا سامر يظهر أمامنا !

    وقفنا متسمرين في مكانينا في ذهول !

    قال وليد :

    " سامر !! "

    سامر نظر إلينا بدهشة هو الآخر ، و قال :

    " آه ! أنتم مستيقظون ؟ "

    قال وليد :

    " هل هناك شيء "

    قال سامر :

    " أردت ُ أن أفاجئكم بظهوري غدا ! لكن أُفسِدت ْ المفاجأة ! "

    الآن سامر نظر إلي و ابتسم ، و قال :

    " لم أشأ أن يمر العيد و أنا بعيد جئت أشارككم ! "

    و أقبل نحوي ، و أمسك بيدي و قال :






    رد مع اقتباس  

  7. #187  
    المشاركات
    3,259
    الحلقة الثانية والعشرون



    ********


    ~ خلّصوني منه ~




    لم تمر ليلتي بسلام .

    و رغم أنني نمت متأخرة على غير العادة إلا أنني نهضت باكرا .

    لم يكن أحدهم قد نهض آنذاك ، و بعد قليل نهضت دانة و ذهبنا للمطبخ لإعداد كعكة العيد !

    دانة كانت مفعمة بالحيوية و النشاط أما أنا فكنت في غاية الكسل و الملل و الكآبة أيضا .

    بعد مدة اجتمعنا نحن الأربعة حول مائدة الفطور . و تناولنا حصصنا من الكعكة .

    سامر كان متحمسا جدا و منفعلا ، و يتحدث عن النزهات التي ينوي القيام بها هذا اليوم .

    قالت دانة :

    " أنا لن أشارككم فأنا سأخرج مع خطيبي ! "

    قال وليد :

    " و أنا سأخرج الآن "

    و نهض مباشرة .

    سامر قال :

    " إلى أين "

    " سأتجول في المنطقة "


    و سرعان ما غادر

    قال سامر :

    " ما به ؟ لا يبدو طبيعيا ! "

    قلت :

    " إنه يريد الرحيل "

    قال :

    " لن يغادر قبل زفافنا على أية حال ! "

    ثم ابتسم ابتسامته التي تزعجني و هو يقول :

    " بعد أيام فقط . "



    أهداني سامر زوجا من الأقراط الذهبية ، أما أنا فأهديته إحدى لوحاتي !

    لم تكن لدي فكرة عن شيء جديد أهديه إليه !

    قضينا نهار العيد ، أنا و سامر نتجول من مكان لآخر .

    و عند العصر ، و نحن في الطريق إلى البيت قال سامر :

    " حصلت على هذا اليوم بصعوبة ، لا زال أمامي مشوار العودة الطويل "

    قلت :

    " أنت تكلف نفسك مشقة ! ما كان يجدر بك الحضور ! "

    سامر التفت إلي باستغراب و قال :

    " لا أحضر في يوم مميز كهذا "

    قلت :

    " أقصد مشقة السفر . حضورا و ذهابا . "

    قال :

    " لأجلك أنت ِ "


    صمت ، و أخذت أراقب الأشياء المتحركة من حولي من خلال النافذة .

    بعد قليل ، قال سامر :

    " لم كنت ساهرة لذلك الوقت المتأخر . البارحة "


    التفت نحوه بتعجب !

    قلت :

    " لم أشعر بالنعاس قبلها . "

    و أضفت :

    " كما و أن . وليد كان قد عاد قبل ذلك بقليل من الخارج ، و لم أشعر بارتياح للنوم و هو خارج المنزل "


    قال :

    " هل . يسهر بعيدا كل ليلة "

    " لا ! أبدا . فقط البارحة ، ربما حضر أحد احتفالات العيد ! "

    عندما عندنا للمنزل كنا أول الواصلين

    تجازوت الساعة السادسة و لم يعد لا وليد و لا دانة . سامر بدأ يلقي بنظرة بين حين و آخر عليها في اضطراب .

    " تأخرا ! يجب أن أغادر الآن فأمامي مشوار طويل "

    و المشوار بين المدينتين يستغرق ساعات يقضيها سامر في قيادة السيارة

    لابد أنه متعب الآن ! فقد قضينا ساعات أيضا في السيارة .

    قام سامر و اتصل بوليد ، و يبدو أن هذا الأخير أخبره بأنه لن يعود قريبا

    لذا أتى سامر و قال :

    " أ آخذك إلى بيت خالتك "

    لم أحبذ الفكرة و مع ذلك اتصلت بهم ، و لم أجد أحدا . لابد أنهم ذهبوا أيضا للتمتع بيوم العيد .

    قلت :






    رد مع اقتباس  

  8. #188  
    المشاركات
    3,259
    " أين هو وليد "

    " يقول أنه في مكان بعيد ، و قد يتأخر في الحضور . "

    و تنهد سامر باستياء !

    إنها المرة الأولى التي يكون فيها معي و يرغب في الذهاب !

    قبيل الثامنة ، خرجنا مجددا و اشترينا عشاء خفيفا من مطعم قريب و عندنا للمنزل

    و أيضا لم نجد أحدا هناك .

    عاود سامر الاتصال بوليد بعد العشاء .

    " إن علي ّ الذهاب الآن . فمتى ستعود "



    و من خلال تعابير سامر المستاءة استنتجت رد وليد !

    قال سامر :

    " و الآن هل لا حضرت "

    بعد أقل من ساعة من المكالمة وصل وليد .

    بادره سامر بالعتاب :

    " تأخرت يا وليد كثيرا متى سأصل إلى شقتي "

    قال :

    " شاركت الآخرين مهرجانات العيد . لا أحد يبقى في المنزل في يوم كهذا "


    فهمت أنه يقصد أن وجودي يعيقه عن الترفيه عن نفسه في يوم مميز .

    التزمت الصمت . قال سامر :

    " سأذهب الآن . "

    و صافحني ، ثم صافح وليد و قال :

    " تصبحان على خير "



    بقيت مع وليد . وحيدين في المنزل .

    حينما رأيت الضجر باد عليه قلت :

    " إن كنت تود الذهاب لمتابعة سهرتك في مكان ما . فخذني إلى بيت إحدى صديقاتي ثم اذهب "


    و ببساطة تجاهلني !

    قلت بغضب :

    " وليد أنا أتحدث معك ! "

    الفت إلي و قال :

    " أسمعك ، لكنني لست أبلها لأفعل ذلك "

    صمت قليلا ، ثم قلت :

    " أنا آسفة . للتسبب بإزعاجك طوال هذه المدة . بقيت بضع أيام "

    لم يرد .

    قلت :

    " أنا أستطيع المكوث في بيت خالتي ، لكن المشكلة مع دانة . و إلا لكنا وفرنا عليك عناء البقاء معنا "


    رماني وليد بنظرة مخيفة أخرست لساني !

    لم أشأ أن أتركه وحيدا و أنعزل في غرفتي . أحضرت كراستي و عدّة الرسم إلى غرفة المعيشة ، حيث يجلس هو ، و بدأت أرسم !

    وليد كان يتصفح قنوات التلفاز و لا يجد فيها من يجذبه للمتابعة

    لكنه مهووس على ما يبدو بالأخبار .

    بعد قليل ، أوقف وليد التلفاز و أخذ الهاتف ، و طلب أحد الأرقام .

    أنا لم أكن أرسم بقدر ما كنت أراقب تحركاته .

    و هاهو يتحدّث إلى الطرف الآخر :

    " مرحبا ، أنا وليد شاكر "

    ( )

    " أهلا بك آنسة أروى ، كل عام و أنتم بخير ، كيف هي أموركم "


    تركت ُ القلم من يدي و أصغيت ُ باهتمام .


    " ماذا متى حدث ذلك "

    ( )

    " أوه . أنا آسف . و كيف حالتها الآن أهي أفضل "

    ( )

    " لا تقلقي ، بلغيها و العم سلامي . و أخبريهما بأنني سأعود في أقرب فرصة إن شاء الله "

    ( )






    رد مع اقتباس  

  9. #189  
    المشاركات
    3,259
    " شكرا لك ِ ، وافوني بأخباركم أولا بأول ، تصبحين على خير "



    و أنهى المكالمة .

    و عاد و شغّل التلفاز ، إلا أنه كان شاردا .

    من تكون أروى هذه

    تركت ُ اللوحة جانبا ، و قلت ُ بعد تردد قصير ضعيف غلبه الفضول الشديد :

    " وليد "

    " نعم "

    " من كنت تحدّث "

    بدا عليه الاستغراب ، ثم قال :

    " لم السؤال "

    " لاحظت . استياءك من خبر وصلك من الطرف الآخر . خيرا "

    قال :

    " زوجة صديقي رحمه الله تعرضت لنوبة قلبية و ترقد في المستشفى "

    صمت ّ قليلا ثم سألته :

    " و هي من كنت تتحدّث معها "

    " كلا . هذه ابنتها "


    ابنة صديقه ؟ إذن لابد أنها مجرد طفلة !
    بعد قليل أوقف وليد التلفاز و نهض هاما بالمغادرة

    قلت :

    " إلى أين "

    التفت إلي بانزعاج و قال :

    " سأذهب للنوم ، إلا إذا كنت ِ تريدين من حارسك البقاء ساهرا لحين نومك ؟ "

    لم أجب ، فأنا لم أجد الكلمات المناسبة . و هو لا يدرك كم هي جارحة كلماته و قاسية معاملته .

    ليته يعرف !

    استدار ليخرج فعدت ُ أناديه :

    " وليد "

    تنهّد و هو يلتفت نحوي قائلا :

    " ماذا الآن "

    تقدمت نحوه قليلا ، و فتشت في وجهه عن أي ملامح تشجعني على سؤالي ، لكنني لم أجد . فبقيت صامتة .

    " نعم ماذا لديك "

    توترت ، لكني بعدها جمعت غبار شجاعتي و قلت :

    " هل أعجبَتـْـك "

    " ما هي "

    " الهدية ! "

    وليد بعثر نظره هنا و هناك ، ثم قال :

    " لا أذكر أين تركتها . آسف ! "



    هنا عند هذه اللحظة تمزّقت أوهامي .
    فإن كان قد أضاع هدية أعطيتها له مساء الأمس .قبل أن يفتحها . فكيف بماض ولى منذ تسع سنين

    و إدراكي لحقيقة أن وليد لم يعد وليد . قتل كل رغبة في الحياة و السعادة لدي .

    الأيام التالية قضيتها حبيسة الغرفة في أنهار من الدموع . حتى أن دانة و التي عادة ما تتهمني بأنني أتدلل بدموعي هذه بدأت تقلق بشأني و صارت تحضر لي الطعام إلى غرفتي .

    زارتني نهلة ، و خالتي . الجميع يحاول التحدث ليعرف سبب حزني إلا أنني لم أكن أدع الفرصة لهم .

    و عندما تتصل أمي أكتفي بكلمات بسيطة معها أو مع أبي ، و أعود إلى غرفتي .

    أما سامر ، فقد كنت أتحاشى الحديث معه قدر الإمكان .

    في إحدى الليالي ، جاءتني دانة و قالت بمرح ـ محاولة بث البهجة في قلبي ـ

    " رغد ! أنت مدعوّة على العشاء معي و مع وليد في أرقى مطاعم المدينة ! هيا بسرعة وليد ينتظرنا "

    هي نظرة عابرة ألقيتها على دانة ثم أشحت بوجهي عنها و قلت :

    " لن أذهب "






    رد مع اقتباس  

  10. #190  
    المشاركات
    3,259
    " ماذا رغد ! هيا لا تدعي الفرصة تفوتنا ! "

    " لا أريد دانة رجاء ً دعيني وحدي "

    دانة اقتربت مني . و قد غطت وجهها تعبيرات القلق و قالت :

    " هيا رغد ! "

    هززت رأسي اعتراضا ، فقالت :

    " إذن سنذهب و نتركك وحدك ! "

    كانت تعرف أن نقطة ضعفي هي الوحدة . و أتت تستخدمها كسلاح لجبري على الذهاب معهما .

    حدقت بها لبرهة ثم قلت :

    " افعلا ما تشاءان "

    رفعت حاجبيها دهشة و قالت :

    " رغد ! معقول ! هل تخلّصت من الخوف ! "

    قلت بعصبية :

    " اذهبا و اتركاني وحدي . دعيني وحدي يا دانة . دعيني وحدي . "

    و انخرطت في بكاء مرير .


    دانة خرجت . و بعد قليل عادت مع وليد .






    رد مع اقتباس  

صفحة 19 من 26 الأولىالأولى ... 91718192021 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تحميل رواية كنت أحبك حب ماتقراه في أعظم رواية
    بواسطة Bshaer‘am في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-Aug-2014, 12:29 AM
  2. مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 24-Oct-2013, 11:43 PM
  3. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  4. ديكورات كامله 2013 , ديكورات منزل كامله 2013 , صور ديكورات جميله 2013
    بواسطة ♣ ♣المتفائله♣ ♣ في المنتدى ديكور - فن الديكور المنزلي - اثاث غرف ومطابخ وحدائق
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-Sep-2012, 11:37 PM
  5. رواية قليل من الحب كامله من الروايات الرومنسية txt للجوال
    بواسطة بدويه اصيله في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 09-Oct-2011, 10:39 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •