الملاحظات
صفحة 10 من 26 الأولىالأولى ... 8910111220 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 91 إلى 100 من 255

الموضوع: رواية انت لي كامله

  1. #91  
    المشاركات
    3,259
    " قد يعود بعد قليل . "

    لكنني كنت قد فقدت الأمل !

    جلست على المقعد و أسندت خدي إلى يدي في أسى .

    " أيمكنني فعل شيء "

    كان هذا صوتا رجاليا جعلني أسحب يدي فجأة من تحت خذي فينحني رأسي للأسفل ثم يرتفع للأعلى .

    للأعلى .

    للأعلى !

    العملاق وليد !

    أمي و وليد تبادلا النظرات ، ثم قالت أمي :

    " ننتظر أن يعود والدك ليصحبها إلى السوق ! "

    قال :

    " لدي سيارة . إذا كان الأمر طارئا . "

    الأشياء الغريبة الثلاثة بدأت تجري في داخلي و تتسابق !

    أمي قالت :

    " أنت . قدمت لتوك ! اذهب و نم قليلا في غرفة سامر . "

    " لست متعبا جدا "

    " . ثم أنك لا تعرف المنطقة ! "

    قال و هو ينقل بصره بيني و بين أمي :

    " لكنكما تعرفان ! "

    أي نوع من الأفكار تعتقدون أنني رأيتها

    مجنونة !

    قالت أمي بتردد :

    " إنني مشغولة في المطبخ "

    فاستدار وليد إلي و قال :

    " و أنت ِ ؟أ تحفظين الطريق "

    ربما كان سؤاله عاديا

    أو ربما استهانة بي ! فهل أنا طفلة صغيرة لا أعر ف الطرق

    قلت :

    " نعم ! طبعا "

    ثم نظرت إلى أمي أحاول قراءة رأيها من عينيها .

    أمي بدت مترددة . لكنها قالت بعد ذلك موجهة كلامها لي أنا:

    " ما رأيك رغد "

    أنا أقرر قبل أن أفكر في أحيان ليست بالقليلة ! قلت :

    " حسنا "

    و وقفت و سحبت حقيبتي .

    التفتت أمي نحو وليد و قالت :

    " انتبه لها "

    وليد دخل إلى غرفة المعيشة و أحضر مفتاح سيارته ، و الذي كان قد تركه على المنضدة .

    تقدمت نحو باب المنزل و وقفت في انتظاره ، حتى إذا ما أقبل فتحت الباب و خرجت قبله !

    خطواتي أنا قصيرة و بسيطة ، كيف لها أن تضاهي خطواته الواسعة الشاسعة !؟

    سبقني و خرج من البوابة الخارجية لفناء المنزل . و سمعت صوت باب سيارة ينفتح .

    ما إن خرجت من البوابة ، حتى وقعت عيناي على سيارة وليد . نفس السيارة التي كان يقودها منذ سنين .

    المرة الأخيرة التي ركبت فيها هذه السيارة كانت في أسوأ أيام حياتي .

    شعرت بقشعريرة شديدة تجتاحني و ثبت في مكاني و لم أجرؤ على المضي خطوة للأمام .

    وليد شغل السيارة و انتظرني . و طال انتظاره !

    التفت نحو الباب فوجدي واقفة هناك بلا حراك

    ضغط على بوق السيارة لاستدعائي لكنني لم أتحرك

    الشيء الذي تحرك هو شريط الذكريات القديمة البالية . الموحشة البائسة . التي طردتها من خيالي عنوة .






    رد مع اقتباس  

  2. #92  
    المشاركات
    3,259
    " إنه موضوع زواج دانه ! لن أخبرك بالتفاصيل و إلا وبختني ! يجب أن تحضر قبل مساء الأربعاء المقبل "


    كان أمرا فاجأني ، و هو أكبر من أن أناقشه مع رغد و رغد بالذات على الهاتف في مثل هذا الوقت . و المكان .

    لذا اختصرت المكالمة بنية الاتصال نهار اليوم التالي لمعرفة التفاصيل .

    " حسنا ، سأتصل غدا . إلى اللقاء "

    " وليد . "

    حينما سمعت اسمي على لسانها ارتجف فكي أكثر مما كان عند رؤية سيارة الشرطة

    خرجت الكلمة التالية مبعثرة الحروف .

    " نـ . ـعم . صـ . ـغيـ . ـرتي "

    " عد بسرعة ! "

    و التي عادت بسرعة هي ذكريات الماضي .
    و الذي طردها بسرعة هو أنا
    لم أكن أريد لشيء قد مات أن يعود للحياة .

    قلت :

    " سأرى ، وداعا "

    و بسرعة أيضا أغلقت السماعة .
    كم شعرت بقربها . و بعدها .


    حينما عدت إلى المنزل ، وقفت مطولا أمام غرفة رغد أحدق ببابها . حتى هذه اللحظة لم أجرؤ على فتحها هي بالذات من بين جميع غرف المنزل الموحش .

    دخلت إلى غرفتي الغارقة في الظلام ، و تمددت على سريري بهدوء .

    ( عد بسرعة . عد بسرعة . عد بسرعة . )

    ظلت تدور برأسي حتى حفرت فيه خندقا عميقا !

    سمعت طرقا على الباب . طرقا خفيفا . جلست بسرعة و ركزت نظري ناحية الباب . كان الظلام شديدا .

    شيئا فشيئا بدأ الباب ينفتح . و تتسلل خيوط الضوء للداخل

    و عند الفتحة المتزايدة الحجم ، ظهرت رغد !

    رغد وقفت تنظر إلي و وجهها عابس . و الدموع منحدرة على خديها الناعمين .

    هتفت .

    " رغد ! "

    بدأت تسير نحوي بخطى صغيرة حزينة . مددت ذراعي و ناديتها :

    " رغد تعالي . "

    لكنها توقفت . و قالت :

    " وليد . عد بسرعة "

    ثم استدارت عائدة من حيث أتت

    جن جنوني و أنا أراها تغادر

    قفزت عن سريري و ركضت باتجاهها و أنا أهتف :

    " رغد انتظري .
    رغد لقد عدت .
    رغد لا تذهبي "

    لكنني عندما وصلت إلى الباب كانت قد اختفت .

    أسرعت إلى غرفتها أطرق بابها بعنف .
    كدت أكسره ، أو أكسر عظامي . لكنه ظل موصدا .
    كما هي أبواب الدنيا كلها أمام وجهي .


    أفقت من النوم مذعورا ، فوجدت الغرفة تسبح في الظلام و الباب مغلق .
    لم يكن غير كابوس من الكوابيس التي تطاردني منذ سنين .

    و رغم أنها تعذبني ، إلا أنها تمنحني الفرصة لرؤية صغيرتي التي حرمت منها منذ سنين . و لم يعد لها وجدود .

    في اليوم التالي ، اتصلت بوالدي و عرفت منه تفاصيل الموضوع . و لكم أن تتصوروا اللهفة التي كان هو و أمي و دانة أيضا . يخاطبوني بها

    أختي الصغيرة . التي كبرت بعيدا عن أنظاري و رعايتي و اهتمامي ، أصبحت عروسا

    " وليد يجب أن تحضر و تجلب لي هدية أيضا ! "

    و الآن . و بعد مرور شهر واحد من هروبي منهم ، و عزلتي في المنزل، صار علي أن أعود إليهم من جديد . أجر أذيال الخيبة و الفشل .

    في المساء ، ذهبت لسيف و أخبرته بما جد من أمري ، و أخبرني بأنه استطاع تدبير وظيفة لي في الشركة التي يعمل فيها و يملك جزءا منها

    و بدأ أول أبواب الدنيا ينفتح أمامي أخيرا .

    " يجب أن تعود بأسرع ما يمكن لتباشر العمل "






    رد مع اقتباس  

  3. #93  
    المشاركات
    3,259
    حينما بلغنا المتجر المقصود ، و هو متجر للملابس ، و كان يعج بالكثيرين، دخلته و توجهت نحو زاوية معينة .

    التفت إلى الخلف فوجدت وليد واقفا في الخارج ينظر من خلال زجاج المتجر .

    عدت أدراجي إليه بسرعة . ثم قلت :

    " ألن تدخل معي "

    وليد بدا مترددا حائرا . ربما هو غير معتاد على ارتياد الأسواق !

    لذا تحرك ببطء .

    لأنني قمت بزيارة المتجر يوم أمس فأنا أعرف ما يوجد و ما يناسب ، لذا لم استغرق سوى دقائق حتى اشتريت فستانا مختلفا عن فستاني المحروق !

    إنه أجمل و أغلى !

    حينما هممت بالمحاسبة أخرج وليد محفظته ، و دفع الثمن !

    كم أنا خجلة منه ! آمل ألا يفعل ذلك في متجر المجوهرات !

    لم يكن وليد يتحدث ، بل كان يسير على مقربة مني بصمت و اضطراب .

    أنا أيضا كنت خرساء جدا !

    أقبلنا نحو متجر المجوهرات ، و كان الآخر مزدحما بالناس ، و معظمهم سيدات

    دخلناه و أخذت عيناي تفتشان عن الطقم الجميل الذي أغرمت به يوم أمس . لم يكن موجودا في مكانه فخشيت أن تكون سيدة ما قد سبقتني بشرائه !

    جلت ببصري في المتجر حتى وجدت ضالتي ، التفت للوراء فلم أجد وليد .

    تلفت يمنة و يسرة و لم أجده .

    أقبل صاحب المتجر يسألني :

    " ماذا أعجبك سيدتي ؟ "

    أسرعت مهرولة نحو الباب و نظرت من حولي فوجدت وليد واقفا يتأمل بعض التحف المعروضة في متجر مجاور .

    " وليد "

    نادينه و أنا مقبلة إليه أحث الخطى .

    التفت إلي :

    " هل انتهيت ؟ "

    " لا "

    تعجب ! و قال :

    " إذن "

    قلت :

    " لا تبتعد عني "

    بقى متعجبا برهة ثم أقبل معي و عدنا لذلك المتجر .

    اشتريت الطقم الباهظ الثمن و حين سمع وليد بالسعر اضطرب قليلا

    فتح محفظته ليلقي بنظرة على ما بداخلها إلا أنني أسرعت بإخراج النقود من حقيبتي و دفعتها إليه

    قبل أن نغادر المتجر قال وليد :

    " أي شيء يصلح هدية صغيرة لدانة ؟ فأنا لا أعرف ماذا تحب ! "

    أما أنا فاعرف ماذا تحب !

    اعتقد أن الرجال لا يحتارون كثيرا في اختيار هدية لامرأة ! لأن المجوهرات موجودة دائما . و تتجدد دائما . و غالية دائمة . و نعشقها دائما !

    اخترت شيئا جميلا و بسيطا ، و معتدل السعر ، فاشتراه وليد دون تردد

    خرجنا بعد ذلك من المتجر متجهين نحو البوابة ، و أثناء ذلك عبرنا على أحد محلات الأحذية الرجالية فقال وليد :


    " سألقي نظرة "


    و سار خطى سريعة نحو المدخل .

    كان في المتجر عدد من الرجال و الأطفال .

    و أنا أرى وليد يبتعد . و يهم بدخول المتجر . و المسافة بيننا تزداد خطوة بعد خطوة . و الناس يتحركون من حولي . ذهابا و إيابا .
    و رجال يدخلون . و رجال يخرجون . و وليد يكاد يختفي بينهم ، ناديت بصوت عال :

    " وليد "

    و رغم الازدحام و الضوضاء الصادرة من حركة الناس و كلامهم ، سمعني وليد فالتفت إلي .


    أنا أسرعت الخطى المضطربة باتجاهه . و هو اقترب خطوتين . و حين أصبحت أمامه قلت :

    " لا تتركني وحدي "

    وليد يعلوه الاستغراب ، قال مبررا :

    " سألقي نظرة سريعة فحسب . لدقيقة لا أكثر "






    رد مع اقتباس  

  4. #94  
    المشاركات
    3,259
    عدت أقول :

    " لا تتركني وحدي "

    عدل وليد عن فكرة إلقاء تلك النظرة ، و قال :

    " هل تريدين شيئا آخر "

    قلت :

    " كلا "

    قال :

    " إذن . هيا بنا "


    عندما عدنا إلى المنزل ، و قبل أن يفتح لنا الباب بعد قرع الجرس ، التفت إليه و قلت :

    " شكرا . وليد "



    لكن أذهلني الوجوم المرسوم على وجهه !

    كأنه مستاء أو أن مرافقتي قد أزعجته

    إنني لم أطلب منه ذلك بل هو من عرض المساعدة !

    دخلنا إلى الداخل ، فتوجه هو تلقائيا نحو المطبخ ، فسرت خلفه .

    والدتنا كانت لا تزال منهمكة في العمل ، حين رأتنا بادرت بسؤالي :

    " هل وجدت ما أردت "

    و أخذت تنظر إلى الكيس الذي أحمله .

    " نعم "

    و فتحت الكيس ، و أخرجت منه كيسا آخر صغير يحتوي على علبة المجوهرات .

    ما أن رأتها أمي حتى هزت رأسها اعتراضا و استنكارا . فهي لم تكن تشجعني على شراء المزيد ، فقلت بسرعة مبررة :

    " إنه طقم رائع جدا ! انظري . "

    و قربته منها فتأملته و قالت :

    " نعم رائع و لكن . "

    لم تتم الجملة ، بل قالت :

    " و لكنك اشتريته على أية حال ! "

    ابتسمت ابتسامة النصر !

    و التفت نحو وليد الذي كان يتابع حديثنا و قلت :

    " أليس رائعا ؟ ما رأيك "

    وليد بدا مضطربا بعض الشيء ، ثم قال :

    " لا أفهم في هذه الأمور ، لكن . نعم رائع "

    و توجه نحو أحد المقاعد و جلس باسترخاء .

    أمي قالت :

    " بني . اذهب و استرخ في غرفة سامر لبعض الوقت ! إنك مجهد "


    الآن وليد ينظر باتجاه والدتي ، و لا أقع أنا في مجال الرؤية لديه . باستطاعتي أن ادقق النظر في أنفه المعقوف دون أن يلاحظ !

    ما حكاية هذا الأنف يا ترى !؟

    أخذت أتخيل شكل وليد قبل أن يسافر . كم يبدو مختلفا الآن !

    " رغد ألن تستعدي "

    انتبهت على صوت والدتي تكلمني ، أجبت باضطراب و كلي خشية من أن تكون شاهدتني و أنا أتأمل ذلك الأنف !

    " حاضر ، نعم سأذهب "

    و انطلقت نحو غرفتي .





    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~






    رد مع اقتباس  

  5. #95  
    المشاركات
    3,259
    بعد أن غادرت رغد ، هممت بالذهاب إلى غرفة أخي سامر و تأدية الصلاة ثم الاسترخاء لبعض الوقت .

    إنني متعب بعد مشوار الحضور الطويل

    نظرت إلى فتحة الباب لأتأكد من أن رغد قد ابتعدت ، ثم قلت :

    " أمي . لم كانت رغد تبكي "

    أمي كانت تزين قالب الكعك بطبقة من الشيكولا ، و كانت الكعكة شهية المنظر !


    قالت أمي :


    " لأنها أحرقت فستانها كما رأيت ! تصور ! لقد اشترته يوم الأمس بمبلغ محترم . ! "


    صمت برهة ثم قلت :

    " و الآخر أيضا غال الثمن ، و حتى هذا الطقم "

    ابتسمت والدتي و قالت :

    " إنها تبذر النقود ، هذا أحد عيوبها ! "

    أوه هكذا ؟ جيد . !
    لقد عرفت شيئا جديدا عن طفلتي . أصبحت مبذرة للمال أيضا و ماذا بعد .


    قلت بتردد :

    " هل . هل . تحسنون معاملتها "

    رفعت أمي بصرها عن الكعكة و نظرت نحوي باستغراب . ثم قالت :

    " طبعا ! بالتأكيد ! بل إننا . ندللها كثيرا ! "

    تنهدت بارتياح نسبي ، و عدت أقول :

    " إذن . لماذا كانت تبكي "

    أمي تعجبت أكثر ، و قالت :

    " قلت لك . بسبب الفستان ! "

    قلت :

    " لا أمي . أعني قبل ذلك "

    " قبل ذلك "

    " عندما خرجت لاستقبالي فور وصولي . "





    في غرفة أخي سامر ، و الذي سيصل بعد قليل قادما من المدينة الأخرى حيث يعمل ، اضطجعت على السرير و سبحت في محيط لا نهائي من الأفكار .

    الشيء الذي أثار قلقي هو الطريقة التي وبخت فيها والدتي رغد بعد وصولي بقليل .

    فهل حقا يحسن الجميع معاملتها و يدللها

    لم أتحمل رؤيتها تبكي .

    عندما كنا في منزلنا القديم ، لم أكن لأسمح لأحد بأن يحزنها بأي شكل من الأشكال ، مهما فعلت

    كانت دانه دائما تتشاجر معها أو تضربها ، و كنت دائما أقف في صف صغيرتي ضد أي كان .
    ترى . هل تذكر هي ذلك أم أنني أصبحت من الماضي المنسي . و الأحلام الوهمية . و الذكريات المهجورة


    حاولت النوم و لم استطع ، لذا عدت إلى غرفة المعيشة فوجدت والديّ و رغد هناك .

    تبادلنا بعض الأحاديث عن عريس دانة ، و هو لاعب كرة ذاع صيته و اشتهر في الآونة الأخيرة .


    قلت :


    " و لكن ألا تفكر في متابعة دراستها ؟ إنها لا تزال صغيرة على الزواج ! "

    قال أبي :

    " لا تريد الدراسة ، و هو عريس جيد ! كما و أنها في سن مناسب ! فليوفقهما الله ! "

    لحظات و إذا بسامر يحضر ، و يحظى بترحيب لا يقل حرارة عن ترحيبهم بي .

    بدأ سامر بأكبرنا ، ثم حين جاء دوري ، صافحني بحرارة و شوق كبيرين جدا . و أطال عناقي الأخوي .

    أشعرني هذا بقربه مني ، بعدما فرقت السنين بيننا . و بأنني لازلت أملك عائلة تحبني و ترغب في وجودي في أحضانها .

    شيء رفع من معنوياتي المتدهورة

    لكن .

    سرعان ما انحطت هذه المعنويات و اندفنت في لب الأرض تحت آلاف الطبقات من الحجر و الحديد و الفولاذ ، حين أقبل إلى رغد يصافحها و يضمها إلى صدره و يقبل جبينها بكل بساطة .

    لو كنت بركانا . أو قنبلة . أو قذيفة نارية ، لكنت انفجرت لحظتها و دمرت كوكب الأرض بأسره و نسفته نسفا و حولته إلى مسحوق غبار

    لكنني كنت وليد

    أو بالأصح .

    شبح وليد .

    ما الذي دعاني لتمالك نفسي لا أعرف .

    لقد كان باستطاعتي أن أحطم رأس أي مخلوق يقف أمامي شر تحطيم

    و لو ضربت الجدار بقبضتي هذه لسببت زلزالا مدمرا و لهوى السقف و قضى علينا جميعا .

    لكنني اكتفيت بان أحفر أسناني من شدة الضغط ، و أمزق أوتار يدي من قوة القبض .






    رد مع اقتباس  

  6. #96  
    المشاركات
    3,259
    ليت أمي لم تلدك يا سامر

    ليتك تتحول إلى أي رجل آخر في العالم ، لكنت استأصلت روحك من جسدك و مزقتك خلية خلية .


    " أين العروس "

    سأل أخى و هو لا يزال ممسكا بيد رغد .


    " في غرفتها ! تتزين ! "

    قالت رغد ، فقال :

    " سأذهب لرؤيتها "

    و شد رغد يحثها على السير معه . و ذهب الاثنان و غابا عن ناظري .

    ليتني لم أعد

    أي جنون هذا الذي جعلني أعود فاحترق إنني أكاد انفجر

    هل يحس أحد بي

    سمعت أمي تقول :

    " ما بك وليد ؟ أ أنت متعب بني "

    متعب

    فقط متعب

    ابتعدوا عني و إلا فأنني سأحرقكم جميعا !

    رميت بجسدي المشتعل على المقعد و أخذت أتنفس بعمق أنفاس متلاحقة عل الهواء يبرد شيئا مما في داخلي

    مرت لحظة صامته إلا عن تيار الهواء المتلاعب في صدري

    أمي و أبي لا يزالان واقفين كما هما . و أنا أشعر بحر شديد و أكاد أختنق

    رفعت رأسي فإذا بهما يراقبانني . أظن أن وجهي كان شديد الاحمرار و يتصبب عرقا .

    القلق كان باد على وجهيهما

    قلت :

    " الجو حار . "

    أمي سارت نحو المكيف و زادت من قوة دفعه للهواء .

    التفت إلى أبي و قلت :

    " و هذان متى ارتبطا "

    لم يجب أبي مباشرة ، ثم قال :

    " عقدنا قرانهما قبل ما يزيد عن السنوات الثلاث "

    مزيد من الاختناق و الضيق . كأن الهواء قد سحب من الغرفة تماما .

    قلت :

    " ألا ترى يا والدي أنهما لا يزالان صغيرين ؟ على الأقل رغد . صغيرة جدا "

    أبي قال :

    " إننا لن نزوجهما قريبا على أية حال ، فرغد تود الالتحاق بالجامعة أولا و لا أدري إن كان سامر سيفلح في إقناعها بغير ذلك "

    أثارت الجملة اهتمامي ، قلت :

    " غير ذلك "

    قالت أمي :

    " قد نزوج الثلاثة في ليلة واحدة قريبا ! "

    و ابتسمت ، ثم قالت :

    " و يأتي دورك ! "

    وقفت مستاء ، و يممت وجهي شطر المطبخ فأنا أحس بعطش شديد و بحاجة لنهر كامل ليرويني و يخمد نيراني . و تركت والدي ّ في حيرة من أمرهما .






    رد مع اقتباس  

  7. #97  
    المشاركات
    3,259
    تتمه

    تم عقد القران و انتهت الليلة بسلام أخيرا !

    لقد بذلت جهودا مضاعفة في تنظيف المنزل بعد مغادرة الضيوف !

    أما دانه فكان القلم مرفوعا عنها هذا اليوم !

    طلبت من أمي أن تذهب للراحة و توليت أنا ، مع سامر تنظيف الأطباق .

    أما الرجل الناري فلا علم لي بأي أرض يحترق هذه الساعة !

    كنت واقفة أمام صنبور الماء البارد أغسل الأطباق ، و سامر إلى جانبي .

    سألته :

    " كيف بدا العريس "

    أجاب :

    " مهذبا و خلوقا و بشوشا ! "

    قلت :

    " لا يعجبني ! "

    ابتسم سامر و قال :

    " و لكن لم "

    أجبت :

    " لا أعرف ! لكنني أجده ثقيل الظل ! إنه مغرور و يتحدث عن نفسه بزهو و خيلاء أمام الكاميرات ! كيف تتحمل دانه زوجا كهذا "


    سامر ضحك ، فضحكت معه .

    قال :

    " ليس المهم رأيك أنت به ! المهم رأي العروس به ! "

    ثم غير نبرة صوته حتى غدت أكثر لطفا و رقة ، و قال :

    " و رأيك بي أنا . "

    ارتبكت و اضطربت تعبيرات وجهي ، و أخفيت نظراتي في حوض الغسيل !

    وصلنا هذه اللحظة صوت حركة عند الباب ، فالتفتنا للخلف فإذا به وليد .

    و صدقوني ، شعرت بماء الصنبور يحرقني !

    تبادلنا النظرات .

    قال وليد :

    " هل لي بلحاف ؟ سأنام في غرفة الضيوف "

    نظف سامر يده و استدار نحو وليد قائلا :

    " أوه كلا يا أخي ، بل ستنام في غرفتي و على سريري ، سأنام أنا على الأرض أو في غرفة الضيوف أو أي مكان ! "

    لم يظهر على وليد أنه يرحب بالفكرة أو حتى سماعها !

    قال :

    " أريد لحافا لو سمحت "

    كان وجهه جامدا صارما ، و رغم أن سامر كان يبتسم ، ألا أن وليد كان عابسا .

    قال سامر :

    " أرجوك استخدم غرفتي ! أنا سأسافر بعد الغد على أية حال "

    قال وليد :

    " و أنا كذلك . هل لا أحضرت لحافا الآن "

    وليد شخص غريب . نعم غريب !

    نحن لا نعرفه ! و لا نعرف كيف هي طباعه و لا كيف كانت حياته في الخارج . ربما كان صارما جدا . قلما رأيته يبتسم مذ عودته !

    انتهى الأمر بأن نام وليد في غرفة الضيوف ، على المقعد الكبير ، الذي نمت عليه ذلك اليوم ! أتذكرون

    توقعت أن أجد صعوبة في النوم . طالما تفكيري مستعمر من قبل وليد . ألا أنني نمت بسرعة مدهشة !

    في اليوم التالي ، اجتمعت العائلة في غرفة الطعام لتناول الفطور الصباحي ، في ساعة متأخرة من الصباح !

    أعددنا الأطباق في غرفة المائدة ، و جاء الجميع ليتخذوا مقاعدهم .

    كالعادة جلس والداي على طرفي المائدة ، و دانة إلى يمين أبي ، و سامر إلى يساره ، و هممت بالجلوس على مقعدي المعتاد يمين أمي ، لكنني انتظرت وليد .

    وليد حرك ذات المقعد و قال :

    " مقعدك . "

    و تركه و ذهب للجهة المقابلة و جلس إلى يسار أمي .

    جلست أنا على مقعدي المعتاد ، و صار وليد مواجها لي . وضع يسمح للأشعة المنبعثة من ناحيتة لاختراقي مباشرة !

    فجأة ، وقف وليد . و خاطب دانة قائلا :

    " هل لا تبادلنا "

    و تبادلا المعقدين .






    رد مع اقتباس  

  8. #98  
    المشاركات
    3,259
    ربما رأى الجميع هذا التصرف عاديا . و فسروه بأن وليد يرغب بالجلوس قرب والده أو أي تفسير آخر . ألا أنني فسرته بأن وليد لا يرغب في الجلوس مقابلا لي .

    صار هذا الوضع هو الوضع الذي نجلس عليه خلال الأيام التي قضاها وليد معنا .

    وليد كان يلتزم الصمت ، و أنا أريد أن أسمع منه أخباره ، و لا أجرؤ على طرح الأسئلة عليه .

    بين لحظة و أخرى ، ألقي نظره باتجاهه ، لكن أعيننا لم تلتق مطلقا .

    بعد الفطور ، ذهب الجميع إلى غرفة المعيشة ، والدي يطالع الصحف و سامر يقلب قنوات التلفاز ، و دانه شاردة الذهن . فيما وليد و أمي يتبادلان الحديث ، يشاركهما البقية بتعليق أو آخر من حين لآخر

    تركت الجميع كما هم ، و ذهبت إلى غرفة الضيوف لرفع اللحاف و ترتيب ما قد يكون مضطربا .

    دخلت الغرفة ، فوجدت اللحاف مطويا و موضوعا على المقعد الكبير ، و على المنضدة المجاورة وجدت سلسة مفاتيح وليد ، و محفظته .

    مشيت بخفة حتى صرت أمام المنضدة و جعلت أحدق في المحفظة بفضول !

    و انتقل فضولي من عيني إلى يدي ، فمددتها و نظرت من حولي لأتأكد من أن أحدا لا يراقبني !

    انفتحت المحفظة المثنية ، فظهرت بطاقة وليد الشخصية و فيها صورة حديثة له !
    بأنفه المعقوف !
    و الآن . ما هي الفكرة المجنونة التي قفزت إلى رأسي ؟
    سأرسمه !
    لم أدع أي فرصة لعقلي ليفكر ، و أخذت المحفظة و طرت مسرعة إلى غرفتي

    و بدأت أرسم رسمة سريعة خفيفة لمعالم وجهه و أنظر للساعة في وجس و خوف .

    ما أن انتهيت ، حتى أسرعت الخطى عائدة بالمحفظة إلى غرفة الضيوف . و توقفت فجأة و اصفر وجهي و ارتجفت أطرافي . حين رأيت وليد في الغرفة مقبلا نحو الباب ، يحمل في يده سلسلة المفاتيح .

    أول شيء وقعت عينا وليد عليه هو محفظته التي تتربع بين أصابع يدي !

    رفع وليد بصره عن المحفظة و نظر إلي ، فأسرعت بدفن أنظاري تحت قدمي قال باستنكار :

    " أظن أنها . تشبه محفظتي المفقودة تماما ! "

    ازدردت ريقي و تلعثمت الكلمات على لساني من شدة الحرج و الخجل .

    قال وليد :

    " خائنة . مبذرة . و ماذا بعد ؟ هل تسرقين أيضا "


    رفعت نظري إليه و فغرت فاهي بذهول . من هول ما سمعت !







    رد مع اقتباس  

  9. #99  
    المشاركات
    3,259
    الحلقةالسادسةعشر





    لقد قضيت خمسة أيام في بيت عائلتي ، كان يمكن أن تكون من أجمل أيام حياتي . لكنها كانت من أسوأها

    كنت أود الرحيل عنهم في أقرب فرصة ، لكنني اضطررت كارها للبقاء بإلحاح من أبي و أمي

    سامر غادر يوم الجمعة ، و قد ودعته وداعا باردا . و غادرت أنا صباح الثلاثاء التالي باكرا .

    خلال تلك الأيام الخمسة .
    كنت أتحاشى الالتقاء برغد قدر الإمكان و لا أنظر أو أتحدث إليها إلا للضرورة
    و هي الأخرى ، كانت تلازم غرفتها معظم الوقت و تتحاشى الحديث معي ، خصوصا بعد أن قلت لها :

    " هل تسرقين ؟ "

    اعترف بأنني كنت فظا جدا ألا أنني لم أجد طريقة أفضل لأعبر بها عن غضبي الشديد و مرارتي لفقدها

    في آخر الأيام ، طلبت مني والدتي اصطحاب رغد إلى المكتبة لتشتري بعض حاجياتها .

    لم أكن لأفعل ذلك ، غير أنني شعرت بالحرج . إذ أن والدي كان قد عاد قبل قليل من العمل و يسترخي . فيما أنا أنعم بالراحة و الكسل ، دون مقابل .
    و ربما كان ذلك ، نوعا من الإعتذار .
    في ذلك اليوم كان نوار في زيارة مطولة لشقيقتي ، و مدعو للعشاء معها !


    ذهبنا أنا و رغد إلى تلك المكتبة العظمى المترامية الأطراف .
    رغد توجهت إلى الزاوية الخاصة ببيع أدوات الرسم و التلوين و خلافها . و بدأت تتفرج و تختار ما تريد .

    و على فكرة ، علمت أنها رسامة ماهرة .
    لكم كانت تعشق التلوين منذ الصغر !

    أخذت أتفرج معها على حاجيات الرسم و التلوين . ثم انعطفت في طريقي ، مواصلا التفرج . و لم يعد باستطاعتي رؤية رغد أو باستطاعتها رؤيتي

    شغلت بمشاهدة بعض الرسوم المعلقة أعلى الحائط و ما هي إلا ثوان حتى رأيت رغد تقف بجواري !

    قلت :

    " رسوم جميلة ! "

    " نعم . سأشتري الألوان من هناك "

    و أشارت إلى الناحية الأخرى التي قدمنا منها . فعدت معها .
    انهمكت هي باختيار الألوان و غيرها ، فسرت أتجول و أتفرج على ما حولي حتى بلغت زاوية أخرى فانعطفت .

    مضت ثوان معدودة ، و إذا بي أسمع صوت رغد يناديني مجددا .
    استدرت للخلف فرأيتها تقف قربي !
    و بيني و بينها مسافة بضع خطوات
    تخيلت أنها تريد قول شيء ، فسألتها :

    " هل انتهيت "

    قالت :

    " لا "

    تعجبت !

    قلت :

    " إذن "

    قالت :

    " لا تبتعد عني "

    يا لهذه الفتاة !

    قلت :






    رد مع اقتباس  

  10. #100  
    المشاركات
    3,259
    " حسنا ! "

    و مضيت ُ معها إلى حيث كانت أغراضها موضوعة على أحد الأرفف
    رأيتها تأخذ أغراضا أخرى كثيرة ، فتلفت من حولي بحثا عن سلة تسوق ، و لم أجد . ذهبت لأبحث عن سلة فإذا بي أسمعها تناديني :

    " وليد "

    قلت :

    " سأحضر سلة لحمل الأغراض "

    فإذا بها تترك ما بيدها و تأتي معي !

    عدنا مجددا للأغراض ، و تابعت هي اختيار ما تشاء، و تجولت أنا حتى بلغت ناحية الكتب .
    الكثير من الكتب أمام عيني !
    يا له من بحر كبير ! كم أنا مشتاق للغطس في أعماقه !
    لم أكن قد قرأت ُ كتابا منذ مدة طويلة . أخذت أتفرج عليها و أتصفح بعضها . و انتقل من رف إلى آخر ، و من مجموعة إلى أخرى . حتى غرقت في البحر حقا !

    كانت أرفف الكتب مصفوفة على شكل عدة حواجز تقسم المنطقة .
    و الكثير من الناس ينتشرون في المكان و يتفرجون هنا أو هناك .

    دقائق ، و إذا بي أسمع صوت رغد من مكان ما !
    كان صوتها يبدو مرتبكا أو قلقا . لم أكن في موقع يسمح لي برؤيتها . فسرت بين الحواجز بحثا عنها و أنا أقول :

    " أنا هنا "

    و لم أسمع لها صوتا !
    أخذت ُ ألقي نظرة بين الحواجز بحثا عنها
    ثم وجدتها بين حاجزين .

    " أنا هنا ! "

    حينما رأتني رغد أقبلت نحوي مسرعة تاركة السلة التي كانت تحملها تقع على الأرض و حين صارت أمامي مباشرة فوجئت بها تمسك بذراعي و ترتجف !

    كانت فزعة !!

    وقفت أمامي ترتعش كعصفور مذعور !

    نظرت إليها بذهول . قلت :

    " ما بك "

    قالت و هي بالكاد تلتقط بعض أنفاسها :

    " أين ذهبت ؟ "

    أجبت :

    " أنا هنا أتفرج على الكتب ! . ما بك "

    رغد ضغطت على ذراعي بقوة . و قالت بفزع :

    " لا تتركني وحدي "

    نظرت ُ إليها بشيء من الخوف ، و القلق . و الحيرة .

    فقالت :

    " لا تدعني وحدي . أنا أخاف "

    لكم أن تتصوروا الذهول الذي علاني لدى سماعي لها تقول ذلك . و رؤيتها ترتجف أمام عيني بذعر .

    لقد ذكرني هذا الموقف ، باليوم المشؤوم .

    قلت :

    " أ أنت ِ . بخير "

    فعادت تقول :

    " لا تتركني وحدي . أرجوك . "

    لم يبدُ لي هذا تصرفا طبيعيا . توترتُ خوفا و قلقا . و تأملتها بحيرة .

    سرنا باتجاه السلة ، فأردت سحب ذراعي من بين يديها لحمل السلة و إعادة المحتويات إلى داخلها . لكنها لم تطلقها بسهولة .
    و عوضا عن ذلك تشبثت بي أكثر ثم بدأت بالبكاء .

    لم يكن موقفا عاديا ، لذا فإن أول شيء سألت أمي عنه بعد عودتنا للبيت :

    " ما الذي جعل رغد تفزع عندما تركتها في المكتبة و ابتعدت قليلا "

    أمي نظرت إلي باهتمام . ثم قالت :






    رد مع اقتباس  

صفحة 10 من 26 الأولىالأولى ... 8910111220 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تحميل رواية كنت أحبك حب ماتقراه في أعظم رواية
    بواسطة Bshaer‘am في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-Aug-2014, 12:29 AM
  2. مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 24-Oct-2013, 11:43 PM
  3. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  4. ديكورات كامله 2013 , ديكورات منزل كامله 2013 , صور ديكورات جميله 2013
    بواسطة ♣ ♣المتفائله♣ ♣ في المنتدى ديكور - فن الديكور المنزلي - اثاث غرف ومطابخ وحدائق
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-Sep-2012, 11:37 PM
  5. رواية قليل من الحب كامله من الروايات الرومنسية txt للجوال
    بواسطة بدويه اصيله في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 09-Oct-2011, 10:39 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •