وليد لم يتصل بنا منذ رحيله ، و والدي يحاول جاهدا الاتصال به بطريقة أو بأخرى من أجل إبلاغه عن خطبة دانه و حفلة العقد
مجرد تفكيري بهذا الأمر يشعرني بالسعادة . فوليد سيأتي و لا شك . لحضور حفلة شقيقته و المشاركة فيها .
ألقيت بالمشط جانبا و خرجت من الغرفة في طريقي إلى المطبخ ، و وصلني صوت دانه و هي تغني داخل دورة المياه !
أنا لم أغنِّ عند خطبتي !
حين وصلت ، كانت أمي تتبادل الحديث مع والدي بشأن دانه . لكنهما توقفا عن الكلام لدى رؤيتي !
" أمي . ماذا عن وليد "
فهو كان شغلي الشاغل منذ أن رحل .
بل منذ أن وصل !
أمي و أبي تبادلا نظرة سريعة ، قال والدي بعدها :
" لقد استطعت التحدث إلى سيف ، و أوصيته بزيارة وليد بأسرع ما يمكنه ، و إبلاغه بأنتا ننتظر مكالمة ضرورية منه "
فرحت بذلك ، و قلت تلقائيا :
" إذن سأعتكف عند الهاتف ! "
في ذات اللحظة رن هذا الأخير ، و قفزت مسرعة إليه !
" مرحبا ! هنا منزل شاكر جليل . من المتحدث ؟ "
كانت ابتسامتي تعلو وجهي ، و حين وصلني صوت الطرف الآخر :
" رغد ! أهذه أنت "
تلاشت الابتسامة بسرعة ، و قلت بشيء من الخيبة :
" نعم . سامر ، إنها أنا "
و بعد بضع عبارات تبادلناها ، دفعت بالسماعة إلى والدي :
" إنه سامر . لن يحضر الليلة "
و انصرفت عن المطبخ .
حين سافر سامر . لم أبك كما بكت أمي .
و كما بكيت لسفر وليد .
لم يكن هناك أي هاتف في غرفة نومي ، لذا جلست في غرفة المعيشة قريبة من التلفاز ، و كلما رن هاتف بادرت برفع السماعة قبل أن تنقطع الرنة الأولى !
و في كل مرة أصاب بخيبة أمل
لكن .
لماذا أنا متلهفة جدا للتحدث إليه
بعد فترة ، حضر الضيوف المرتقبون ، العريس و والداه و أفراد أسرته لو أؤلف كتابا في وصف دانه لسببت أزمة ورق !
سألخص ذلك بقول : كانت غاية في الجمال ، و الخجل ، و اللطف ، و السعادة !
تم الاتفاق على كل شيء ، و تعين تحديد ليلة الخميس المقبلة لعقد القران !
لم أجلس مع ضيفاتنا غير دقائق متفرقة ، و تمركزت عند الهاتف في انتظار اتصال من اتصل رجال العالم كلهم ببيتنا سواه !
عند العاشرة و النصف ، استسلمت .
و ذهبت في اتجاه غرفتي
مررت بغرفة دانه ، فوجدتها مشغولة بإزالة المساحيق و الإكسسوارات التي تزين بها شعرها !
" كنت جميلة ! "
نظرت إلي بغرور ، و قالت :
" اعرف ! "
ثم استطردت :
" و سأكون أجمل في الحفلة ! علي أن أذهب للسوق غدا لشراء الحاجيات ! "
" عظيم ! أنا أيضا سأشتري فستانا جديدا و بعض الحلي ! "
ابتسمت دانه بسعادة ، و قالت :
" كم أنا متوترة و قلقة ! ستكون حفلة رائعة "
ثم أضافت ببعض الخبث :
" أروع من حفلتك "
لم أكن في السابق أتضايق كثيرا لتعليق كهذا ، إلا أنني الآن شعرت بالانزعاج . قلت :
" أنا لم تقم لي حفلة حقيقية . لم يكن يوما مميزا "
قالت :