الملاحظات
صفحة 21 من 26 الأولىالأولى ... 111920212223 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 201 إلى 210 من 255

الموضوع: رواية انت لي كامله

  1. #201  
    المشاركات
    3,259
    خرجت بعد ذلك من الغرفة و من المنزل و إلى الفناء الخارجي . أفرغ ما تبقى من غضبي في السجائر .


    بعد قرابة الساعة و النصف حضرت السيدة أم حسام لزيارة رغد .



    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~






    كنت أعلم أن الأمر لن ينتهي بسلام .

    ها قد أقبلت خالتي و تعقّدت الأوضاع أكثر فأكثر .

    خالتي تحدّثت مباشرة إلى سامر و قالت له أن أقل ما يجب فعله هو تأجيل موعد الزفاف حتى تستقر الأمور .

    سامر و الذي كان مثخنا بالكدمات محمر الوجه متهيج الأعصاب طلب منها بنبرة حادة ألا تتدخل ، إلا أن خالتي قالت :

    " لن أدعكم تتحكمون في مصير ابنتي كيفما شئتم "

    ثم نظرت إلي ّ و قالت :

    " سآخذها معي إلى أن تعود أم وليد و نضع حدا لهذا الزواج "


    سامر اعترض و كذلك دانة ، إلا أنني تشبثت بخالتي و خرجت معها رغم ذلك .

    حين كنت أعبر الفناء الخارجي وجدت وليد هناك

    قال :

    " إلى أين ؟ "

    خالتي تولت الإجابة :

    " سآخذها معي لبعض الوقت "

    لم أر في عيني وليد أي اعتراض ، فخرجت معها .



    في غرفة نهلة ذرفت الكثير من الدموع و أنا أروي لها ما حدث و أصف الهجوم الوحشي الذي قام به وليد . و أرعبني .


    " كنت أعرف أن هذا ما سيحدث . الآن أنا أحدثت شرخا في العائلة . ماذا سيفعل والداي حين يعودان أنا نادمة على تهوري . كان يجب أن أرضخ لقدري . "

    " يكفي يا رغد . أنت لم ترغبي في الزواج منه ، هذه الحقيقة إذن دافعي عنها "

    قلت :

    " لأجل ماذا أدافع عنها ؟ ماذا سأربح إن تخلصت من سامر و جعلت الجميع يتخذ مني موقفا معاديا ؟ ثم ماذا ؟ هل تتخيلين كيف سأعيش بينهم و قد حصل ما حصل ؟ "

    " ابقي معنا هنا "

    " مستحيل . عمّي هو ولي أمري . إنه أبي و لا يمكنني العيش في غير بيته "

    " ستعيشين في بيت زوجك ! "

    " أي زوج هذا "

    " الذي تحبين ! "

    قلت ُ بألم و يأس :

    " و هل تعتقدين أنه بعد أن أنفصل عن أخيه سيكون من الطبيعي أن أرتبط به هكذا ببساطة ! أم هل تظنين أن وليد يفكر بي ؟ "

    " إذن لماذا ساندك في موقفك ؟ "

    " لأنه يشعر بالمسؤولية تجاهي كما لو كنت واجبا عليه تأديته لا أكثر . "

    و هي حقيقة مرة أتجرعها لحظة بعد لحظة . رغما عني .

    ساعات طويلة قضيتها في التفكير . إلام سيؤول أمري بعد الذي حصل ؟

    و كلما تخيلت الوحشية التي طغت على وليد هذا الصباح شعرت بالخوف و الفزع أهذا هو ابن عمي الذي كنت أعرف

    أهذا هو الرجل الذي أحببت ؟

    إنني حتى لا أجرؤ الآن على مجرد النطق باسمه .


    عندما عدت ُ إلى البيت في المساء لم يكن هو موجودا ، استقبلتني دانة بوجه عابس مليء باللوم و العتاب .

    قالت :

    " هل أنت راضية عما فعلت ِ ؟ أي جنون هذا الذي أصابك ؟ "

    كنت أريد الهروب منها إلا أنها لحقتني و تابعت كلامها بكل إصرار و قسوة :

    " رغد اخبريني ماذا جرى لك ؟ إن سامر حزين جدا فهل يرضيك هذا ؟ ألا تشعرين بما يحس به ؟ ألا تعلمين أنه متلهف للزواج منك منذ زمن ؟ إنه يحبك بجنون أنت ِ خالية من المشاعر تماما كالجدار الذي خلفك "


    قلت بعصبية :

    " حلّي عنّي ! اتركوني و شأني "

    " لا لن أدعك و شأنك و أنا أراك تحطمين أخي بهذا الشكل . ستتزوجين منه و ينتهي الأمر كما رسمنا له "

    قلت :

    " و ماذا عن مشاعري أنا ألا يحق لي الزواج من الرجل الذي اختاره ؟ "

    نظرت إلي دانة بدهشة و قالت :

    " ماذا تقصدين أنك لا تريدين أخي ؟ "

    التزمت الصمت ، قالت :

    " لا تحبين أخي "

    قلت بانفعال :






    رد مع اقتباس  

  2. #202  
    المشاركات
    3,259
    إلا أن الاثنين دخلا في عراك مميت .

    أسرعت أجري بحثا عن دانة فوجدتها في غرفتها تتحدث إلى خطيبها صرخت :

    " أسرعي دانة يتقاتلان مجددا "

    دانة تركت السماعة و جاءت تركض معي

    حاولنا التدخل لفض العراك الجنوني إلا أننا فشلنا تماما و أخذت كل واحدة منا تصرخ من جهة دون جدوى

    يد الغلبة كانت بطبيعة الحال لوليد الذي كان يفوق سامر بدانة وبنية و قوة

    استمر العراك فترة من الزمن كنت أصرخ و أنا أبكي

    " توقفا يكفي "

    إلا أن أحدهما لم يكن ليستجب لي .

    قلت :

    " أنا سأتزوج من سامر سأفعل ما تريدون هذا يكفي يكفي "

    إلا أن ذلك لم يزد الحرب إلا وطيسا

    دانة التفتت نحوي و صرخت بوجهي :

    " هذا كلّه بسببك أنت أيتها اللعينة رغد ابتعدي عن وجهي الآن "

    و دفعت بي نحو الخارج عنوة

    ركضت أنا نحو غرفتي و جعلت أبكي بصراخ و أنادي أمي و أبي



    ~ ~ ~ ~ ~ ~






    لو لم يكن أخي ابن أمي و أبي شقيقي من تجري دماؤه في عروقي و يختزن حبه في قلبي لكنت قضيت على هذا الرجل المشوّه الذي كان يعانق رغد قبل قليل
    و أرسلته إلى العالم الآخر

    لقد جنّ جنوني و فقدت أدنى معاني الرأفة و الإنسانية و أوسعته ضربا أشد و أقسى و أعنف من الدرس الذي لقنته إياه صباح هذا اليوم

    إنه جزاء من يقترب من صغيرتي أنا

    نعم ، إنها فتاتي أنا و لن أسمح لأي رجل مهما كان بأن يقترب منها مسافة تقل عن ميل كامل من الآن فصاعدا

    لقد كانت دانة تقف قربنا محاولة حشر نفسها بيننا و لو لم أسيطر على نفسي لدفعتها بقوة هي الأخرى

    إنني الآن في أشد لحظات عمري جنونا و ثورة و إن يقع في يدي أي سلاح ، فسأفتك بكل من يعترضني بدون تفكير

    و الشيء الذي وقع في يدي كان مجرد علبة حديدية وقعت من على المكتب أثناء عراكنا .

    كنت مطبقا على سامر الواقع على الأرض ، و عائقا إياه عن الحركة بثقل جسمي الضخم

    رفعت يدي بما حملت ، بالأداة الحديدية على أهبة ضرب رأسه بها

    سامر كان يحاول التملص مني دون جدوى ، و ينظر إلى العلبة الحديدية و يصرخ

    " ماذا ستفعل يا مجنون ؟ "

    قلت :

    " سأحطّم جمجمتك "

    قال بذعر :

    " وليد . ستقتلني ؟ "

    دانة أقبلت مسرعة و أمسكت بذراعي تعيقني عما كنت بجنون مقدما عليه .

    تركت ُ العلبة تسقط من يدي .

    و قلت ُ مهددا أخي :

    " سأقتلك إن حاولت الاقتراب منها ثانية "

    و ألصقت ُ رأسي برأسه و قلت :

    " أنا لم أقتل ذلك النذل و أضيع من عمري كل تلك السنين مرميا في السجن و أخسر ماضي و مستقبلي . لأخرج و أراك تتزوج من صغيرتي رغما عنها و إن حاولت الاقتراب منها ثانية فسأرسلك إليه لأن هذا هو جزاء من يؤذي صغيرتي بأي شكل من الأشكال أفهمت يا سامر ؟ سأقتلك و أقتلكم جميعا إن تجرأتم على إيذاء صغيرتي و لو حتى بمجرد الكلام أفهمت "

    و سددت إلى وجهه اللكمة الأخيرة ثم نهضت

    ترنحت في مشيتي من شدة الإعياء و توجهت نحو الباب سائرا على غير هدى

    وقعت عيناي على دانة التي كانت تنظر إلي بذهول و فزع .

    قالت و حدقتا عينيها مفتوحتان لأقصى حد :

    " وليد ما الذي تقوله "

    قلت مزمجرا :

    " نعم في السجن و لن يهمني العودة إليه إذا ما تعلّق الأمر برغد و لن أسمح لأحد بإجبارها على الزواج من شخص لا تريده و لن أدع أي رجل يتزوّج منها إلا إذا أخبرتني هي بأنها هي ترغب في الزواج منه و تريده . مفهوم "

    و خرجت من الغرفة تاركا المذهول مذهولا . و المجروح مجروحا . و المحطم محطما .

    ذهبت رأسا إلى غرفة رغد و التي قفزت مذعورة ما أن رأتني . و صارت ترتجف بخوف .

    لحظتها فقط أدركت أنني خرجت من طوري و أنني لم أكن في وعيي و رشدي و أنني شوّهت أي صورة حسنة يمكن أن تكون لا تزال باقية في رأس رغد عني






    رد مع اقتباس  

  3. #203  
    المشاركات
    3,259
    " بلى أحبه . تماما كما تحبينه أنت ِ كأخي الذي تربيت معه . فهل علي أن أتزوج من أخي "

    دانة بدت مذهولة و قالت بتردد :

    " رغد . ما الذي تعنينه أتعنين أنك . تحلمين بالزواج من شخص آخر "

    فاجأني سؤالها و أربك تعبيرات وجهي ، ما جعل الشكوك تكبر في رأسها .

    صمتت برهة ثم قالت :

    " لقد فهمت . فهمتك أيتها الخبيثة . إذن فقد أقنعتك خالتك و عائلتها . تبا لكم جميعا "

    لم استطع قول كلمة بعد بقيت أحملق في دانة بذهول و تشتت ، أما هي فقالت :

    " سأخبر والدتي بكل شيء . سترين "


    و تركتني و انصرفت .

    لازمت غرفتي لبعض الوقت ثم ذهبت إلى غرفة سامر . حينما طرقت الباب و ذكرت اسمي لم يأذن لي بالدخول . إلا أنني فتحت الباب و تركته نصف مغلق و تقدّمت إلى الداخل .

    سامر كان يجلس على كرسي مكتبه في شرود و حزن . حينما وقعت عيناه علي رأيت فيهما بحرا من الآهات و الألم .

    سامر نهض و وقف ليواجهني ، كنت أعرف أنني لا أستطيع مواجهته إلا أنني لا أستطيع أيضا تركه هكذا

    تقدم سامر نحوي و قال بصوت كئيب :

    " لماذا يا رغد ؟ "

    لم أقو َ على إبقاء عيني مركزتين في عينيه بل هويت بهما نحو الأرض في خجل و خذلان و شعور بالذنب و الإثم .

    اقترب مني أكثر و أمسك بوجهي و رفعه إليه ليجبرني على النظر إليه و قال :

    " أخبريني لماذا ؟ هل فعلت ما ضايقك مني ذات يوم ؟ "

    هززت رأسي نفيا . أبدا . مطلقا .كلا إنه لم يكن هناك من يهتم بي و يحرص على مشاعري و يحسن معاملتي بمقدار ما كان سامر يفعل

    قال :

    " إذن لماذا ؟ أن تؤجلي الزفاف ربما بعد عسر كبير أجد له مبررا أو آخر أما أن أن تهدمي جسر الوصل بيننا هكذا فجأة فجأة و دون سابق تلميح و تعلني أنك أجبرت ِ على الارتباط بي و أنك لم ترغبي في ذلك يوما بعد كل هذه السنين يا رغد بعد كل هذه السنين فهذا ما لا أستطيع أن أجد له أي تفسير أو سبب مهما فتشت لماذا أخبريني "


    فاضت الدموع من عيني جوابا على سؤال لم يعرف لساني له إجابة سامر أخذ يمسح دموعي و قال بعطف :

    " أنا آسف لما حصل هذا الصباح كنت مجنونا سامحيني "

    أغمضت عيني إشارة إلى أنني قد نسيت الأمر و حين فتحتهما رأيت لمعان دمعة محبوسة في عين سامر المشوهة يخشى إطلاق سراحها

    قال :

    " لا تفعلي هذا بي يا رغد تعلمين كم أحبك "

    و طوّقني بين ذراعيه بعاطفة حميمة .
    فتحت المجال أمام سامر للتعبير عن مشاعره ، و بقيت أسيرة بين ذراعيه فترة من الزمن لم أتحرك إلا حين سمعت صوتا قادما من ناحية الباب فالتفت كما التفت سامر و رأينا وليد يقف هناك .

    لا أستطيع أن أصف لكم النظرات الوحشية المرعبة التي كان يرمينا بها لقد كنت أشعر بها تلسعني و تحرقني

    تقدّم خطوة بعد خطوة ، تكاد خطواته تهز الأرض من قسوتها كان الشرر يتطاير من عينيه و هو يحملق في سامر و يعض على أسنانه

    شعرت بالخوف تراجعت للوراء اختبأت خلف سامر امتدت يدا وليد و أمسك بتلابيب سامر بعنف و قال :

    " قلت لك لا تحاول استدرار تعاطفها ثانية حذّرتك من الاقتراب منها حتى يعود والدي ألم تفهم ؟ "

    ثم سحبه و دفع به نحو الجدار

    سامر رفع رجله و سدّد ركله بركبته إلى وليد ، فقام هذا الأخير بلكم سامر بعنف على خدّه المشوه

    وليد قال و هو يلصق سامر بالجدار بقوة :

    " لن أسمح لرغد بالزواج منك أفهمت ؟ لا تستحق رجلا مشوها مثلك "

    قال سامر :

    " نعم ، فالأفضل لها الزواج من القتلة المجرمين "

    و ما إن قال سامر ذلك حتى تحوّل وليد إلى وحش نعم وحش فهو أقل وصف يمكنني نعته به

    صرخت :

    " توقفا "






    رد مع اقتباس  

  4. #204  
    المشاركات
    3,259
    قلت :

    " رغد "

    سماعها لكمتي جعلها تنتفض خوفا ربما كان صوتي مرعبا ربما كان شكلي مفزعا ربما كنت أشكّل بالنسبة إليها هذه اللحظة مصدر روع و وجل

    وقفت ُ متسمرا في مكاني أراقب صغيرتي المذعورة

    سمحت للأرض التي تلامس قدمي ّ بامتصاص الباقي من غضبي و ثورتي
    و تنفست أنفاسا عميقة تطرد الشر من صدري و أرخيت ما كنت أشده من الأعصاب و العضلات و قلت بصوت حاولت جعله حنونا بقدر ما أمكنني في ساعة الوحشية تلك :

    " صغيرتي رغد لا تفزعي مني أنا آسف "

    لكن القشعريرة و الرعشة لم تفارقا يديها و فكها الأسفل

    قلت بألم :

    " آسف لإرعابك يا رغد أرجوك لا تفزعي مني أخبريني فقط بما تودين مني القيام به و أنا رهن إشارتك "

    رغد تكلمت بارتجاف قائلة :

    " دعني وحدي "

    وقفت لحظة في مكاني عاجزا على تحريك قدمي ، بعد كل تلك القوة التي أفرغتها في بدن شقيقي .

    قلت :

    " سامحيني يا رغد أنا وليد كما تعرفينني "

    قالت :

    " أنت لست وليد غادر غرفتي دعني وحدي "

    آلمني طلبها هذا فقلت بانكسار :

    " كما تأمرين سأخرج لكني سأعود و سأفعل أي شيء ترغبين فيه بنفسك حتى و إن رغبت ِ الزواج من سامر مجددا لكنني متى ما شعرت ُ بأن أحدا يضطرك لفعل ما لا تريدين فلن أبقى مكتوف اليدين مطلقا "


    و غادرت غرفة رغد بل و المنزل أيضا .

    عندما عدت إلى هناك ، كان ذلك في عصر اليوم التالي و رأيت سيارة نوّار عند باب المنزل إلا أن سيارة سامر لم تكن موجودة .

    حينما دخلت ، وجدته و دانة يجلسان في غرفة المعيشة .

    ألقيت التحية ، فرد نوّار بينما أشاحت دانة بوجهها عني .

    سألت :

    " أين سامر ؟ "

    لم تجب ، فرد نوّار :

    " عاد إلى شقته "

    سألت :

    " متى غادر "

    قال :

    " اعتقد عند الظهيرة "

    قلت موجها كلامي إلى دانة :






    رد مع اقتباس  

  5. #205  
    المشاركات
    3,259
    " و أين ابنة عمّك ؟ "

    لم تجب

    كررت سؤالي :

    " أين ابنة عمك يا دانة "

    التفتت إلي دانة بغضب و قالت :

    " لو سمحت لا تتحدّث معي بعد الآن "

    نوّار بدا محرجا و قال بصوت خافت :

    " دانة أعصابك ! "

    إلا أن دانة صرخت :

    " أنا بريئة من هذا الرجل و لا أريد أن يتحدّث معي من الآن فصاعدا "



    تركتهما و ذهبت لأفتّش عن رغد .

    لم أجدها في أي مكان ، فعدت ُ إليهما مجددا و سألت :

    " أين ابنة عمك ؟ "

    لم تجبني دانة ، فتدخّل نوّار قائلا :

    " أظن أنها ذهبت إلى بيت أقاربها . فقد جاء حسام قبل فترة و اصطحبها معه "

    انزعجت من ذلك ، و قلت :

    " وحده ؟ "

    قالت دانة بحدّه :

    " نعم وحده . اتصلت به و طلبت منه الحضور ليأخذها إلى بيته ماذا بعد ؟ "

    قلت :

    " لمَ لم تنتظرني ؟ "

    قالت دانة بعصبية :

    " و لماذا عليها أن تنتظرك ؟ لقد ذهبت مع ابن خالتها و انتهى الأمر "

    قلت بغضب :

    " دانة كيف تتركينها تخرج هكذا ؟ "

    قالت بنفور :

    " و هل كنت تنتظر مني أن أذهب معهما أم ماذا "

    ثم أضافت :

    " ليس عليك أن تقلق فهي في المكان الذي تحب التواجد فيه مع أحبابها "

    قلت :

    " إلام تشيرين "

    قالت بنفاذ صبر :

    " ماذا ألم تخبرك أيضا بأنها تخلّت عن شقيقي و سببت كل هذا من أجل ابن خالتها العزيز ؟ فلتشبع به إذن "

    فوجئت ذهلت أصبت بالهول لدى سماعي ما قالته دانة و انفغر فوهي عن كلمات مبعثرة :

    " من ؟ ماذا ؟ ما الذي تقولينه ؟ "

    دانة عضت على أسنانها و شدّت على قبضتيها و قالت حانقة :

    " اللعينة لن أسامحها على ما فعلت بأخي أبدا لن أسامحك أنت أيضا عسى الله ألا يوفّقها في الزواج ممن حطّمت قلب شقيقي من أجله . أبدا . أبدا يا رب "






    رد مع اقتباس  

  6. #206  
    المشاركات
    3,259
    الحلقة الرابعة و العشرون

    *********

    ~ الليلة الحمراء ~






    كلما تذكّرت الدمعة الحبيسة في عين سامر، التي كاد يطلقها لحظة عناقنا الأخير تفجرت عوضا عنها عشرات الدموع من محجري.

    لم يكن ما فعلته شيئا يغتفر إنه سامر رفيق الطفولة و الصبا و المراهقة إنه أعز إنسان لدي لكنه ليس الأحب

    في صباح اليوم، عندما رأيته تلوّت أمعائي و أصابني مغص شديد مفاجئ للكدمات التي شوهت ما لم يكن مشوها من جسده النحيل.

    حين حاولت التحدّث إليه لم يرد علي، حتى بدأت أقنع نفسي بأن اللكمات التي تلقاها فكه قد أعجزته عن النطق ، إلا أنه تحدّث مع دانة التي انفردت به مطولا في غرفتها .

    بالتأكيد كان حوارهما يدور حولي و حول ما سببته من مشكلة معقدة بغبائي و تهوّري.

    و كل هذا، لأنني اكتشفت أنني أحب وليد !

    أحب رجلا وحشا مفترسا. لم يسبب لي منذ ظهوره في حياتي من جديد غير الألم و المعاناة.

    و لو استهلكت كل كلمات الندم الموجودة على وجه الأرض، ما كفاني ذلك لأعبّر عما أشعره هذه اللحظة من الذنب.

    الآن، أنا فتاة طائشة ناكرة للجميل و المعروف، حطّمت قلب الرجل الذي يحبها و يتلهف لإسعادها، من أجل رجل لم تعرف عن حقيقته شيئا أكيدا، غير أنها تحبه وتتمناه و حينما يعود والداي، و يرحل وليد، كما رحل سامر، فإن كل شيء سينتهي و أفقد عائلتي و أعود يتيمة وحيدة كما قدمت إليهم قبل 15 عاما.

    بين الفينة و قرينتها تجيء ابنة خالتي نهلة لتتفقدني، فتراني كما تركتني أهيم في أفكار بائسة لا نهائية في ضياع و تشتت.
    كنت أحاول النوم على سريرها، إذ أنني قضيت الليلة الماضية ساهرة سهر النجوم وحيدة وحدة القمر باكية بكاء المطر تعيسة تعاسة السواد المخيم على السماء. تتلاعب بي الأفكار تلاعب الرياح بورقة شجر صفراء جافة فقدت فرعها و أصلها و جذرها و تاهت في صحراء لا نهاية لا و لا بداية.


    " أما زلت ِ مستيقظة ؟ "

    سألتني نهلة و القلق الشديد يتملكها و يحوّل وجهها البشوش الصريح إلى مغارة من الغموض و الحيرة

    قلت:

    " أنى لعيني النوم يا نهلة، و قد فعلت ُ ما فعلت ؟ غدا مساءا سيعود والداي ماذا أقول لهما ؟ يا إلهي لا أريد أن أريهما وجهي "

    " هّوني عليك يا رغد، لستِ أول و لا آخر فتاة تحل ارتباطها من خطيبها بعد سنين من الخطوبة ! لا عليك يا ابنة خالتي هل تعتقدين أنهم سيطردونك من المنزل مثلا من جراء فعلتك هذه "

    قلت:

    " لا أستحق العيش تحت كنفهم بعد الآن. بل لا أجرؤ على العودة إليهم ! أوه لو رأيت الطريقة التي خاطبتني بها دانة هذا اليوم "

    و تذكّرت كلماتها القاسية التي وجهتها إلي بعد مغادرة سامر، مكسور الخاطر.

    قالت نهلة:






    رد مع اقتباس  

  7. #207  
    المشاركات
    3,259
    " و منذ متى كانت طيبة معك ! إنها دائما قاسية عليك، دعك ِ منها لكن عندما تعود أمك يا رغد، أخبريها بحقيقة الأمر أخبريها بأنك لم تحبي سامر يوما و أنك. تحبين وليد !"

    قلت بأسى و اعتراض:

    " مستحيل ! لا يمكن أبدا. و لا بشكل من الأشكال ! كيف يا نهلة كيف و ماذا سأجني من قول هذا ؟ أم تظنين أنها ستقول : لا بأس ، ننقلك من سامر إلى وليد ، بهذه البساطة "


    و جعلت أندب حظي الذي أوقعني في مأزق كهذا

    " ليته لم يسافر و يتركني ليته لم يعد ! ليتني أستطيع التوقف عن التفكير به ! ليته يحس بي. ليت معجزة سماوية تجعله يرتبط بي و تجعل سامر ينساني ليته يختفي من حياتي و قلبي ليته يظهر الآن و ينتشلني من كل هذا ! "


    و حشود من الأمنيات تمنيتها في عجز عن تحقيق أي منها. أو حتى تخيّل تحقيقها إلا أن واحدة منها تحققت فورا !

    طرق الباب هاهنا و دخلت سارة و قالت:

    " قريبك الكبير أتى يا رغد "


    نظرت نحو سارة بقلق مفاجىء و انعقد لساني، فتحدّثت نهلة بالنيابة و قالت :

    " من تعنين سارة "

    قالت :

    " وليد الطويل ! "


    أنا و نهلة تبادلنا النظرات ذات المعنى، ثم قلت:

    " ماذا يريد "

    سارة قالت وهي مبتهجة:

    " سأل أولا عن والدي و أخي، و كلاهما غير موجود ! ثم قال: ( هل ابنة عمي رغد هنا ؟ ) قلت ( نعم ) قال: ( هل لا استدعيتها من فضلكِ يا آنسة ؟) قال عنّي آنسة ! "

    و بدت مسرورة بهذا الاكتشاف العظيم ! إنها آنسة ! ما أشد فراغ رأس هذه الفتاة !
    يبدو أنها المرة الأولى التي تسمع فيها أحدا يطلق عليها هذا اللقب !

    قلت:

    " أين هو ؟"

    قالت:

    " في الخارج ! عند الباب "

    نظرت إلى نهلة و قلت:

    " لا أريد العودة إلى البيت لابد أنه جاء لاصطحابي إلى هناك. لن أذهب "

    و سرعان ما كانت سارة على وشك الذهاب إليه و هي تقول:

    " سأخبره بذلك "

    نهلة صرخت:

    " انتظري سارة ! ما بالك ما أن تلتقط أذناك كلمة حتى أسرع لسنك ببثها ؟ اذهبي و أخبري أمي عن قدومه حتى تتصرف ! "

    و انصرفت سارة مذعنة للأمر ! و بكل سرور !

    بعد ثوان حضرت خالتي، و قالت:

    " سأذهب للتحدث إليه، لا تقلقي "



    إلا أن قلقي بدأ يتضاعف هذه اللحظة.

    ذهبت خالتي ثم عادت بعد دقيقتين تقول:

    " يرغب في التحدث معك، تركته واقفا في الحديقة "

    هممت بالنهوض، فقالت:

    " ما لم ترغبي في ذلك فسأصرفه "

    قلت:

    " لا داعي خالتي. سأصرفه بنفسي "

    و تلوت ُ بعض الآيات في صدري لتمنحني القوة على الوقوف أمامه من جديد !

    في الحديقة الصغيرة الأمامية للمنزل، وجدت وليد واقفا على مقربة من الباب. سرت إليه أجر قدميّ جرا. في خوف و اضطراب.

    كنت أعلم أن خالتي و ابنتيها يراقبنني من النافذة !

    حينما صرت ُ أمامه، بادر هو بإلقاء التحية ، ثم سألني :

    " أ أنت بخير "

    إنه سؤال عادي جدا يتداوله الناس عشرات المرات في اليوم لعشرات الأسباب ، إلا أنني احتجت وقتا قياسيا للتفكير في الإجابة !

    هل أنا بخير






    رد مع اقتباس  

  8. #208  
    المشاركات
    3,259
    لما رأى وليد ترددي و حيرتي قال:

    " تبدين بحال أفضل "

    نطقت لا إراديا بصوت خفيف:

    " نعم "

    قال:

    " هل نعود إلى البيت إذن "

    هنا تحدثت ُ بصوت عال مندفع:

    " لا ! "

    فوجىء وليد بردي فقال:

    " لم ؟ إنها الثامنة هل تودين البقاء أكثر "

    قلت:

    " نعم "

    " إلى متى ؟ تأخر الوقت ، دعينا نعود فقد تركت ُ دانة وحدها "

    " لا ! "

    بعد وهلة واصل وليد كلامه:

    " هل تنوين المبيت هنا "

    " نعم "

    " هذه الليلة فقط ؟ "

    " لا "

    " كل ليلة "

    " نعم "

    " أتمزحين "

    " لا "

    " إذن فأنت جادّة "

    " نعم "

    " و هل تظنين أنني سأسمح بهذا ؟ "

    " لا "

    لم أكن أنظر إلى وليد بل إلى الحشيش الأخضر المغطي للأرض. في تشتت لكنه حين قال:

    " لا أم نعم "

    انتبهت ُ لسؤاله الأخير، و لجوابي الأخير. و رفعت عيني إليه بارتباك و قلت:

    " نعم أعني بالطبع نعم "

    قال:

    " بالطبع لا "

    كانت نظرته مليئة بالإصرار ، قال:

    " فلنعد إلى البيت يا رغد "

    قلت:

    " لا "

    قال :

    " أليس لديك تعليق غير نعم و لا ؟ دعينا نذهب الآن لأنني لا أريد ترك دانة بمفردها أطول من هذا "

    " لا أريد العودة، سأبقى هنا"

    " لماذا ؟ "

    " أريد البقاء مع خالتي أريد بعض الهدوء و الطمأنينة بعيدا عنكم "

    يبدو أن كلماتي قد ضايقت وليد لأن تعبيرات وجهه الآن تغيرت قال:

    " غدا سيعود والداي و نضع حدا لكل شيء. ستسوى الأمور بالشكل الذي تريدينه أنت ِ لا تقلقي و لا تضطري نفسك للتضحية "

    قلت:

    " لكن سامر لا يستحق لا يستحق ما سببتُه له، و لا ما فعلت َ أنت به مسكين سامر "

    و حتى تعاطفي مع سامر أزعجه و زاد من حدّة تعبيرات وجهه الغاضبة قال:

    " ستسوّى الأمور غدا أو بعده. لن أسافر قبل أن أتأكد من أن كل شيء يسير على خير ما يرام "

    و كلمة أسافر هذه دقّت نواقيس الخوف في صدري. قلت بسرعة:

    " تسافر ؟ هل ستسافر ؟ "

    قال:

    " سيعود والدي و تنتهي مهمّتي "

    و كم قتلتني جملته هذه. ألا يكفيني ما أنا به حتّى يزيدني هما فوق هم

    قلت:

    " و زفاف دانة ؟ "

    تنهّد و نظر إلى السماء و لم يجب.

    قال بعدها:

    " هيا رغد "

    لم أشأ العودة. فلأجل أي شيء أعود ؟ لأجل أن أذرف المزيد من الدموع لأجل أن أعيش المزيد من الحسرة ألأجل أن أراه و هو يرحل من جديد نعم، فهو قد جاء في مهمة محددة أنجزها و سيغادر

    كرر:

    " هيا يا رغد ! "

    قلت باعتراض:






    رد مع اقتباس  

  9. #209  
    المشاركات
    3,259
    " لن أذهب معك. سأبقى هنا لحين عودة أمي "

    ازداد استياؤه و قال بما تبقى له من صبر:

    " رجاءا يا رغد هيا فأنالا أحبذ أن تباتي خارج المنزل "

    " لكنه بيت خالتي و قد اعتدت على هذا "

    " عندما يعود أبي افعلي ما تشائين و لكن و أنت ِ تحت رعايتي أنا، لا أريد أن تباتي في مكان بعيد عني "

    " لماذا ؟ "

    " لن أشعر بالراحة لذلك و أنا متعب بما يكفي، و لا ينقصني المزيد من القلق. تعالي معي الآن "

    شعرت بالغيظ من كلامه. من يظن نفسه ليتحكم بي هكذا ؟ إذا كان أبي لا يمانع من مبيتي في بيت خالتي من حين لآخر فما دخله هو

    " لن آتي "

    قلتها بتحد ٍ، فنظر إلي بعصبية و صرخ بحدّة:

    " رغد ! "

    انتفضت ُ من جراء صرخته المخيفة هذه و حدّقت به مذعورة تتسابق نبضات قلبي لدفع الدماء خارجه عشوائيا

    عيناه كانتا متمركزتين على عيني و حاجباه مقطبين و وجهه غاضب عابس مرعب يثير الفزع في نفس من لا يهاب الوحوش !

    تراجعت إلى الوراء خطوتين في هلع كنت أتمنى لو تستطيع رجلاي الركض، إلا أن الفزع صلّب عضلاتهما و جمّد حركاتهما

    وليد مد يده نحوي فارتعدت في خشية من أن يلطمني لكن يده توقفت في منتصف الطريق. قلت ُ باضطراب و ارتجاف:

    " سـ أحضر حـ ـقيبتي "

    و استدرت ُ مرعوبة و جريت بضع خطوات فارة، إلا أنه ناداني مجددا:

    " رغد "

    تصلبت ُ في مكاني و رجلي معلقة فوق الأرض ثم

    التفت إليه بخوف يفوق سابقه ماذا الآن؟ هل ينوي صفعي أو ماذا

    أراه يقترب مني أكثر و لا أقوى على الفرار حين صار أمامي مباشرة نظر إلي بعمق و قال:

    " رغد ما بالك فزعت ِ هكذا "

    لم أنطق و لم يخرج من فمي غير تيارات الهواء السريعة اللاهثة

    وليد حدّق بي بانزعاج و مرارة و قال:

    " رغد ! هل تظنين أنني سأؤذيك بشكل من الأشكال "

    ثم تابع:

    " أنت ِ مجنونة إن فكّرت ِ هكذا "

    نظر إلى أصابعي المتوترة المرتعشة، ثم إلى عيني المفزوعة ثم تنهد بضيق و قال :

    " حسنا، سوف أمر بك غدا قبل أن نذهب لاستقبال والدي ّ لكن إذا أردت الحضور قبل ذلك فأعلميني و لا تطلبي ذلك من ابن خالتك "

    ما زلت أحدّق به نصف مستوعبة لما يقول.

    قال بصوت خفيف دافىء:

    " اعتني بنفسك صغيرتي "

    ثم ختم:

    " تصبحين على خير "

    و استدار و سار مبتعدا و غادر المكان.

    بقيت أنا أراقبه حتى غاب. و غاب معه قلبي و حسّي.

    سرت ببطء عائدة إلى الداخل فوجدت الثلاث في انتظاري سألت خالتي:

    " إذن ماذا ؟ "

    قلت:

    " سيأتي غدا. "






    رد مع اقتباس  

  10. #210  
    المشاركات
    3,259
    و لم أر غير الظلام و السواد الذي غلّف حياتي و بطّنها أسفا على وليد قلبي.

    و رغم الآلام و التعب و الإعياء الذي أعانيه ضل النعاس طريقه إلى عينيّ حتى ساعة متأخرة من تلك الليلة المشؤومة.



    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~






    كنت أتمنى الذهاب إلى مكان واسع رحيب تعبث تيارات الهواء في سمائه بحرية

    إلى البحر حيث أرمي بأثقال جسدي و هموم صدري الضائق الحزن.

    إلا أنني عدت إلى المنزل الكئيب و جدرانه العائقة لأبقى رفيقا لشقيقتي الغاضبة.

    كانت في غرفتها، حمدت الله أن لم تسنح الفرصة للقائنا مجددا، فبعد الذي أثارته هذا اليوم، كرهت نفسي و كرهت انتسابي لهذا البيت

    بعدما رحل نوّارعند المغرب، أتتني و مزيج من الشرر و الغضب و الذهول و عدم التصديق يتربع على وجهها

    " سؤال واحد، أجبني عليه و بعدها انس أن لك أختا يا وليد، قل لي أنت كنت َ في السجن "

    و تلا السؤال ( الواحد ) عشرات الأسئلة أسئلة بدا أنها عرفت الإجابة عليها من سامر، و الذي بالتأكيد خضع لاستجواب مكثف من قبلها قبل رحيله

    و أسئلة أخرى تهرّبت من الإجابة عليها فما رأيته في عينيها من الغضب و الاحتقار كان كاف لقتل أي رغبة في الدفاع أو التبرير في نفسي

    " لا أصدّق ذلك ! أخي أنا قاتل خرّيج سجون و أنا من كنت أظنه رجل أعمال كبير درس في الخارج ! أنا من كنت ُ أتباهى بك بين رفيقاتي ! كيف أواجه خطيبي و أهله بحقيقة خاذلة كهذه ؟ لذلك كنت تتحاشى الحديث عن نفسك ! كم أنا مصدومة بحقيقتك ! "

    عندما صوّبت ُ نظري إليها، أشاحت بوجهها الباكي و ركضت إلى غرفتها تواري الألم و تدفن الواقع المخزي

    و هاهي الآن منعزلة في ذات الغرفة منذ ساعات.

    و بدوري، انزويت في غرفة حسام مع حشد من الأفكار الكئيبة تولى قيادتها و سيادتهاصغيرتي رغد

    و كلما تذكرت الخوف الذي تملكها و هي تقف أمامي أكره نفسي و وجودي و كياني .

    إذا لم أكن على الأقل أمثل مصدر الطمأنينة و الأمان لصغيرتي فماذا يعني وجودي في هذا الكون

    ماذا تبقى لي ؟ هاقد خسرت أهلي أيضا سامر و تشاجرت معه و حطمت قلبه و علاقتي به و دانة و وقعت من عينيها و صارت تزدريني و رغد رغد الحبيبة تنفر مني و ترتجف خوفا

    كيف جعلتها تذعر مني هكذا و تفقد ثقتها بي

    ما عساها تظن بي الآن

    أي موقف ستتخذ مني متى عرفت عن سجني و جريمتي

    هل ستحتقرني مثل دانة لا يا رغد أرجوك

    فأنا لن أحتمل ذلك أبدا و أفضل الموت على العيش لحظة واحدة تنظرين فيها إلي بذرة ازدراء واحدة مهما كانت جريمتي و آثامي

    ليتكِ لا تعلمين

    يا رغد سامحيني

    ربما لم أعد وليد الذي عرفته و تعلّقت ِ به صغيرة، بفخر و معزّة و ثقة لكنني لا أزال وليد الذي يحبك و يتوق إليك يهتم بكل شؤونك بهوس.

    ليتك ِ تعلمين.






    رد مع اقتباس  

صفحة 21 من 26 الأولىالأولى ... 111920212223 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تحميل رواية كنت أحبك حب ماتقراه في أعظم رواية
    بواسطة Bshaer‘am في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-Aug-2014, 12:29 AM
  2. مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 24-Oct-2013, 11:43 PM
  3. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  4. ديكورات كامله 2013 , ديكورات منزل كامله 2013 , صور ديكورات جميله 2013
    بواسطة ♣ ♣المتفائله♣ ♣ في المنتدى ديكور - فن الديكور المنزلي - اثاث غرف ومطابخ وحدائق
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-Sep-2012, 11:37 PM
  5. رواية قليل من الحب كامله من الروايات الرومنسية txt للجوال
    بواسطة بدويه اصيله في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 09-Oct-2011, 10:39 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •