إلا أن الاثنين دخلا في عراك مميت .
أسرعت أجري بحثا عن دانة فوجدتها في غرفتها تتحدث إلى خطيبها صرخت :
" أسرعي دانة يتقاتلان مجددا "
دانة تركت السماعة و جاءت تركض معي
حاولنا التدخل لفض العراك الجنوني إلا أننا فشلنا تماما و أخذت كل واحدة منا تصرخ من جهة دون جدوى
يد الغلبة كانت بطبيعة الحال لوليد الذي كان يفوق سامر بدانة وبنية و قوة
استمر العراك فترة من الزمن كنت أصرخ و أنا أبكي
" توقفا يكفي "
إلا أن أحدهما لم يكن ليستجب لي .
قلت :
" أنا سأتزوج من سامر سأفعل ما تريدون هذا يكفي يكفي "
إلا أن ذلك لم يزد الحرب إلا وطيسا
دانة التفتت نحوي و صرخت بوجهي :
" هذا كلّه بسببك أنت أيتها اللعينة رغد ابتعدي عن وجهي الآن "
و دفعت بي نحو الخارج عنوة
ركضت أنا نحو غرفتي و جعلت أبكي بصراخ و أنادي أمي و أبي
~ ~ ~ ~ ~ ~
لو لم يكن أخي ابن أمي و أبي شقيقي من تجري دماؤه في عروقي و يختزن حبه في قلبي لكنت قضيت على هذا الرجل المشوّه الذي كان يعانق رغد قبل قليل
و أرسلته إلى العالم الآخر
لقد جنّ جنوني و فقدت أدنى معاني الرأفة و الإنسانية و أوسعته ضربا أشد و أقسى و أعنف من الدرس الذي لقنته إياه صباح هذا اليوم
إنه جزاء من يقترب من صغيرتي أنا
نعم ، إنها فتاتي أنا و لن أسمح لأي رجل مهما كان بأن يقترب منها مسافة تقل عن ميل كامل من الآن فصاعدا
لقد كانت دانة تقف قربنا محاولة حشر نفسها بيننا و لو لم أسيطر على نفسي لدفعتها بقوة هي الأخرى
إنني الآن في أشد لحظات عمري جنونا و ثورة و إن يقع في يدي أي سلاح ، فسأفتك بكل من يعترضني بدون تفكير
و الشيء الذي وقع في يدي كان مجرد علبة حديدية وقعت من على المكتب أثناء عراكنا .
كنت مطبقا على سامر الواقع على الأرض ، و عائقا إياه عن الحركة بثقل جسمي الضخم
رفعت يدي بما حملت ، بالأداة الحديدية على أهبة ضرب رأسه بها
سامر كان يحاول التملص مني دون جدوى ، و ينظر إلى العلبة الحديدية و يصرخ
" ماذا ستفعل يا مجنون ؟ "
قلت :
" سأحطّم جمجمتك "
قال بذعر :
" وليد . ستقتلني ؟ "
دانة أقبلت مسرعة و أمسكت بذراعي تعيقني عما كنت بجنون مقدما عليه .
تركت ُ العلبة تسقط من يدي .
و قلت ُ مهددا أخي :
" سأقتلك إن حاولت الاقتراب منها ثانية "
و ألصقت ُ رأسي برأسه و قلت :
" أنا لم أقتل ذلك النذل و أضيع من عمري كل تلك السنين مرميا في السجن و أخسر ماضي و مستقبلي . لأخرج و أراك تتزوج من صغيرتي رغما عنها و إن حاولت الاقتراب منها ثانية فسأرسلك إليه لأن هذا هو جزاء من يؤذي صغيرتي بأي شكل من الأشكال أفهمت يا سامر ؟ سأقتلك و أقتلكم جميعا إن تجرأتم على إيذاء صغيرتي و لو حتى بمجرد الكلام أفهمت "
و سددت إلى وجهه اللكمة الأخيرة ثم نهضت
ترنحت في مشيتي من شدة الإعياء و توجهت نحو الباب سائرا على غير هدى
وقعت عيناي على دانة التي كانت تنظر إلي بذهول و فزع .
قالت و حدقتا عينيها مفتوحتان لأقصى حد :
" وليد ما الذي تقوله "
قلت مزمجرا :
" نعم في السجن و لن يهمني العودة إليه إذا ما تعلّق الأمر برغد و لن أسمح لأحد بإجبارها على الزواج من شخص لا تريده و لن أدع أي رجل يتزوّج منها إلا إذا أخبرتني هي بأنها هي ترغب في الزواج منه و تريده . مفهوم "
و خرجت من الغرفة تاركا المذهول مذهولا . و المجروح مجروحا . و المحطم محطما .
ذهبت رأسا إلى غرفة رغد و التي قفزت مذعورة ما أن رأتني . و صارت ترتجف بخوف .
لحظتها فقط أدركت أنني خرجت من طوري و أنني لم أكن في وعيي و رشدي و أنني شوّهت أي صورة حسنة يمكن أن تكون لا تزال باقية في رأس رغد عني