" لن أتولى هذه المهمة
أسندها لغيري "
أرتفع صوت كازوما بهذه العبارة الغاضبة
رد عليه هانزو ببرود من خلف مكتبه : لن تسند لغيرك
النقيب ميجومي طلبت هذه المهمة دون غيرها .
قال كازوما بغضب : و لكنني لم أعلن موافقتي .
قال هانزو : لا ضرورة لموافقتك في عملنا هذا أيها الملازم أول توكاي .
أحتقن وجه كازوما لغضبه الشديد
ثم قال : لماذا لا تتولى أنت هذه المهمة يا سيدي ؟
قال هانزو : أنا لا أتولى إلا المهمات المستعصية
و مهمتك ما هي إلا لعبة أطفال مقارنة بالمهمات الأخرى .
قال كازوما : حسناً .
قال هانزو و هو يرمي أمامه ورقة : أكتب ما تريده من الأدوات و الأسلحة .
تأمله كازوما بعينين مشتعلتين
ثم خطف الورقة و كتب عليها بعض الكلمات
ثم أعاد الورقة إلى هانزو و هو يقول : لن أقبل بغيرها من الأدوات .
قرأ هانزو ما كتبه الشاب , ثم قال : ماذا تريد بقاذفة صواريخ يا ملازم أول توكاي ؟
قال كازوما بصرامة : هذا السلاح موجود ضمن خطتي .
قال هانزو : ماذا عن الذخيرة الوهمية و قنابل الدخان ؟
قال كازوما : لن أقبل بغيرها كما قلت .
تأمله هانزو ببرود
ثم قال : حسناً .
وقع على الورقة و قدمها مرة أخرى لكازوما
ثم قال : يمكنك الإنصراف أيها الملازم أول .
أدى الشاب التحية العسكرية و أتجه إلى مستودع الأدوات و الأسلحة
حيث ألتقى يوكي
فقالت مبتسمة : مرحباً يا كازوما .
لم يرد عليها و قدم الورقة التي يحملها لمسؤول المستودع
فقالت الفتاة : ما الأمر ؟
ألم تتمكن من إقناع الرجل بالعكس ؟
رماها الشاب بنظرة جانبية مليئة بالغضب
فقالت ببراءة مصطنعة : لماذا الغضب الآن ؟
ماذا فعلت ؟
قال الشاب : لا تغادري المركز
أريدك في غرفتي .
أستلم ما طلبه من أسلحة و أدوات بعربة كبيرة
فأخذها معه إلى خارج
تبعته الفتاة و هي تحمل حقيبتين
الأولى طويلة و الثانية قصيرة
أوقف سيارة نقل عسكرية و وضع الصندوق في السيارة
صعد على دراجته و قال : هيا أصعدي .
صعدت خلفه و أحتضنت ظهره و قالت بمرح : لننطلق .
أزداد غضبه لعدم تقديرها لوضعه
و فور وصولهما إلى شقته الصغيرة , تأملتها و قالت : لا بأس بالمكان الذي تعيش فيه .
قال و هو يحمل الصندوق على الرغم من ثقله : إتبعيني إلى مكتبي .
تبعته و أستقرت على إحدى الكراسي
فتحت حقيبتها الطويلة و أخرجت منها سيفاً مستقيماً
قالت و هي تخرجه من غمده : ما رأيك ؟
قال بهدوء يخفي غضبه : لن تستخدمي النصل الحاد إلا في الضرورة القصوى .
قالت : لست حمقاء
أعرف هذا .
فتح الصندوق الكبير و أخرج منه أجزاء قاذف الصواريخ ليركبه بمهارة واضحة
راقبته الفتاة حتى أنتهى و وضعه على الطاولة
فقالت : أنت ماهر في إستخدام هذه الأسلحة .
فتحت حقيبتها الصغيرة و أخرجت منها أحزمة بجيوب صغيرة
رفعتها أمامه و قالت : ما رأيك ؟
جيوب تخفي الشيريكين خاصتي .
أخرج من الصندوق عدة أسلحة خفيفة و قاتلة
نظمها على الطاولة بجانب قاذف الصواريخ
ثم التفت إلى الفتاة و قال : ركزي جيداً
سننقسم إلى فريقين
فريق يراقبها في المدرسة , و فريق يراقبها في البيت .
قالت بهدوء : أعتقد أنني سأكون ضمن الفريق الأول .
قال الشاب : هذا صحيح
و قبل ذلك يجب أن تهتمي بوضع أجهزة التنصت في غرفتها و بيتها .
قالت يوكي بهدوء : لماذا لا تفعل ذلك أنت ؟
فأنت قادر على دخول بيتها .
قال : ليس بعد خروجي منه .
قالت الفتاة : لم لا نخبر ساكورا بالخطر الذي ينتظرها ؟
قد تتعاون معنا و تسهل مهمتنا .
قال الشاب بهدوء : إذا أردت العمل معي , يجب أن تتبعي أسلوبي .
قالت الفتاة بهدوء : لقد أخترت هذه المهمة لإعتقادي أنها مناسبة لك
فساكورا لن تمانع حمايتك لها
كنت أعتقد أنها ستسر بذلك .
قال الشاب : ساكورا معرضة للخطر بسببي
و من جهة , يجب أن أقر بأنك أحسنت إختيار المهمة .
قالت : ما نواجهه حقيقي
كازويا يخطط لقتلها بعدما حدث في مدينة الملاهي .
صمت كازوما لثوان , ثم قال : لن أسمح بتكرار ما حدث للمرة الثالثة .
قالت : تقصد حادثة المدرسة و حادثة والديك .
لم يجبها و إن دلت عينيه على صحة ما قالت
قالت بهدوء : لن يتكرر ما حدث يا كازوما
أعدك بذلك .
========
رن جرس الباب
فتوجهت ساكورا إليه لتفتحه
و عندما فعلت , فوجئت لرؤية يوكي
لم تتمكن من إخفاء دهشتها و هي تقول : يوكي .
قالت يوكي و هي تبتسم : مفاجأة
أليس كذلك ؟
أفسحت لها و هي تقول : تفضلي .
دخلت الفتاة و هي تدير عينيها فيما حولها
ثم قالت : بيتك جميل . قالت ساكورا : شكراً لك .
ثم سبقتها و هي تدعوها للدخول
جلست يوكي على الأريكة و هي تجول بعينيها في أرجاء البيت
قالت ساكورا و هي تجلس أمامها : ماذا تشربين ؟
قالت يوكي : لا شيء
أتيت أسأل عن أحوالك أولاً .
قالت ساكورا بحذر : أنا بخير .
قالت يوكي : و ثانياً , أتيت أطلب منك بعض الفروض
أنت تعلمين أنني متأخرة عنكم بأكثر من شهر .
تأملتها ساكورا بحذر
فإبتسامة يوكي لم تبعث في نفسها الإرتياح
فقالت : لا بأس
سأحضرها لك .
و توجهت إلى غرفتها
تحركت يوكي بسرعة و أخذت توزع أجهزة التنصت في غرفة الجلوس و غرفة الطعام و المطبخ
أسرعت إلى الأعلى و فعلت ما فعلته في الدور السفلي
توجهت إلى غرفة ساكورا و طرقت الباب
ففتحت الأخيرة الباب و دهشت لرؤيتها
قالت يوكي بمرح : مللت الإنتظار في الأسفل .
ثم تقدمت إلى داخل الغرفة دون أن تدعوها ساكورا
فأرتبكت الفتاة و قالت : تفضلي .
جلست يوكي على طرف السرير و قالت : غرفتك تشع جمالاً و روعة
غرفتي لا تشبه هذه على الإطلاق .
قالت ساكورا و هي تقف بجانب مكتبها الصغير : شكراً لك .
قالت يوكي : أين كان يسكن كازوما ؟
قالت ساكورا بخفوت : في الغرفة المجاورة .
قالت يوكي : في الحقيقة , دهشت لأنه ترك البيت
فالسبب غير معروف .
قالت ساكورا و هي تبعد عينيها عن يوكي : إنه حر يفعل ما يشاء .
قالت يوكي بهدوء و خفوت : إنه غبي .
تأملتها ساكورا لثوان , ثم قالت : ماذا تريدين يا يوكي ؟
قالت الفتاة : أهو سؤال مخادع أم ماذا ؟
قالت ساكورا : يبدو أن تصرفاتك هي الخادعة
الفروض المدرسية ستكون أفضل لو أنها من عند كازوما
فهو معروف بإجتهاده في دروسه
أما مسألة سؤالك عني , فهي سخيفة .
قالت يوكي بهدوء : يبدو أنك لا تثقين بي .
قالت ساكورا : أجل .
قالت يوكي : على كل حال , سأغادر الآن
نلتقي في المدرسة .