الملاحظات
صفحة 11 من 26 الأولىالأولى ... 91011121321 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 101 إلى 110 من 255

الموضوع: رواية انت لي كامله

  1. #101  
    المشاركات
    3,259
    " ماذا حدث "

    " لا شيء . ذهبت ألقي نظرة على الكتب و بعد دقائق وجدتها ترتجف ذعرا ! "

    عبس وجه والدتي ، و قالت :

    " و لماذا تتركها يا وليد ؟ قلت لك . انتبه لها "

    أثار كلام أمي جنوني ، فقلت :

    " أمي . ماذا هناك ما لأمر "

    قالت أمي بمرارة :

    " لديها رهبة مرضية من الغرباء . تموت ذعرا إذا لم تجد أحدنا إلى جانبها . إنها مريضة بذلك منذ سنين . منذ رحيلك يا وليد ! "

    لقد صدمت بالنبأ صدمة هزت كياني و وجداني .

    أخبرتني أمي بتفاصيل حدثت للصغيرة بعد غيابي . و الحالة المرضية التي لازمتها فترة طويلة و الذعر الذي ينتابها كلما وجدت نفسها بين غرباء .
    لم يكن صعبا علي أن أربط بين الحادث المشؤوم و حالتها هذه
    و كم تمنيت .
    كم تمنيت .
    لو أن عمّار يعود للحياة . فأقتله . ثم أقتله و أقتله ألف مرة .
    إنه يستحق أكثر من مجرد أن يقتل

    قالت أمي :

    " و عندما توالت الهجمات على المنطقة ، اشتد عليها الذعر و المرض . و وجدنا أنفسنا مضطرين للرحيل مع من رحل عن المدينة . لم يكن الرحيل سهلا ، لكن العودة كانت أصعب . قضيت معها فترات متفرقة في المستشفى . لم تكن تفارقني لحظة واحدة ! بمشقة قصوى ذهب والدك و شقيقك لزيارتك في العاصمة ، تاركين الطفلة المريضة و أختها في رعايتي في المستشفى ، إلا أنهما منعا من الزيارة و أبلغا أن الزيارة محظورة تماما على جميع المساجين ! "

    و أمي تتحدث و أنا رأسي يدور . و يدور و يدور . حتى لف المجرة بأكملها
    تساؤلات كان تملأ رأسي منذ سنين ، و جدت إجابة صاعقة عليها دفعة واحدة .
    أسندت رأسي إلى يدي .

    رأتني أمي أفعل ذلك فقالت :

    " بني . أ أنت بخير "

    رفعت يدي عن رأسي و قلت :

    " و لماذا . لماذا زوجتموها لسامر و هي بذلك السن المبكر جدا "

    قالت :

    " لمن كنت تظننا سنسلم ابنتنا إنها تموت ذعرا لو ابتعدت عنا . هل تتصور أنها تستطيع الخروج من هذا المنزل لا تخرج في مكان عام إلا بوجود أبيك أو سامر . كانت ستتزوجه إن عاجلا أم آجلا . فرفعنا الحرج عنهما لبقائهما في بيت واحد "

    قلت :

    " لكن يا أمي . إنها . إنها "

    و لم تخرج الكلمة المعنية .

    أتممت :

    " إنها صغيرة جدا . ما كان يجب أن تقرروا شيئا كهذا . "

    و تابعت :

    " كان يجب . كان يجب . إن . "

    و لم أتم .






    رد مع اقتباس  

  2. #102  
    المشاركات
    3,259
    ماذا عساي أن أقول . لقد فات الأوان و انتهى كل شيء .

    لكن الأمور بدت أكثر وضوحا أمامي .

    هممت بالذهاب إلى غرفة سامر التي أستغلها ، من أجل تنفس الصعداء وحيدا .

    توقفت قبل مغادرتي لغرفة المعيشة حيث كنا أنا و أمي .

    التفت إليها و قلت :

    " أ لهذا لم تخبروها بأنني دخلت السجن هل أخبرتموها أنني . لن أعود "

    والدتي قالت :

    "أخبرناها بأنك قد تعود . و لكن . بعد عشرين عاما . و قد لا تعود . "

    كانت أمي تبكي .
    بينما قلبي أنا ينزف .

    قلت :

    " و لكنني عدت . "

    والدتي مسحت دموعها وابتسمت ، ثم تلاشت الابتسامة عن وجهها . و نظرت إلي باهتمام و قلق .

    قلت :

    " و يجب أن أرحل "

    و تابعت طريقي إلى غرفة سامر .

    فضول لم استطع مقاومته ، و قلق شديد بشأنها دفعني للاقتراب من غرفة رغد المغلقة . و من ثم الطرق الخفيف .

    " أنا وليد "

    بعد قليل . فتح الباب .
    كنت أقف عن بعد . أطلت رغد من الداخل و نظرت إلي
    رأيت جفونها الأربعة متورمة و محمرة أثر الدموع

    قلت :

    " صغيرتي . أنا آسف . "

    ما إن قلت ذلك . حتى رفعت رغد يديها و غطت وجهها و أجهشت بكاءا
    زلزلني هذا المشهد . كنت أسمع صوت بكائها يذبذب خلايا قلبي قبل طبلتي أذني ّ

    قلت بعطف :

    " رغد . "

    رغد استدارت للخلف و أسرعت نحو سريرها تبكي بألم .

    بقيت واقفا عند الباب لا أقوى على شيء . لا على التقدم خطوة ، و لا على الانسحاب .

    " رغد يا صغيرتي . "

    لم تتحرك رغد بل بقيت مخفية وجهها في وسادتها تبكي بمرارة . و يبكي قلبي معها .

    " رغد . أرجوك كفى . "

    ثم قلت :

    " توقفي أرجوك . لا احتمل رؤية دموعك ! "

    و لم تتحرك رغد .

    تقدمت خطوة واحدة مترددة نحو الداخل . و نظرت إلى ما حولي بقلق و تردد .

    المرآة كانت على يميني ، و حين تقدمت خطوة رأيت صورتي عليها . و حين التفت يسارا . رأيت صورتي أيضا !

    فوجئت و تعلقت عيناي عند تلك الصورة !

    لقد كانت رسمة لي أنا على لوحة ورقية ، لم تكتمل ألوانها بعد !

    نقلت بصري بين رغد الجالسة على السرير تغمر وجهها في الوسادة ، و صورتي على الورقة !
    كيف استطاعت رسمي بهذه الدقة !؟ و بمظهري الحالي . فأنفي محفور كما هو الآن !
    كيف حصلت على صورة لي لترسمها ، أم أنها رسمتها من خلال المرات القليلة العابرة التي نظرت فيها إلي . !؟

    " يشبهني كثيرا ! أنت بارعة ! "

    ما إن أنهيت جملتي حتى قفزت رغد بسرعة ، و عمدت إلى اللوحة فغطتها بورقة بيضاء بسرعة و ارتباك !

    ثم بعثرت أنظارها في أشياء كثيرة . بعيدا عني . و أخذت تفتح علب الألوان الجديدة التي اشترتها من المكتبة باضطراب .

    رجعت للوراء . لم أكن أملك فكرة لما علي فعله الآن ! ماذا علي أن أفعل
    أظن . أن علي الخروج حالا

    الجملة التي ولدت على لساني هذه اللحظة كانت :

    " أحب أن أتفرج على رسوماتك ! "

    و لكن أهذا وقته !
    رجعت خطوة أخرى للوراء و أضفت :

    " لاحقا طبعا . إذا سمحت ِ "

    رغد توجهت نحو مكتبتها و أخرجت كراسة رسم كبيرة ، و أقبلت نحوي و مدتها إلي .
    في هذه اللحظة التقت نظراتنا
    كان بريق الدموع لا يزال يتلألأ في عينيها الحمراوين ، ينذر بشلال جارف .
    أخذت الكراسة
    و قلت و قلبي يتمزق :






    رد مع اقتباس  

  3. #103  
    المشاركات
    3,259
    " لا تبكي أرجوك . "

    لكن الدمعة فاضت . و انسكبت . و انجرفت . تقود خلفها جيشا من الدموع المتمردة .

    " رغد . سألتك ِ بالله كفى . أرجوك . "

    " لا أستطيع أن أتغلب على ذلك . كلهم مرعبون . مخيفون . أشرار . يريدون اختطافي "

    و انفجرت رغد في بكاء مخيف . هستيري . قوي . و ارتجفت أطرافي ذعرا و غضبا و قهرا كدت أصرخ بسببه صرخة تدوي السماء .
    أراها أمامي كما رأيتها ذلك اليوم المشؤوم . و أضغط على الكراسة في يدي و أكاد أمزقها .
    تمنيت لو أستطيع تطويقها بين ذراعي بقوة . كما فعلت يومها . لكنني عجزت عن ذلك
    تمنيت لو .
    لو أخرج جثة عمار من تحت سابع أرض . و أقتله ، ثم أمزقه قطعة قطعة . خلية خلية . ذرة ذرة .
    لو يعود الزمن للوراء . لكنت قتلته في عراكي معه آخر مرة . و لم أدع له الفرصة ليعيش و يؤذيك .

    إنني كنت ُ السبب .
    نعم أنا السبب .
    و قد انتقم مني أبشع انتقام .
    و أي انتقام
    ثمن بقيت أدفعه منذ ذلك اليوم ، و حتى آخر لحظة في حياتي البائسة .
    ما ذنب صغيرتي في كل هذا .؟
    خسئت أيها الوغد .

    هنا أقبلت أمي التي يبدو أنها سمعت بكاء رغد . و وقفت إلى جانبي لحظة تنقل نظرها بيني و بين رغد ، ثم تقدمت إلى رغد

    " عزيزتي "

    رغد ارتمت بقوة في حضن والدتي . و هي تبكي بألم صارخ . و تقول بين دموعها :

    " لا تتركوني وحدي . لا تتركوني وحدي . "

    أمي طوقت رغد بحنان و أخذت تربت عليها بعطف و تهدئها .

    ثم نظرت إلى باستياء و قالت :

    " لماذا يا وليد "



    في غرفة سامر ، أجلس على السرير ، أقلب صفحات كراسة رغد .
    الكثير من الرسومات الجميلة .لأشياء كثيرة . ليس من بينهم صورة لأحد أفراد العائلة غير دانة !
    صورة لها و هي صغيرة و غاضبة !
    و العديد من صور أشياء خيالية . و أشباح !
    لا أعرف ما الذي تقصده بها .
    كانت ساعتان قد انقضتا مذ خرجت من غرفتها تاركا إياها تهدأ في حضن والدتي
    الآن أسمع طرقا على الباب

    " تفضل "

    و دخلت والدتي

    " وليد . العشاء جاهز "

    تركت الكراسة على السرير و خرجت مع أمي قاصدين غرفة الطعام . قبل أن نصل، همست أمي لي :

    " وليد . لا تثر ذلك الأمر ثانية رجاءا "

    فأومأت برأسي موافقا .
    و لم أسمح لنظراتي أن تلتقي بعيني رغد أو للساني أن يكلمها طوال الوقت .

    بعد ذلك ، ذهبت مع أبى نتابع آخر الأخبار عبر التلفاز ، في غرفة المعيشة

    لا يزال الدمار ينتشر . و الحرب التي هدأت نسبيا لفترة مؤقتة عادت أقوى و أعنف . و أخذت تزحف من قلب البلدة إلى الجهات الأربع .
    تم غزو مدينتين أخريين مؤخرا ، لم تكن الحرب قد نالت منهما حتى الآن . و تندرج المدينة الصناعية التي نحن فيها الآن ، في قائمة المدن المهددة بالقصف .

    كنت مندمجا في مشاهدة لقطات مصورة عن مظاهرات متفرقة حدثت صباح اليوم في مدن مختلفة من بلدنا و رؤية العساكر يضربون المدنيين و يقبضون على بعضهم .

    منظر مريع جعل قلبي ينتفض خوفا . و أثار ذكريات السجن المؤلمة المرعبة .

    في هذا الوقت ، أقبلت رغد تحمل مجموعة من الكراسات و اللوحات الورقية ، و جاءت بها إلي !

    " تفرج على هذه أيضا . هذا كل ما لدي "

    وضعتُ الكراسات على المنضدة المركزية ، و جلست رغد على مقعد مجاور لمقعدي . تراقبني و تنتظر تعليقاتي حول رسوماتها الجميلة .

    إن عيني كانت على الرسومات ، إلا أن أذني كانت مع التلفاز !

    بعدما فرغت من استعراض جميع الرسومات قلت :

    " رائعة جدا ! أنت فنانة صغيرتي ! أهذا كل شيء "

    رغد ابتسمت بخجل و قالت :

    " نعم . عدا اللوحة الأخيرة "

    و أخفت أنظارها تحت أظافر يديها !
    لماذا قررت رغد رسمي أنا ؟ و أنا بالذات !
    إنها لم ترسم أحدا من أفراد عائلتي . فهاهي الرسومات أمامي و لا وجود لسامر مثلا فيما بينها !

    قلت :

    " متى تنهينها ؟ "






    رد مع اقتباس  

  4. #104  
    المشاركات
    3,259
    لا زالت تتأمل أظافرها و كأنها تراهم للمرة الأولى !

    قالت :

    " غدا أو بعد الغد . "

    قلت :

    " خسارة ! لن أراها كاملة إذا ! "

    رفعت رغد عينيها نحوي فجأة بقلق ، ثم قالت :

    " لماذا ؟ "

    أجبت :

    " لأنني . سأرحل غدا باكرا . كما تعلمين ! "

    اختفى صوت الأخبار فجأة ، التفت إلى التلفاز فإذا به موقف ، ثم إلى أبي ، و الذي كان يحمل جهاز التحكم في يده ، فرأيته ينظر إلي بعمق . و إلى أمي فوجدتها متسمرة في مكانها ، تحمل صينية فناجين و إبريق الشاي .

    و كنت شبه متأكد ، من أنني لو نظرت إلى الساعة لوجدتها هي الأخرى متوقفة عن الدوران !

    حملق الجميع بي . فشعرت بالأسى لأجلهم . كانت نظرات الاعتراض الشديد تقدح من أعينهم

    أول من تحدث كان أمي :

    " ماذا وليد و من قال أنك سترحل من جديد "

    صمت قليلا ثم قلت :

    " قلت ذلك منذ أتيت . انتهت الزيارة و لابد لي من العودة "

    قال والدي مقاطعا :

    " ستبقى معنا يا بني "

    هززت رأسي ، و قلت :

    " و العمل ماذا أفعل ببقائي هنا "

    و دار نقاش طويل حول هذا الموضوع ، و بدأت أمي بالبكاء ، و رغد كذلك !

    و حين وصلت دانة ـ و التي كانت لا تزال تتناول العشاء مع خطيبها في غرفة الضيوف ، و جاءت تسأل أمي عن الشاي ، و رأت الوجوم على أوجهنا ثم عرفت السبب ـ بكت هي الأخرى !

    أردت أن أختصر على نفسي و عليهم آلام الوداع سرعان ما قلت :

    " سأخلد للنوم "

    و ذهبت إلى غرفة سامر
    أخذت أقلب كراسة رغد مجددا .
    كم أثارت ذكريات الماضي . كم كانت شغوفة بالتلوين ! لقد كنت ألون معها ببساطة ! كم أتمنى لو . تعود تلك الأيام .

    جمعت أشيائي في حقيبة سفري الصغيرة التي جئت بها من مدينتي
    ضبطت المنبه ليوقظني قبل أذان الفجر بساعة .

    كنت أريد أن أخرج دون أن يحس أحد بذلك ، لئلا تبدأ سلسلة عذاب الفراق و ألم الوداع . كالمرة السابقة .
    و حين نهضت في ذلك الوقت ، تسللت بهدوء و حذر خارجا من المنزل .

    كان السكون يخيم على الأجواء . و الكون غارق في الظلام الموحش . إلا عن إنارة خافتة منبعثة من المصباح المعلق فوق الباب

    خرجت إلى الفناء الخارجي ، و كان علي أن أترك الباب غير موصد . و سرت إلى البوابة الخارجية . فإذا بي أسمع صوت الباب يفتح من خلفي

    استدرت إلى الوراء . فإذا بي أرى رغد تطل من فتحة الباب !

    صمدت في مكاني مندهشا !

    رغد أخذت تنظر إلى و إلى الحقيبة التي في يدي . ثم تهز رأسها اعتراضا . ثم تقبل إلي مسرعة .

    " وليد . لا . لا ترحل أرجوك "

    حرت و لم يسعفني لساني بكلمة تناسب مقتضى الحال . سألتها :

    " لم . أنت مستيقظة الآن "

    رغد حدقت بي مدة ، و بدأت الدموع تنحدر من محجريها .

    " أوه . كلا أرجوك ! "

    قلت ذلك بضيق ، فأنا قد خرجت في هذا الوقت خلسة هروبا من هذا المنظر .

    إلا أن رغد بدأت تبكي بحدة .

    " لا تذهب وليد أرجوك . أرجوك . ابق معنا "

    قلت :

    " لا أستطيع ذلك . أعني . لدي عمل يجب أن أعود إليه "

    و في الحقيقة ، لدي واقع مر يقف أمامي . علي أن أهرب منه .

    رغد تهز رأسها اعتراضا و استنكارا . ثم تقول :

    " خذني معك "

    ذهلت لهذه الجملة المجلجلة ! و اتسعت حدقتا عيني دهشة .

    رغد قالت :

    " أريد أن أعود إلى بيتنا "

    " رغد !! "

    دخلت رغد في نوبة بكاء متواصل ، خشيت أن يخترق صوتها الجدران فيصل إلى البقية و يوقظهم . و نبدأ دوامة جديدة من الدموع .

    قلت :






    رد مع اقتباس  

  5. #105  
    المشاركات
    3,259
    " رغد . أرجوك كفى . "

    رغد قالت بانفعال ، و صوتها أقرب للنوح منه إلى الكلام :

    " أنا . وفيت بوعدي . و لم أخن اتفاقنا . لكنك كذبت علي . و لم تعد . و الآن بعد أن عدت . تبادر بالرحيل . و تنعتني أنا بالخائنة ؟ إنك أنت الخائن يا وليد . تتركني و ترحل من جديد "

    كالسم . دخلت هذه الكلمات إلى قلبي فقتلته . و زلزلتني أيما زلزلة .

    قلت مندهشا غير مستوعب لما التقطت أذناي من النبأ الصاعق :

    " لم . لم . تخبري أحدا . "

    رغد هزت رأسها نفيا .

    قلت بذهول :

    " و لا . حتى . سامر "

    و استمرت تهز رأسها نفيا و بألم .

    فشعرت بالدنيا هي الأخرى تهتز و ترتجف من هول المفاجأة . تحت قدمي ّ

    قالت :

    " كنت ُ أنتظر أن تعود . لكنهم أخبروني أنك لن تعود . و لا تريد أن تعود . و كلما اتصلت بهاتفك . وجدته مقفلا . و لم تتصل لتسأل عني و لا مرة طوال هذه السنين . لماذا يا وليد "

    لحظتها تملكتني رغبة مجنونة بأن أضحك . أو . أو حتى أن أتقيأ من الصدمة !
    لكن .
    ما الجدوى الآن .
    كبتّ رغبتي في صدري و معدتي ، و رفعت نظري إلى السماء . أُشهد ملائكة الليل على حال ٍ ليس لها مثيل .

    و حسبي الله و نعم الوكيل .

    سمعت صوت تغريد عصفور شق سكون الجو . و نبهني للوقت الذي يمضي .

    و الوقت الذي قد مضى .

    و الوقت القادم المجهول .

    كم سخرت الدنيا مني . فهل من مزيد

    " صغيرتي . أنا ذاهب . "

    رغد ظلت تنظر إلي و تبكي بغزارة . و لم يكن باستطاعتي أن أمسح دموعها .

    استدرت موليا إياها ظهري . لكن صورتها بقيت أمام عيني مطبوعة في مخيلتي .

    سرت خطى مبتعدا عنها . نحو البوابة الرئيسية للفناء ، و فتحتها .

    قلت :

    " اقفلي الباب من بعدي "

    دون أن التفت نحوها . فهو دوري لأذرف الدموع . التي لا أريد لأحد أن يراها و يسبر غورها .

    " وليــــــــــد "

    و كعصفور يطير بحرية . بلا قيود و لا حدود . و لا اعتبار لأي شيء . أقبلت نحوي .

    استدرت . و تلقيت سهما اخترق صدري و ثقب قلبي . و بعثر دمائي و مشاعري في لحظة انطلقت فيها روحي تحلق مع الطيور المرفرفة بأجنحتها . احتفالا بمولد يوم جديد .






    منذ الساعة التي أجريت فيها المقابلة الشخصية ، و طرح علي السؤال عن خبراتي و مؤهلاتي و عملي في السابق ، أدركت أن الأمر لن يكون يسيرا .
    حصلت على الوظيفة رغم ذلك بتوصية حادة من صديقي سيف ، الذي ما فتئ يشجعني و يحثني على السير قدما نحو الأمام

    و خلال الأشهر التالية ، واجهت الكثير من المصاعب . مع الآخرين .

    بطريقة ما انتشر نبأ كوني خريج سجون بين الموظفين ، و تعرضت للسخرية و المعاملة القاسية من قبل أكثرهم

    كنت أعود كل يوم إلى المنزل مثقلا بالهموم ، و عازما على عدم العودة للشركة مجددا ، إلا أن لقاءا قصيرا أو مكالمة عابرة مع صديقي سيف تنسيني آلامي و تزيح عني تلك الهموم .

    أصبح صديقي سيف هو باختصار الدنيا التي أعيشها .

    توالت الأشهر و أنا على هذه الحال ، و كنت أتصل بأهلي مرتين أو ثلاث من كل شهر . اطمئن على أحوالهم و أحيط علما بآخر أخبارهم

    علمت أن رغد التحقت بكلية الفنون و أن دانه قد حددت موعدا لزفافها بعد بضعة أشهر و أن والديّ يعتزمان تأدية الحج هذا العام .

    أما سامر ، فقليلا جدا ما كنت أتحدث إليه ، حين أتصل و يكون صدفة متواجدا في المنزل ، إذ انه كان يعمل في مدينة أخرى .

    في الواقع ، أنا من كان يتعمد الاتصال في أيام وسط الأسبوع أغلب الأوقات .

    لقد تمكنت بعد جهد طويل ، من طرد الماضي بعيدا عن مخيلتي ، إلا أنني لازلت احتفظ بصورة رغد الممزقة موضوعة على منضدتي قرب سريري ـ إلى جانب ساعتي القديمة ـ ألمها ثم أبعثرها كل ليلة !

    حالتي الاقتصادية تحسنت بعض الشيء ، و اقتنيت هاتفا محمولا مؤخرا ، إلا إنني تركت هاتف المنزل مقطوعا عن الخدمة .

    أما أوضاع البلد فساءت عما كانت عليه . و أكلت الحرب مدنا جديدة .
    و أصبح محظورا علينا العبور من بعض المناطق أو دخول بعض المدن .

    في مرات ليست بالقليلة نتبادل أنا و سيف الزيارة ، و نخرج سوية في نزهات قصيرة أو مشاوير طويلة ، هنا أو هناك .

    في إحدى المرات ، كنت مع صديقي سيف في مشوار عمل ، و كنا نتأمل مشاهد الدمار من حولنا .

    الكثير الكثير من المباني المحطمة . و الشوارع الخربة .

    مررنا في طريقنا بأحد المصانع ، و لم يكن من بين المباني التي لمستها يد الحرب . فتذكرت مصنع والدي الذي تدمر .

    قلت :






    رد مع اقتباس  

  6. #106  
    المشاركات
    3,259
    " سبحان الله ! نجا هذا من بين كل هذه المباني المدمرة ! ألا يزال الناس يعملون فيه "

    أجاب سيف :

    " نعم ! إنه أهم مصنع في المنطقة يا وليد ! ألا تعرفه ؟ "

    " كلا ! لا أذكر أنني رأيته مسبقا ! "

    ابتسم سيف و قال :

    " إنه مصنع عاطف . والد عمّار . يرحمهما الله ! "

    دهشت ! فهي المرة الأولى التي أرى فيها هذا المبنى . !

    أخذت أتأمله بشرود . ثم ، انتبهت لكلمة علقت في أذني .

    " ماذا ؟ رحمهما الله "

    سألت سيف باستغراب ، معتقدا بأنه قد أخطأ في الكلام . قال سيف :

    " نعم . فعاطف قد توفي العام الماضي . رحمه الله "






    رد مع اقتباس  

  7. #107  
    المشاركات
    3,259
    الحلقةالسابعةعشر










    بين يوم و آخر ، يحضر نوار لزيارة دانة أو الخروج معها للعشاء في أحد المطاعم أو للتنزه . أو شراء مستلزمات الزفاف و عش المستقبل !

    " إلى أين ستذهبان اليوم "

    سألتها ، و هي ترتدي عباءتها استعدادا للخروج ، قالت :

    " إلى محلات التحف أولا ، ثم إلى الشاطئ ! سأعود ليلا ! "

    قلت :

    " الشاطئ ؟ رائع ! كم أشتاق الذهاب إليه ! "

    قالت بمكر :

    " تعالي معنا ! "

    نظرت إليها باستهتار ثم أشحت بوجهي عنها . قلت :

    " كنت سأفعل لو أن خطيبك لم يكن ليرافقنا !"

    قالت بخبث :

    " نذهب وحدنا ؟ أنا و أنت "

    " نأخذ أبي و أمي ! ما رأيك دانة اصرفيه و دعينا نذهب نحن الأربعة ! "

    " لا تكوني سخيفة ! "

    و انصرفت عني ترتب عباءتها أمام المرآة .

    قلت :

    " في كل يوم تخرجين معه ! لم لا تتنازلين عن هذا اليوم لنخرج معا إنني أشعر بالملل "

    قالت :

    " غدا يعود سامر و اذهبي معه حيث تريدين ! "

    و غدا هو موعد زيارة سامر ، الذي يأتي مرة أو مرتين من كل شهر . ليقضي عطلة نهاية الأسبوع معنا .
    لكن .

    لكنني لا أشعر بالحماس للذهاب معه .

    حين أقارن بين وضعي و وضع دانة أشعر بفارق كبير . إنها منذ لحظة ارتباطها تعيش سعادة و بهجة متواصلة . و تستمتع بحياتها كل يوم

    خطيبها رجل ثري و يغدق عليها الهدايا و الهبات !

    كل يوم أذهب أنا للكلية ثم أعود و أقضي وقتا لا بأس به في الواجبات و في الرسم ، بينما تستمتع دانه بالنزهات و الرحلات مع خطيبها المغرور .
    و في أحيان أخرى تقضي ساعات طويلة في التحدث معه عبر الهاتف !
    حين يتصل سامر فإن حديثنا لا يستغرق غير دقائق .
    فهل كل المخطوبين مثل دانه سواي أنا

    قلت أستفزها :

    " و على كل . فخطيبك شخص مغرور و بغيض ! لا أعرف كيف تحتملين البقاء معه كل هذه الساعات ! "

    التفتت دانه نحوي و نظرت إلي بخيلاء و قالت :

    " مغرور ؟ و حتى لو كان كذلك ! يحق له . فهو أشهر و أغنى لاعب في المنطقة ! أما بغيض . فلا تعني شيئا ! فهو رأيك في جميع الرجال ! "

    و صمتت لحظة ثم قالت :

    " و ربما حتى سامر ! أنت خالية من الرومانسية يا رغد ! و لا تعرفين كيف تحبين أو تدللين خطيبك ! "

    و هنا سمعنا صوت جرس الباب ، فانطلقت دانه مسرعة تحثني على الخروج من غرفتها ، ثم تقلق الباب . و تغادر .

    ربما نسيت دانه ما قالت حتى قبل أن تغادر ، لكن كلماتها ظلت تدق مسمارا مؤلما في قلبي لوقت طويل .

    أنا فعلا لا أشعر باللهفة للقاء سامر ! لكنه دائما يشتاق إلي . و في الآونة الأخيرة ، بعد أن انتقل إلى مدينة أخرى ، صار يعاملني بطريقة أشد لطفا و حرارة كلما عاد






    رد مع اقتباس  

  8. #108  
    المشاركات
    3,259
    ذهبت إلى غرفتي و أنا متأثرة من جملة دانه الأخيرة هذه . فهل أنا فعلا خالية من الرومانسية
    و هل بقية الفتيات يتصرفن مثل دانه
    أنا لم أحتك مباشرة بصديقة مخطوبة فأنا أول من خطبت من بين صديقاتي رغم أنني أصغرهن سنا !

    أردت طرد هذه الأفكار عن رأسي ، فعمدت إلى كراساتي . و أقبلت على الرسم .

    شيء ما دعاني لأن أفتش بين لوحاتي المتراكمة فوق بعضها البعض عن صورة وليد !

    لا تزال الصورة كما هي . منذ رحل . لم أملك أي رغبة في إتمام تلوينها .
    لست من النوع المتباهي بنفسه ، لكن هذه اللوحة بالذات . رائعة جدا !

    وليد . له وجه عريض . و جبين واسع . و شعر كثيف . و عينان عميقتا النظرات . و فك عريض منتفخ العضلات . و أنف معقوف حاد !

    إنه أكثر وسامة من نوّار الذي تتباهى دانه به !

    و من سامر المشوه طبعا .

    لم أكن لأرسم شيئا مشوها كوجه سامر . إنه لا يصلح عملا فنيا .

    في لقائي الأخير بوليد عند رحيله ليلا . بكيت كثيرا جدا . ربما أكثر مما بكيت يوم علمت أنه سافر للدراسة دون وداعي قبل سنوات .

    أوصدت الباب و دخلت ، و العبرات منزلقة بانطلاق على خدي الحزين

    فوجئت برؤية والدتي تقف عند النافذة المشرفة على الفناء ، و التي تسمح للناظر من خلالها أن يرى البوابة ، و من يقف عند البوابة ، و ما يحدث قرب البوابة !

    لم أعرف لحظتها ما أفعل و ما أقول . أصابني الهلع و الخرس . أمي اكتفت برشقي بنظرات مخيفة و حزينة في آن واحد ، ثم انصرفت .

    منذ ذلك الحين و هناك شيء ما يقف بيني وبينها . لا أعرف ما كينونته و لا أجله

    في المساء ، زارتني ابنة خالتي نهلة ، و طبعا سارة معها فهي تلازمها كالذيل ليلا و نهارا !

    كنت أرغب في التحدث مع نهلة عن أمور تشغل تفكيري و تحيرني . و أشياء لا أستطيع التحدث عنها لشخص آخر . و لكن كيف لي أن أصرف هذه الصغيرة المتطفلة

    " ساره . هل تحبين الذهاب إلى غرفتي و التفرج على رسوماتي يمكنك أيضا رسم ما تشائين ! "

    " سأذهب حين تذهب أختي "

    أوه . كيف لي أن أصرفها .

    " إذن . ما رأيك بمشاهدة فيلم هزلي جديد مدهش . أحضره أبي يوم أمس ؟ اذهبي لغرفة المعيشة و تفرجي مع أمي ! "

    "سأبقى معكما "

    نهلة نظرت إلي نظرة استنتاج ، ثم قالت لشقيقتها :

    " عزيزتي ساره . شاهدي الفيلم و نحن سنأتي بعد قليل ! "

    " سأذهب حين تذهبان "

    يا لها من فتاة مزعجة ! ألا أستطيع أن أنفرد بصديقتي لبعض الوقت

    قالت نهلة :

    " لا بأس رغد ! فهي لا تكترث لما نقول ! . أهناك شيء "

    ترددت ، و لكنني بعد ذلك أطلقت لساني لقول أمور لم أظن أن سارة ستفهمها . فهي إلى كونها لا تزال صغيرة ، و غبية لحد ما !

    قلت :

    " سامر سيأتي غدا ! "

    قالت :

    " و . "

    قلت :






    رد مع اقتباس  

  9. #109  
    المشاركات
    3,259
    " سيفتح موضوع زواجنا من جديد ، كما في كل مرة ! إنه يريد أن نتزوج مع دانه . و يبدو أن والدتي اقتنعت بالفكرة و صارت تشجعني عليها . "

    قالت :

    " و أنت "

    تنهدت ثم قلت :

    " تعرفين . إنني أريد أن أنهي دراستي أولا . و . و . أعرف رأي وليد "

    نهلة ترفع حاجبا ، و تخفض آخر . و تميل إحدى زاويتي فمها بمكر !

    " و أعرف رأي وليد ! و إذا قال وليد : الزواج ممنوع !؟ "

    قلت بسرعة :

    " لن أتزوج ! "

    قالت :

    " و إن قال : الزواج واجب !؟ "

    لم أرد . نهلة تأملتني برهة ، ثم قالت :

    " رغد ! و لماذا تنتظرين رأي وليد إنه ليس ولي أمرك أو المسؤول عنك ! "

    استأت من هذه الحقيقة الموجعة .
    فلطالما كان وليد مسؤولا عني منذ الصغر . و لطالما قال أنه لن يتخلى عني . و لطالما اعتبرته أهم شخص في حياتي . إلى أن غاب .

    قلت :

    " لكنه . لكنه . أكبرنا . و أنا أحترم رأيه كثيرا . و . سأعمل بما يقول "

    نهلة قالت :

    " ألا يزال كما كان في الماضي ؟ أذكر أنه كان طويلا و قويا ! كان يلعب معك كثيرا سابقا ! "

    ابتسمت ، و توسعت الشعيرات الدموية في وجهي ! و قلت بخجل :

    " إنه كذلك ! لكن . لا مزيد من اللعب فقد أصبح رجلا كبيرا ! "

    قالت :

    " صحيح ! على فكرة هل تزوج "

    الشعيرات التي كانت متفتحة قبل ثوان انقبضت و خنقت الدماء في داخلها .

    أيقظت جملة سارة في نفسي شيئا كان نائما بسلام . قلت بارتباك أمحو السؤال و أطرده من الوجود :

    " لا . لا "

    قالت نهلة :

    " إذن لابد أنه يفكر في الزواج الآن ! بعدما عاد للوطن و استقر في العمل ! "

    ثم أضافت مداعبة :

    " هل تريدين عروسا له جميلة و جذابة و رائعة مثلي !؟ "

    قلت بحنق بدا معه جليا استيائي من الفكرة :

    " لا تكوني سخيفة يا نهلة ! "

    استغربت نهلة استيائي هذا ، ثم قالت :

    " إنه كبير على أية حال ! و لا يناسب فتاة تصغره بتسع سنين ! "

    فكرة أخرى ـ أن يتزوج وليد ـ رافقت الفكرة الأولى ـ خالية من الرومانسية ـ في اللعب بالمضرب و الكرة في رأسي طوال الساعات التالية !

    قلت :

    " إنه . لا يفكر في الإقامة هنا . أتمنى لو نعود إلى بيتنا السابق . معه "

    قالت :

    " ماذا عن خطيبك هل سيستقر هو الآخر في المدينة الأخرى "

    قلت :

    " لا أعرف . ! عمله هناك . و لابد له من البقاء هناك "

    " و إن تزوجتما ستنتقلين للعيش معه حتما ! "

    لم تعجبني الفكرة !
    لا أريد أن أبتعد عن أهلي . إنني لا أستغني عنهم . أريد البقاء في بيتهم .

    " سأنتظر رأي وليد "

    تقوس حاجبا نهلة دهشة و قالت ببلاهة :

    " رأي وليد في أن تقيمي مع زوجك أو مع والديك "

    قلت بغضب :

    " حمقاء ! أعني في أن نؤجل موضوع الزواج لوقت لاحق . فربما تتغير الأوضاع . "

    " عليكم أن تقرروا بسرعة ! فموعد زواج دانه يقترب ! أين هي على فكرة "

    " دانه ؟ خرجت كالعادة تتنزه مع خطيبها ! "

    ابتسمت نهلة . لكنني أزحت ابتسامتها جانبا بسؤالي :

    " نهلة .هل يشعر جميع المرتبطين بسعادة مميزة عندما يتنزهون مع بعضهم البعض . أو يتبادلون الهدايا . أو المكالمات الهاتفية "

    طبعا نهلة اندهشت ، و قالت :

    " أكيد ! طبعا ! "

    صمت لثوان ، ثم قلت :






    رد مع اقتباس  

  10. #110  
    المشاركات
    3,259
    " لكنني لا أشعر بشيء كهذا ! إنني أتحدث معه كما أتحدث معك ! لا شيء مميز . ليس كما تكون دانه حين تتحدث مع خطيبها أو تخرج معه ! غاية في السرور ! "

    فوجئت نهلة بكلماتي هذه . ة قالت :

    " أنت ِ . لا تحبينه "

    قلت بسرعة :

    " بالطبع . أحبه ! "

    نظرت نهله نحو سارة البليدة . ثم قالت :

    " كما تحب دانه خطيبها "

    " لا ! كما تحبين أنت ِ حسام ! "

    دانة عادت تسأل :

    " ليس كما تحب امرأة ٌ رجلا "

    توترت من سؤالها . و بعثرت نظراتي فيما حولي . و وقع سهم منها على سارة ، و التي كانت تنظر إلينا ببلادة و غباء مزعجين !

    قلت بعصبية :

    " و كيف يجب أن تحب امرأة رجلا "

    قالت نهلة بأسى :

    " أوه يا عزيزتي ! رغد ! إنك لا تزالين طفلة ! "



    عادت دانه من سهرتها الخارجية عند العاشرة و النصف .

    كنت أشاهد الفيلم الذي أحضره والدي مؤخرا ، و حين دخلت غرفة المعيشة رمت بحقيبة يدها على المقعد و تهالكت عليه بتنهد .

    " لم لم تنامي بعد رغد ! عادة ما تنامين باكرا جدا ! "

    لم ألتفت إليها ، و أجبت :

    " سأتابع الفيلم حتى النهاية "

    صمتت لحظة ، ثم قالت :

    " سأريك شيئا "

    و سحبت حقيبتها ، و منها أخرجت علبة مجوهرات صغيرة ، و فتحتها لتريني الخاتم الذهبي الرائع الذي بداخلها .

    " رائع ! كم ثمنه "

    رفعت رأسها و نظرت إلي من طرف عينيها و قالت :

    " كم ثمنه لا أعرف طبعا ، و لكن بالتأكيد باهظ . أهداني إياه خطيبي الليلة ! كم هو رائع ! "

    قلت و أنا أتأمل هذه التحفة المبهرة :

    " نعم ! رائع هنيئا لك ! "

    قالت دانة :

    " حقا ! هل غيرت رأيك فيه أخيرا ! "

    قلت :






    رد مع اقتباس  

صفحة 11 من 26 الأولىالأولى ... 91011121321 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تحميل رواية كنت أحبك حب ماتقراه في أعظم رواية
    بواسطة Bshaer‘am في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-Aug-2014, 12:29 AM
  2. مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 24-Oct-2013, 11:43 PM
  3. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  4. ديكورات كامله 2013 , ديكورات منزل كامله 2013 , صور ديكورات جميله 2013
    بواسطة ♣ ♣المتفائله♣ ♣ في المنتدى ديكور - فن الديكور المنزلي - اثاث غرف ومطابخ وحدائق
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-Sep-2012, 11:37 PM
  5. رواية قليل من الحب كامله من الروايات الرومنسية txt للجوال
    بواسطة بدويه اصيله في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 09-Oct-2011, 10:39 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •