" أأنت بخير الآن رغد أيمكنك النهوض ؟"
أومأت برأسها إيجابا فنهضنا نحن الثلاثة و أنا مسندا إياها
قلت :
" سأجلب طعاما يمنحنا القوة لمتابعة السير"
رغد قالت :
" أنا متعبة لا أستطيع السير بعد لا أستطيع "
و نظرت إلى دانة ، فقالت هي الأخرى :
" و لا أنا دعنا نرتاح ساعة "
و في الواقع ، جميع من كانوا يسيرون جلسوا للراحة و تناول ما امتدت إليه أيدهم من الطعام
اخترنا نحن بدورنا موضعا لنجلس فيه بعيدا بعض الشيء عن الآخرين ذاك أني لم أشأ جعل الفتاتين عرضة لأعين الغير
بعدما استقررنا هناك، أردت العودة إلى البقالة و إحضار أي طعام إلا أن رغد منعتني فالتزمت مكاني
كنت أراها تضغط على جرحها من حين لآخر و تعبيرات وجهها تتألم و أسمعها تئن
قلت :
" أهو مؤلم جدا ؟ تحمّلي صغيرتي قليلا بعد"
و لا يزيدها ذلك إلا أنينا
" أنا متعبة "
قالت و هي بالكاد قادرة على حمل رأسها و تكاد تسقطه و تدور بعينيها في المكان و تفرك يديها من البرد
تفطّر قلبي لرؤيتها بهذا الشكل و لم أعرف ما أفعل إن صغيرتي تتألم و على حافة الموت ماذا أفعل ؟
هي رأتني أراقب تحركاتها و تململها قالت :
" أريد أن أنام "
قلت :
" اضطجعي و نامي صغيرتي "
حركت رأسها اعتراضا بينما عيناها تكادان تنغلقان رغما عنها
رأفت بحالها البائس و قلت بعطف :
" اضطجعي رغد أنت متعبة جدا استرخي هيا"
رغد نظرت إلى دانة ثم إلى الناس ، ثم إلي بتردد
قلت مشجعا :
" هيا صغيرتي لا تخشي شيئا "
و بادرت دانة بالاضطجاع بدورها فتشجعت رغد و همت بالانبطاح لكنها قالت قبل ذلك :
" لا تذهب إلى أي مكان وليد أرجوك "
قلت مطمئنا :
" لا تقلقي، أنا باق ٍ هاهنا "
ثم تمددت على الرمال و أغمضت عينيها
أنا أيضا استلقيت على الرمال المجردة طالبا بعض الراحة و سرعان ما رأيت رغد تجلس و هي تنظر إلي و تقول :
" هل ستنام ؟ "
قلت :
" كلا سأسترخي قليلا "
و بدت مترددة
قلت :
" عودي للنوم رغد اطمئني "
فعادت و استلقت على الأرض و سكنت قليلا قم عادت فجلست و ألقت نظرة علي !
قلت :