الملاحظات
صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 38

الموضوع: رواية مدرسة لايف ستريم الثانوية

  1. #21  
    المشاركات
    3,260
    لأول مرة يجلس فيها كازوما وحيداً في فترة الغداء
    فاستقر على الحشائش يتأمل علبة الغداء الصغيرة بعينين خاويتين
    أستمر على وضعه هذا عدة دقائق
    حتى سمع صوتاً من خلفه يقول : أتمانع إنضمامي إليك ؟
    التفت الشاب إلى محدثه , ثم قال : لا أمانع .
    جلست يوكي إلى جواره ثم قالت : لم تتناول غدائك .
    قال الشاب : لا أشعر بالجوع .
    تأملته الفتاة لثوان ثم أبعدت عينيها عنه لتقول : شكراً لك .
    التفت إليها و قال : على ماذا ؟
    قالت الفتاة : لأنك أنقذتني من رصاصات ذلك الحقير .
    أبعد الشاب عينيه عنها
    ثم قال : لماذا أتيت إلى هذه المدرسة ؟
    قالت الفتاة و هي تبتسم : لأرد لك الجميل .
    قال : لا أريد ذلك .
    قالت الفتاة : كنت أسعى للقبض عليك
    و عرضت حياتك للخطر
    لقد تسببت بأذيتك دون أن أقصد
    أنا غبية
    أما الآن , أريد أن أساعدك في مهماتك القادمة .
    قال : أفهم من هذا أنك تعرضين علي خدماتك .
    قالت الفتاة و هي تبتسم : نوعاً ما .
    قال : لست بحاجة لمساعدتك
    فأنا .
    قاطعته بإبتسامة : ليس الأمر بهذه البساطة
    أنا الآن عضوة في فريقك
    لقد تقدمت بطلب للإلتحاق بالخدمة
    و أتاني الرد بالموافقة
    و عندما طلبت الإنتقال إلى فريقك , لم يعترض المسئول
    فأنت دون فريق الآن
    هذا يعني أنني العضوة رقم إثنين .
    قال الشاب : هل أنت جادة ؟
    قالت : نعم
    أنت قائدي الآن .
    قال الشاب : توقفي عن السخافة يا يوكي .
    قالت الفتاة : إذا لم تكن تصدقني , يمكنك أن تسأل السيد هانزو .
    عقد الشاب حاجبيه و قال : هو من عينك في فريقي ؟
    قالت الفتاة و هي ترسم على شفتيها إبتسامة كبيرة : هذا صحيح .
    قال الشاب : هكذا إذن .
    و بطرف عينيه , لمح ساكورا و رفيقيها يسيران معها
    فأبعد وجهه عنهم
    قالت يوكي : لماذا تركت بيتها ؟
    قال الشاب : هذا ليس من شأنك .
    قالت الفتاة : ما حدث لم يكن خطأك .
    قال كازوما بصرامة : أفضل أن تعتني بشؤونك .
    تأملته يوكي لثوان , ثم قالت : أنت غبي .
    لم يرد الشاب على الفور
    فقال : أعتقد أنك محقة نوعاً ما .
    قالت يوكي : على كل حال , يجب أن تستعد لمهمة جديدة .
    قال كازوما : مهمة ؟
    قالت يوكي : شيريكين – توكيو – اليابان .
    التفت إليها الشاب بعيني الاهتمام
    ثم قال : أي نوع من المهام هي ؟
    قالت الفتاة : مهمة حماية .
    قال كازوما : حماية من ؟
    ابتسمت يوكي و قالت : من الأفضل لو تراجع ملف المهمة بنفسك .
    ثم أخرجت ملفاً من حقيبتها و قدمته له
    فتح الملف و بدأ يقرأ
    عقد حاجبيه بعد ثوان , ثم قال : ما هذا ؟
    قالت يوكي : ما رأيك ؟
    مهمة فريدة من نوعها .
    قال كازوما : أنت من أختار هذه القضية ؟
    قالت الفتاة بسعادة : نعم
    إنها أفضل مهمة في الحياة
    حماية .
    قاطعها بغضب هادر : أنت غبية .
    أرتفع حاجبيها بدهشة و تأملته و هو يقف على قدميه
    أكمل بثورة جنونية : لا يحق لك إختيار المهمات دون إستشارتي
    أنا قائدك
    و يجب أن تعرفي هذا .
    توجهت الأعين نحوه بسبب صوته المرتفع و لهجته الثائرة
    و توقع الجميع خوف يوكي أو رؤيتها تبكي على الأقل
    و لكنهم فوجئوا برؤية يوكي تقف على قدميها و تبتسم في وجهه
    ثم تقول : سأكون حذرة في المرة القادمة .
    أحتقن وجه الشاب بغضب رهيب
    حتى شعر من حوله به سينفجر
    و لكنه دفعها بقوة و أبتعد
    أمسكت بكتفها بألم و قالت بصوت مرتفع : هذا مؤلم .
    حركت ذراعها بسرعة و قالت : إنه أقوى مما توقعت .
    شعرت بإقتراب شخص منها
    فأستدارت لترى ساكورا و كيوكو تقتربان منها
    فقالت و هي تبتسم بإرتباك : لقد غضب مني .
    قالت ساكورا بهدوء : ماذا حدث ؟
    قالت يوكي : لا شيء مهم
    مجرد خلاف بسيط بيني و بين قائدي .
    قالت كيوكو بغضب : كازوما ليس قائدك .
    قالت يوكي : بل هو كذلك
    لقد عينه السيد هانزو قائداً لي
    أعترف أنني فوجئت بهذا الأمر
    و لكنني رضخت له حتى لا أسجن لمخالفة الأوامر .
    زفرت متصنعة الضجر و قالت : لا أريد أن أسجن أو أطرد كما حدث لكازوما .
    قالت كيوكو بغضب : لماذا أتيت إلى هذه المدرسة ؟
    قالت يوكي : حتى أكون قريبة من مكان عملي .
    قالت ساكورا بهدوء : لماذا غضب كازوما هكذا ؟
    قالت يوكي : أيهمك أن تعرفي ؟
    قالت ساكورا : نعم .
    تأملت يوكي وجهها لثوان لترى قلقاً و إهتماماً
    ثم قالت : لقد غضب مني لأنني أخترت المهمة الجديدة دون أن أستشيره في الأمر .
    قالت ساكورا بقلق : مهمة جديدة ؟
    أين ؟
    قالت يوكي : توكيو .
    قالت ساكورا : أي نوع من المهمات هي ؟
    قالت يوكي و هي تقرب وجهها من وجه ساكورا : لن أخبرك .
    قالت كيوكو بغضب : تحدثي .
    قالت يوكي بهدوء و قد أختفت سخريتها : لا يمكنني أن أخبرك
    الأمر سري حتى لحظة نجاح المهمة .
    خفضت ساكورا عينيها بحزن ثم قالت : حسناً .
    قالت كيوكو بغضب : أسمعي أيتها الفتاة
    .
    قاطعتها يوكي : أسمي يوكي .
    أحتقن وجه كيوكو من شدة الغضب و قالت : أسمعي يا يوكي
    لا تقتربي من كازوما كثيراً .
    قالت يوكي بقلق مصطنع : لماذا ؟
    قالت ساكورا و هي تنظر إلى كيوكو : هذا يكفي يا كيوكو
    لنعد إلى الفصل .
    قالت كيوكو بتوتر : و لكن هذه ال .
    قاطعتها ساكورا : لن نتدخل في شؤونهما .
    نظرت كيوكو إليها لثوان , ثم دفعت عينيها الغاضبتين إلى يوكي
    ثم قالت : سنلتقي أيتها المدللة .
    أبتعدت بعد ذلك برفقة ساكورا
    فقالت يوكي بهدوء : أرى أكثر مما تراه العين المجردة
    و لكن ماذا أفعل ؟





    رد مع اقتباس  

  2. #22  
    المشاركات
    3,260
    " لن أتولى هذه المهمة
    أسندها لغيري "
    أرتفع صوت كازوما بهذه العبارة الغاضبة
    رد عليه هانزو ببرود من خلف مكتبه : لن تسند لغيرك
    النقيب ميجومي طلبت هذه المهمة دون غيرها .
    قال كازوما بغضب : و لكنني لم أعلن موافقتي .
    قال هانزو : لا ضرورة لموافقتك في عملنا هذا أيها الملازم أول توكاي .
    أحتقن وجه كازوما لغضبه الشديد
    ثم قال : لماذا لا تتولى أنت هذه المهمة يا سيدي ؟
    قال هانزو : أنا لا أتولى إلا المهمات المستعصية
    و مهمتك ما هي إلا لعبة أطفال مقارنة بالمهمات الأخرى .
    قال كازوما : حسناً .
    قال هانزو و هو يرمي أمامه ورقة : أكتب ما تريده من الأدوات و الأسلحة .
    تأمله كازوما بعينين مشتعلتين
    ثم خطف الورقة و كتب عليها بعض الكلمات
    ثم أعاد الورقة إلى هانزو و هو يقول : لن أقبل بغيرها من الأدوات .
    قرأ هانزو ما كتبه الشاب , ثم قال : ماذا تريد بقاذفة صواريخ يا ملازم أول توكاي ؟
    قال كازوما بصرامة : هذا السلاح موجود ضمن خطتي .
    قال هانزو : ماذا عن الذخيرة الوهمية و قنابل الدخان ؟
    قال كازوما : لن أقبل بغيرها كما قلت .
    تأمله هانزو ببرود
    ثم قال : حسناً .
    وقع على الورقة و قدمها مرة أخرى لكازوما
    ثم قال : يمكنك الإنصراف أيها الملازم أول .
    أدى الشاب التحية العسكرية و أتجه إلى مستودع الأدوات و الأسلحة
    حيث ألتقى يوكي
    فقالت مبتسمة : مرحباً يا كازوما .
    لم يرد عليها و قدم الورقة التي يحملها لمسؤول المستودع
    فقالت الفتاة : ما الأمر ؟
    ألم تتمكن من إقناع الرجل بالعكس ؟
    رماها الشاب بنظرة جانبية مليئة بالغضب
    فقالت ببراءة مصطنعة : لماذا الغضب الآن ؟
    ماذا فعلت ؟
    قال الشاب : لا تغادري المركز
    أريدك في غرفتي .
    أستلم ما طلبه من أسلحة و أدوات بعربة كبيرة
    فأخذها معه إلى خارج
    تبعته الفتاة و هي تحمل حقيبتين
    الأولى طويلة و الثانية قصيرة
    أوقف سيارة نقل عسكرية و وضع الصندوق في السيارة
    صعد على دراجته و قال : هيا أصعدي .
    صعدت خلفه و أحتضنت ظهره و قالت بمرح : لننطلق .
    أزداد غضبه لعدم تقديرها لوضعه
    و فور وصولهما إلى شقته الصغيرة , تأملتها و قالت : لا بأس بالمكان الذي تعيش فيه .
    قال و هو يحمل الصندوق على الرغم من ثقله : إتبعيني إلى مكتبي .
    تبعته و أستقرت على إحدى الكراسي
    فتحت حقيبتها الطويلة و أخرجت منها سيفاً مستقيماً
    قالت و هي تخرجه من غمده : ما رأيك ؟
    قال بهدوء يخفي غضبه : لن تستخدمي النصل الحاد إلا في الضرورة القصوى .
    قالت : لست حمقاء
    أعرف هذا .
    فتح الصندوق الكبير و أخرج منه أجزاء قاذف الصواريخ ليركبه بمهارة واضحة
    راقبته الفتاة حتى أنتهى و وضعه على الطاولة
    فقالت : أنت ماهر في إستخدام هذه الأسلحة .
    فتحت حقيبتها الصغيرة و أخرجت منها أحزمة بجيوب صغيرة
    رفعتها أمامه و قالت : ما رأيك ؟
    جيوب تخفي الشيريكين خاصتي .
    أخرج من الصندوق عدة أسلحة خفيفة و قاتلة
    نظمها على الطاولة بجانب قاذف الصواريخ
    ثم التفت إلى الفتاة و قال : ركزي جيداً
    سننقسم إلى فريقين
    فريق يراقبها في المدرسة , و فريق يراقبها في البيت .
    قالت بهدوء : أعتقد أنني سأكون ضمن الفريق الأول .
    قال الشاب : هذا صحيح
    و قبل ذلك يجب أن تهتمي بوضع أجهزة التنصت في غرفتها و بيتها .
    قالت يوكي بهدوء : لماذا لا تفعل ذلك أنت ؟
    فأنت قادر على دخول بيتها .
    قال : ليس بعد خروجي منه .
    قالت الفتاة : لم لا نخبر ساكورا بالخطر الذي ينتظرها ؟
    قد تتعاون معنا و تسهل مهمتنا .
    قال الشاب بهدوء : إذا أردت العمل معي , يجب أن تتبعي أسلوبي .
    قالت الفتاة بهدوء : لقد أخترت هذه المهمة لإعتقادي أنها مناسبة لك
    فساكورا لن تمانع حمايتك لها
    كنت أعتقد أنها ستسر بذلك .
    قال الشاب : ساكورا معرضة للخطر بسببي
    و من جهة , يجب أن أقر بأنك أحسنت إختيار المهمة .
    قالت : ما نواجهه حقيقي
    كازويا يخطط لقتلها بعدما حدث في مدينة الملاهي .
    صمت كازوما لثوان , ثم قال : لن أسمح بتكرار ما حدث للمرة الثالثة .
    قالت : تقصد حادثة المدرسة و حادثة والديك .
    لم يجبها و إن دلت عينيه على صحة ما قالت
    قالت بهدوء : لن يتكرر ما حدث يا كازوما
    أعدك بذلك .
    ========
    رن جرس الباب
    فتوجهت ساكورا إليه لتفتحه
    و عندما فعلت , فوجئت لرؤية يوكي
    لم تتمكن من إخفاء دهشتها و هي تقول : يوكي .
    قالت يوكي و هي تبتسم : مفاجأة
    أليس كذلك ؟
    أفسحت لها و هي تقول : تفضلي .
    دخلت الفتاة و هي تدير عينيها فيما حولها
    ثم قالت : بيتك جميل . قالت ساكورا : شكراً لك .
    ثم سبقتها و هي تدعوها للدخول
    جلست يوكي على الأريكة و هي تجول بعينيها في أرجاء البيت
    قالت ساكورا و هي تجلس أمامها : ماذا تشربين ؟
    قالت يوكي : لا شيء
    أتيت أسأل عن أحوالك أولاً .
    قالت ساكورا بحذر : أنا بخير .
    قالت يوكي : و ثانياً , أتيت أطلب منك بعض الفروض
    أنت تعلمين أنني متأخرة عنكم بأكثر من شهر .
    تأملتها ساكورا بحذر
    فإبتسامة يوكي لم تبعث في نفسها الإرتياح
    فقالت : لا بأس
    سأحضرها لك .
    و توجهت إلى غرفتها
    تحركت يوكي بسرعة و أخذت توزع أجهزة التنصت في غرفة الجلوس و غرفة الطعام و المطبخ
    أسرعت إلى الأعلى و فعلت ما فعلته في الدور السفلي
    توجهت إلى غرفة ساكورا و طرقت الباب
    ففتحت الأخيرة الباب و دهشت لرؤيتها
    قالت يوكي بمرح : مللت الإنتظار في الأسفل .
    ثم تقدمت إلى داخل الغرفة دون أن تدعوها ساكورا
    فأرتبكت الفتاة و قالت : تفضلي .
    جلست يوكي على طرف السرير و قالت : غرفتك تشع جمالاً و روعة
    غرفتي لا تشبه هذه على الإطلاق .
    قالت ساكورا و هي تقف بجانب مكتبها الصغير : شكراً لك .
    قالت يوكي : أين كان يسكن كازوما ؟
    قالت ساكورا بخفوت : في الغرفة المجاورة .
    قالت يوكي : في الحقيقة , دهشت لأنه ترك البيت
    فالسبب غير معروف .
    قالت ساكورا و هي تبعد عينيها عن يوكي : إنه حر يفعل ما يشاء .
    قالت يوكي بهدوء و خفوت : إنه غبي .
    تأملتها ساكورا لثوان , ثم قالت : ماذا تريدين يا يوكي ؟
    قالت الفتاة : أهو سؤال مخادع أم ماذا ؟
    قالت ساكورا : يبدو أن تصرفاتك هي الخادعة
    الفروض المدرسية ستكون أفضل لو أنها من عند كازوما
    فهو معروف بإجتهاده في دروسه
    أما مسألة سؤالك عني , فهي سخيفة .
    قالت يوكي بهدوء : يبدو أنك لا تثقين بي .
    قالت ساكورا : أجل .
    قالت يوكي : على كل حال , سأغادر الآن
    نلتقي في المدرسة .





    رد مع اقتباس  

  3. #23  
    المشاركات
    3,260
    جلس كازوما خلف مكتبه في بيته يتابع ما تعرضه شاشة حاسوبه
    لمس أزرار لوحة المفاتيح بسرعة لترسم بعض الكلمات تحت عنوان ( تقرير اليوم )
    أستغرق في عمله عدة دقائق قبل أن ينهي كلماته
    أبتعد عن حاسوبه و توجه نحو طاولة تراصت فوقها بعض الأجهزة الغريبة
    وضع سماعة على أذنيه و بدأ ينصت
    فسمع نوريكو تقول : ساكورا
    العشاء جاهز .
    قالت ساكورا : أنا قادمة .
    حل الهدوء على أذنيه لثوان
    ثم سمع صوت هانزو يقول : كيف وضع المدرسة يا ساكورا ؟
    قالت الفتاة : لا بأس
    تلك الفتاة الجديدة مزعجة في كل وقت .
    قالت نوريكو : من تقصدين ؟
    يوكي ؟
    قالت ساكورا : نعم
    إبتسامتها تثير قلقي كثيراً
    فلا أشعر بالإرتياح ببقائها قريبة مني .
    قال هانزو : اتفضلين أن أنقلك من المدرسة ؟
    قالت الفتاة بسرعة : لا .
    قال هانزو : أتمنى ألا يكون رفضك من أجل كازوما .
    عقد الشاب حاجبيه و زاد تركيزه
    فسمع الفتاة تقول : لست أفكر في ذلك الحقير يا أبي
    فخروجه من البيت أنهى العلاقة التي تربطنا به .
    قالت نوريكو : لا تقولي هذا يا ساكورا
    كازوما لم يغادر إلا لظروف خارجة عن إرادته
    و لو أن الأمر عائد إليه , لبقي معنا العمر كله .
    قالت ساكورا بخفوت سمعه كازوما : غبي .
    خفض الشاب عينيه و قال بخفوت : أعتقد أنك محقة .
    قال هانزو : لا تتحدثي معه في المدرسة يا ساكورا
    لا تنقضي وعدك لي من أجل ذلك اللعين .
    قالت الفتاة : لن أفعل يا أبي .
    قالت نوريكو : يبدو أنكما حانقان على ذلك الشاب لأسباب أجهلها .
    قال هانزو : ذلك اللعين الذي فتحت له بيتي
    رفض البقاء فيه من أجل سبب حقير .
    قالت ساكورا : أتعرف سبب مغادرته البيت يا أبي ؟
    تعجب كازوما تلك اللهفة التي شعر بها في صوت الفتاة
    قال هانزو : أنا أعرف كازوما
    و أعتقد أنني أعرف سبب تركه البيت
    طريقة تفكيره لا تعجبني في كثير من الأحيان .
    قال كازوما متسائلاً : لماذا تكذب يا عمي ؟
    قالت نوريكو : كازوما ليس بالشاب الغبي
    و تصرفاته دائماً مدعومة بسبب قوي
    فهو لا يتصرف بعشوائية
    و إنتقاله إلى مسكن جديد قد يكون من مصلحته .
    قالت ساكورا بغضب : ذلك التافه لا يفكر إلا في مصلحته .
    شعر بإقتراب شخص من خلفه
    فقال : في المرة القادمة أفضل أن أسمع صوت طرقاتك على الباب
    ثم أنتزع سماعتي الأذن
    فسمع يوكي تقول بمرح : أنا آسفة حقاً .
    جلست إلى جواره و قالت : كيف هي الأوضاع ؟
    قال الشاب و هو ينهض عن كرسيه : لا بأس بها حتى الآن .
    توجه إلى الباب و هو يقول : أنا متعب بعض الشيء
    سأذهب لأرتاح لساعة أو إثنتين .
    أنتزعت الفتاة سترتها و تركتها على كرسيه
    ثم قالت : سآتي لأوقظك .
    توجه إلى سريره في الغرفة المجاورة و أوى إليه مغمض العينين
    و دون أن يشعر بذاته , نام بعمق
    تأملته يوكي من عند الباب حتى شعرت بنومه
    ثم قالت بصوت خافت : أحلاماً سعيدة .
    عادت إلى مكتبه و وضعت السماعة على أذنيها
    فسمعت صوت نوريكو و هي تقول : يجب أن تعيد التفكير في قراراتك يا هانزو
    لا يجوز لك أن تجبر الفتاة على كره كازوما و هو لم يفعل شيئاً .
    قال هانزو : لا تفكري بالأمر كثيراً .
    قالت نوريكو : يبدو أنها نائمة .
    قالت يوكي بهدوء : أحلاماً سعيدة أميرتي .
    ثم وضعت السماعة على الطاولة
    عادت إلى حيث ينام الشاب و تأملته
    ثم قالت بأسف : حياتك سلسلة من المصاعب
    تحمل .
    حملت حقيبتها و قالت بحماس مفاجئ : حان الوقت للإستحمام .
    عبأت حوض الإستحمام ثم أستقرت داخله و هي تلف شعرها بفوطة صغيرة
    لم تشعر بذاتها و هي تغط في النوم
    حتى فتحت عينيها بقوة و حدة
    جرس الباب الحاد أيقظها و أجبرها على الإعتدال
    ثم قالت بقلق : من يأتي في مثل هذا الوقت ؟
    قفزت من حوض الإستحمام و لفت جسدها بفوطتها
    توجهت إلى الباب لتسمع كازوما يقول بضيق : هذه الفتاة لا تصلح لشيء
    لقد تركت الجهاز يعمل و لم توقظني .
    كادت تخرج , لولا سماعها صوت باب الشقة و هو يفتح
    فقالت بتوتر و خفوت : يا إلهي
    ما هذا الموقف السيء ؟
    سمعت صوت كازوما يقول بدهشة : ساكورا !
    أرتفع حاجبي يوكي بدهشة مماثلة
    ثم قالت : ما الذي أتى بك في مثل هذا الوقت ؟
    لقد تركتك نائمة .
    سمعت ساكورا تقول بخفوت : لقد نسيت بعض أغراضك في البيت .
    خفض كازوما عينيه إلى يديها لترى قميصاً أسوداً يحمل في ظهره شعار القوات الخاصة
    تناول القميص من يدها و قال : شكراً لك .
    خفضت الفتاة عينيها أرضاً و قالت بإرتباك : لا شكر على واجب .
    رفعت عينيها دون أن تقصد
    فلمحت شيئاً غريباً
    تنورة بيضاء
    فقالت و هي تشير إليها : ما هذا ؟
    أدار الشاب عينيه إلى ما تشير و توتر بقوة
    " ماذا تفعل تنورة الغبية بجانب باب دورة المياه ؟ "
    قال بإرتباك : هذه الأغراض تخص الساكن القديم .
    توجهت ساكورا نحوها و حملتها
    ثم قالت : لا أعتقد أنك تخفي أحداً هنا
    أليس كذلك يا كازوما ؟
    قال الشاب بلهجة متوترة : بالطبع أنا لا أخفي أحداً .
    رفعت ساكورا عينيها إلى باب دورة المياة لترى الأبخرة تخرج من جانبه
    فقالت : هل هناك من يستخدم دورة المياة ؟
    أقترب كازوما منها و قال متوتراً : كنت أنوي .
    قاطعته بهدوء : يبدو أنك كذاب .
    ثم فتحت الباب بقوة
    تراجعت يوكي بارتباك و توتر و هي تنظر إلى كلاً من ساكورا و كازوما
    تراجع كازوما بعينين مذهولتين و وجه محمر
    أدار وجهه للخلف و قال بتوتر : ماذا تفعلين هنا ؟
    قالت يوكي بارتباك : لقد شعرت بالنعاس و
    قالت ساكورا و هي تخفض عينيها بهدوء : المعذرة
    لم يكن من المفروض علي أن أتدخل .
    ثم أندفعت مغادرة الشقة ركضاً
    لحق بها كازوما و هو يهتف بتوتر : ساكورا
    الأمر ليس كما تعتقدين .
    توقف عن اللحاق بها عندما قالت و هي تواجهه بعينيها الغاضبتين و الدامعتين : لا تلحق بي أيها القذر
    لقد خدعت بأخلاقك الزائفة أيها الحقير
    أنت و تلك الحقيرة
    أنت و تلك الحقيرة .
    ثم أبتعدت باكية
    عجزت قدما الشاب عن اللحاق بها لقسوة كلماتها
    فعاد إلى الشقة ليرى يوكي و قد أرتدت كل ملابسها
    فأشاحت بعينيها بخجل و قالت : لقد غفوت في .
    قاطعها بهدوء : لا عليك
    لقد أسائت الفهم .
    راقبته و هو يجلس على طرف سريره
    دفن وجهه بين يديه و قال : يمكنك إكمال عملك يا يوكي .





    رد مع اقتباس  

  4. #24  
    المشاركات
    3,260
    وقفت يوكي برفقة كازوما أمام رجل بشعر أبيض
    قال الرجل بهدوء : أنت لم تقدم أي جديد منذ بداية المهمة
    ما هو جوابك ؟
    قال الشاب بهدوء : لا جواب لدي سيدي .
    قال الرجل : و أنت أيتها الرقيب ميجومي .
    قالت الفتاة : لا جديد لدي سيدي .
    قال الرجل بغضب : أنتما عديما الفائدة
    و خاصة أنت أيها الملازم أول توكاي .
    لم يرفع الشاب عينيه إلى الرجل على الرغم مما قاله
    فأكمل الرجل : لا أعرف لماذا أوصى النقيب هانزو بك بعد ما حدث في المدينة الترفيهية
    و لكنني لا أرى أي مبرر .
    قال الشاب : لا يمكنني مخالفتك الرأي سيدي .
    قال الرجل : حتى لو كان في الأمر فصلك ؟
    قال الشاب : هذا مؤكد سيدي .
    تأمله الرجل لثوان , ثم قال : سأمهلك فرصة أخيرة
    أنت و الرقيب ميجومي
    إذا لم تنجح هذه المهمة , سأطردكما من الخدمة دون عودة .
    قال كازوما بهدوء : كما ترى يا سيدي .
    ثم رمى له ملف أسود كتب عليه بالأبيض ( بالغ السرية )
    قال الرجل : هذه المهمة غاية في السرية
    و تعتمد عليها أرواح بشر .
    قال كازوما : بالتأكيد يا سيدي .
    قال الرجل : إنصرفا على الفور
    ستنقلكما طائرة السلاح من المطار العسكري بعد يومين
    تكفلا بإجازة المدرسة بالطريقة التي تعجبكما
    و سيكون الدعم موجوداً في حال أحتجتما إليه
    بالتوفيق .
    غادر الإثنان المكتب الكبير و قالت يوكي بقلق : لماذا لم تقدم التقارير التي كنت تكتبها كل ليلة ؟
    قال الشاب : كنت أفعل يا يوكي .
    قالت الفتاة : ماذا عن مهمة شيريكين ؟
    هل ستلغى ؟
    قال كازوما : بل ستوكل لغيرنا
    حيث أننا في مهمة جديدة .
    قالت الفتاة : أي مهمة هي ؟
    عقد كازوما حاجبية و قال : لا يمكنني شرحها لك بكلمات موجزة
    فالأمر يفوق إدراكي
    على الرغم من الخبرة التي أتمتع بها , إلا أنه لم يسبق لي و أن نفذت مهمة مشابهة لهذه .
    قالت الفتاة بقلق : أنت تقلقني يا كازوما .
    قال الشاب : هذه المهمة فريدة من نوعها
    حتى أنني أتعجب إسنادها لفريقي
    فعلى الرغم من وجودي و خبرتي , إلا أن هناك أكثر من عامل لن يساعداني على نجاح هذه المهمة
    صغر سني , وجودك يا يوكي , و أخيراً بيئة المهمة
    فهي لن تساعد أياً منا على النجاح .
    قالت يوكي و هي تبتسم بعصبية : كلماتك توحي و كأن هذه المهمة مخصصة لقتلنا .
    قال الشاب : لن أبعد هذا الإحتمال عن تفكيري .
    قالت الفتاة بتوتر : كازوما
    ألا يمكنك رفض هذه المهمة ؟
    قال : لا
    فهذه المهمة غير قابلة للرفض
    إما النجاح , و إما الموت .
    قالت الفتاة بتوتر : لا تقل هذا يا كازوما
    فأنت تخيفني كثيراً
    ما نوع هذه المهمة ؟
    قال الشاب : ديث ميديسين – المنطقة 51 – الولايات المتحدة الأمريكية .
    ثم ناولها الملف و هو يقول : ستجدين التفاصيل في هذا الملف .
    قرأت الفتاة ما في الملف لثوان , ثم قالت بتوتر و ذعر : مستحيل
    لن ننجح يا كازوما
    هذه المهمة ستكون الأخيرة بالنسبة لي .
    قال كازوما بهدوء : يمكنني التقدم بعذر يمنعك من مرافقتي
    و لكنني سأكون مضطر للذهاب بمفردي .
    تأملته الفتاة بعدم فهم
    فقال : لست مضطرة لمرافقتي يا يوكي .
    قالت الفتاة بتوتر : و لكن .
    قاطعها بهدوء : سيكون ذلك مناسباً لي
    ستبقين هنا لمراقبة ساكورا
    و .
    قاطعته الفتاة بتوتر و ذعر : مستحيل
    لن تذهب إلى ذلك المكان بمفردك .
    قال كازوما بهدوء : أترغبين بالسجن لمخالفة الأوامر ؟
    عقدت الفتاة حاجبيها بتوتر و قالت : و لكن يا كازوما
    قال الشاب : لا تقلقي يا يوكي
    ستبقين أنت هنا لمراقبة ساكورا
    لا يمكنني وضع ثقتي كلها بالفريق الأول
    فهو حقير كقائده
    سأسند إليك هذه المهمة
    و لكنها لن تكون رسمية
    هذا يعني أن تعتمدي على نفسك في تنفيذ كل شيء
    هل أنت مستعدة لمساعدتي ؟
    تأملته الفتاة لثوان , ثم قالت : ستنجح في تلك المهمة
    و ستعود لتزيح عني هم المراقبة
    أليس كذلك ؟
    قال الشاب : بالتأكيد سأفعل .
    خفضت الفتاة عينيها بحزن و قالت : لن أسامحك لو أنك خلفت وعدك و لم تعد .
    قال : لا تقلقي يا يوكي
    سأنجح في مهمتي الجديدة
    هذا وعد .
    ============
    جلست ساكورا على كرسيها في الفصل بوجه حزين
    جلست كيوكو إلى جانبها و قالت بقلق : ساكورا
    أنت لست طبيعية هذا اليوم
    ماذا بك ؟
    قالت ساكورا بصوت خافت : لا شيء مهم يا كيوكو .
    أجبرتها كيوكو على النظر إليها , ثم قالت بتوتر و قلق : لا يوجد لا شيء
    كنت تبكين ليلة البارحة
    أليس كذلك ؟
    أبعدت ساكورا عينيها عن كيوكو و قالت : بالطبع لا .
    قالت كيوكو بغضب : إنه كازوما
    أليس كذلك ؟
    قالت ساكورا بصوت متهدج : أتركيني و شأني يا كيوكو
    يكفي ما أنا فيه .
    نظرت إليها كيوكو لثوان , ثم قالت بغضب : سأريه ذلك الوغد .
    أنهت عبارتها و سمعت صوت الباب يفتح
    فالتفتت إليه لترى يوكي تتقدم نحو كرسيها بوجه قلق
    جلست الأخيرة مكانها المجاور لطاولة كازوما الخالية
    قالت كيوكو بغضب ساخر : يبدو أن مهمتكما فشلت .
    قالت يوكي بصوت أقلقها كما أقلق ساكورا : بل أسندت لغيرنا .
    قالت كيوكو : أين ذلك الوغد إذن ؟
    أشاحت يوكي بعينيها و قالت : لقد أوكلت إليه مهمة جديدة .
    قالت ساكورا بقلق : و لماذا لم تذهبي معه ؟
    قالت يوكي : لم يدعني أفعل .
    قالت كيوكو و قد أصابها القلق : أين ؟
    قالت يوكي : الولايات المتحدة الأمريكية .
    تأملتها ساكورا لثوان , قبل أن تستدير على كرسيها و تقول بقلق : هناك أمر أنت تخفينه عنا .
    قالت يوكي : لا يمكنني التحدث بشأن المهمة يا ساكورا .
    قالت كيوكو : لا تقلقي يا ساكورا
    بما أن كازوما قد ذهب بمفرده , هذا يعني أنها مهمة سخيفة .
    لمحت ساكورا لمعان دمعة تمكنت من الفرار من عين يوكي
    فقالت بتوتر و قلق : هناك أمر خطير تخفيه عني يا يوكي
    أخبريني أرجوك .
    لم تحتمل يوكي الضغط
    فأندفعت مغادرة الفصل على الرغم من دخول المدرس من الباب الآخر
    قالت كيوكو بقلق : يوكي غير طبيعية اليوم .
    قالت ساكورا و هي تنظر إلى مكان كازوما الخالي : قلبي لا يريحني يا كيوكو
    هناك ما يهدد حياة كازوما بالخطر .





    رد مع اقتباس  

  5. #25  
    المشاركات
    3,260
    توقفت مروحية حربية على إرتفاع يسمح لراكبها الوحيد بالقفز
    فقفز الأخير و هو يحمل مدفعاً آلياً كبيراً
    و ترسانة لا بأس بها من الأسلحة معلقة على ملابسه المموهة
    وقف ذلك الشخص مكانه بثبات على الرغم من العاصفة الترابية التي أثارتها المروحية
    و عندما ابتعدت , رفع ذلك الشخص عينيه إلى الأمام و قال بهدوء : لم يبقى لي إلا مسيرة نصف ساعة و أصل إلى الموقع .
    تقدم صاحب الصوت الشاب بخطوات حازمة ثابتة
    و على الرغم من حرارة الشمس , إلا أنه لم يظهر تعباً أو مللاً
    أو أنه لم يشعر بهما يتسللان إلى جسده
    و أخيراً وصل إلى وجهته
    منطقة مسورة بأسوار سلكية تحتوي على مبنى و حظيرة طائرات
    كل هذا وسط الصحراء توجه نحو البوابة و تأمل الكابينة الصغيرة بجانبها
    توجه إليها و فتح البوابة ليرى رجلاً في ملابس الجيش مرمياً على الأرض و رائحة موته تعبق المكان
    تجمع الذباب على جثة الرجل و جفت دماؤه على الأثاث البسيط
    تقدم الشاب من الجثة و صوب مدفعه الآلي نحو الرأس قائلاً : المعذرة .
    و ضغط الزناد لينسف الرأس الميتة
    غادر بعد ذلك الكابينة الصغيرة و أتجه إلى المبنى
    توقف في طريقه لرؤية بعض العمال يغادرون حظيرة الطائرات
    تأملهم يقتربون منه بخطوات بطيئة و متثاقلة
    رفع مدفعه نحوهم و قال بصوت مرتفع : أنا الملازم أول توكاي , كازوما
    عرفوا عن أنفسكم .
    لم يأته الجواب بالكلمات
    بل كانت زمجرة شرسة
    نظر كازوما إلى وجوههم ليراها ميتة و شاحبة
    فقال : إنهم أموات .
    ضغط على الزناد دون تفرقة و انطلقت الرصاصات تحصد الرؤوس
    فسقطت الجثث على الأرض و الدماء تصب منها أنهاراً
    خفض سلاحه و قال بأسف : أعذروني
    و لكنني لا أملك حلاً آخراً .
    =============
    جلست يوكي بملامح حزينة تحت شجرة كبيرة في حديقة المدرسة
    توالت الأفكار في رأسها تذهب و تأتي
    كازوما يواجه خطر الموت في مهمته هذه
    لماذا لم تذهب معه ؟
    أهو الخوف ؟
    أم هي الثقة ؟
    لا هذا و لا ذاك
    إنه الغباء بعينه
    أغمضت عينيها بقوة و قالت بصوت متهدج : لماذا لم تذهبي معه ؟
    لماذا أيتها الغبية ؟
    لماذا ؟
    شعرت بإقتراب عدة أشخاص منها
    ففتحت عينيها و نظرت إليهم
    فرأت ساكورا و كيوكو و كين
    أشاحت بعينيها و قالت : ماذا تريدون ؟
    قالت ساكورا بقلق : هل أنت بخير يا يوكي ؟
    قالت يوكي : أنا بخير .
    قال كين بسخرية : ليس من السهل على مقاتلة مثلك تقبل الهزيمة
    أليس كذلك ؟
    لم ترد عليه
    قالت كيوكو بقلق : ما هي أخبار كازوما ؟
    قالت يوكي : لا أعرف عنه شيئاً .
    قالت ساكورا و هي تقترب منها بقلق : أنت تخفين عنا شيئاً مهماً عن كازوما
    أخبرينا أرجوك .
    قالت يوكي : لقد أخبرتك يا ساكورا
    أنا لا أعرف عنه أي شيء .
    قال كين : و ماذا عن مهمتكما الفاشلة ؟
    كيف كانت ؟
    قالت يوكي : لم تكن فاشلة
    بل أوكلت لغيرنا من أجل مهمة أخرى أكثر أهمية منها .
    قالت ساكورا : و إذا كانت أكثر أهمية من الأولى , فلماذا لم تذهبي معه يا يوكي ؟
    وقفت الفتاة بحدة و قالت وسط دموعها : أبتعدوا عني
    يكفي ما أنا فيه
    أرجوكم أبتعدوا عني .
    أندفع نحوها كين و أمسك بها من ذراعيها و قال بغضب : لست وحدك في ذلك الموقف يا يوكي
    كلنا قلقون على كازوما على الرغم من أفعاله
    نريد أن نطمئن عليه .
    قالت الفتاة بصوت أقرب إلى الصراخ : أتركني
    أتركني يا كين .
    تركها الشاب و تراجع يراقبها و هي تبكي
    أنهارت على الأرض و هي تدفن وجهها في يديها
    قالت كيوكو و هي تجلس بجانبها : يوكي
    أرجوك أخبرينا
    نحن قلقون جداً على كازوما
    و نريد أن نريحك .
    بكت يوكي لثوان إضافية قبل أن تجلس ساكورا بجانبها
    قالت بعد ذلك بصوت متهدج : يوكي
    قلبي يكاد يتوقف قلقاً على كازوما
    هناك ما يؤلمك و يؤلمني
    أرجوك أخبرينا
    قلبي لن يحتمل المزيد .
    التقت عينا الفتاتين لثوان
    قبل أن تبعد يوكي عينيها
    ثم تقول : كازوما في الولايات المتحدة الأمريكية
    المهمة الجديدة تدعى ديث ميديسن
    و موقعها هو المنطقة 51 .
    قال كين بسخرية : لا يوجد مكان في العالم بهذا الاسم يا يوكي .
    قالت الفتاة : إنها المنطقة المحظورة في أمريكا
    حيث تجرى التجارب السرية بجميع أنواعها
    منذ أسبوعين , وقعت حادثة في إحدى المختبرات
    و أنتشر فيروس خطير قضى على جميع العاملين و العسكريين في ذلك المكان
    و لكن المشكلة أنهم لم يبقوا أموات
    فبدأ الفيروس بالتحكم بجهازهم العصبي كيفما يشاء ليزيد إنتشاره
    فتحول البشر إلى مخلوقات متوحشة تقتل و تنشر الفيروس
    و لحسن الحظ , كان الإنتشار محظوراً على تلك المنطقة
    و لكن بقي هناك بعض الأحياء
    ثلاثة أشخاص أرسلوا رسالة إستغاثة
    فأرسل الجيش فريقاً لإنقاذ هؤلاء العلماء
    و لكنهم لم ينجحوا
    و لهذا طلب الأمريكيون المساعدة منا
    فأوكلت المهمة لنا أنا و كازوما .
    قالت ساكورا بإرتياع : كازوما وحده هناك ؟
    قالت يوكي و هي تغمض عينيها بألم : لقد خفت من الذهاب
    لم أمنع نفسي من إظهار خوفي أمام كازوما
    فمنعني من الذهاب
    و ذهب وحده .
    قالت كيوكو بغضب : تركتيه يذهب وحده ؟
    هل أنت عاقلة ؟
    قال كين بغضب أكبر : أنت غبية
    غبية و جبانة أيضاً .
    قالت يوكي و بكاؤها يزداد : أعرف هذا
    أعرف هذا
    و لهذا لا أستطيع منع نفسي عن الشعور بالخوف عليه
    لا يمكنني تخيل عدم عودته من تلك المهمة
    سأكون الملامة و المسئولة الأولى عن ذلك .
    هتف كين بغضبه الثائر : بالطبع ستكونين المسئولة عن ذلك .
    هتفت ساكورا بغضب : هذا يكفي يا كين .
    قال كين بغضب : لا تنكري أنني محق
    لو أن مكروهاً أصابه فستتحمل هذه الفتاة المسؤولية .
    قالت ساكورا : لو أنك مكانها , هل ستذهب ؟
    أرتبك الشاب و أنعقد لسانه عن الإجابة
    فقالت ساكورا : إنها فتاة بحق الله
    و مهما كانت قوية , فهي فتاة .
    ثم التفتت إلى يوكي لتضمها بحنان ثم تقول : لا تقلقي يا يوكي
    كازوما قوي و سيعود .
    قالت يوكي : لن أسامح نفسي لو أن مكروهاً أصابه .
    قالت ساكورا : لن يمسه أي مكروه
    و سيعود إلينا
    كوني واثقة .





    رد مع اقتباس  

  6. #26  
    المشاركات
    3,260
    سار كازوما بخطوات حذرة في ممر مظلم مليء بالأبواب على جانبيه
    فقال و هو يتلفت حوله بعينين حذرتين : لا أثر لأي أحياء .
    توقفت عيناه عن باب مغلق
    أبعد منظار الرؤية الحرارية عن عينيه و تقدم نحوه
    أمسك بمقبض الباب و أدراه ببطء و حذر
    و عندما رفض أن يدور , قال : إنه موصد من الداخل .
    أخرج من جيبه مفتاحاً مميزاً و دفعه في فتحة المفتاح
    أداره و فتح الباب
    دارت عينيه في أرجاء المكان المرتب بعكس الأماكن الأخرى
    دخل و أغلق الباب خلفه
    بحث عن مفتاح الإضاءة و أشعل الأضواء
    خفض سلاحه و قال بصوت هادئ : أنا الملازم أول توكاي , كازوما
    يمكنكم الخروج .
    أنهى عبارته و فتح باب الخزانة التي أمامه بحدة
    فرفع سلاحه و صوبه
    فسمع صوتاً متوتراً يقول : لا تطلق النار .
    خفض الشاب سلاحه و هو يرى رجلاً و إمرأة و فتاة شابة في مثل عمره
    ملامحهم جعلته يشعر بالدهشة
    فقال : أنتم
    قال الرجل : نعم
    نحن يابانيون
    أنا الدكتور هيمورا , سوسكي
    هذه زوجتي ريتسوكو و إبنتي يوي .
    نظر الشاب إلى الفتاة ذات الشعر الأزرق القصير و العينين الذهبيتين
    فقال بهدوء : أنا الملازم أول توكاي , كازوما
    من القوات الخاصة اليابانية
    أتيت لإنقاذكم .
    قالت ريتسوكو بتوتر : أتيت وحدك ؟
    قال الشاب بهدوء : نعم .
    قال الرجل بغضب : هذا هراء
    لا تسخر منا أيها الصبي .
    قال كازوما بحزم : لقد أتيت بمفردي يا سيدي
    و سأخرجكم من هذا المكان مهما كلف الأمر .
    قالت الفتاة الشاب بذعر : لا يمكن
    لن نخرج من هنا أحياء .
    و أندفعت تبكي
    أقترب منها الشاب و جلس أمامها ليقول بهدوء : آنسة يوي
    كوني على ثقة من أنني سأخرجك من هذا المكان حتى لو أضطررت لدفع حياتي ثمناً لذلك .
    ثم وضع يده على كتفها بهدوء
    فرفعت عينيها له لتراى عينيه الواثقة
    فقال بهدوء أراحها قليلاً : لا تقلقي يا آنسة يوي
    كازوما سيحميكم .
    هنا , هوت قبضات قوية على الباب
    فأستدار الكل إليه و قال سوسكي إليه و قال بتوتر : لقد أتوا .
    قالت ريتسوكو بذعر و هي تضم إبنتها : سنموت .
    غاصت الفتاة بين ذراعي أمها بخوف شديد
    فقال الشاب و هو يصوب مدفعه نحو الباب بحزم عودوا إلى مكانكم السابق .
    و ضغط على زناد مدفعه
    لتخترق رصاصاته الباب
    أستمر على وضعه هذا لثوان إضافية قبل أن يتوقف
    و هدأ الوضع
    فتقدم الشاب نحو بقايا الباب و دفعها بقدمه
    فرأى جثثاً تفرش الأرض وسط الدماء
    قال بهدوء : لننطلق نحو حظيرة الطائرات
    سنجد هناك وسيلة مواصلات تخرجنا من هذا المكان .
    لم تتحرك العائلة من مكانها شبراً واحداً
    فاستدار نحوها و قال : هيا بنا .
    قال سوسكي و هو يتفحصه بإهتمام : أنت محترف .
    قال كازوما : من الدرجة الأولى .
    ثم أقترب منهم و قدم للرجل مدفعاً آلياً بسيطاً بثلاث خزانات ممتلئة
    سحب من جرابيه مسدسين و دفع بهما لريتسوكو و يوي
    ثم قال : هذا للإستخدام الشخصي فقط .
    قالت الأولى : لم أحمل سلاحاً في حياتي .
    قال الشاب بهدوء : لا يوجد ما يدعو للقلق
    صوبي و أضغطي على الزناد .
    ثم نظر إلى الفتاة و قال بهدوء : ستجري الأمور على خير
    سأحميكم بحياتي .
    ألتحم الثلاثة بالشاب و هو يسير عبر ممرات المبنى
    من الدور السادس تحت الأرض إلى خارج المبنى بأكمله
    حيث البدر ينشر نوره على المبنى و الحظيرة الكبيرة
    فقالت يوي بخوف : هذا الهدوء مخيف .
    قال الشاب بهدوء : لا تقلقي يا آنسة يوي .
    لمح تحركات بعضهم عند مدخل الحظيرة
    وضع منظار الرؤية الليلية و صوب مدفعه
    ضغط على الزناد لينسف رؤوسهم
    ثم تقدم و قال : هيا بنا .
    تقدم الأربعة بخطوات حذرة
    حتى وصلوا إلى مدخل الحظيرة
    فقالت ريتسوكو : هناك الكثيرين منهم هنا .
    قال كازوما بهدوء : تراجعوا بضع خطوات ريثما أبحث بينهم عن سيارة يمكننا إستخدامها .
    شعر بتراجعهم و كاد يتقدم
    لولا إحساسه بذراع مرتجفة تحيط بذراعه
    فالتفت إلى صاحبها ليرى يوي تنظر إليه بخوف
    فقال : سأعود .
    قالت بخوف : قد لا تعود .
    لمس يدها بهدوء و قال : لقد أتيت من توكيو لإنقاذكم
    ألا تعتقدين أنه سيكون من الأفضل لو بقيت هناك على العودة من هنا دونكم ؟
    قالت : لن أتركك .
    رفع عينيه إلى والديها
    فقال سوسكي بهدوء : تقدم يا رجل .
    رفع كازوما مدفعه الآلي بيده اليمنى و أمسك بيد يوي بيده اليسرى
    أخذ يقتنص رؤوسهم بمهارة على الرغم من ثقل المدفع
    و في كل خطوة يخطوها , كانت يوي تتشبث به بشكل أقوى
    حتى وصل إلى سيارة ضخمة ذات دفع رباعي
    قال : هيا أصعدي .
    فتحت الفتاة الباب و كادت تصعد
    لولا دوي الرصاصات من خلفها
    فأستدارت بسرعة لترى كازوما يطلق نيران مدفعه الآلي دون توقف
    و على ضوء المتقطع الصادر من فوهة المدفع , لمحت الفتاة ظلال الكثير منهم تقترب منهما
    فقالت بتوتر و ذعر : يا إلهي .
    هتف كازوما : شغلي المحرك يا آنسة
    أسرعي أرجوك .
    سحب بندقية رش أتوماتيكية صغيرة من تحت حقيبته و ضغط الزناد
    فتناثرت نيرانه حوله تسقط الوحوش الآدمية
    صعدت الفتاة السيارة و نظرت إلى موقع المفتاح
    فلم تجده
    فهتفت بذعر : لا يوجد مفتاح .
    قفز مكانها بعد أن دفعها بسرعة و أقفل الباب
    أخرج من جيبه المفتاح الذي فتح به باب المكتب
    دفعه في فتحة مفتاح السيارة بسرعة و أدار المحرك بسرعة
    ألقى نظرة سريعة على عداد الوقود ليراه ممتلئ
    فأنطلق بالسيارة نحو سوسكي و ريتسوكو
    صعد الإثنان و أكمل كازوما إنطلاقته
    حطم البوابة بسرعة إنطلاقه و هو يقول : لقد خرجنا من ذلك الجحيم
    زفرت الفتاة بإرتياح و قالت : الحمد لله .
    قال سوسكي و هو ينظر إلى الشاب : لقد أنقذتنا يا توكاي .
    قال الشاب بهدوء : لقد أنتهت المهمة .
    و قبل إبتعاده أكثر عن القاعدة , لمح شهابا مضيئاً ينطلق نحو القاعدة
    فقال بتوتر : تمسكوا جيداً
    إنه صاروخ .
    و بعد نهاية عبارته بثوان , حدث الإنفجار
    و انطلقت الموجة التضاغطية لتكسح كل شيء في مساحة نصف قطرها خمس كيلومترات
    خمس كيلومترات لم يتمكن كازوما من الخروج منها

    لم تتمكن يوكي من تحمل نظرات كلاً من كيوكو و كين
    فقالت بحزن : أعتقد أنني تأخرت يا ساكورا
    سأعود إلى البيت .
    كانوا يجلسون في غرفة الأخيرة
    فقالت : إنها السادسة
    لم العودة ؟
    قالت يوكي : لدي تقرير يجب أن أنهيه .
    قال كين بسخرية لاذعة : لا تفهم في شيء سوى كتابة التقارير .
    قالت ساكورا بغضب : هذا يكفي يا كين .
    قالت يوكي بحزن أكبر : أريد أن أعود إلى البيت يا ساكورا .
    قالت ساكورا : لا تهتمي له يا يوكي
    سنتناول العشاء سوياً .
    قالت كيوكو بضيق واضح : سأعود إلى البيت يا ساكورا .
    قالت ساكورا : ستبقين معنا على العشاء .
    قالت كيوكو بسخرية عصبية : و هذه الفتاة هنا !
    مستحيل .
    ثم توجهت نحو الباب
    فقالت ساكورا بهدوء : أرجوك يا كيوكو .
    توقفت الفتاة و أستدارت نحوها
    قالت بعد صمت دام ثوان طويلة : سأبقى .
    طرقت نوريكو الباب و قالت : الطعام جاهز .
    أستقر ستة أشخاص حول المائدة
    فقال هانزو ببرود : أنت لم تعرفينا على صديقتك يا ساكورا .
    خفضت يوكي عينيها و سمعت ساكورا تقول : هذه يوكي يا أبي
    زميلتي المزعجة التي كنت أحدثكما عنها .
    قالت نوريكو و هي تبتسم : يبدو أن علاقتكما تحسنت .
    قال هانزو : أين كازوما الآن ؟
    أرتفع حاجبا يوكي بدهشة
    فرفعت عينيها له و قالت : إنه في الولايات المتحدة الأمريكية يا سيدي .
    توقفت يد هانزو في الهواء
    عقدت ساكورا حاجبيها بقلق و قالت : يبدو أنك لم تكن تعلم بمكانه يا أبي .
    قال هانزو بإهتمام مفاجئ : أهي مهمة ديث ميديسن ؟
    قالت يوكي بارتباك : نعم .
    وقف الرجل بحدة و على وجهه غضب شديد
    فوجئ الكل بتصرفه هذا
    فقالت نوركيو بقلق : ما الأمر يا هانزو ؟
    قال الرجل بغضب : من أمره بالذهاب إلى هناك ؟
    من كلفه بهذه المهمة ؟
    قالت يوكي بتوتر و ارتباك : المقدم يوشيدا .
    صرخ الرجل بغضب : ذلك الغبي .
    قالت ساكورا بقلق أكبر : أبي
    ما الأمر ؟
    قال هانزو بغضب و هو يوجه حديثه نحو يوكي : لماذا لم تخبراني أيها الغبيان ؟
    ذلك النوع من المهمات بالغ السرية و هي ليست لكما .
    قالت يوكي : و لكنني لم أكن أعلم ؟
    قال الرجل بغضب : أنت غبية .
    ثم أندفع نحو مكتبه و صفق الباب خلفه
    تبادل الموجودين نظرات القلق , ثم قالت كيوكو : أفهم مما جرى أن والدك لم يكن على علم ؟
    قالت ساكورا بخوف : لا يمكن
    أبي متطلع على كل القضايا .
    قال كين : هل أشتم رائحة مؤامرة ؟
    قالت كيوكو : قد تكون مؤامرة
    و لكن ضد من ؟
    ===================
    فتح كازوما عينيه بقوة و حدة
    الدنيا مقلوبة رأساً على عقب
    جال بعينيه فيما حوله لتسقط عينيه على يوي المرمية على سقف السيارة المقلوبة
    حل حزامه ليسقط على سقفها
    قال و هو يهز الفتاة : آنسة يوي
    هل أنت بخير ؟
    فتحت الفتاة عينيها و نظرت إليه
    كرر سؤاله بقلق
    فقالت : أعتقد ذلك .
    أدار عينيه إلى سوسكي و زوجته ريتسوكو في الخلف و رآهما يستيقظان
    فقال : هل أنتما بخير ؟
    قال الرجل و هو يهز رأسه : أعتقد ذلك .
    عاونهم على مغادرة السيارة وسط الظلام
    شعر بجرح مؤلم في جانبه الأيمن
    فجلس على الرمال أمام أنوار السيارة
    أقترب منه الثلاثة و رؤوا جرحه الكبير
    قال سوسكي بقلق : أنت مصاب .
    قال الشاب و هو يلهث : قطع زجاج لا غير .
    ثم سحبها بقوة لتنطلق نافورة صغيرة من الدماء
    أغمض عينيه بقوة و رمى بظهره على الرمال
    جلست ريتسوكو بجانبه تتفحص الجرح
    ثم قالت : حمداً لله
    لم تصب أياً من أعضائك الداخلية .
    قال الشاب : سيد سوسكي
    ستجد في السيارة جهاز إرسال لاسلكي
    أحضره أرجوك .
    فعل الرجل ما طلبه و أقتربت الفتاة منه
    ثم قالت و هي تلمس الجرح : أيؤلمك ؟
    قال و هو ينظر إليها : قليلاً .
    عاد الرجل بجهاز الإرسال و دفعه نحو الشاب
    أعتدل الشاب جالساً و بدأ تعديل الجهاز
    ثم ضغط على أزرار الإرسال و قال بأنفاس متقطعة : من الثعلب الأسود إلى القطاع الخامس
    من الثعلب الأسود إلى القطاع الخامس
    أجب .
    أتاه صوت بعد ثوان يقول : القطاع الخامس يتحدث
    حدد موقعك ؟
    قال كازوما : لست بعيداً عن المركز الواحد و الخمسون
    أطلب نقالة على الفور .
    أتاه الجواب : لن تتأخر .
    سمع الشاب هذه الإجابة و ترك جهاز الإرسال من يده
    قالت يوي بقلق : أنت متعب .
    قال الشاب : لا تقلقي
    ستأتي المساعدة على الفور .
    ترك جسده يرتاح على الرمال و هو يلهث
    وضعت يوي يديها على جبينه و قالت بقلق : أنت تتعرق بغزارة .
    قال سوسكي : ألا تملك مسدس إشارة ؟
    قال الشاب : لا داعي لذلك
    ستكتشف القوات الأمريكية موقعنا .
    قال سوسكي بغضب : الأمريكيون الأوغاد
    أطلقوا صاروخاً ليمحوا أدلة جريمتهم الشنعاء .
    قالت ريتسوكو : الحمد لله على نجاتنا .
    لم يبدوعلى يوي أي تفاعل مع والديها
    فسمرت عينيها على الشاب و هو يضغط على جرح بطنه
    فقالت و هي تمسح على جبينه : تحمل
    ستأتي المساعدة قريباً .
    قال الشاب : لا تقلقي علي يا آنسة يوي .
    عادت تمسح على جبينه و قالت : كم عمرك يا كازوما ؟
    قال : سبعة عشر عاماً .
    قالت : ألست صغيراً على مهمة كهذه ؟
    قال : لا .
    قالت : هل أنهيت دراستك ؟
    قال : لا
    مازلت في المرحلة الثانوية .
    قالت : في أي مدرسة ؟
    قال : لايف ستريم الثاموية .
    أعتقدت الفتاة أنه يحاورها بإرادته
    و لكنه كان يهذي بسبب الإصابة و فقده كمية كبيرة من الدم
    و عندما لاحظت تقلب عينيه , قالت بقلق و توتر : كازوما
    هل أنت بخير ؟
    قال : لا أعتقد
    لا أعتقد ذلك .





    رد مع اقتباس  

  7. #27  
    المشاركات
    3,260
    انطلقت النقالة على عجلاتها بسرعة كبيرة بين ممرات المستشفى
    كانت تحمل كازوما المصاب
    تقطرت دماؤه على أرضية المستشفى و الكل يركض حوله
    كان في مرحلة ما قبل الغيبوبة
    الهذيان
    أصوات تحيط بأذنه من كل مكان
    عينيه لم ترصد أي شيء سوى أضواء أبهرتهما
    هتفت يوي بخوف : أرجوكم أسرعوا .
    قال أحد الممرضين : لقد فقد كمية كبيرة من الدم .
    ثم التفت إلى الفتاة و قال : من أنت ؟
    ارتبكت الفتاة في البداية , ثم قالت : زوجته !؟
    قال الرجل : ما هي فئة دمه ؟
    قالت : لا أعلم
    و لكن فئة دمي هي و+ .
    قال الرجل : لا بأس .
    أدخلوه غرفة العمليات و منعوا يوي من مرافقته
    فأنتظرت خارجاً تدور و تذهب و تأتي
    و بعد مرور نصف ساعة , غادر الممرض
    فتوجهت نحوه و قالت بقلق : كيف وضعه الآن ؟
    قال الرجل : مستقر
    و لكنه بحاجة إلى نقل دم بأسرع وقت .
    حركت شفتيها لتجيب , و لكن صوتاً أتاهما من الخلف يقول : أسرع بها أرجوك .
    التفت الاثنان إلى صاحب الصوت ليريا هانزو يقترب منهما
    فقال الممرض : و من تكون يا سيدي ؟
    قال هانزو : أنا والده .
    قال الممرض : حسناً .
    و عاد إلى غرفة العمليات
    فالتفتت الفتاة إلى هانزو لتقول بقلق : أنت والده ؟
    قال هانزو : لا
    أنا قائده يا آنسة يوي .
    أرتفع حاجبي الفتاة بدهشة
    أكمل الرجل : حمداً لله على السلامة .
    قالت الفتاة : أنت من أرسله لنا ؟
    قال هانزو : تقريباً .
    قالت الفتاة بغضب : كيف ترسل شاباً مثله في مهمة حقيرة ؟
    تراجع الرجل بدهشة و لم يستطع الرد
    فأنهالت عليه الفتاة : إنه صغير في السن
    كان من الممكن أن يقتل في هذه المهمة .
    قال الرجل بهدوء : هوني عليك يا آنسة
    الملازم أول توكاي ليس بالمبتدئ
    إنه محترف من الدرجة الأولى .
    أرتفع حاجبي الفتاة بدهشة
    فأكمل : الملازم أول توكاي كان مؤهلاً لتلك المهمة
    و مهارته هي التي رشحته .
    قالت الفتاة : و لكن .
    قاطعها الرجل : يكفي أنه أعادكم إلى اليابان سالمين .
    خفضت الفتاة عينيها بأسف و قالت : هكذا إذن .
    قال الرجل : والديك بإنتظارك في البيت يا آنسة
    يجب أن تعودي .
    قالت الفتاة : حسناً .
    قالت الفتاة : ماذا سيحدث له ؟
    عقد هانزو حاجبيه و قال : ماذا تعنين ؟
    قالت الفتاة : ماذا سيحدث له بعد أن يستعيد وعيه ؟
    قال الرجل : سيعود إلى حياته الطبيعية حتى نوليه مهمة جديدة .
    قالت الفتاة : مهمة كالتي أنتهى منها ؟
    قال هانزو : لا تجعلي أموره تقلقك يا آنسة .
    قالت الفتاة بقلق : و لكنها تهمني سيدي النقيب
    لقد أنقذ كازوما حياتي أنا و والداي
    و أقل ما يمكنني عمله هو السؤال عنه .
    قال الرجل : الملازم أول توكاي لم يفعل إلا واجبه
    و لهذا لا أريدك أن تهتمي لما فعله .
    قالت الفتاة بإصرار : أين يدرس كازوما ؟
    أرتفع حاجبي الرجل بدهشة , و لكنه أجاب : مدرسة لايف ستريم الثانوية .
    قالت الفتاة : حسناً
    سآتي لزيارته في الغد .
    =========
    فتح كازوما عينيه بضعف و وهن
    هذه الإضاءة
    هذه الرائحة
    هذا السقف
    إنها غرفة المستشفى
    رفع جذعه العلوي ليجلس على السرير بجسد منهك
    شعر بوجود شخص نائم على الأريكة المجاورة لسريره
    نظر إلى ذلك الشخص و رأى يوكي
    فقال بهدوء : يوكي
    شيروي يوكي .
    أعتدلت الفتاة بسرعة و نظرت إليه بدهشة
    ظلت تحملق في وجهه لثوان قبل أن تقفز من مكانها بسرعة و تندفع نحوه و هي تقول بلهفة : كازوما .
    تعلقت بعنقه و قالت و هي تبكي : حمداً لله
    حمداً لله .
    أمسك الشاب بها و قال بهدوء : سينفتح الجرح يا يوكي .
    أبتعدت الفتاة عنه بسرعة و قالت بتوتر : أنا آسفة .
    قال الشاب : منذ متى و أنت نائمة هنا ؟
    قالت و هي تمسح دموعها : منذ ليلة البارحة
    كنت قلقة عليك .
    لم تتمكن من حبس دموعها
    فتركتها تنساب على وجنتيها دون توقف
    قال الشاب و هو يربت على كتفها بهدوء : أنا بخير يا يوكي
    لقد عدت كما وعدت .
    قالت الفتاة وسط دموعها : لكن هذا لم يمنعني من الخوف عليك يا كازوما
    لم أحتمل أن يلومني الجميع على عدم مرافقتك .
    قال كازوما بهدوء : من يمكنه أن يلومك على شيء كهذا ؟
    قالت يوكي بحزن : النقيب هانزو
    كما فعل كين و كيوكو ذلك .
    عقد الشاب حاجبيه و قال : سأتحدث إليهم .
    قالت الفتاة : لا تفعل
    فهم محقون .
    قال الشاب بهدوء : ليس من حق أحدهم أن يشكك في قراراتي
    لقد طلبت منك البقاء هنا من أجل مهمة خاصة .
    خفضت الفتاة عينيها و قالت بحزنها : و لكن الحقيقة تختلف .
    لم يجب
    فقالت مكملة : لقد تركتني خلفك لأنني كنت خائفة
    غامرت بحياتك حتى .
    قاطعها بهدوء : عندما تصلين إلى منصبي , ستدركين أنني فعلت ما كان علي فعله من أجل فريقي
    فمكانتي تمكنني من منع رفاقي من الاشتراك في أي مهمة ليست مناسبة لهم
    و هذا ما فعلته لك
    فتلك المهمة لم تكن مناسبة لك
    و لم تكن في مصلحتك أبداً .
    لم تتمكن من رفع عينيها و هي تبكي بقوة
    فقال بهدوء : يوكي
    كوني فخورة لأنك لم تذهبي إلى تلك المهمة
    فما فعلته هناك ليس مشرفاً على الإطلاق .


    دار مفتاح شقة كازوما في الفتحة ببطء
    فنح الباب بعد ذلك و ظهر خلفه الشاب و يوكي تسانده ليقف
    فقالت : تقدم بهدوء .
    حمل الشاب قدميه واحدةً تلو الأخرى على الرغم من الضعف الذي يشعر به
    سار الاثنان نحو غرفة الشاب و تركته على طرف سريره و هو يتنفس بسرعة
    قالت الفتاة بقلق : هل أنت بخير الآن ؟
    قال الشاب : تقريباً
    لا تقلقي يا يوكي .
    جلست الفتاة بجانبه و لمست جبينه بمنديلها
    ثم قالت : أنت لم تشفى بعد
    جسدك لم يعوض الدماء التي فقدها
    أنت بحاجة .
    قاطعها بهدوء : لا تقلقي يا يوكي
    قلقك يزيد من ألمي .
    أبتسمت و قالت بارتباك : يبدو أنك لم تترك لي أي خيار .
    قال : أيمكنك طلب وجبة لي ؟
    أنا جائع .
    قالت : لن افعل
    سأحضر لك وجبة منزلية محترمة .
    قال : لا داعي لتتعبي نفسك يا يوكي .
    دفعته برفق لينام على سريره
    ثم قالت : لن أتعب نفسي
    كنت سأعود إلى البيت لأطهو بعض الطعام لنفسي
    لن أخسر شيئاً لو فعل ذلك هنا .
    توجهت إلى المطبخ و تأملته
    ثم قالت بصوت مرتفع : هل أنت معتاد على النظام حتى في مطبخك ؟
    قال الشاب : أعتقد ذلك .
    أخرجت أواني المطبخ و بعض المواد الغذائية من البراد و بدأت عملها
    مضت أكثر من ربع ساعة قبل أن ينطلق جرس الباب
    أستدارت و غادرت المطبخ نحو الباب
    و في الطريق قالت بهدوء : هل تنتظر أحداً يا كازوما ؟
    قال الشاب : لا .
    فتحت الباب و فوجئت بوجود ساكورا و كيوكو
    ارتبكت في البداية لتذكرها الموقف السابق لساكورا في هذه الشقة
    فابتسمت و قالت بذلك الارتباك : مرحباً .
    قالت كيوكو و هي تكتم غضبها : المزعجة هنا .
    قالت يوكي و هي تهرب بعينيها : تفضلا بالدخول .
    تقدمت الفتاتين ببطء حتى أستقرتا في غرفة الجلوس البسيطة
    قالت يوكي : ماذا تشربان ؟
    قالت ساكورا بهدوء دون أن تنظر إليها : نأسف لإزعاجكما
    أتينا لنطمئن على كاز
    أقصد الملازم أول توكاي .
    خفضت يوكي عينيها و قالت : إنه بخير
    يمكنكما رؤيته
    إنه في غرفته .
    سمعت صوت كازوما يقول من خلف الباب : من القادم يا يوكي ؟
    ثم دخل الغرفة و رأى الفتاتين
    فقال : ساكورا .
    أبعدت الفتاة عينيها عنه و قالت بحزن : أتينا لنطمئن عليك
    فقد علمنا بأمر مهمة ديث ميديسين من أبي .
    أشاح كازوما بوجهه و قال ببرود : أنا بخير كما ترين .
    كانت عبارته إذناً لهما بالإنصراف
    فقالت كيوكو بغضب : يالك من وقح
    أتريدنا أن نخرج ؟
    قالت ساكورا بسرعة : هذا أفضل يا كيوكو
    لا نريد أن نزعجهما .
    قالت يوكي بتوتر : لا تسيئي الفهم يا ساكورا .
    رمتها كيوكو بنظرة غاضبة و قالت : لا يمكننا إحسان الظن بكما
    خاصة بعد أن أخبرتني ساكورا بأمركما .
    قالت يوكي بإرتباك و توتر : مهلاً أنتما الاثنان
    لا شيء بيني و بينه .
    قال كازوما بغضب : سأذهب لأنام .
    و قبل مغادرته , فعلت ساكورا ذلك و عبرت الباب ركضاً
    توقف الشاب و هو يلاحقها بعينيه
    توقفت كيوكو أمامه و قالت بغضب : كم أود صفعك أيها الحقير .
    خفض عينيه و قال بخفوت : لن أمنعك .
    ارتخت ملامح كيوكو و هي تستشف الحزن في صوته
    لم تتوقف أمامه طويلاً
    فلحقت بساكورا
    وقفت يوكي تراقب كازوما الذي أستند على إطار الباب
    سمعت صوت أنفاسه المتلاحقة فقالت بقلق : كازوما
    هل أنت بخير ؟
    لم يجب
    و لكنه سقط على الأرض
    اندفعت نحوه و هي تهتف بذعر : كازوما
    يا إلهي كازوما .
    أسندته على ساقيها و قالت و هي تهزه بقوة : كازوما
    رد علي أرجوك .
    كانت عيناه تدوران في محجريهما
    مما أشعرها بخوف شديد
    فقالت بصوت أعلى : كازوما
    لا تستسلم
    سأعيدك إلى المستشفى .
    سمعت وقع أقدام تقترب من الباب
    فرفعت عينيها لترى وقوف ساكورا و كيوكو أمامها
    فقالت : أطلبا سيارة إسعاف بسرعة .
    أندفعت كيوكو نحو الهاتف و طلبت رقم المستشفى
    جلست ساكورا بجانب يوكي و قالت بهلع و هي تلمس جبينه : حرارته مرتفعه .
    قالت يوكي : لم يستمع إلي عندما طلبت منه البقاء في المستشفى .
    أعادت كيوكو السماعة و جلست بالقرب من الشاب
    قالت و هي تراقب الشاب بأنفاسه المتلاحقة : ما هي حالته ؟
    قالت يوكي بصوت متهدج : نقص في الدم
    و بكمية كبيرة .
    قالت ساكورا : كيف يغادر المستشفى و هو بهذه الحالة ؟
    قالت كيوكو : ستأتي سيارة الإسعاف في غضون دقائق .
    قالت ساكورا : تحمل يا كازوما .
    نطق الشاب بكلمات متفرقة توضح مرضه
    " وحوش . حمايتكم . كثر . الثعلب الأسود . يوي "
    قالت يوكي : تبدو كأنها مهمة السابقة .
    قالت كيوكو بتوتر : ماذا يعني بوحوش ؟
    قالت يوكي : لقد واجه الكثيرين منهم في تلك المهمة
    الأموات الأحياء .
    قالت كيوكو بتوتر : أنت تمزحين
    أليس كذلك ؟
    قالت يوكي بأسف و حزن : إنهم السبب في عدم ذهابي معه .
    قالت ساكورا بخوف : كازوما ذهب وحده إلى هناك
    يا إلهي
    كيف سمحوا له .
    و لم تكمل لهول ما تخيلته





    رد مع اقتباس  

  8. #28  
    المشاركات
    3,260
    تأمل منظر الغروب يبعث في النفس الكثير من الهدوء
    فغرقت هموم هانزو و سبحت أفكاره بين طيات ألوان أشعة الشمس
    فتأملها من خلال نافذة مكتبه الكبير في الدور التاسع
    بدأت أفكاره بالإنسحاب إلى عقله بسبب طرقات هادئة على الباب
    فالتفت إليه و قال : تفضل بالدخول .
    فتح الباب و عبره ريكو
    وقف أمام هانزو و أدى التحية العسكرية
    قال هانزو : ماذا لديك يا ريكو ؟
    قال الرجل : مهمة جديدة يا سيدي .
    ثم قدم الملف لهانزو
    فتحه الأخير بهدوء و بدأ يقرأ
    و بعد ثوان , عقد حاجبيه و قال : الملازم أول توكاي ؟!
    قال ريكو بارتباك : هذا صحيح .
    قال هانزو : و لكن الشاب عاد إلى المستشفى منذ يومين
    فهو لم يشفى من إصابته .
    قال ريكو : هذه المهمة للملازم أول توكاي وحده
    هذا ما قاله المقدم يوشيدا .
    قال هانزو بغضب : ذلك الرجل لا يقدر .
    ثم ترك الملف على المكتب
    نهض عن كرسيه الجلدي و توجه إلى النافذة
    قال ريكو : إذا كان الملازم أول غير قادر , ستوكل هذه المهمة لفريقه
    الرقيب ميجومي .
    قال هانزو : الرقيب ميجومي غير قادرة على إتمام هذه المهمة بمفردها
    ليس بالأسلحة الموجودة في الملف .
    قال ريكو : لو لم تنفذ هذه المهمة , سيتعرض الملازم أول توكاي للمحاكمة العسكرية
    و قد يسجن شهرين و يفصل مرة أخرى .
    قال هانزو : لا حل لدينا إذن
    سأنفذ هذه المهمة بنفسي .
    قال ريكو بتوتر : لا أعتقد أن هذا ممكن .
    أستدار الرجل نحوه و قال : لماذا ؟
    قال ريكو : هذا موجود في ملف المهمة
    الملاحظة رقم واحد .
    عاد هانزو إلى الملف ليقرأ الملاحظة
    ثم قال بغضب : هذه حماقة
    الشاب مصاب .
    صمت ريكو و لم يجد ما يقوله
    قال هانزو : لا حل لدينا سوى إخراج الملازم أول توكاي من المستشفى .
    ==============
    أستعاد كازوما وعيه و وجد نفسه في الغرفة ذاتها
    و لكنه لم يكن وحده
    كانت يوكي و ساكورا و كيوكو معه
    قالت الأخيرة بقلق : هل أنت بخير الآن ؟
    قال الشاب دون أن ينظر إليها : أعتقد ذلك .
    توجهت أصابعه إلى أزرار إستدعاء الممرضة
    فأوقفتها ساكورا لتمسك بها و هي تقول بقلق : ماذا تريد ؟
    نظر إليها و قال : سأطلب الطبيب ليخرجني من هنا .
    قالت الفتاة و هي تتشبث بيده : هذا غير ممكن
    مازال جسدك ضعيفاً و
    قاطعها بهدوء : أنا بخير .
    قالت يوكي : لا
    أنت لست بخير .
    قال الشاب : أتركيني يا ساكورا .
    قالت بقلق أكبر : لن أفعل .
    نظر إلى عينيها المليئتين بالإصرار
    فأكملت : يجب أن ترتاح
    جسدك بحاجة إلى تلك الراحة .
    قالت يوكي : إستمع إليها يا كازوما .
    قال الشاب : لا أريد البقاء هنا .
    قالت ساكورا : يجب أن تبقى
    جسدك الضعيف بحاجة إلى الرعاية الطبية .
    طرق باب الغرفة
    فالتفت الجميع إلى الباب و هو يفتح و يعبر منه هانزو
    قال كازوما : مرحباً بك سيدي النقيب .
    اقترب هانزو منه و قال بهدوء : كيف هي صحتك الآن ؟
    قال كازوما : جيدة .
    قالت ساكورا و هي تنهض عن كرسيها : لا
    مازالت إصابته
    قاطعها هانزو و هو يرميها بنظرة جانبية صارمة : كنت أسأل الملازم أول توكاي .
    أعاد عينيه إلى كازوما متجاهلاً دهشتها
    ثم قال : هل أنت مستعد للخروج من المستشفى ؟
    قال كازوما : تمام الإستعداد يا سيدي .
    قالت كيوكو بتوتر : و لكن يا عمي
    قاطعها هانزو و كأنه لم يسمع عبارتها : هذا جيد
    فمهمة جديدة بإنتظارك
    و هي لك وحدك .
    قالت ساكورا بتوتر و هلع : مستحيل .
    قالت كيوكو : هذا لا يمكن يا عمي .
    قالت يوكي بتوتر : سيدي النقيب
    قاطعها هانزو بصرامة : أصمتي أيتها الرقيب ميجومي .
    أعاد عينيه إلى كازوما و قال : ما رأيك ؟
    قال كازوما دون تردد : أنا مستعد لها يا سيدي .
    قال هانزو و هو يتجاهل نظرات الرفض و الإستنكار : هذا جيد .
    ثم أستدار ليغادر
    و لكنه توقف أمام الباب و قال : سأنهي إجراءات المستشفى و أوقع أوراق خروجك .
    ثم غادر
    عادت أعين الفتيات المستنكرة نحو كازوما
    و قالت ساكورا بتوتر و هلع : هل أنت جاد يا كازوما ؟
    قالت يوكي : قد تكون المهمة مشابهة لمهمة ديث ميديسن .
    قالت كيوكو : يجب أن تعيد التفكير في قرار خروجك يا كازوما
    جسدك ضعيف و لن يتحمل المجهود الذي ستبذله .
    قال كازوما و هو يخفض عينيه : شكراً لكن .
    عقدت الألسن و لم تقدر على النطق
    فرفع الشاب عينيه نحوهن و قال : يجب أن أشكركن على هذا القلق
    لقد أثبتن لي أنني لست وحدي في هذا العالم .
    قالت ساكورا و هي تحبس دموعها : لهذا أنا أرجوك يا كازوما
    لا تقبل بتلك المهمة
    ليس الآن
    أرجوك يا كازوما .
    لمس الشاب كفها و قال و هو ينظر إلى عينيها مباشرة : سامحيني .
    أرتفع حاجبيها عن عينيها المليئة بالدموع
    أكمل الشاب بهدوء : لقد سببت لك الكثير من الألم
    كنت غبياً عندما تركت البيت .
    أبعد عينيه عن عينيها و قال متابعاً : كنت أظن أن بقائي بعيداً عنكم سيكون أفضل لي و لكم
    رؤيتكم و أنتم بعيدين عني ستكون أفضل من عدم رؤيتكم بسبب إقترابكم مني
    لم أكن أريد أن أسبب لكم الألم كما سببته لرفاقي و لوالدي .
    صمت و خفض عينيه ثم أكمل : و لكن يبدو أنني مازلت أسبب الألم لكل من حولي .
    هبط الصمت على الغرفة و كل من فيها
    حتى خفضت ساكورا عينيها و قالت بخفوت : أنت غبي .
    أعاد عينيه إليها لترفعها هي نحوه
    ثم قالت و دموعها تسيل : أكنت تتصور هذا ؟
    لماذا لم تواجهنا بالحقيقة إذن ؟
    قال : خفت من ذلك .
    قالت : حتى لو فعلت
    لم نكن لنتركك
    أنت جزء منا
    فرد له مكان في بيتنا
    فرد تألمنا جميعنا لأنه ترك ذلك المكان خالياً .
    خفضت عينيها و أكملت : تصورت أنك تركت البيت لأنك تكرهنا
    لا أنكر أنني فكرت في السبب الذي فكرت أنت فيه
    و لا أنكر أنني شعرت بالخوف
    و لكنني رفضت ذلك الشعور بسببك
    مهما كان الذي فعلته في الماضي , ستظل جزءاً منا .
    عادت تلمس يده و هي تكمل بإبتسامة زينتها الدموع : لنعد إلى البيت يا كازوما
    معاً .
    تأملها لثوان و هو يفكر في كلماتها التي أثرت فيه كما لا يبدو على ملامحه
    ضم كفها الرقيقة بيديه و قربها من شفتيه و قال : شكراً لك
    شكراً لك .
    طبع قبلة رقيقة على تلك الكف المرتجفة , ثم قال : و لكنني مضطر لتنفيذ تلك المهمة .

    لم يكن الأمر بالبساطة التي توقعتها يوكي
    فكازوما ظل يتجاهلها طوال يومين متتاليين
    و في المدرسة , قالت يوكي و هي تقترب منه : كازوما
    أتسمح بدقيقة ؟
    تجاهلها و كأنه لم يسمعها و بدأ يبتعد
    تأملته بحزن و هو يبتعد
    وقفت كيوكو خلفها و قالت : مازال يتجاهلك ؟
    قالت يوكي بحزن : يبدو أنني لم أقدره جيداً .
    قالت ساكورا بقلق و هي تقف بجانبها : إنه جدي في مثل هذه الأمور .
    قالت يوكي : سأذهب إلى الفصل .
    ثم بدأت تبتعد
    قالت كيوكو : لم أكن أتصور أن كازوما من هذا النوع من البشر
    يحمل أمور العمل على محمل الجد دائماً .
    قالت ساكورا : هل لاحظت صحته التي تحسنت ؟
    أعتقد أنه يستعد جيداً لمهماته .
    قالت كيوكو : ألست قلقة عليه ؟
    قال ساكورا : أنا كذلك
    و لكنني لا أستطيع فعل شيء سوى تمني التوفيق له .
    قالت كيوكو بهدوء : عجباً لأمر الدنيا
    هل تخيلتي حياة شاب مثله لو أنها كانت طبيعية ؟
    صمتت ساكورا لثوان , ثم قالت : لا يمكنني تخيل ذلك
    و لكنني أفضل حياته هكذا .
    سارت بعد ذلك و لحقت كيوكو بها
    فقالت الأخيرة : لماذا ؟
    صمتت ساكورا ثوان , ثم قالت : عندما كنا صغاراً , كان كازوما يزعجني دائماً
    كنت لا أطيق وجوده بجانبي
    كان يجبرني على البكاء طوال الوقت
    في ذلك الوقت , تمنيت لو أنه لم يولد
    و لكن لقاؤه بعد عشر سنوات غير الكثير
    لم يعد كما عرفته من قبل
    لقد تغير
    و عندما عرفته , أحببت التغير الذي طرأ عليه
    فقد أصبح أكثر جدية
    كرجل
    حيث لم يعد الطفل الذي كنت أكرهه .
    تأملتها كيوكو لثوان
    ثم قالت و هي تبتسم : لقد تغيرت يا ساكورا .
    التفتت ساكورا إليها و قالت : أعتقد ذلك .
    قالت كيوكو : كوني مؤمنة بذلك
    فكلماتك كلمات فتاة تحب .
    توردت وجنتا ساكورا و خفضت عينيها و هي تقول بخجل : أعتقد ذلك .
    قالت كيوكو : هل أخبرتيه بذلك ؟
    قالت ساكورا : لم أجد الفرصة لفعل ذلك
    فهو مشغول دائم بمهماته .
    قالت كيوك : أتحتاجين إلى بعض المساعدة ؟
    قالت ساكورا بخفوت : لا
    فلا أحد قادر على مساعدتي في مشكلتي هذه .
    قالت كيوكو : جربيني
    لن تخسري شيئاً .
    قالت ساكورا : شكراً لك يا كيوكو
    و لكن لا تقلقي .
    ===========
    وقف كازوما بمفرده أمام أرجوحة في الملعب الصغير
    كانت الساعة قد تجاوزت الخامسة و النصف ببضع دقائق
    بدأت الشمس رحلة المغيب و لم يتحرك
    حتى أختفت أشعتها كلياً
    و أخيراً تحرك كازوما
    التفت إلى شجرة كبيرة و قال : لا أحب أن يراقبني أحد .
    أبتعدت يوكي من خلف الشجرة و على وجهها الحزن
    تأملها لثوان , ثم قال : تعالي يا يوكي .
    رفعت الفتاة عينيها إليه
    ثم بدأت تقترب منه
    وقفت بجانبه و قالت : أرجوك أعذرني على تصرفاتي .
    قال : لا عليك يا يوكي .
    صمت لثوان إضافية , ثم قال : هل سبق و دخلت مكتب الأرشيف في المركز ؟
    رفعت الفتاة عينيها له و قالت : لا .
    قال : لو أنك فعلت , ستجدين الملازم أول مايكل
    ذلك الرجل كان أحد أفضل رجالي .
    قالت الفتاة بدهشة : أتقصد شيراكاوا , مايكل ؟
    أسطورة الأسلحة الثقيلة ؟
    قال كازوما : هذا صحيح
    فقد أعتزل الرجل مهنته كأحد رجال القوات الخاصة منذ ستة أشهر
    و لكن المركز لم يستطع التخلي عن خبرته
    فعينوه في مكتب الأرشيف .
    قالت الفتاة : سمعت أنه أعتزل بسبب إصابة خطيرة في العمود الفقري .
    صمت كازوما لثوان ثم قال : كان ذلك بسببي .
    أرتفع حاجبيها بدهشة و قالت : بسببك ؟
    قال الشاب : نعم
    لقد فعل ما كنت تنوين فعله
    كنت مصاباً بشدة و لم أكن قادراً على الحركة
    و كانت المهمة الجديدة بالغة الأهمية
    كنت سأرفض تلك المهمة
    و لكنني فوجئت بفريقي يتأهب لتلك المهمة
    كان الملازم أول مايكل هو قائد الفريق لتلك المهمة
    كفائته لم تمنعني من القلق
    و عندما غادرت المستشفى , عرفت أنه أصيب بشدة في تلك المهمة
    و أنه سيعتزل الفريق .
    خفض الشاب عينيه و قال : في ذلك الوقت عاهدت نفسي على حماية رفاقي في كل المهمات القادمة
    و أنني لن أسمح لهم بتعريض أنفسهم للخطر من أجلي .
    خفضت الفتاة عينيها و حل الأسف على ملامحها
    أكمل الشاب : و لهذا لم أحتمل فكرة قدومك معي في مهمة ديث ميديسن .
    قالت : أنا آسفة يا كازوما .
    التفت إليها و قال بهدوء : لقد غضبت عندما سمعت تتحدثين مع ساكورا ذلك اليوم
    و لكنني خفت من تكرار ما حدث لصديقي مايكل
    لا أريدك أن تعرضي حياتك للخطر من أجلي .
    قالت : و لكنك .
    قاطعها : عندما أبتعد عنكم , ستحتلين مكاني
    حينها ستعرفين معنى كلماتي يا يوكي .
    قالت بسرعة و توتر : لا تقلق هذا .
    قال بهدوء : أنا لست إلهً
    و ما أنا إلا بشر
    قد أقتل في أي مهمة قادمة
    و إذا حدث هذا ؟
    ستحتلين مكاني
    و ستصبحين قائدة الفريق الجديد
    الفريق رقم أربعة عشر .
    قالت الفتاة بتوتر : لن يحدث هذا
    يجب أن تحافظ على حياتك
    المهمات ليست كل شيء
    و هي ليست أفضل ما في الحياة .
    خفض عينيه و قال : لم أعرف في حياتي غير المهمات يا يوكي
    و لم أعرف ما هو أكثر أهمية منها غير حياة من حولي .
    قالت يوكي : لقد أمضيت كل حياتك في الخدمة
    حتى أنه فاتك الكثير .
    قال كازوما : أعتقد ذلك .
    ثم التفت إليها و قال : أرجوك يا يوكي لا تفعلي ذلك مرة أخرى .
    أعادت عينيها له و قالت مبتسمة : لن أفعلها مرة أخرى
    أعدك .





    رد مع اقتباس  

  9. #29  
    المشاركات
    3,260
    وقف كازوما بكامل عدته على تلة مرتفعة وسط الظلام
    وقفت يوكي خلفه بملابسها السوداء الخاصة
    أقتربت منه و قالت : يبدو المكان عادياً .
    جال الشاب بعينيه في الأشجار التي تفرش الأرض
    ثم ثبت عينيه على قمة جبل مظلم
    ثم قال : هناك يقع وكر الأوغاد .
    ثم نظر إلى الفتاة ليقول : هل أنت مستعدة يا يوكي ؟
    قالت الفتاة : تمام الإستعداد
    سيفي و أسلحتي جاهزة .
    قال كازوما و هو يثبت قاذف الصواريخ الصغير على كتفه : لننطلق .
    و أنطلق الاثنان نحو قمة الجبل عبر الأشجار و تحت جنح الظلام
    حتى وصلا إلى كهف مظلم
    أبعد الشاب منظار الرؤية الليلية و قال بصوت خافت : سننفصل
    سأتولى أنا طريق الكهف .
    قالت الفتاة : سأصعد الجبل مباشرة .
    قال الشاب : لا تدعي أحداً يراك
    سنلتقي في مستودع القاعدة .
    أنهى عبارته , و سطعت الأضواء بشكل مبهر من داخل الكهف
    فأشاح الإثنان ببصرهما و قالت يوكي بتوتر : لقد أوقعوا بنا .
    سمع الشاب وقع أقدام ثقيلة على الأرض الترابية من حوله
    فرفع عينيه إلى الخلف ليرى فوهات مدافع آلية تحيط بهما
    فقال بتوتر و غضب : أهربي يا يوكي .
    قفزت الفتاة على الفور لتختفي وسط الظلام
    و لكنها سمعت صوت النيران و هي تنطلق من حول الشاب
    و أخيراً سمعت صوتاً مزق قلبها
    صرخة كازوما
    ==============
    حل الظلام
    فخلى الشارع من المارة
    بإستثناء إمرأة
    إمرأة بشعر أحمر طويل ترتدي معطفاً أسوداً يصل إلى ركبتيها
    وقفت تلك المرأة تسند ظهرها على عمود الإنارة بجانب كرسي خشبي
    كانت هادئة الملامح لا توحي لمن يراها بما يدور داخلها من أفكار ثائرة
    شعرت تلك المرأة بإقتراب مجموعة من الرجال منها
    فرفعت عينيها إليهم لتراهم يضحكون و يسخرون من بعضهم
    خفضت عينيها و تجاهلتهم
    و فور رؤيتهم لها , أحاطوا بها و قال أحدهم بسخرية : هل تنتظرين أحداً ؟
    لم ترد
    فقال آخر : يبدو أنه تأخر
    أليس كذلك ؟
    قال ثالث : تعالي معنا
    سنكون أفضل منه .
    قالت المرأة بهدوء يخالف موقفها : أتريدون الذهاب للسجن مباشرة , أم تريدون زيارة المستشفى قبل ذلك ؟
    قال الرجل الأول بغضب : يبدو أنك لا تفهمين موقفك أيتها ال*@&@* .
    أتاهم صوت رجل يقول بهدوء : يبدو أنني تأخرت .
    التفت الرجال إلى صاحب الصوت ليروا رجلاً ضخماً بمعطف مشابه لمعطف المرأة
    فقال أحدهم بغضب و هو يخطف مدية من طيات ملابسه : سأمزقك أيها الغوريلا .
    أتاه صوت رجل آخر من جهة أخرى يقول بسخرية : هل جننت ؟
    ألا ترى حجمه ؟
    التفت الرجال إلى القادم الجديد ليروا رجلاً أشقراً وسيم يرتدي معطفاً يشبه معطفي المرأة و الرجل الضخم
    أقترب منهم رجلاً بشعر أسود طويل مربوط خلف رأسه
    كان يرتدي معطفاً أسوداً مماثلاً
    وقف خلف الرجل و قال بهدوء : يمكنكم الهرب .
    أستدار إليه أقرب الرجال و هوى عليه بلكمة
    أنحنى ذو الشعر الأسود الطويل بمهارة و خفة و أمسك بيد الرجل ليجذبه بقوة
    فطار جسده عالياً ثم سقط على ظهره
    و بلمح البصر , أحاط الأربعة بمجموعة الرجال
    فقالت المرأة بهدوء : كانت فرصتكم في الهرب أكبر من قبل .
    قال الضخم : ماذا نفعل بهم ؟
    قال الأشقر بسخرية : ما رأيكم بنسف رؤوسهم ؟
    قال ذو الشعر الأسود الطويل : ما رأيكم بقطعها ؟
    أتاهم صوت من خلفهم يقول : أتركوهم .
    التفت الأربعة نحو القادم الجديد
    فقالت المرأة بحزم : سيدي الرقيب هانزو .
    ثم أدت التحية العسكرية كما فعل الثلاثة الآخرون
    قال هانزو و هو يقترب منهم : لا تضيعوا وقتكم على هؤلاء .
    هرب الرجال فور إنهائه عبارته
    وقف أمامهم و قال : سعيد لرؤيتكم من جديد أفراق الفريق الثالث عشر .
    قالت المرأة بحزم : نحن في خدمتك يا سيدي .
    قال هانزو بهدوء : أسترخي يا كارين
    لست هنا بصفة الرقيب
    أنا هنا كصديق .
    قال الضخم : نحن في خدمتك يا سيدي .
    قال هانزو : شكراً لكم .
    تأملهم بصمت لثوان , ثم قال : الملازم لي , كارين .
    ثم نظر إلى الأشقر ليقول : الملازم ماسك , فريد .
    ثم أنتقل بعينيه إلى الضخم و قال : الملازم روفسكي , سيرجي .
    و أخيراً أبتسم للأخير ذو الشعر الأسود الطويل و قال : الملازم ماكوتو , شيرو .
    ثم قال : كم أنا سعيد لرؤيتكم من جديد .
    قالت كارين بهدوء : نحن أكثر يا سيدي .
    قال هانزو : لقد جمعتكم هنا لطلب خدمة منكم .
    قال فريد بهدوء : نحن في خدمتك دائماً يا سيدي .
    قال هانزو : لقد عاد الملازم أول توكاي إلى الخدمة .
    أرتفعت الحواجب و قالت كارين بسعادة : حقاً
    لماذا لم نسمع بهذا الخبر ؟
    قال سيرجي و هو يبتسم : هذا جيد
    سيعود فريقنا كما كان .
    قال فريد : أخيراً أعترف القادة بأهميته .
    قال شيرو بهدوء : كما توقعت .
    قال هانزو : لقد عاد , و لكنه عين في فريق جديد
    الفريق رقم أربعة عشر .
    قالت كارين بأسف : فريق جديد .
    قال هانزو : و لكنه بمفرده يا كارين
    فرفيقه في ذلك الفريق عديم الخبرة
    ليس مثلكم
    إنها ميجومي , يوكي .
    قال فريد بدهشة : الفتاة الصغيرة يوكي ؟
    قال هانزو : هذا صحيح
    لقد عينت في فريقه الجديد
    و هما الآن في مهمة جديدة .
    قال شيرو بهدوء : تريدنا أن نساعده ؟
    قال هانزو : أنت ذكي كما عهدتك يا شيرو .
    قالت كارين بقلق : هل هو بخير ؟
    قال هانزو : أنتم في كيوتو لم تسمعوا بأخباره كما أرى .
    قالت كارين بقلق أكبر : هل هو بخير يا سيدي ؟
    قال هانزو : أخشى أنه ليس كذلك
    فقد أنهى على التو مهمة جديدة من فئة المهمات البالغة السرية
    و قد أنهاها بمفرده بنجاح .
    أبتسم فريد و قال : هذا متوقع منه .
    قال هانزو : و لكن مهمته الجديدة بالغة الخطورة
    لا سيما و هو يمتلك أسلحة بسيطة .
    قالت كارين : أي مهمة هي يا سيدي ؟
    قال هانزو : مهمة جديدة
    بليد – كيوتو – اليابان .
    قالت كارين بتوتر : كازوما وحده ؟
    قال فريد بتوتر : لقد سمعنا بهذه المهمة
    و هي ليست بسيطة لفريق كفريق كازوما الحالي .
    قال هانزو بهدوء : و لهذا طلبت حضوركم
    سأطلب منكم ليس بصفتي قائدكم , بل بصفتي صديق قديم مساعدته في الخروج من ذلك الجحيم حياً
    هو و رفيقته يوكي .
    قال شيرو بهدوء : لا تقلق يا سيدي
    سنخرجه من تلك المهمة كما بدأها .
    قال سيرجي بهدوء و ثقة : و هذا وعد .





    رد مع اقتباس  

  10. #30  
    المشاركات
    3,260
    جلست يوكي على صخرة في قمة الجبل
    جلست و دموعها متجمعة في عينيها دون شعور منها بذلك
    تفكر فيما حدث منذ دقائق
    كازوما
    الكمين
    النيران
    و صرخته الأخيرة
    أغمضت عينيها و قالت : لماذا لم أتصرف كما يجب ؟
    لقد تركته وحده هناك .
    خفضت عينيها الحزينتين و قالت بصوت متهدج : لم أستطع مساعدته
    و هو الآن ميت
    بسببي .
    بكت و دفنت وجهها بين يديها و هي تقول : كيف سأعود ؟
    ماذا سأقول لساكورا ؟
    ماذا سأفعل الآن ؟
    تناهى إلى مسامعها صوت رجل يقول : ذلك الصبي شرس بحق
    حتى مع إصابته تلك , مازال يقاومنا .
    وجهت الفتاة عينيها المدعومة بمنظار الرؤية الليلية نحو مصدر الصوت
    فإذا بها ترى رجلين مسلحين واقفين أسفل الصخرة الكبيرة
    سمعت بعد ذلك الرجل الآخر يقول : كنت أفضل أن نقتله
    فرصاصة في كتفه ليست كافية .
    أتسعت عينا يوكي بسعادة لسماعها ما قاله الرجل
    أعادت عينيها لى الرجلين و همست : سأريكما من هي يوكي .
    قفزت لتهبط بينهم
    و بحركات سريعة , تمكنت الفتاة من إفقادهم الوعي
    أستدارت بسرعة لتنظر إلى الصخرة المزيفة التي أزاحها الرجلين
    فقالت : إنه مدخل سري .
    توجهت إلى الصخرة و دارت حولها لتقف في ممر
    فقالت : كما توقعت .
    سارت في الممر و يدها على سيفها خلف ظهرها
    لاحظت وجود بعض الممرات الفرعية على اليمين و على اليسار
    فقالت : أين أنا ؟
    وقفت أمام خريطة إخلاء صغيرة على الجدار
    فقالت : يبدو أنني في الدور السادس
    حيث مستودع الطائرات .
    قالت و هي تنظر إلى ممر : هذا سيؤدي إلى مستودع الطائرات
    حيث سأجد المروحية .
    سارت الفتاة في الممر الجديد بصمت
    حتى أنتهى بها الممر في مستودع الطائرات
    حيث رأت المروحية الجديدة التي رأت صورتها في الملف
    فقالت بهدوء : سأبدأ بتفخيخها .
    و بعيداً عن الأنظار , تسللت إلى المروحية
    وضعت قنبلة موقوته بجانب خزان الوقود
    و عند إنتهاء عملها , قالت : يجب أن أعود إلى كازوما .
    ===========
    قالت ساكورا بهدوء و هي تجلس برفقة كيوكو في أحد المقاهي : كيوتو جميلة جداً .
    قالت كيوكو : إنه مدينة الثورة
    هنا وقعت معظم الأحداث التاريخية في بلادنا .
    قال ساكورا : لقد نشأ كازوما هنا .
    قالت كيوكو : و هو الآن في مهمته الجديدة .
    قالت ساكورا بخفوت : أتمنى أن يكون بخير .
    قالت كيوكو : لقد تحسنت صحته و سيكون بخير
    كازوما دائماً بخير .
    قالت ساكورا : أظن ذلك .
    قالت كيوكو : ما بك يا ساكورا ؟
    تبدين شاردة الذهن .
    قالت ساكورا : أفكر في طفولة كازوما في هذا المكان .
    أرتفع حاجبي كيوكو بدهشة و لم تنطق بحرف
    فأكملت ساكورا : توليه المسؤولية منذ كان في السادسة
    حمله السلاح و كل هذه الأمور قد أنضجت عقله قبل موعده
    لقد حرم الطفولة قبل أن يدرك
    أبسط الأشياء التي كنا نفعلها , لا بد أنه حرم منها
    بينما كنا نحن نتناول البوظة على جسر خشبي , كان هو يناضل من أجل النجاح في مهماته
    بينما كنا نلعب في الملعب الصغير , كان هو يجهز أسلحته من أجل مهمة جديدة
    بينما كنا نستمتع برحلات المدرسة , كان هو يستمع إلى خطة قائده في المهمة القادمة
    لقد حرم الكثير من الأشياء التي نعتبرها نحن أشياء سخيفة
    حتى الإبتسامة البريئة التي يتميز بها أي طفل في السابعة
    حرم منها من أجل غيره .
    صمتت كيوكو لثوان , ثم قالت : أنت محقة
    كازوما في الأكادمية منذ السابعة
    كان من الصعب على طفل في مثل عمره أن يبقي نفسه منضبطاً بين الرجال
    و كان من الأصعب الحفاظ على أعصابه بين نيران الموت
    أتعجب حفاظه على هدوئه حتى وصل إلى هذا السن .
    قالت ساكورا بحزن : يمكنني القول أنه فقد شخصيته بسبب المهمات التي خاضها .
    قالت كيوكو بهدوء : أتمنى أن تتحدثي إليه بهذا الشأن
    أعتقد أنه بحاجة إلى وجود شخص يمكنها أن يتحدث إليه دون أن يخشى العواقب .
    صمتت ساكورا لثوان , ثم قالت : أعتقد أنني سأفعل .
    ===========
    " لا بد أنك تشعر بالألم
    أليس كذلك ؟ "
    فتح كازوما عينيه ليرى كازويا بإبتسامته الساخرة
    كان معلقاً من ذراعية على الجدار
    قال كازويا و هو يلمس كتفه اليسرى : أعتقد أن عظمة الكتف بخير
    الرصاصات لم تخترق العظام .
    قالت كازوما بخفوت : لماذا لم تجهز علي ؟
    قالت كازويا : و أفقد المتعة , بالطبع لا
    فأنا أتطلع منذ لقاءنا الأول إلى التمتع بتعذيبك .
    قال كازوما : أنت مجنون يا كازويا .
    قالت الشاب و هو يضغط على كتفه : بالنظر إلى ما سأفعله بك , أعتقد أنك محق .
    أتسعت عينا كازوما بسبب الألم الرهيب الذي بدأ يشعر به
    زاد كازويا الضغط على جرحه و هو يقول : أريد سماعها يا كازوما
    أين النغمة الجميلة التي أستمتع بسماعها ؟
    قال كازوما و هو يغمض عينيه : أفضل الموت على
    أسكتته أصابع كازويا التي أخترقت كتفه
    أتسعت عيناه بقوة أكبر بسبب الألم الرهيب
    قال كازويا : أعتقد أن رفيقتك يوكي تنتظر فرصة لإنقاذك
    أليس كذلك ؟
    ضغط كازوما على أسنانه و هو يغمض عينيه بقوة
    ثم قال : إنها ليست غبية لتخاطر بحياته من أجل عملية مستحيلة .
    قال كازويا : هكذا .
    أبعد أصابعه عن كتف كازوما و قال : على كل حال , لن أمنعها
    أتدري , لن نقف في طريقها
    سنتركها تأتي لإنقاذك
    و لكنها لن تحصل على كازوما كما تركته .
    ثم خطف مدفعاً ألياًَ من أحد جنوده و صوبه نحو كازوما
    ثم قال : ستأخذك من هنا مليئاً بالثقوب .
    قال كازوما بخفوت : لن يشكل موتي فارقاً يا كازويا
    ستموت كما تمنيت
    برصاصة بين عينيك .
    قال كازويا و هو يبتسم : حتى ذلك الوقت , سأستمتع بقتلك
    و قتل كل ما بقي لك من عائلة
    و خاصة ساكورا .
    ثم ضغط الزناد دون تردد
    و انطلقت صرخة كازوما المتألمة كما أتسعت عيناه حتى كادت تخرجان من محجريهما
    و حدث الإنفجار

    أبعد كازويا أصبعه عن زناد المدفع الآلي و التفت إلى ناطق هذه العبارة
    ثم قال بغضب : أي هجوم هذا ؟
    لا يمكن لفتاة
    قاطعه الرجل بتوتر : ليست فتاة
    بل هم مجموعة من المسلحين المنظمين
    إنهم أربعة .
    عقد كازويا حاجبيه و قال : مستحيل
    فريق جديد .
    ثم التفت إلى كازوما و قال بغضب : أيها الحقير
    كنت تنتظر قدومهم .
    الرصاصات التي أطلقها اخترقت كتف الشاب الأيسر و مزقتها ببشاعة
    و لكنها لم تقتله فقال بصوت ضعيف : كم أنا محظوظ
    فأنا لم أطلب مساعدته .
    عقد كازويا حاجبيه بغضب ثائر و رفع مدفعه نحو الشاب و هو يقول : سأقضي عليك أيها الحقير .
    و عبر الشبح الأسود من أمامه
    شبح حطم قيد كازوما المعدني و حمله بعيداً
    قال كازويا بغضب و هو يخفض سلاحه : يوكي أيتها ال *@&@* .
    ظل ذلك الشبح يقفز من مكان لآخر و هو يحمل كازوما
    حتى توقف به على صخرة خارج القاعدة
    فقال الشاب و هو يشعر بجسده يوضع على الأرض : من أنت ؟
    سمع صوتاً أنثوياً يقول بذعر : يا إلهي
    كازوما .
    قال الشاب بصوته الخافت : يوكي
    لماذا عدت أيتها الغبية ؟
    قالت و هي تبكي : لا تتحدث
    أرجوك لا تتحدث .
    أتاهما صوت رجل يقول بتوتر : كازوما !
    التفتت الفتاة إلى صاحب الصوت لترى رجلاً أشقراً يحمل مدفعين آليين
    أمسكت سيفها بتوتر و هي تقول بتوتر و صوت مرتجف : لا تقترب .
    قال كازوما بصوته الخافت : فريد !
    أقترب الرجل من الشاب و أنحنى إليه بتوتر
    ثم قال : ذلك الحقير
    لقد حطم كتفك .
    قالت يوكي : ساعده أرجوك .
    ترك الرجل مدفعيه و حمل الشاب و هو يقول : لنبتعد عن هنا
    سينفجر الجبل في أقل من ثلث ساعة .
    ============
    وقفت كارين بمدفعها الآلي الخفيف خلف صخرة تصد عنها رصاصات أعدائها
    فقالت بتوتر : سيرجي
    هل أنتهيت من تجهيز سلاحك السخيف ؟
    قال الرجل الضخم و هو يحرك أصابع يديه على جهاز يشبه قاذف الصواريخ : عشر دقائق فقط .
    قال شيرو و هو يطلق نيرانه من خلف صخرة قريبة : يجب أن تسرع يا سيرجي
    ستأتي الشرطة في أقل من ربع ساعة
    يجب أن نغادر هذه البقعة قبل ذلك .
    قالت كارين و هي تغادر موقعها لتطلق بعض الرصاصات : أول مرة أنفذ فيها مهمة كهذه
    يالك من أحمق يا كازوما .
    قال شيرو : لو أنه رفض هذه المهمة , فلن يكون كازوما الذي نعرفه كلنا .
    قال سيرجي و هو يرفع قاذف صواريخ صغير على كتفه الأيسر : صاروخ في الطريق .
    و ضغط على الزناد , ثم عاد إلى عمله
    قالت كارين بسخرية عصبية : أنت غير معقول يا سيرجي .
    و بعد عدة دقائق , رأى شيرو فريد و هو يقترب
    فقال : فريد عاد
    لنغطيه بالنيران .
    غادر بعد ذلك مكمنه و أطلق نيرانه كما فعلت كارين
    فأقترب منهم فريد و قال : كازوما مصاب .
    عادت كارين خلف الصخرة و رأت كازوما بين ذراعي الرجل
    فقالت بتوتر : يا إلهي
    لقد حطموا كتفه .
    قال سيرجي بغضب : الأوغاد .
    ثم رفع سلاحه الكبير و هو يقول : غادروا الآن
    سننهي هذه المهزلة .
    قالت كارين و هي تندفع نحو كازوما : أين يوكي ؟
    قال فريد : لقد طلبت منها العودة إلى السيارة .
    قال شيرو : لنسرع إذن .
    هبط الثلاثة نحو السيارة المقصودة حيث التقيا يوكي
    فقالت بتوتر و ذعر : لنهرب من هنا .
    قالت كارين : ليس بعد
    سيرجي قادم .
    أنهت عبارتها و أنطلق خيط من الضوء نحو الجبل
    خيط أخترقه , و أنفجر بعنف داخل القاعدة السرية تحته
    و مع الإنفجار , هتف شيرو بتوتر : ثلاثون ثانية .
    و بعد عشر ثوان , عاد سيرجي و قفز داخل السيارة قائلاً : لننطلق .
    =================
    مضت ستة أيام على حادثة الجبل الغامضة
    و هي نفس المدة التي أمضاها كازوما في مستشفى كيوتو فاقد الوعي
    حيث أجريت له عملية بتر نهائية
    فبعد إصابته برصاصات كازويا في كتفه , لم يتمكن الأطباء من إصلاح الضلع المحطم
    فأبعدوه , كما أبعدوا الذراع كلها , عن جسده
    و بنهاية تلك العملية , فقد الشاب ذراعه اليسرى
    و لكنه لم يعرف ذلك حتى هذه اللحظة
    غير أن ساكورا و يوكي و كيوكو عرفتا بالأمر
    فكانت صدمة هزت كيان الفتيات الضعيف
    و في ذلك الوقت , كان هانزو يجلس على كرسي بجانب السرير الذي ينام عليه كازوما بسلام
    كان يتأمله بصمت و حزن
    فقال بصوت خافت : ماذا فعلت به يا مياموتو ؟
    لقد حولت الشاب إلى آلة حربية مميتة
    هل أنت سعيد بما وصل إليه ؟
    مد يده ليمسح على جبين الشاب
    ثم قال : ليتك لم ترحلي يا هيكاري .
    أنهى عبارته , و فتح كازوما عينيه بضعف
    فقال : أكنت تتحدث عن أمي يا عمي ؟
    أبتسم هانزو و قال بحنان : تقريباً .
    التفت الشاب إلى كتفه اليسرى و قال بخفوت : أعتقد أنني فقدتها .
    خفض الرجل عينيه و قال بحزن و أسف : أنا آسف حقاً يا كازوما .
    أغمض الشاب عينيه و قال : لا تعتذر يا عمي
    فأنا لم أكن حذراً .
    قال هانزو بحزن شديد : كفى يا بني
    أنظر ماذا حل بك ؟
    أنت لم تبلغ الثامنة عشر بعد
    و جسدك أشبه بساحة حرب شنعاء
    ألا تشعر بما يحدث لك ؟
    صمت كازوما و أشاح بعينيه إلى النافذة و منظر الغروب
    ثم قال : يبدو أنني بحاجة إلى أخذ إجازة .
    قال هانزو : سنناقش هذا بعد خروجك من المستشفى .





    رد مع اقتباس  

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رواية جينا و مدرسة ريكو
    بواسطة Gina crisis في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-Oct-2012, 08:54 PM
  2. رواية بنات الثانوية كاملة txt
    بواسطة Bshaer‘am في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 10-Jun-2012, 10:36 PM
  3. نتائج الثانوية العامة للسعودية بنين 1432,نتائج الثانوية العامة السعوديه شباب sms
    بواسطة حبيبت دودي في المنتدى المرحلة الثانوية - تحضير - حلول وتدريبات
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-May-2012, 05:08 PM
  4. سترحل !!
    بواسطة ~بنت أصول~ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 10-Mar-2008, 08:56 AM
  5. سترحل عني يوما وتنساني
    بواسطة طائر الحب في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-Jul-2006, 08:23 AM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •