البارت الثاني والعشرون
(أخذت الجوال بتردد)
محمد: بس إنتبهي لا تقولين أن إنتي ليال بس ردي على الجوال وشوفي من وخليه على السبيكر بعد علشان أتصرف في أي حاجه تصير.
ليال: طيب. محمد أنقطع الإتصال .
محمد: أحسن فكّه.
(وفي المستشفى كان ناصر ووالدته يجلسان عند غرفة الملاحظة لأن أبو ناصر أصابته جلطة ويحتاج لعناية كبيرة في غرفة الملاحظة )
أم ناصر: ناصر ويش فيك على من بتتصل
ناصر: أدق على الرقم اللي كان يدق على قمر.
أم ناصر: محمد
ناصر: أكيد محمد منو غيره تكلمه.
(وأعاد الإتصال من جديد)
محمد: ليال ليال يلا ردي على الجوال.
ليال: طيب ألووو.
ناصر: مين معي
ليال: أنت اللي متصل أنت مين ومين تبغى
أم ناصر: أشوف عطني الجوال (وأخذته من ناصر) ألووو.
(ليال سمعت صوت أم ناصر وخافت أن تعرف صوتها وأحسّت بالإحراج وأغلقت الهاتف)
أم ناصر: قليلة الحياء سكرت بوجهي.
ناصر: يعني ويش تتوقعين من هذه الأشكال غير هذا السلوك السيّئ.
محمد (بعصبية) : ليه يا ليال سكرتي
ليال: ماقدرت أكلمها أنحرجت أستحي أكلمها .
محمد: أووووووووف. الله يهديك بس وترك الغرفة وخرج من البيت.
(بعد مرور أسبوعين تم إخراج أبو ناصر من المستشفى ولكن كان في حالة صحيّة سيّئة وقمر مازالت في عُزلة في غرفتها وممنوعة من المكالمات الهاتفية أو الخروج من البيت أو الدخول على الإنتر نت وأي وسيلة إتصال بها)
(قمر وهي تجلس في غرفتها والحزن والكآبة رفيقان لها قررت أن تخرج من البيت لتصل إلى محمد فلما أتى وقت الغداء وأتت والدتها أخرجت قمر المقص من أحد أدراج غرفتها وجرحت يدها فوق الوريد جرحاً ليس بالعميق لا لأجل الإنتحار بل لسبب آخر)
أم ناصر: يالمجنونة ويش سويتي بحالك.
(قمر نزفت دم كثير وأغمي عليها وذهبت والدتها للفور إلى ناصر)
أم ناصر: ناصر قوووم أختك أنتحرت.
ناصر(قام مفزوع): شنووو أنحترت (وذهب كل من كان يجلس في الصالة *ناصر وباسمه ووعد أيضاً* إلى غرفة قمر)
ناصر: يعني تبغى تخوفنا عليها ولا تبغى تموت وتفتك منا ماتدري أن موتها أشرف لنا من انها تكون عايشه بينا .
وعد(ذهبت مسرعة بإتجاه قمر ): قمر قمر إنتي تحسين فيني تسمعيني. ناصر واللي يعافيك قوم ودها المستشفى.
ناصر(متضجِّر جداً):أووووووووف الله يلعن أبو هذه الحالة اللي تخلينا فيها ذا البنت.
باسمه: دقيقه وين عبايتها غطوها لا تطلع كذا.
أم ناصر(أحضرت عبائة قمر): هذا اهي العبايه وغطتها (وحملها ناصر إلى السيارة ونقلوها إلى المستشفى)
الطبيب:الحالة واضحة أنها انتحار لكن ويش هوه السبب
ناصر(لم يكن يعلم ماذا يقول): تقدر تعرف السبب من قمر نفسها أهي اللي عندها الجواب.
الطبيب: معقولة أنتم أهلها ما تعرفون السبب
ناصر: طيب دكتور الآن من الممكن أنكم تعالجونها وتطلعونها ولا تحتاج لتنويم
الطبيب: أكيد تحتاج لتنويم هذه مو لعبة هذه محاولة انتحار يعني فيها تحقيق ولازم نتأكد أن الجرح وقف النزيف وغير كذا تحتاج لنقل دم ونبغى أحد يتبرّع لها بدم.
ناصر: إنشاء الله راح نحصل على متبرّع بالدم لكن هل من الممكن أن يجلس معها مرافق
الطبيب: أكيد من الممكن .
ناصر: طيب يعطيك العافية.
الطبيب: الله يعافيك.
(وذهب ناصر إلى والدته وإلى أخته وعد)
ناصر: يمّه بنتك بينوموها عندهم في المستشفى تحتاج لنقل دم لأنها نزفت كثير بمحاولة الإنتحار وطلبت من الطبيب أن يجلس معها أحد مرافق شوفو وحده فيكم تجلس.
أم ناصر: أنا بجلس مين بيجلس غيري.
وعد: لا يمّه إنتي أرجعي للبيت لا تتعبين حالك روحي وارتاحي أبوي من بيجلس معه لو إنتي جلستي مع قمر.
أم ناصر: طيب وعبد الله .
وعد: ماعليك زوجي ألحين أكلمه وأخبره أن احنا في المستشفى وأكيد بيقدّر الوضع.
ناصر: أنا ماعليّ منكم أتفقو انتو بسرعة وأنا بروح أكمل إجرائات التنويم وأشوف لي متبرع بنفس فصيلتها والله يعدي ذا اليوم على خير.
(وعند الساعة الثامنة مساءً بعد أن عاد إلى البيت كل الموجودين برفقة قمر عدى أختها وعد كانت تجلس بجانب قمر على كرسي لونه أبيض غارقة في عالم آخر بين المآسي والأوجاع التي مرّت بهم منذ أن تقدم محمد لخطبة أختها قمر إلى يومنا هذا وقمر قد أخذت الفراش مكاناً لها لتبتعد فيه عن بيتها المليء بالظلام بنظرها وتغرق في نوم عميق وفي يدها قد وضعت كنيولة ذات اللون الوردي (الكنيولة عبارة عن إبرة توضع في اليد أو في أي جزء من الجسم لمن يحتاج إلى نقل الدم أو المغذي*normal selan* وقطرات الدم تنزل قطرة ً قطرة لتدخل في جسدها لعلها تستعيد قوتها وتستعيد جزئاً مما فقدته من دمها وقد ضمّدت يدها بعد الجرح الذي أصابها فيه جرَّاء فعلتها تلك بمحاولة الإنتحار قمر بدأت تفيق من نومها وفتحت عيناها)
وعد: الحمد لله على سلامتك ياقمر.
قمر(مستغربة من المكان الذي هي فيه): أنا وين ويش اللي جابني هنا ( ثم انتبهت إلى الدم الذي يدخل بجسدها) وليه هذا مركبينه لي
وعد: ليه مركبينه لك!! يعني إنتي ماتدرين باللي سويتيه
قمر(تذكرت أنها حاولت الإنتحار فجلست لحظات من الصمت):هــآآ.(ثم عادت إلى صمتها).
وعد: خبريني إنتي ليه سويتي كذا
(قمر نزلت دمعاتها لكنها في الوقت نفسه كانت مشغولة النظر بالبحث عن هاتف تتواصل به مع محمد)
وعد: قمر ويش فيك ويش اللي تدورين عليه
(قمر هزّت رأسها تنفي بأنها تبحث عن شيء)
قمر(تقول داخل نفسها): يــآآربيــه كيف بكلم محمد ووعد هنا معي(ثم وقع نظرها على الهاتف الموجود بالغرفة فبدأت تفكر في حيله تجعلها تتواصل مع محمد ثم وصلت إلى الحل وأمضت ساعتان متواصلتان من الصمت ثم تحدثت)وعد.
وعد: نعم.
قمر: ما تحسي بجوع
وعد: إلا جوعانه بس هذا العشاء جايبينه المستشفى من زمان قبل لا تصحين بشوي بس أنا ما اشتهيت آكل. إذا تبغين أجيبه لك.
قمر: لا لا لا أنا ما أحب أكل المستشفيات آآمم وعد.
وعد: نعم.
قمر: تطلبين لنا من المطعم
وعد(بإستغراب): ويش مطعمماأتوقع مسموح.
قمر: لا مسموح صديقتي سهى لما تنومت من قبل كانت تطلب من المطعم ويوصلوه لها عادي.
(وبالفعل طلبو من المطعم ووصل الطلب إلى المستشفى لكن لابد من خروج وعد لأخذ الطلب لأنه ممنوع دخول الزوار في ذلك الوقت )
وعد: قمر دقايق بس بنزل آخذ الطلب من تحت وبرجع لك.
قمر: طيب(وأتت فرصة قمر).
(خرجت وعد من الغرفة متجهة إلى الدور السفلي من المستشفى)
قمر(قامت من سريرها واتجهت نحو الهاتف لكنه لا يمكن الإتصال بهاتف متنقل لابد من هاتف ثابت):إف ويش هذا بعد التخلّف مستشفى ما يتصل بجوال يــآآربيــه من أكلم ألحين (مافي غير أتصل على بيتهم يمكن ترد ليال)أووووه حتى هذه ماترد إف مافي غير حور أتصل عليها.ألوووو. السلام عليكم حور موجوده ألو هلا حلو.
حور: أهلين قمر أخبارك كأن صوتك تعبان.
قمر: حور ما عندي وقت أنا في المستشفى الآن أبغاك تخبرين ليال أدق عليها ماترد وصلو خبر لمحمد أنا حاولت أنتحر(وخنقتها العبره)
حور: إنتي مجنونه .
قمر: هذا اللي حصل أبغى أوص لمحمد بأي طريقه حتى لو هربت معه.
حور: مجنونه بتهربين لا لا تسوينها.
قمر: تكفين بس وصلي لمحمد خبر إني في المستشفى وهذا رقم غرفتي (.)(وأعطتها رقم الهاتف الخاص بالمستشفى ورقم الغرفة ثم أغلقت الهاتف وعادت إلى سريرها).
(وبعد ثلاثة وعشرون ثانية ودخلت وعد)
وعد: أوووه زهقني ذا المطعم أقول له أنا أنتظرك عند الأصنصير واهو يقول لي تعالي عند صالة الإستقبال ماأقدر أروح هناك مايرجعون يصعدوني فوق مره ثانيه.
قمر: طيب لا تعصبي(وابتسمت)
(أكلو العشاء وأنتهو وبعدها بنصف ساعة أتى إتصال إلى غرفة قمر)
وعد(بإستغراب): مين اللي داق على غرفتها غريبه!
قمر: ويش مدريني ردي وشوفي من.
وعد: ألووو.
المتصل: السلام عليكم.
وعد: وعليكم السلام نعم مين معي
المتصل: هذه غرفة قمر؟
وعد: إيوه مين حضرتك؟
المتصل: أنا صديقتها ممكن أكلمها.
وعد: طيب. قمر وحده تبغاك لكن غريبه كيف عرفت أنك هنا.
قمر: ويش مدريني أنا عطيني التلفون خليني أشوف من (وأخذت الهاتف ) ألوو نعم
المتصل: هلا قمر .
قمر(بتردد): أهلين حور.
المتصل: ويش فيك أنا ليال.
قمر : إيوه حور أخبارك.
ليال: أنا بخير شكله في بجنبك أحد صح.
قمر: إيوه كيف عرفتي إني في المستشفى(وصمتت قليلاً ثم قالت) آها من الوالد عدل
ليال: أخبار صحتك ويش سويتي يالمجنونة حور قالت لي إنك حاولتي تنتحرين صحيح
قمر: إيوه صيح.
ليال: ليه يالمجنونة كل هذا علشان محمد بعمره عساكم ماصرتو لبعض بس أهم شيء ما تأذين روحك وتسوين كذا.
وعد( قاطعت قمر في مكالمتها ): إنتي مين تكلمين؟ وويش عرفها أنك هنا
أنتظرو البارت الثالث والعشرون
تتوقعون تخبرها بالحقيقه
أجمل إحساس