الملاحظات
صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234
النتائج 31 إلى 38 من 38

الموضوع: رواية مدرسة لايف ستريم الثانوية

  1. #31  
    المشاركات
    3,260
    تقدمت ساكورا بملامحها الحزينة نحو غرفة كازوما
    لم تكن واثقة من قدرتها على تحمل مظهره و هو على سريره الجديد
    بدون ذراعه اليسرى
    كأي معوق
    أنحدرت دمعة من عينها و هي تسير في الممر المؤدي إلى غرفته في المستشفى
    و لكنها توفت أمام غرفته و مسحت تلك الدمعة و شدت أصابعها الممسكة بعلبة الغداء التي حضرتها على عجل
    طرقت الباب و قالت : أنا ساكورا .
    سمعته يقول بهدوء : تفضلي بالدخول .
    فتحت الفتاة الباب
    تقدمت و أقفلت الباب خلفها
    و لكنها لم تملك الشجاعة لترفع عينيها إلى حيث يقف الشاب في الشرفة
    فقالت بخفوت : أنا آسفة لأنني لم أزرك قبل
    قاطعها بهدوء : لماذا لا تنظري إلي ؟
    أرتفع حاجبيها و خفق قلبها بقوة
    أكمل الشاب : أعرف أن منظري مقزز
    يبدو أنني أخفقت .
    رفعت عينيها إليه بسرعة و قالت : لا تقل هذا .
    أتسعت عينيها فور رؤيتها له و لم تتمكن منع الشهقة من مغادرة شفتيها
    هيئته الجديدة كادت توقف قلبها عن الخفقان
    و آلمتها بقوة
    فتركت العلبة تسقط من يدها و كتمت أنفاسها بيديها
    قال الشاب بخفوت : هذا أنا الآن .
    لم تستطع منع نفسها من البكاء و هي تنظر إليه
    و لم تستطع النطق بحرف و هي ترى كم قميصه الأيسر و الهواء يحركه
    أستدار إليها و قال : يمكنك المغادرة لو أنك .
    قاطعته و هي تبكي بقوة : كفى
    هذا يكفي .
    توقف عن التحدث و تأملها
    فأكملت : أنظر ماذا فعلت بنفسك
    أنظر ماذا حدث لك
    ألا يكفي ما وصلت إليه ؟
    ماذا تنتظر أن يحدث بعد ؟
    تفقد الذراع الأخرى أو عينيك ؟
    ألا يكفي ما أنت فيه الآن ؟
    ألا يكفي ؟
    وقف الشاب مكانه و عينيه مجمدتان على الأرض
    أكملت الفتاة وسط دموعها : لماذا ؟
    لماذا تجبرني على البكاء ؟
    كنت أحسبك توقفت عن هذه العادة قبل عشر سنوات
    عندما عدت إلينا رأيت تغيرك
    و أحببته لأنني تصورت أنك لن تجعلني أعود إلى البكاء كما كنت تفعل
    و لكن يبدو أنني كنت مخطئة
    فها أنا أبكي الآن بسببك
    هل أنت سعيد بذلك ؟
    هل تشعرك دموعي بالسعادة ؟
    أنهارت على الأرض تبكي بكل مشاعرها
    أقترب منها و أنحنى إليها
    أمسك بعلبة الغداء و قال بخفوت : هل سأتناولها وحدي أم ماذا ؟
    رفعت الفتاة عينيها إليه و أندفعت تتعلق بعنقه و هي تبكي بقوة أكبر
    أحاطها بذراعه اليمنى و قال : أنا آسف يا ساكورا .
    قالت و هي تشد ذراعيها حول عنقده : أنا التي يجب أن تعتذر
    أرجوك سامحني
    و لكنني لم أحتمل رؤيتك و أنت بهذه الحالة
    أنا آسفة
    أنا آسفة .
    قال بخفوت : لا تعتذري يا ساكورا
    لا تعتذري .
    ===============
    وقفت كارين بجانب رفاقها الثلاثة بجانب مدخل حديقة القبور
    قال شيرو بهدوء : أعتقد أن تلك المهمة ستكون الأخير بالنسبة له .
    قال فريد : المسكين
    ينتهي مستقبله بتلك الطريقة
    كان من الممكن أن يصبح قائداً عظيماً .
    قالت كارين بحزن : هذا أفضل له .
    قال سيرجي : كان من المفترض عليه البقاء خارج الخدمة منذ تركها في المرة الأولى .
    قالت كارين : و لكن فات الأوان على ذلك
    فقد فقد ذراعه .
    قال فريد : لا أعرف كيف يحافظ على هدوء أعصابه بعدما حدث .
    قالت كارين : كما لا أعرف سبب وجودنا هنا .
    قال شيرو : أنا هنا لأراه للمرة الأخيرة .
    في تلك اللحظة , كان كازوما و ساكورا و يوكي يقفون أمام قبر والدي الأول
    قالت الأولى بخفوت : يبدو أنهما مرتاحان هنا يا كازوما .
    قالت ساكورا بخفوت و حزن : ليتني ذهبت إلى جنازتكما
    كنت سأراكما للمرة الأخيرة .
    قال كازوما و هو خافض عينيه : أبي


    أمي
    مرحباً .
    ألقت عليه الفتاتين نظرة صامتة
    أكمل الشاب بهدوء و خفوت : لم تتوقعا رؤيتي بهذه الحالة
    أليس كذلك ؟
    خفضت ساكورا و يوكي عينيهما بحزن نحو القبرين
    أكمل الشاب : لم أكن أتمنى حدوث هذا
    و لكنه حدث رغماً عني
    لم أكن حذراً كفاية .
    قالت يوكي : لا تقل هذا يا كازوما .
    قال الشاب : و لكنه ما حدث يا يوكي
    لولا إهمالي .
    قاطعته يوكي بسرعة : و لكنه ليس خطأك
    إنه خطأ من أدخلك إلى الخدمة منذ البداية .
    التفت إليها الشاب و قال بصرامة : أنت تتحدثين عن أحد الموجودين تحت هذه الصخرة .
    قالت يوكي : نعم
    والدك كان مخطئاً بإدخالك إلى الخدمة .
    قال كازوما بغضب : لا تتحدثي عن أبي بهذه الطريقة يا يوكي .
    قالت الفتاة : و لكن هذا لا ينفي خطأه
    فدخولك عالم المهمات كان أكبر خطأ أرتكبه والدك
    كيف أمتلك الجرأة على حرمان أبنه الوحيد من طفولته بإدخاله عالم الكبار
    هذه وحشية لا يمكن
    قاطعها كازوما بصفعة أسقطتها على الأرض
    أصيبت ساكورا بالذعر و أندفعت على الفور نحوها
    صرخ كازوما بغضب : لا تتحدث عن أبي بهذه الطريقة يا يوكي .
    رفعت الفتاة عينيها الدامعتين له و قالت : و لكنني محقة
    لا تنكر هذا .
    خفض الشاب عينيه إلى الأرض بصمت دام ثلاثون ثانية تقريباً
    ثم قال : لا أنكر هذا
    و لكنه يظل أبي يا يوكي
    أبي الذي حرمني من أجمل لحظات الطفولة ليصنع من أبنه آلة القتال البشرية
    أبي الذي كان يمنعني من مجالسة الأطفال الآخرين للعب معهم
    أبي الذي ظللت أحبه على الرغم من تقصيره نحوي
    أبي الذي لم أشعر بحنانه أو رعايته يوماً
    نعم
    سيظل أبي .
    خفضت يوكي عينيها بحزن و أسف
    فقالت ساكورا : لنعد إلى البيت يا كازوما .
    هبط الشاب على ركبتيه و قال بصوت متهدج : لماذا يا أبي ؟
    لماذا حولتني إلى هذا الشخص الذي أمامك الآن ؟
    لماذا لم تتركني أكبر لأصبح شاباً عادياً ؟
    عندما كنت طفلاً , كنت أراقب الأطفال يلعبون من خلال نافذة فاعة التدريب
    بينما هم يلعبون بالثلج , كنت أنا أتدرب
    و عندما كانوا يذهبون في رحلاتهم المدرسية , كنت أنا في مخيمات الأكاديمية أتدرب على إستخدام الأسلحة
    كنت صغيراً
    و كنت بحاجة للعب
    لماذا حرمتني من ذلك ؟
    لماذا يا أبي ؟
    وقفت الفتاتين و أتجهتا نحوه
    أنحنت ساكورا إليه و قالت و هي تضمه : لم يفت الأوان بعد يا كازوما .
    قالت يوكي بحزن : أنا آسفة يا كازوما .


    حل الشتاء
    و عاد كازوما إلى مقاعد الدراسة بعد ترة غياب طويلة
    عاد ليراه الجميع بهيئته الجديدة
    كانت أعين التساؤل و الأسف تحيط به
    و لكنه لم يهتم بها كثيراً
    و في فترة الغداء , كان جالساً بمفرده في الحديقة
    كان يفكر في وضعه الحالي
    فقد تقاعد بعد خدمة دامت عشر سنوات
    عندما يتذكر المهمات التي نفذها , يشعر بالذهول
    فشاب في مثل عمره لم يفشل في أي مهمة أسندت إليه
    إلا مهمته الأخيرة
    بليد – كيوتو – اليابان
    يا لها من مهمة
    و وسط أفكاره المبعثرة , لم يشعر بإقتراب عدة أشخاص منه
    حتى أحس بيد على كتفه
    فألتفت إلى صاحبها ليرى ساكورا
    قالت الفتاة و هي تجلس بجانبه : يبدو أنك وجدت مكاناً رائعاً .
    قالت كيوكو و هي تضع علبة الغداء أمامه : هذا الغداء لك
    يجب أن تجرب طعامي .
    قالت يوكي : يجب أن أحذرك يا كازوما
    فما تعده هذه الفتاة ليس جيداً كما يبدو .
    قالت ساكورا و هي تبتسم : لا تقولي هذا يا يوكي
    فطعام كيوكو : رائع دائماً .
    قال كين و هو يجلس : لقد أشتقت لطعامك يا كازوما .
    رمقته الفتيات بنظرات غاضبة
    و لكن كازوما قال : يمكنني صناعة بعض الأطعمة التي تحبها اليوم .
    قالت ساكورا و هي تبتسم بإرتباك : سأساعدك في الطهي .
    قال كازوما : لا أعتقد أنني سأحتاج إلى مساعدتك يا ساكورا .
    قالت كيوكو و هي تسرح بخيالها بعيداً : الكريسماس على الأبواب
    و أنا لم أفكر في شراء الهدايا بعد .
    قالت ساكورا : لقد نسيت
    لقد رأيت محلاً جديداً لبيع الهدايا قريب من المدرسة
    سنزوره بعد المدرسة .
    أقتربت يوكي من كازوما و قالت : ماذا تريد أن تكون هديتك هذا العام ؟
    أرتبك الشاب لأول مرة أمام الجميع
    ثم خفض عينيه و قال : لم يسبق لي و أن تلقيت هدية .
    قالت ساكورا بدهشة : هل أنت جاد ؟
    لم تتلقى أي هدية منذ مولدك ؟
    قال الشاب : هذا صحيح .
    قالت كيوكو : لا تقل لي أنك كنت مشغولاً بسبب المهمات .
    قال كازوما : تقريباً
    ففي فترة العيد , تكثر المشاكل
    و معها تكثر المهمات .
    قال كين : حياة صعبة .
    قالت ساكورا : هذه السنة , سترى كيف يكون العيد .
    قالت يوكي بحماس : سنقيم حفلة كبيرة
    حفلة كبيرة لنا نحن فقط .
    قالت كيوكو : سأتولى مهمة تزيين شجرة العيد .
    قالت يوكي : أتركي لي مهمة إختيار الشجرة المناسبة لذلك .
    قال كين : ستكون حفلة رائعة .
    قالت كازوما : أتمنى حضور هذه الحفلة .
    قالت ساكورا بقلق : لماذا ؟
    هل أنت مرتبط ؟
    قال الشاب : في الحقيقة , لقد أتصلت يوي ليلة البارحة .
    قالت ساكورا : و من يوي هذه ؟
    ألتفت الكل إليها بحذر
    و قال كازوما : الآنسة يوي
    هيمورا , يوي .
    أبتسمت يوكي و قالت و هي ترمق ساكورا بنظر مكر جانبية : الفتاة الجميلة ذات الشعر الأزرق
    من مهمة ديث ميديسن .
    قال كازوما : هذا صحيح .
    قالت ساكورا : ماذا أرادت ؟
    كانت كلماتها قاسية وغاضبة نوعاً ما
    فقال الشاب : طلبت حضوري إلى بيتها
    لمناقشة موضوع قالت أنه سيهمني .
    قالت كيوكو و هي ترمق ساكورا بنفس النظرة الماكرة : ما هو الموضوع يا ترى ؟
    قالت ساكورا بعصبية : أنت حر
    أذا كنت تريد الذهاب إليها فهذا شأنك وحدك .
    صمت كازوما لثوان و هو يخفض عينيه
    ثم قال : و لكنني أريد أن أمضي ليلة العيد معك .
    أعادت الفتاة عينيها إليه بدهشة لصراحته التي أشعرتها ببعض الخجل
    فتوردت وجنتاها و هي تتأمله بصمت
    فقالت يوكي : يالها من رومانسية .
    قال كازوما : يمكنني أن أطلب منها الحضور إلى الحفلة .
    عقدت ساكورا حاجبيها و قالت بغضب : هكذا إذن .
    قال كازوما بخفوت : هذا لو أنك لا تمانعين .
    صمتت ساكورا لثوان , ثم قالت : لا أمانع ذلك .
    قالت كيوكو : هل لديك أي فكرة عن الموضوع الذي ستتحدثان بشأنه ؟
    قال كازوما : سنتحدث بشأن بذراعي اليسرى .
    توجهت الأنظار نحوه بإهتمام
    فقالت يوكي : ماذا بها ؟
    قال الشاب : لقد تحدثت عن الأطراف الصناعية التي يهتم والدها و والدتها بتطويرها .
    قال كين بحماس : أتعني أنهم سيجرون لك عملية من أجل ذراع جديدة ؟
    قالت يوكي بسعادة : هذا رائع .
    قال كازوما : لست واثقاً من ذلك
    على كل حال , سنعرف منها ما تريد في ليلة العيد .
    ==========
    غطى الثلج الأرض من حول بيت ساكورا
    و خلى الشارع أمامه من المارة
    و لكن الأضواء المبهرجة كانت تملؤه
    و داخل البيت , كانت يوكي تقف بجانب المدفئة تحتسي بعض الشوكولا الساخنة
    قالت كيوكو و هي تقدم فنجاناً لكازوما : تفضل
    حتى أنت لا تقدر على صنع شوكولا ساخنة كالتي أصنعها .
    أحتسى بعضاً منها , ثم قال : لذيذة .
    أبتسمت و قالت : كنت واثقة من أنه سيعجبك .
    قال كين و هو يتأمل الشجرة المزينة بالأضواء : عمل فني مبهر يا كيوكو .
    قالت يوكي : لقد ساعدتها الشجرة التي أخترتها .
    قالت ساكورا : هذا أكيد .
    ظل كازوما صامتاً يراقبهم
    فكانت السعادة التي يراها على وجوههم تريحه
    بل و تسعده
    قالت ساكورا : لم لا تشاركنا الحديث ؟
    قال : أنا معكم بأذني .
    قالت كيوكو : أخبرنا يا كازوما
    أين أمضيت عيد السنة الماضية ؟
    قال الشاب : في باريس
    كنت قد أنهيت مهمة هاي سكاي قبل موعدها
    فوجدت الوقت لأحتفل بالعيد هناك .
    قالت كيوكو : كم هذا شاعري
    باريس .
    خفض كازوما عينيه و قال بخفوت : و لكن العيد هذه السنة أفضل من عيد السنة الماضية
    فقد كنت بمفردي .
    أتاهم صوتاً أنثوياً يقول من عند الباب : لن تكون كذلك بعد الآن .
    التفت الخمسة إلى صاحبة الصوت ليروا فتاة بشعر أزرق قصير و عينين ذهبيتين
    قال كازوما : شكراً لقبولك الدعوة يا آنسة يوي .
    قالت الفتاة و هي تتجه إليه : لقد اشتقت إليك يا كازوما .
    ثم عانقته ببطء
    و مع حدوث ذلك , أحتقن وجه ساكورا
    همست يوكي في أذن كيوكو : ساكورا ستنفجر .
    قالت كيوكو بنفس الأسلوب : يمكنني رؤية ذلك .
    أبتعدت يوي عن كازوما و قالت : أنا آسفة لأنني لم أتمكن من زيارتك في كيوتو .
    قال كازوما : لم تكن هناك أي ضرورة .
    جلست إلى جانبه و قالت : لقد جهزت لك أفضل هدية في العالم .
    قالت يوكي : ما هي ؟
    قالت يوي : ذراع إصطناعية تحل محل ذراعه اليسرى .





    رد مع اقتباس  

  2. #32  
    المشاركات
    3,260
    مضت ما يقارب الخمس و أربعون يوماً على يوم العيد
    و في هذه الأيام , أجريت لكازوما عدة عمليات تهدف تجهيز كتفه اليسرى
    و أجريت له العملية النهائية لضبط الذراع بكاملها في جسده
    و في ذلك اليوم , كان الشاب في غرفته يتأمل يده اليسرى أمام المرآة
    ظل يتأملها بصمت طوال دقيقة كاملة
    حتى رفعها أمامه و قال : بهذه يمكنني العودة إلى الخدمة .
    رفع عينيه ليتأمل صورته المعكوسة على المرآة
    ثم قال : و لكن
    هل حقاًَ أريد العودة ؟
    طرقت ساكورا باب غرفته و قالت : الغداء جاهز يا كازوما .
    ثم فتحت الباب
    التفت إليها و قال : أنا قادم .
    عبرت الباب و وقفت خلفه قائلة : مذهل
    أليس كذلك ؟
    قال : ليس كلياً .
    ابتسمت و قالت : أتعلم , أذكر أول يوم حضرت فيه إلى المدرسة
    و أتذكر جواب أول سؤال لك
    " الأطراف الصناعية ستكون الخيار الأمثل
    فهي رخيصة هذه الأيام و عملياتها الجراحية ليست صعبة "
    خفض عينيه و قلت : هذا ما قلته بالضبط .
    قالت : عندما تركت المستشفى في كيوتو , ألم تفكر في عملية جراحية مماثلة ؟
    صمت لثوان , ثم قال : في الحقيقة , فعلت .
    قالت : لماذا لم تخبرنا إذن ؟
    قال : خفت من الضعف و الفراغ .
    أرتفع حاجبيها و قالت : الضعف و الفراغ !
    قال : خفت من أن أضعف و أعود إلى الخدمة .
    قالت الفتاة بقلق : هل تفكر بالعودة ؟
    خفض عينيه و أشاح بها بعيداً
    ثم قال : تقريباً .
    أقتربت منه خطوة و قالت بتوتر : لا تفعل .
    قال : لم أصمم على العودة يا ساكورا .
    قالت : لا تفكر في هذا الإحتمال
    ألم تنظر إلى نفسك في المرآة ؟
    ألم تنظر إلى ذراعك ؟
    ألم تكتفي ؟
    أعاد عينيه لها و قال : إتمام المهمات كان كل ما أعرفه
    و من الصعب علي أن أعتاد حياة جديدة بهذه السهولة .
    قالت و هي تمسك بكفه اليسرى : هناك وقت
    لديك كل الوقت الذي تحتاج إليه
    يكفي ما نلته من تلك المهمات
    و يكفي أنهم لم يوفوك حقك عندما تقاعدت .
    لمس يدها بيده اليمنى و قال : لا تهتمي كثيراً بالموضوع
    فأنا لن أسبب لك أي ألم بعد الآن .
    خفضت عينيها و قالت بإرتياح : الحمد لله .
    تقدم نحو الباب و قال : لن نتأخر عن والديك
    سيبرد الطعام .
    أستقر بعد ذلك أمام الطاولة المليئة بالطعام بجانب الفتاة
    فقال هانزو بهدوء : لنبدأ .
    قال كازوما : هل عاد والدي يوكي من الولايات المتحدة ؟
    قال هانزو : ستصل طائرتهما في تمام الساعدة السابعة و النصف مساءاً .
    قال الشاب : سأرافقها .
    قالت ساكورا : سآتي معكما .
    قال هانزو : لديك الكثير من الأعمال المنزلية يا ساكورا .
    أبتسمت نوريكو و قالت : هل نسيتي ؟
    اليوم هو دورك في تنظيف البيت .
    خفضت الفتاة عينيها بعبوس و قالت بخفوت : كنت سأهرب من هذا .
    قال كازوما : كنت سأساعدك .
    قالت و هي تبتسم : لا حاجة لذلك
    سأتولى أمر البيت وحدي .
    قال هانزو : ستأتي بهم إلى هنا يا كازوما .
    قال الشاب : حسناً .
    مضت الدقائق سريعة و هم يتناولون طعامهم
    حتى فرغوا , فقال كازوما : سأخرج الآن .
    قالت ساكورا : إلى أين ستذهب ؟
    حمل بعض الأطباق إلى المطبق بعد قوله : سأذهب إلى المتجر
    سأشتري بعض الأغراض .
    قالت : سأرافقك .
    غادر الإثنان البيت و أتجه كازوما إلى دراجته النارية الزرقاء
    صعد إليها و قال : هيا أصعدي
    توردت وجنتاها و قالت : أصعد !
    قال : أتفضلين السير ؟
    تقدمت و صعدت خلفه و هي تقول : لا .
    أنطلق بدراجته ببطء
    و هي تتشبت به
    قالت : أين دراجتك القديمة ؟
    قال : لقد بعتها .
    قالت : لماذا ؟
    قال : هذه أفضل منها .
    توقف أمام إشارة ضوئية و هو يقول : فهذه بمحرك أكبر و أقوى
    غير أن
    قاطعته بارتباك : حتى لو تركتك تشرح لي بالصور , فلن أستوعب كلمة واحدة مما ستقول .
    صمت , ثم قال : المعذرة .
    هبط الصمت على الاثنان لثوان قبل أن تقول ساكورا بدهشة : أليست هذه يومي ؟
    رفع الشاب عينيه و تلفت حوله و هو يقول : أين ؟
    أشارت له الفتاة و قالت : هناك .
    صوب الشاب عينيه إلى حيث تشير , و إذا بفتاة بشعر رمادي قصير واقفة بين ثلاث شبان
    فقال : يبدو أنهم يزعجونها
    قالت ساكورا بقلق : ساعدها أرجوك
    هذه الفتاة مسكينة و ليست حملاً لهم .
    أضيئت الإشارة الخضراء , فتحرك كازوما بدراجته نحوهم
    توقف خلف سيارة رياضية و قال بخفوت : لا تتدخلي .
    هبطا من الدراجة و توجه كازوما نحو الشبان
    وقف قريباً منهم و قال بهدوء : أتركوا الفتاة و شأنها .
    رفعت الفتاة عينيها الحمراوتين نحوه , ثم رفعت حاجبيها بدهشة و هي تقول : سيد توكاي !
    قال أحد الشبان بوقاحة : لا تتدخل أيها الوسيم .
    قال كازوما بهدوء : هل يزعجونك يا آنسة سوزوكي ؟
    خفضت الفتاة عينيها بعد إيمائة خائفة
    فقال كازوما بصرامة مخيفة : أتركوها و شأنها .
    تقدم نحوه شاب و جذبه من ياقة قميصه بقوة
    ثم قال بغضب : سألقنك درساً يعلمك ألا تتدخل .
    قالت يومي بخوف : أرجوك أبتعد يا سيد توكاي .
    أنهت عبارتها و انطلقت لكمة كازوما دون مقدمات
    لكمة قوية حطمت أنف الشاب و قذفته للخلف ليسقط على ظهره
    أندفع نحوه الآخران و أولهما يصرخ بغضب : سأقتلك .
    ناور كازوما لكماتهم البطيئة بكسل و سدد لهما لكمتين أرقدتهما بجانب رفيقهما الأول
    أقتربت ساكورا من يومي و هي تقول : يا لهم من وقحين .
    وقفت بعد ذلك أمامها و قالت : هل أنت بخير يا يومي ؟
    قالت الفتاة : نعم
    شكراً لك .
    ثم التفتت إلى كازوما و أنحنت له قائلة : شكراً لك يا سيد توكاي .
    قال بهدوء : لا شكر على واجب .
    أعادت يومي عينيها إلى ساكورا و قالت : ماذا تفعلين هنا يا ساكورا ؟
    قالت : كنت مارة من هنا برفقة كازوما
    و أنت , ماذا تفعلين هنا ؟
    لا أذكر أن بيتك يقع في هذه المنطقة .
    خفضت الفتاة عينيها و وجنتيها تتلونان بحمرة الخجل
    ثم قالت : أتيت إلى متجر الهدايا الحمراء .
    أبتسمت ساكورا و قالت : هكذا إذن
    اليوم هو التاسع من شهر فبراير
    و بعد خمسة أيام سيكون يوم عيد الحب .
    قالت يومي و هي تهرب بعينيها عن كازوما : هذا صحيح
    و لقد لقد أتيت لش . شراء هدية .
    مما أتضح لكازوما , و مما يعرفه عن زميلة الفصل هذه , أنها خجولة لأبعد الحدود
    و من دقة ملاحظته , لا يخفى عليه أنها تراقبه بعينيها دائماً

    وقفت يومي و ساكورا أمام الأرفف المليئة بالهدايا الصغيرة
    وقف كازوما خلفهما يتأمل مجموعة أخرى من الرفوف
    قالت ساكورا و هي تحمل قلباً أحمر اللون من الأسفنج : ما رأيك بهذه ؟
    قالت يومي : إنه جميل .
    سمعتا كازوما يقول : هل لديك غير هذه المجموعات ؟
    أستدارت الفتاتين نحوه بدهشة
    لمح دهشتهما , فقال بارتباك : كنت أسأل فقط .
    قال البائع و هو يبتسم : بالطبع لدي
    في الدور العلوي .
    توجه كازوما إلى السلالم ليصعدها إلى الدور المنشود
    أخذت الدهشة عقل ساكورا بعيداً لثوان قصيرة
    أعاده صوت يومي الخافت إلى رأسها عندما قالت : هل
    . هل هو مرتبط ؟
    توجهت عيني ساكورا نحوها , و دار السؤال في رأسها الذي بدا خاوياً في تلك اللحظة
    ثم خفضت عينيها و قالت بخفوت : لا أعلم .
    قالت يومي بخجل : هكذا إذن .
    ظلت ساكورا شاردة الذهن بسبب إجابتها التي لم تدرك معناها إلا هذه اللحظة
    فلم تكن تستمع إلى يومي و هي تقول : ساكورا
    السيد توكاي يريدك .
    قررت يومي هذه العبارة بقلق أكبر في المرة الأخيرة
    فالتفتت إليها ساكورا بدهشة و هي تقول : ما الأمر ؟
    قالت يومي بقلق : لماذا لم تردي علي ؟
    هل أنت بخير ؟
    ابتسمت ساكورا بارتباك و قالت : أجل , أجل
    أنا بخير .
    قالت يومي بصوتها الخافت : السيد توكاي يريدك .
    قالت ساكورا : أين هو ؟
    قالت يومي : لقد خرج من المحل
    ينتظرك في الخارج .
    غادرت ساكورا المحل لتراه على دراجته النارية يحمل خوذته بين يديه
    فقالت بقلق : إلى أين ستذهب ؟
    قال الشاب : يبدو أنني أخطأت
    فوالدي يوكي سيصلان بعد نصف ساعة
    لقد اتصلت يوكي منذ لحظات و طلبت مني القدوم إلى المطار .
    قالت ساكورا : حسناً
    لا تسرع و قد بحذر .
    قال و هو يضع الخوذة الداكنة على رأسه : حسناً
    لا تتأخري على العودة إلى البيت
    و أطلبي من يومي القدوم إلى البيت لتناول العشاء معنا .
    قالت ساكورا : حسناً .
    و تركها و أنطلق
    عادت ساكورا إلى المحل لترى يومي تنتظرها
    فقالت : لماذا لم تذهبي معه ؟
    قالت ساكورا : إنه ذاهب إلى المطار
    سيستقبل ضيوفاً خاصين
    و سيحضرهم إلى البيت
    و بالمناسبة , لقد طلب مني دعوتك إلى البيت لتناول العشاء معنا .
    أرتفع حاجبي الفتاة بدهشة , ثم خفضتهما و خفضت عينيها بخجل شديد
    ثم قالت بخجلها : لا أعتقد أنها ستكون فرصة مناسبة .
    قالت ساكورا : لا تعتذري لي
    كازوما من دعاك يا يومي
    حيث سيستاء كثيراً لو لم تحضري .
    خفضت يومي عينيها و توردت وجنتاها و هي تقول : سأحاول .
    ==================
    توقف كازوما أمام المبنى الذي تقطنه يوكي
    أنتظر دقيقة حتى عبرت بوابة المبنى
    توجهت نحوه و هي تقول : المعذرة على التأخر .
    صعدت خلفه و تشبثت بخصره
    فأنطلق بسرعته القصوى
    قالت بتوتر : لا داعي للعجلة
    لن ينفجر المطار .
    قال الشاب : لا أريد أن نتأخر .
    قالت يوكي : و لكنك تسير بسرعة خارقة
    لا أريد أن يعبث الهواء بشعري .
    أبطئ الشاب و قال : حسناً .
    كان وصولهم إلى المطار سريعاً على الرغم من الإزدحام الشديد
    فقالت يوكي و هي تنزل عن الدراجة : لولا الطرق المختصرة لكنا في منتصف الطريق الآن .
    قال كازوما و هو يطفئ المحرك : سأنتظرك هنا .
    قالت : تعال معي .
    وقف الاثنان بجانب بعضهما ينتظران نزول الركاب من الطائرة .
    قالت يوكي : شكراً لك لإصطحابي .
    قال بهدوء : لا تهتمي .
    قالت : أردتك أن تتعرف على والداي
    فقد حدثتهما كثيراً عنك .
    قال : سأكون سعيداً بالتعرف عليهم .
    و بعد لحظات , سمعت الفتاة صوتاً فتياً يهتف بأسمها
    فنظرت و كازوما إلى مصدره ليريا صبياً لم يتجاوز الخامسة عشر يركض نحوهما
    قالت يوكي و هي تفتح ذراعيها بسعادة : تويا .
    قفز الصبي و تعلق بعنقها و هو يقول بفرح : يا لها من مفاجأة
    لقد أحضرت صديقك أيضاً .
    دفعته الفتاة بقوة و حدة ليسقط على الأرض و هي تهتف بتوتر و ارتباك : ماذا تقول أيها الغبي ؟
    أنحنى كازوما نحو الصبي و مد يده و هو يقول : هل أنت بخير ؟
    قال الصبي و هو يضحك بمرح : أنا كذلك .
    ثم نهض بمساعدة كازوما قائلاً : لقد أشتقت إليك كثيراً .
    قالت الفتاة تنهيدة بسيطة : و أنا أيضاً .
    أقترب منهم رجل و أمرأة
    فرفع كازوما عينيه لهما بصمت
    بينما قالت يوكي و هي تتقدم نحوهما بسعادة و فرح : أمي
    أبي .
    تعانق الثلاثة عناقاً جماعياً و قالت المرأة : لقد أشتقنا إليك يا يوكي .
    قالت الفتاة : أنا أيضاً .
    أبتعدت عنهما و هي تقول : كيف حالك الآن يا أبي ؟
    قال الرجل و هو يبتسم : الحمد لله
    أفضل مما كنت .
    ثم نظر إلى كازوما ليقول : أهذا صديقك ؟
    توردت وجنتا الفتاة و قالت بارتباك : لا
    إنه صديقي و ليس صديقي المقرب .
    أبتسمت الأم و قالت : يالجمالك
    ما أسمك ؟
    قال الشاب بهدوء : توكاي , كازوما
    تشرفت بلقائكم .
    قال الرجل و هو يبتسم : أنت الذي أنقذت أبنتي من الموت في حادثة مدينة الملاهي
    أليس كذلك ؟
    قالت يوكي : بالطبع إنه هو .
    مد الرجل يده و قال : دعني أصافح الرجل الشجاع الذي أنقذ فتاتي الصغيرة
    لا أعتقد أن الكلمات ستكفي لشكرك .
    قال كازوما و هو يصافح الرجل : كان واجبي يا عمي .
    ابتسم تويو و قال : مازلت أذكر آخر مرة التقينا فيها يا كازوما
    كنت مازلت صبياً لم تتجاوز الإثنتي عشر عاماً
    كنت في مهمة فشلت بسبب يوكي .
    قال كازوما بهدوء : كنت سعيداً لفشلها .
    قالت زوجة الرجل : كنت صغيراً يا كازوما
    و لكنك كبرت لتصبح الشاب الوسيم الذي أراه الآن .
    قال كازوما : يمكننا متابعة الحديث في بيت عمي هانزو
    فأنتم مدعوون لتناول العشاء معنا .
    قالت زوجة تويو : لا حاجة لذلك يا بني
    سنستأجر
    قاطعها كازوما بأسلوب مهذب : أرجوك يا سيدتي
    عمي يصر على قدومكم و مبيتكم
    و أنا أصر .
    ابتسم تويا الصغير و قال : هل ستطهوا لنا العشاء ؟
    التفت الكل إلى الصبي الصغير و عقد كازوما حاجبيه قاصداً الدهشة التي لم يسبق أن أظهرها على ملامحه يوماً
    و قالت يوكي بغضب : تأدب أيها الوغد .
    قالت والدتها : في الحقيقة , لقد سمعنا عنك الكثير من يوكي
    و من الأشياء التي سمعناها أنك طاهٍ محترف .
    قال كازوما : يشرفني إعداد مائدة لكم .



    فبراير
    وقف كازوما بجسده الممشوق أمام المرآة في غرفته
    تأمل ملابسه بحذر
    طرقت ساكورا الباب و قالت : أيمكنني الدخول ؟
    قال الشاب بهدوء : بالطبع .
    فتحت الفتاة الباب و هي تقول : أتيت لأسألك عن
    بترت عبارتها عندما وقعت عيناها على الشاب بحلته الجميلة و الأنيقة
    معطفه الجلدي البني القصير و تسريحة شعره المنظمة و التي سمحت لملامحه بالبروز بجمالها
    خفق قلبها و هي تتأمله بوسامته الخارقة عن العادة
    قال بهدوء : أردت شيئاً ساكورا ؟
    قالت بسرعة و ارتباك : إلى أين ستذهب ؟
    قال : يوكي طلبت مني مرافقتها إلى مقر عملها الجديد
    فأنت على علم بأمر إستقالتها .
    قالت ساكورا : و أين ستعمل ؟
    قال : موظفة إستقبال في فندق هيلتون توكيو
    خفضت ساكورا عينيها و صمتت
    فقال بهدوء : كنت تريدين شيئاً ؟
    قالت : كنت سأسألك .
    . هل أنت متفرغ هذا المساء ؟
    قال بسرعة : لا أظن
    لقد قدمت لطلب عمل في أحد المطاعم
    و سأبدأ اليوم
    فاليوم سيكون مزدحماً .
    قالت ساكورا و خيبة الأمل على وجهها : إنه عيد الحب .
    قال : أقترح عليك أن تأتي إلى المطعم الذي أعمل فيه
    فهو الأفضل
    إنه مطعم الساكي الذي تحبيه .
    رن جرس هاتفه المحمول فأجاب : مرحباً توكاي يتحدث .
    صمت لثوان , ثم قال : سآتي على الفور .
    أنهى المكالمة و قال : سأغادر الآن .
    ============
    ارتدت ساكورا أجمل ثيابها و وقفت أمام المرآة تتأمل مظهرها
    فقالت بخفوت : كالعادة
    جميلة .
    خفضت عيناه بحزن و قالت : و لكن لا يوجد من أخرج معه .
    غادرت غرفتها إلى غرفة الجلوس
    حيث كانت والدتها و والدها جالسان
    قالت نوريكو و هي تنظر إلى الفتاة بإبتسامة : ما هذا كله
    إلى أين ؟
    قالت ساكورا بهدوء و هي تنضم إليهما : لست ذاهبة إلى مكان .
    قال هانزو : أين كازوما ؟
    قالت ساكورا : في مطعم الساكي
    يعمل هناك كنادل .
    قالت نوريكو : إنه عيد العشاق
    و ذلك الشاب يعمل .
    قالت ساكورا : و ما دخلي به ؟
    فليفعل ما يحلو له .
    تبادل هانزو و نوريكو نظرات باسمة , ثم قال هانزو : أريدك أن تحضري لي العلب الملفوفة من مكتبي .
    توجهت الفتاة إلى مكتبه و رأت علبتين على مكتبه
    أحضرتهما له و هي تقول : ما هذه ؟
    قال الرجل و هو يحمل العلبة الكبيرة : هذه من والدتك ؟
    قالت نوريكو و هي تبتسم بسعادة : ألن تفتحها ؟
    قال الرجل و هو يضعها جانباً : أليست شوكولاته ؟
    قالت نوريكو : لا
    فقد سئمت شرائها كل سنة
    لقد تغيرت هديتك يا حبيبي .
    عاد يحمل العلبة و بدأ يفتحها
    أخرج بعد ذلك منها سترة سوداء ثقيلة
    تأمله لثوان , قبل أن ينفجر ضاحكاً
    ثم قال : صدرية مضادة للرصاص
    و من النوع الجيد .
    قالت نوريكو : عملك مؤخراً بدأ يقلقني
    و لهذا فكرت بشراء هذه الصدرية من أجلك .
    قالت ساكورا و هي تبتسم : أحسنت الإختيار يا أمي .
    قالت نوريكو : هل أعجبتك ؟
    قال الرجل : كل شيء منك يعجبني
    حتى الطعام المحروق .
    ضحكت نوريكو قليلاً , ثم قالت و هي تشير إلى الصندوق الآخر : و هذه ممن ؟
    قال هانزو : هذه ليست لي
    إنها لكازوما .
    خفضت ساكورا حاجبها الأيمن بتعجب و قالت : كازوما ؟
    من أحضرها له ؟
    قال هانزو : لقد وجدتها في صندوق بريد كازوما الذي لم يلغيه بعد
    فأحضرتها إلى هنا
    ستجدين بطاقة من المرسل .
    قالت ساكورا : أيمكننا قراءتها ؟
    قال هانزو : أعتقد ذلك .
    مدت الفتاة يدها نحو البطاقة و فتحتها
    ثم قرأت
    " كازوما توكاي
    أحبك من كل قلبي
    سأظل أتذكرك دائماً أيها الفارس المقنع
    سنلتقي قريباً جداً
    كن واثقاً من هذا
    و عندما يحدث اللقاء , ستنال جائزتك الحقيقية
    كاثرينا دوبري "
    قالت ساكورا و هي تعقد حاجبيها : من هي كاثرينا دوبري هذه ؟
    أرتفع حاجبي والدها بدهشة و هو يقول : كاثرينا دوبري !؟
    كاثرينا دوبري هي التي أرسلت هذه العلبة ؟
    قالت ساكورا و هي تقدم له البطاقة : هذا ما تقوله البطاقة .
    قرآها هانزو , ثم قال و هو يبتسم : هذه الفتاة المجنونة
    إنها هي .
    قالت نوريكو : و من هذه الفتاة ؟
    قال هانزو و هو يعيد البطاقة إلى العلبة : إنها إبنة رئيس فرنسا
    فتاة بعمرك يا ساكورا
    أنقذها كازوما من هجوم مقاتلات من نوع الهاريير
    كان ذلك في باريس السنة الماضية .
    قالت نوريكو : و مما أرى , الفتاة وقعت بحبه .
    قال هانزو : إنها مراهقة صغيرة
    و مجنونة بعض الشيء
    و لكنها طيبة القلب و حنونة بقدر جمالها الأشقر الفتان .
    قالت ساكورا و هي تخفض عينيها إلى العلبة : هكذا إذن .
    راقبتها نوريكو بحذر
    فحال ساكورا لم يكن مريحاً على الإطلاق
    الحزن مرسوم على ملامحها هذا اليوم
    إنها ليلة العشاق
    كيف لفتاة بجمال ساكورا الأخاذ , أن تظهر كل هذا الحزن في مثل هذا اليوم ؟
    قالت نوريكو : لم لا تذهبي إليه يا ساكورا ؟
    وجهت الفتاة عينيها إلى أمها و قالت : أذهب إلى من ؟
    قالت نوريكو : كازوما يا صغيرتي .
    توردت وجنتا الفتاة و قالت بارتباك : و لماذا أفعل ؟
    قالت نوريكو : لا تتصنعي الغباء يا ساكورا
    فأنت لا تجيدين ذلك .
    قال هانزو بهدوء : كازوما مجبر على العمل لأنني طلبت منه ذلك
    طلبت منه أن يشغل نفسه في أوقات فراغه
    و لهذا قدم طلباً لمكتب العمال
    و يبدو أنهم وجدول له عملاً يباشره الليلة
    كم هذا مؤسف .
    قالت نوريكو : أنا واثقة من أنه سيرغب بمرافقتك إلى أي مكان تذهبين إليه
    و لكنه مجبر على العمل .
    قال هانزو و هو ينهض عن مقعده : كوني حذرة في تصرفاتك
    و لا تفسدي الأمر على نفسك .
    " لا تفسدي الأمر على نفسك
    هكذا إذن
    يبدو أنه لا فائدة من المقاومة
    لا أريد أن أفسد أمسيتي بسبب فكرة غبية لا أعرف ما هيتها
    سأذهب إليه
    و ليحدث ما يحدث
    كازوما إبن عمي و سيكون لي وحدي "





    رد مع اقتباس  

  3. #33  
    المشاركات
    3,260
    فبراير
    وقف كازوما بجسده الممشوق أمام المرآة في غرفته
    تأمل ملابسه بحذر
    طرقت ساكورا الباب و قالت : أيمكنني الدخول ؟
    قال الشاب بهدوء : بالطبع .
    فتحت الفتاة الباب و هي تقول : أتيت لأسألك عن
    بترت عبارتها عندما وقعت عيناها على الشاب بحلته الجميلة و الأنيقة
    معطفه الجلدي البني القصير و تسريحة شعره المنظمة و التي سمحت لملامحه بالبروز بجمالها
    خفق قلبها و هي تتأمله بوسامته الخارقة عن العادة
    قال بهدوء : أردت شيئاً ساكورا ؟
    قالت بسرعة و ارتباك : إلى أين ستذهب ؟
    قال : يوكي طلبت مني مرافقتها إلى مقر عملها الجديد
    فأنت على علم بأمر إستقالتها .
    قالت ساكورا : و أين ستعمل ؟
    قال : موظفة إستقبال في فندق هيلتون توكيو
    خفضت ساكورا عينيها و صمتت
    فقال بهدوء : كنت تريدين شيئاً ؟
    قالت : كنت سأسألك .
    . هل أنت متفرغ هذا المساء ؟
    قال بسرعة : لا أظن
    لقد قدمت لطلب عمل في أحد المطاعم
    و سأبدأ اليوم
    فاليوم سيكون مزدحماً .
    قالت ساكورا و خيبة الأمل على وجهها : إنه عيد الحب .
    قال : أقترح عليك أن تأتي إلى المطعم الذي أعمل فيه
    فهو الأفضل
    إنه مطعم الساكي الذي تحبيه .
    رن جرس هاتفه المحمول فأجاب : مرحباً توكاي يتحدث .
    صمت لثوان , ثم قال : سآتي على الفور .
    أنهى المكالمة و قال : سأغادر الآن .
    ============
    ارتدت ساكورا أجمل ثيابها و وقفت أمام المرآة تتأمل مظهرها
    فقالت بخفوت : كالعادة
    جميلة .
    خفضت عيناه بحزن و قالت : و لكن لا يوجد من أخرج معه .
    غادرت غرفتها إلى غرفة الجلوس
    حيث كانت والدتها و والدها جالسان
    قالت نوريكو و هي تنظر إلى الفتاة بإبتسامة : ما هذا كله
    إلى أين ؟
    قالت ساكورا بهدوء و هي تنضم إليهما : لست ذاهبة إلى مكان .
    قال هانزو : أين كازوما ؟
    قالت ساكورا : في مطعم الساكي
    يعمل هناك كنادل .
    قالت نوريكو : إنه عيد العشاق
    و ذلك الشاب يعمل .
    قالت ساكورا : و ما دخلي به ؟
    فليفعل ما يحلو له .
    تبادل هانزو و نوريكو نظرات باسمة , ثم قال هانزو : أريدك أن تحضري لي العلب الملفوفة من مكتبي .
    توجهت الفتاة إلى مكتبه و رأت علبتين على مكتبه
    أحضرتهما له و هي تقول : ما هذه ؟
    قال الرجل و هو يحمل العلبة الكبيرة : هذه من والدتك ؟
    قالت نوريكو و هي تبتسم بسعادة : ألن تفتحها ؟
    قال الرجل و هو يضعها جانباً : أليست شوكولاته ؟
    قالت نوريكو : لا
    فقد سئمت شرائها كل سنة
    لقد تغيرت هديتك يا حبيبي .
    عاد يحمل العلبة و بدأ يفتحها
    أخرج بعد ذلك منها سترة سوداء ثقيلة
    تأمله لثوان , قبل أن ينفجر ضاحكاً
    ثم قال : صدرية مضادة للرصاص
    و من النوع الجيد .
    قالت نوريكو : عملك مؤخراً بدأ يقلقني
    و لهذا فكرت بشراء هذه الصدرية من أجلك .
    قالت ساكورا و هي تبتسم : أحسنت الإختيار يا أمي .
    قالت نوريكو : هل أعجبتك ؟
    قال الرجل : كل شيء منك يعجبني
    حتى الطعام المحروق .
    ضحكت نوريكو قليلاً , ثم قالت و هي تشير إلى الصندوق الآخر : و هذه ممن ؟
    قال هانزو : هذه ليست لي
    إنها لكازوما .
    خفضت ساكورا حاجبها الأيمن بتعجب و قالت : كازوما ؟
    من أحضرها له ؟
    قال هانزو : لقد وجدتها في صندوق بريد كازوما الذي لم يلغيه بعد
    فأحضرتها إلى هنا
    ستجدين بطاقة من المرسل .
    قالت ساكورا : أيمكننا قراءتها ؟
    قال هانزو : أعتقد ذلك .
    مدت الفتاة يدها نحو البطاقة و فتحتها
    ثم قرأت
    " كازوما توكاي
    أحبك من كل قلبي
    سأظل أتذكرك دائماً أيها الفارس المقنع
    سنلتقي قريباً جداً
    كن واثقاً من هذا
    و عندما يحدث اللقاء , ستنال جائزتك الحقيقية
    كاثرينا دوبري "
    قالت ساكورا و هي تعقد حاجبيها : من هي كاثرينا دوبري هذه ؟
    أرتفع حاجبي والدها بدهشة و هو يقول : كاثرينا دوبري !؟
    كاثرينا دوبري هي التي أرسلت هذه العلبة ؟
    قالت ساكورا و هي تقدم له البطاقة : هذا ما تقوله البطاقة .
    قرآها هانزو , ثم قال و هو يبتسم : هذه الفتاة المجنونة
    إنها هي .
    قالت نوريكو : و من هذه الفتاة ؟
    قال هانزو و هو يعيد البطاقة إلى العلبة : إنها إبنة رئيس فرنسا
    فتاة بعمرك يا ساكورا
    أنقذها كازوما من هجوم مقاتلات من نوع الهاريير
    كان ذلك في باريس السنة الماضية .
    قالت نوريكو : و مما أرى , الفتاة وقعت بحبه .
    قال هانزو : إنها مراهقة صغيرة
    و مجنونة بعض الشيء
    و لكنها طيبة القلب و حنونة بقدر جمالها الأشقر الفتان .
    قالت ساكورا و هي تخفض عينيها إلى العلبة : هكذا إذن .
    راقبتها نوريكو بحذر
    فحال ساكورا لم يكن مريحاً على الإطلاق
    الحزن مرسوم على ملامحها هذا اليوم
    إنها ليلة العشاق
    كيف لفتاة بجمال ساكورا الأخاذ , أن تظهر كل هذا الحزن في مثل هذا اليوم ؟
    قالت نوريكو : لم لا تذهبي إليه يا ساكورا ؟
    وجهت الفتاة عينيها إلى أمها و قالت : أذهب إلى من ؟
    قالت نوريكو : كازوما يا صغيرتي .
    توردت وجنتا الفتاة و قالت بارتباك : و لماذا أفعل ؟
    قالت نوريكو : لا تتصنعي الغباء يا ساكورا
    فأنت لا تجيدين ذلك .
    قال هانزو بهدوء : كازوما مجبر على العمل لأنني طلبت منه ذلك
    طلبت منه أن يشغل نفسه في أوقات فراغه
    و لهذا قدم طلباً لمكتب العمال
    و يبدو أنهم وجدول له عملاً يباشره الليلة
    كم هذا مؤسف .
    قالت نوريكو : أنا واثقة من أنه سيرغب بمرافقتك إلى أي مكان تذهبين إليه
    و لكنه مجبر على العمل .
    قال هانزو و هو ينهض عن مقعده : كوني حذرة في تصرفاتك
    و لا تفسدي الأمر على نفسك .
    " لا تفسدي الأمر على نفسك
    هكذا إذن
    يبدو أنه لا فائدة من المقاومة
    لا أريد أن أفسد أمسيتي بسبب فكرة غبية لا أعرف ما هيتها
    سأذهب إليه
    و ليحدث ما يحدث
    كازوما إبن عمي و سيكون لي وحدي "


    الإزدحام كان لا يطاق في مطعم الساكي
    و لكن كازوما كان يتحرك برشاقة بين الطاولات و هو يحمل فوطه بيضاء
    تناولت يده بعض الكؤوس من على الطاولات و رمقته الأعين بنظرات الإعجاب
    توجه الشاب إلى المطبخ و وضع الكؤوس بجانب الفتاة التي تهتم بالغسيل
    فقالت : لم لا ترتاح ؟
    فأنت تعمل منذ ثلاث ساعات بشكل متواصل .
    جلس كازوما على كرسي قريب منها و قال بهدوء : أنا متعب .
    توقفت الفتاة عن الغسيل و التفتت إليه قائلة : لماذا لم تبحث عن عمل أفضل من هذا ؟
    قال : أريد إبقاء ذهني مشغولاً يا آنسة يوكينا .
    قالت الفتاة : تبدو مرهقاً .
    قال : كنت أعمل .
    قالت : لم أقصد العمل
    بل قصدت أنك مرهق من كل شيء .
    دفع رأسه للخلف ليسنده على الجدار خلفه
    ثم أغمض عينيه و هو يقول : أما من نهاية ؟
    قالت بقلق و هي تقترب منه : هل أنت بخير ؟
    قال : لا أعرف إن كنت كذلك أم لا .
    وقفت بالقرب منه و قالت بقلق : ماذا تعني ؟
    أعتدل في جلوسه ببطء و قال : لا شيء .
    لمست جبينه و قالت : كازوما
    أنت مرهق
    لم لا تعد إلى البيت ؟
    أمسك بيدها و دفعها برفق و هو يقول : لم أنهي عملي .
    وقف بعد ذلك و قال : لا تقلقي علي يا آنسة يوكينا .
    ثم تقدم ليعبر باب المطبخ
    و فور عبوره توقف مكانه و الدهشة تعلو وجهه
    ظل كذلك لنصف دقيقة قبل أن يقول : ساكورا
    ماذا تفعلين هنا ؟
    كانت الفتاة ترتدي معطفاً أسوداً طويلاً و تضع بعض مساحيق التجميل
    و كان ذلك سبب دهشته في بادئ الأمر
    فالجمال الذي ظهرت به بهره و أخرسه لنصف دقيقة كاملة
    أجابت ببعض الخجل : أتيت لأعطيك هذه .
    و قدمت له علبة صغيرة ملفوفة بورقة حمراء
    كان المحيطين بهما يراقبان ما يحدث
    الشيء الذي أربك كازوما و جعله يحمل العلبة من يديها بيد مرتجفة
    خفض عينيه و قال : شكراً لك .
    وقفت يوكينا تراقبه من المطبخ و هي تبتسم
    خفض كازوما وجهه و توردت وجنتاه بخجل
    سمع ضحكات خافت من حوله
    و أخيراً شعر بقبلة تطبع على خده
    فرفع عينيه بسرعة و خجل ليرى ساكورا تتراجع ببطء
    و قالت بعد ذلك بوجنتين متوردتين : نلتقي في البيت .
    ثم بدأت تبتعد
    ظل واقفاً مكانه بارتباك كبير
    و بعد مضي ثوان , سمع صوت أحدى الزبونات القريبات منه تقول : لملا تلحق بها ؟
    التفت الشاب إليها ليراها سيدة بعمر نوريكو والدة ساكورا
    فقال : عفواً ؟
    قالت السيدة : ما كان عليك تركها و القدوم للعمل .
    خفض الشاب عينيه و لم يجد ما يقول
    فقالت السيدة و هي تلمس يده : بني
    الشبان أمثالك دائماً ما يستخدمون عقولهم لإتخاذ قراراتهم
    و لكنهم لا يتجاهلون قراراتهم القلبية
    فهي مهمة في بعض الأحيان .
    لم يتحرك كازوما بعد سماعه لكلمات السيدة
    إلا بعد دقيقة من التفكير العميق
    فأنتزع مإزرته و تركها على كرسي قريب و أندفع خلفها
    و قبل عبوره من الباب , سمع صوت يوكينا تهتف بحماس : حظاً موفقاً .
    لحق بساكورا هرولة
    توقفت الفتاة و التفتت إليه مندهشة
    وقف أمامها , فقالت : هل أنتهيت ؟
    وقف الشاب أمامها بصمت
    فقالت بقلق : ما الأمر يا كازوما ؟
    خفض عينيه إلى العلبة التي بيده و قال : ما مناسبة هذه ؟
    خجلت و خفضت عينيها
    ثم قالت : إنه يوم .
    . يوم
    قاطعها كازوما بهدوء : كم أنا غبي .
    رفعت عينيها له
    فأكمل : كنت غبياً و لم ألاحظ
    طوال هذه الفترة
    يا للغباء .
    ثم صمت
    رفعت عيناها لتراه يبتسم
    فخفق قلبها كما لم يخفق
    خفق و رقص بسعادة لم تشعر بها من قبل
    هذه الإبتسامة رسمة لوحة من الجمال و ألفت لحناً جميلاً لا يراه و لا يسمعه إلا شخص واحد
    ساكورا
    قال بعد صمته : عيد حب سعيد يا ساكورا .
    أغرورقت عيناه بالدموع
    و شعرت برغبة عارمة بالغوص بين ذراعية
    لم تقاوم هذه الرغبة و أستسلمت لها لتشعر بذراعية يحيطان بها
    ثم قالت وسط الدموع : أنا
    أنا .
    أنا .
    قاطعها كازوما بصوت رقيق : و أنا أيضاً يا ساكورا .
    أغمضت عينيها و أستسلمت لدموعها الفرحة
    ===============
    أشرقت شمس يوم جديد
    ففتحت ساكورا عينيها و شعور بالراحة يغمرها
    فرسمت على شفتيها إبتسامة و أغمضت عينيها مرة أخرى
    ثم قالت : كالحلم الجميل .
    طرقت والدتها الباب و قالت : إستيقظي يا ساكورا
    طعام الإفطار جاهز .
    جهزت نفسها و هبطت على السلالم و هي تلحن لحناً جميلاً
    وقفت على آخر عتبتين و قالت عندما قابلت والدتها : هل الجميع مستيقظ ؟
    قالت والدتها : أجل
    فلدينا ضيف على طاولة الطعام .
    أرتفع حاجبا الفتاة بدهشة و قالت : ضيف ؟!
    ثم توجهت إلى غرفة الضيوف
    ففوجئت بفتاة بالغة الجمال , شقراء و زرقاء العينين
    توقفت أمام الباب المفتوح و هي مبهورة بما ترى
    هذه الملامح الأوروبية
    أمن الممكن أن تكون ؟
    قال هانزو بارتباك : هذه إبنتي ساكورا .
    ثم التفت إليها و قال : ساكورا , أقدم لك الأميرة كاثرينا دوبري .
    نهضت الشقراء و قالت بإبتسامة : تشرفت بلقائك .
    قالت ساكورا بارتباك : أنا أكثر أيتها الأميرة .
    قالت كاثرينا : كازوما يناديني باسمي المجرد .
    وجهت ساكورا عينيها إلى كازوما الجالس بهدوء
    أعادت عينيها إلى كاثرينا لتقول بارتباك : حسنا
    يا كاثرينا .



    ضحكت كاثرينا بفرح و هي جالسة أمام طاولة الطعام
    ثم قالت : تلك الخبيثة يوي
    لم تخبرني بأمر العملية أو ما حدث في الولايات المتحدة .
    قالت ساكورا بدهشة : أتعرفين يوي ؟
    قالت كاثرينا : نعم
    كنا ندرس في مدرسة واحدة
    كان ذلك قبل ست سنوات .
    قالت ساكورا : هذه الدنيا صغيرة .
    قالت كاثرينا و هي تلتفت إلى كازوما : هذا صحيح .
    صمتت لثوان و هي تراقب كازوما و هو يتناول طعامه
    فقالت : هل أنت سعيد بحياتك الآن ؟
    قال الشاب و هو يلتفت إليها : نعم .
    قالت و هي تبتسم : كنت أتوق لرؤيتك منذ زمن .
    خفض الشاب عينيه إلى طعامه بصمت
    فقال هانزو : هل هناك سبب لزيارتك بلادنا ؟
    قالت الفتاة : ليس سبباً يخصني بقدر ما يخص والدي .
    قالت نوريكو : و أي سبب هذا ؟
    قالت كاثرينا : إنه إجتماع الرؤساء الذي سيعقد في قصر رئيس البلاد .
    قال هانزو : إجتماع المفاوضات بشأن ما حدث في الشرق الأوسط ؟
    رفع كازوما عينيه إلى هانزو و قال : أتقصد عملية جناح الخفاش ؟
    قالت كاثرينا : أجل
    هذا ما سمعته من أبي .
    قال هانزو : تلك العملية القذرة .
    قال كازوما بهدوء : لقد سمعت أن كازويا شخصياً كان يقود ذلك الهجوم .
    قالت كاثرينا : لا أعلم عن تلك العملية الكثير .
    قال هانزو : لقد قاد كازويا هجوماً بأسلحة متطورة على القنصلية الفرنسية في المملكة العربية السعودية
    و قتل في ذلك الحادث ما يقارب المائة و الخمسين رجلاً .
    قال كازوما بإهتمام : كلهم من الفرنسيين ؟
    قال هانزو : الفرنسيون لم يخسروا إلا خمسين رجلاً .
    قال كازوما : و ما دخل العرب بهذه الحادثة ؟
    قال هانزو : بعد بدأ الحادث بدقائق , انطلقت قوات مكافحة الإرهاب السعودية
    فقاوموا قوات كازويا بكل قوتها
    و لا أحد ينكر البسالة التي قاتلوا بها
    فعلى الرغم من قوة فريق كازويا , إلا أنهم قاتلوا كالأسود و قضوا على كل أفراد فريق كازويا بإستثنائه
    بالطبع سقط مائة مقاتل من مقاتلي العرب و هم يقاومون .
    قالت ساكورا : المساكين
    ما ذنب عائلاتهم لتعاني هذا الألم ؟
    قال كازوما بخفوت : كازويا يتمادى كثيراً .
    قال هانزو : و لكنه ميت الآن .
    قالت ساكورا : أعتقد أنه قتل في العملية الأخيرة في كيوتو .
    صمت كازوما لثوان , ثم قال : كازويا لن يقتل بتلك البساطة .
    رن جرس الباب
    فنهض كازوما عن كرسيه و قال : سأفتح الباب .
    رن جرس الباب مرة أخرى عندما وقف أمام الباب
    فقال بهدوء : حسناً .
    فتح الباب ليظهر خلفه شاب يكبره سناً بملامح أجنبية
    فقال بالإنجليزية : أهلاً
    أيمكنني مساعدتك ؟
    قال الشاب باليابانية : هل أنت كازوما توكاي ؟
    قال كازوما باليابانية : هذا صحيح .
    قال الشاب : أردت التحدث إليك بشأن موضوع خاص .
    قال كازوما الآن ؟
    قال الشاب : يمكنني العودة في وقت آخر .
    قال كازوما و هو يفسح له المجال للدخول : تفضل بالدخول .
    عبر الشاب الباب و وقف بجانب كازوما
    فأقفل الأخير الباب و قال : تفضل .
    قاده نحو غرفة الضيوف و أجلسه
    ثم قال : ماذا ستشرب ؟
    قال الشاب : كوباً من الماء .
    غادر كازوما الغرفة ليلتقي ساكورا
    فسألته : من القادم ؟
    قال : غريب يريد التحدث معي .
    قالت : سأذهب إليه .
    دخلت الفتاة الغرفة و رأت الشاب
    أستغربت ملامحه الأجنبية
    و أكثر ما تعجبته هو أنه خفض عينيه إلى الأرض فور دخولها
    فقالت : مرحباً بك .
    قال بأسلوب مهذب : أعتذر عن قدومي في مثل هذا الوقت .
    قالت الفتاة : لا داعي للإعتذار .
    عاد كازوما بكأس الماء و قدمه للشاب
    فحمله و وضعه على الطاولة المجاورة له
    فأخرج من تحت معطفه علبة زجاجية صغيرة
    أخرج منها حبة دواء تناولها بسرعة
    جرع بعض الماء و أعاد الكأس إلى الطاولة
    جلس كازوما مواجهاً له و قال : هل من خدمة ؟
    جلست ساكورا إلى جانبه و سمعت الشاب يقول : قبل كل شيء , أحب أن أعرف عن نفسي
    أنا سليمان شديد
    ملازم سابق في قوات الجيش السعودي .
    عقد كازوما حاجبيه و قال : ملازم سابق .؟!
    الجيش السعودي .؟!
    قال الشاب : هذا صحيح
    أتيت إلى هذا المكان بعد عدة تحريات أجريتها أتمنى أن تسامحني على فعلها
    أتيت أطلب منك أمراً .
    قال كازوما : أعتقد أنني أعرف ماذا تريد .
    قال سليمان بهدوء : هذا يوفر علي الشرح .
    قال كازوما : لا يمكنني مساعدتك يا سليمان
    فأنا أيضاً فرد سابق .
    قال سليمان : أعرف هذا
    و هذا ما شجعني على القدوم إليك .
    قال كازوما : لا يمكنني مساعدتك .
    صمت سليمان لثوان , ثم نهض و قال هدوء : شكراً لإستماعك إلي يا كازوما
    أقدر موقفك
    طاب يومك .
    ثم غادر الغرفة و أتجه إلى الباب ليغادر
    و لكنه توقف عندما سمع صوت كازوما و هو يقول : كنت أتمنى أن أعرف الدافع وراء ما تريد فعله .
    قال سليمان دون أن يلتفت إليه : إنه إنسان حقير
    لا يستحق البقاء حياً
    و أنت تعرف هذا .
    قال كازوما و هو يشعر بوقوف ساكورا خلفه : لقد تركت كل شيء عندما قدمت طلب التقاعد .
    قال سليمان : شكراً لك يا كازوما .
    أنهى عبارته و أخترقت رصاصة الباب الذي يقف سليمان أمامه
    رصاصة أكملت طريقها لتخترق كتف سليمان ثم تستقر في الجدار الذي خلفه
    تحرك كازوما بسرعة و دفع رأس ساكورا المتوتر للإنخفاض و هو يهتف : إنه هجوم .
    سقط سليمان على ظهره بقوة
    و لكنه أعتدل بسرعة و تراجع بسرعة دون أن يرفع رأسه
    ثم أستند على الجدار و قال بتوتر : لقد تبعوني إلى هنا .
    هتف كازوما : عمي
    إنه هجوم
    إبقوا في أماكنكم منخفضين .
    أتاه صوت هانزو المتوتر : ماذا حدث يا كازوما ؟
    قال كازوما بتوتر : ستعرف بعد قليل
    لا تتحرك .
    رفع كازوما رأسه ليرى عبر طرف النافذة شاحنة سوداء بنوافذ داكنة تبتعد بسرعة
    فقال : لقد أبتعدوا .
    قال سليمان و هو يتنفس بسرعة : سأغادر
    قد يعودون .
    ثم نهض على الرغم من الدماء التي تنهمر من جرحه
    توجه نحو الباب , و لكن كازوما أستوقفه و أمسكه من كتفيه
    ثم قال : إصابتك ليست بسيطة .
    قال الشاب الآخر بصوت يتضح عليه الألم : سأكون بخير .
    و لكنه لم يتمكن من إثبات ذلك
    فسقوطه بإنهيار أثبت العكس تماماً





    رد مع اقتباس  

  4. #34  
    المشاركات
    3,260
    وقف كازوما بجانب السرير الذي ينام عليه سليمان و هو يقول : ما هو وضعه يا عمة ؟
    قالت و هي تدفع عينيها إليه : سيكون بخير على ما أظن .
    قالت ساكورا الجالسة بجوار والدتها بجانب السرير : من يكون يا ترى ؟
    قال هانزو : إنه كما أدعى
    سليمان شديد
    ملازم سابق في قوات الجيش السعودية
    هذا ما عرفته من يوري في المركز .
    قال كازوما : أعتقد أن الذين أطلقوا النار عليه كانوا من رجال كازويا .
    قالت ساكورا بقلق : كان يجب علينا أن ننقله إلى المستشفى .
    قالت كاثرينا بضيق : لا أعرف لماذا تحسنون معاملته
    إنه عربي بحق الله .
    قال هانزو بهدوء : لا أعتقد أن هذا سبباً يمنعنا من مساعدته .
    قالت الفتاة : إنه عربي
    مجرم و إرهابي .
    قال كازوما : لا أوافقك الرأي يا كاثرينا .
    التفتت إليه و هو يكمل : منذ بداية القرن الحادي و العشرين و الإتهامات تتوجه نحو العرب بكونهم مخربين و مجرمين
    و لكن هذا ليس صحيح
    إنهم قوم أقوياء
    لو تجمعوا و أتحدوا فإنهم سيشكلون قوة لا يمكن لأحد مواجهتها
    هذا رأي العسكري بهم
    أما رأي بهم كإنسان , فهو أنهم أناس طيبون يستحقون الحياة الطيبة التي حرموا منها في بدايات هذا القرن .
    صمت لثوان ثم أكمل و هو يوجه عينيه لها : لقد عرفتهم في ثلاث مهمات يا كاثرينا
    و لكن إنطباعي عنهم لم يتغير .
    قالت ساكورا : و لكن لماذا أتى إلى اليابان ؟
    و لماذا يلاحقه رجال كازويا ؟
    قال هانزو : هذا ما أريد أن أعرفه منه .
    التفتت ساكورا إلى كازوما و قالت : كنتما تتحدثان يا كازوما
    و قلت أنك تعرف ما يريده .
    حرك الشاب عينيه نحو سليمان الفاقد الوعي بصمت قصير
    ثم قال : يبدو أن هذا الشاب يريد أن يقاتل كازويا
    و كان يريد مني مساعدته .
    قال هانزو : و كيف عرف بأمرك ؟
    قال كازوما : لقد أجرى بعض التحريات عني
    كما أنه يجيد اليابانية بطلاقة .
    قالت كاثرينا : ربما يكون جاسوساً .
    قال كازوما : ليس كذلك يا كاثرينا .
    قالت ساكورا : يبدو أنك حانقة عليه .
    قالت كاثرينا : و من لا يفعل
    كل العالم يكرههم
    هل العالم كله على خطأ ؟
    قال كازوما : كان على خطأ عندما ظن أن الأرض مسطحة .
    ارتبكت كاثرينا و قالت : لا يوجد شبه بين النظريتين .
    قال هانزو : أخفضي صوتك
    سليمان نائم .
    قالت كاثرينا بضيق مضاعف : لا أستطيع البقاء هنا معه في غرفة واحدة .
    فوجئت بصوته و هو يقول بخفوت : سأغادر إذن .
    التفتت إليه لتراه يعتدل على السرير جالساً
    فارتبكت و توترت لمعرفتها بأنه سمع ما قالته
    قالت ساكورا بقلق : لا تتحرك .
    قال و هو يضع يده على مكان الرصاصة : أنا بخير .
    قالت نوريكو : أنا طبيبة و أعرف أنك لست كذلك
    يجب أن ترتاح .
    قال هانزو : يمكنك أن تبقى هنا لهذا اليوم .
    خفض سليمان عينيه و قال بهدوء : أشكركم على الرعاية الفائقة التي تلقيتها
    و لكنني مرغماً على الإنصراف .
    قال كازوما : لا تقلق بشأن مهاجميك
    سيظنون أنك قتلت لو أنك بقيت هنا مختبئاً .
    قالت ساكورا : سأذهب لأحضر لك بعض الطعام .
    غادرت الغرفة و هانزو يقول : ما هي قصتك يا بني ؟
    لماذا أتيت إلى بلادنا ؟
    لم يجب سليمان على الفور
    و لكنه قال : كلكم تعلمون بما حدث في السفارة الفرنسية في مدينة جدة
    لقد قتل رجال قوات الجيش بسبب القتلة اليابانيون الذين هاجموا السفارة
    أؤلئك الرجال لم يفعلوا شيئاً ليقتلوا
    كانوا يؤدون واجبهم
    و لكن الوغد الحقير كازويا لم يهتم لهم .
    قالت ساكورا و هي تعود : كازويا إنسان حقير بمعنى الكلمة .
    قال سليمان و هو يخفض عينيه : كنت ضمن الفرقة التي تصدت للمهاجمين
    كنت برفقة أخي الذي يصغرني بسنة واحدة
    كنا في تلك الفرقة
    قاتلنا سوياً بكل قوتنا
    و لكن الأوغاد كانوا يستخدمون أسلحة متطورة
    بذلنا كل ما بوسعنا لنتصدى لهم
    و لكنهم كانوا أقوياء
    فقضوا علينا
    قتل كل رفاقي و أخي معهم
    أنا أصبت إصابة قاتلة أبعدتني على العمل
    و لكن هذا ليس كل شيء .
    قالت ساكورا و هي تجلس على كرسيها : ماذا حدث بعد ؟
    قال الشاب بهدوء و صوت خافت : للأسف , كان بيتي يقع في الجهة المقابلة للسفارة
    بيتي , حيث تسكن زوجتي و أبنتي خيال
    الطفلة التي لم يتجاوز عمرها السنتين
    قتلا جراء تعرض البيت لنيران المهاجمين الكثيفة
    قتلا مع أخر فرد في أسرتي
    أخي .
    خفضت نوريكو و ساكورا عينيهما بتعاطف و أسف
    و قال هانزو بأسف : أنا آسف لذلك .
    قال كازوما بهدوء : و أنت تريد أن تنتقم لهم .
    قال سليمان : الإنتقام ليس ما يحركني يا كازوما
    فأنا ميت
    الإصابة التي تعرضت لها قاتلة كما ذكرت
    فهناك شظية من المعدن داخل جمجمتي لم يتمكن الأطباء من إستخراجها
    كما أن عمودي الفقري ليس سليماً
    حتى الدعامات المعدنية ليست كافية لأبقى حياً لأكثر من ثلاثة أشهر
    حياتي على وشك الإنتهاء
    و لهذا أريد أن أنهيها كما أريد
    كرجل قام بواجبه نحو الإنسانية
    و خلصها من وحش بشري مثل كازويا .
    قالت ساكورا بقلق : هل أنت جاد ؟
    تلك الإصابة .
    قاطعها بهدوء : نعم
    سأموت بعد ثلاثة أشهر على أفضل تقدير
    فالشظية التي في رأسي من الحديد
    و الصدأ ينتشر في رأسي شيئاً فشيئاً
    غير أن الدعامة المصنوع من التيتانيوم لن تدوم لأكثر من ثلاثة أشهر .
    قالت ساكورا بتوتر : ألم تجرب أطباء آخرون .
    قال الشاب بهدوء ليقطع عبارتها : لقد فعلت
    ذهبت إلى الولايات المتحدة , ألمانيا , إنجلترا , الصين , و أخيراً اليابان
    كل أطباء هذه البلدان أجمعوا على أنني لن أكمل الشهر الرابع
    و سأموت .
    خفضت ساكورا عينيها , و وجدت عينيها تدمعان كما أحست بقلبها ينقبض بألم وحزن
    فقالت : لماذا يتألم الطيبون دائماً ؟
    لماذا هم من يعاني ؟
    خفض سليمان عينيه و قال بخفوت : إنه إبتلاء من الخالق
    ليرى مدى تحملنا و صبرنا في كل المصائب التي تنهمر علينا
    المؤمن القوي هو الذي يتجاوز تلك المصائب و المشاكل
    و المؤمن الضعيف هو من يخسر .
    قال كازوما و هو يتجه لباب الغرفة : لا تتعب نفسك بالحديث يا سليمان
    خيراً لك أن تنام .

    وقف كازوما بوجه متأمل في حديقة المنزل تحت ضوء القمر
    كان يتأمل وردة وحيدة بين الأعشاب الخضراء و التي أكسبتها الظلمة لوناً داكناً
    شعر بإقتراب شخص
    فأستدار ليرى ساكورا
    فقال بهدوء : الوقت متأخر
    لملا تذهبي للنوم .
    قالت بحزن : لا أشعر بالنعاس .
    تأملها بهدوء , ثم قال : لا تفكري به كثيراً
    فهو راض عما سيفعله .
    قالت : و لكن ما حدث له …
    … إنه أمر محزن .
    قال : الحياة ليست كاملة
    فمهما كانت السعادة التي يعيشها المرأ , يجب أن يواجه مصاعباً فيها .
    قالت ساكورا : و لكن ما واجهه كثير
    لا أتصور ما قد يحدث لي لو أنني كنت مكانه .
    أقترب منها و قال بخفوت : و لكنك لست مكانه .
    قالت : و لكن هذا لا يشعرني بتحسن يا كازوما
    فما قاله مازال يتردد في أذني
    أخوه الوحيد و زوجته و أبنته
    أي قسوة هذه ؟
    تأملها الشاب و وجهها الحزين منخفض إلى الأرض
    أقترب منها و ضمها برفق
    ثم قال : تمني ألا يصادفك ما صادفه .
    بادلته العناق و هي تقول : لا يمكنني تصور ما قد يحدث لي .
    صمت الشاب لثوان ثم قال و هو يدفعها لينظر إليها : سأطلب من الدكتور هيمورا و زوجته فحصه
    قد يكونا …
    قاطعه صوت سليمان من عند الباب يقول : إذا كنت تقصد الدكتور هيمورا , سوسكي , فقد التقيت به
    كان أفضل من فحصني و أكثرهم عناية
    أنا شاكر له صراحته معي .
    التفت الاثنان إلى الشاب الواقف أسفل الدرج على الطريق
    فقالت ساكورا بقلق و هي تقترب منه : لماذا تركت الفراش ؟
    تقدم بخطوات هادئة و هو يقول : البدر جميل هذه الليلة .
    توقفت الفتاة على مقربة منه
    و راقبته بقلق
    قال كازوما : هل كنت تتصور أنك قادر على القضاء على كازويا بمفردك ؟
    قال سليمان و هو يجلس على الأعشاب برفق : لا
    فالمجنون وحده من يظن ذلك .
    قال كازوما : لماذا أتيت إذن ؟
    لم يجب سليمان على الفور
    فقال بعد مرور نصف دقيقة : لا أدري .
    قالت ساكورا : هل يعلم والداك بأمر إصابتك ؟
    قال سليمان : إنهما متوفان
    ككل أفراد أسرتي .
    خفضت الفتاة عينيها بأسف و حزن
    و شعرت بندم شديد لإلقائها هذا السؤال
    قال كازوما بهدوء : كم عمرك يا سليمان ؟
    قال : خمس و عشرون عاماً .
    قال كازوما : هل أنهيت دراستك ؟
    قال سليمان و هو يبتسم له : بالطبع
    لقد تخرجت من الجامعة بأفضل تقدير في تلك السنة
    كنت أتمنى أن أصبح موظفاً في مجال غير العسكرية
    و لكنني لم أوفق في إيجاد وظيفة الأحلام
    و بما أنني لم أقبل بالبقاء في بيت أخي رجلاً بلا عمل , قدمت في القطاع العسكري
    و أصبحت ملازماً محترماً .
    أطلق ضحكة ساخرة قصيرة ثم أكمل : أحمد الله على أنني فعلت ذلك
    فلو لم أفعل , لما كنت سألتقي بشقيق زوجتي المتوفاة
    و لم أكن لأتزوجها .
    قالت ساكورا بخفوت : نحن آسفون لما حدث لهما .
    قال سليمان و هو يلقي بظهره على الأعشاب : لا تهتمي كثيراً يا آنسة ساكورا
    لن أحتاج إلى التعود على حياتي الجديدة
    فهي ستنتهي قريباً .
    رفعت ساكورا عينيها إليه و تأملته قليلاً
    ثم قالت : كيف تستطيع أن تكون هادئاً هكذا و أنت عالم بمصيرك ؟
    قال : كلنا سنموت
    و لكننا لا نعلم متى سيحدث ذلك
    و لهذا يجب أن نستعد جيداً للنهاية
    بالأعمال الطيبة و الصالحة .
    عاد يجلس و هو يكمل مبتسماً : و أحمد الله أنني على أتم إستعداد لنهايتي
    بإذن الله .
    تأملته لثوان , ثم أبتسمت و قالت بهدوء : أنت شخص قوي .
    تلاشت إبتسامتها بسرعة و قالت مكملة بحزن : ليت كل الرجال مثلك .
    قال كازوما و هو يقترب من الشاب : لم لا تبقى معنا في المنزل حتى تستعيد عافيتك ؟
    ستكون فرصة جيدة لنا لنتعلم المزيد عنكم أنتم العرب .
    أبتسم سليمان و قال : سيكون ذلك من دواع سروري .
    ===================
    سارت ساكورا نحو مدرستها و كازوما يرافقها بصمت
    كان ذهنها مشغولاً بما حدث البارحة
    كاثرينا التي تكره سليمان
    و هذا الأخير المسكين
    كيف يتحمل الوضع الذي هو فيه ؟
    التفتت إلى كازوما و قالت : كيف تركت سليمان ؟
    قال الشاب : لم ينم منذ البارحة
    تركته مستيقظاً في غرفتي .
    قالت : لماذا لم ينم ؟
    قال : لا أعرف .
    أعادت عينيها إلى الأمام و قالت : لم أستطع إنتزاعه من أفكاري .
    قال كازوما : يصعب على المرأ فعل ذلك
    فحالته النفسية صعبة .
    قالت ساكورا : و لكنه هادئ و مسترخي أيضاً .
    قال كازوما : هذا ما يظهره للآخرين .
    قالت : لا أعتقد ذلك .
    قال : يمكنني الإحساس به
    إنه يتألم في كل ثانية تمر عليه .
    قالت كيوكو : من يتألم ؟
    التفتت ساكورا إلى الفتاة التي لحقت بهما
    فقالت : إنه شاب إسمه سليمان
    و هو عربي .
    قالت كيوكو : ما قصته ؟
    و حكت لها ساكورا ماحدث البارحة
    و أنهت حكايتها عندما وصلوا المدرسة بقولها : و هو الآن في بيتنا .
    قالت كيوكو : يا إلهي
    يبدو أن كازويا قد تجاوز حدوده بالفعل .
    قالت ساكورا : أتمنى أن يبقى في البيت حتى يستعيد صحته .
    قالت كيوكو : أريد رؤيته .
    قالت ساكورا : عودي معنا إلى البيت .
    قالت كيوكو : سأفعل بالتأكيد
    أريد أن أرى ذلك البربري .
    رمقها كازوما بنظرة تحمل بعض الصرامة
    فقالت بارتباك : ماذا قلت ؟
    قال كازوما : سأسبقكما .
    قالت ساكورا فور إبتعاد كازوما : هل أنت غبية أم ماذا ؟
    قالت كيوكو : و ماذا قلت ؟
    تراجعت ساكورا و هي تفكر في إجابة لسؤال رفيقتها
    ماذا قالت ليغضب كازوما بهذ الشكل ؟




    سارت يوكي بمفردها تضغط على بطنها بتعب
    و قالت و هي تحمل قدميها ببطء : أنا جائعة
    شقتي لا تحتوي على أي شيء يؤكل .
    رفعت عينيها إلى الأمام و قالت : أين بيتك يا ساكورا ؟
    لم هو بعيد هكذا ؟
    و لكنها فوجئت بمدخل الحديقة أمامها
    فقالت بسعادة و هي تنطلق نحوه : لقد وصلت .
    و عند إقترابها أكثر ؟
    فوجئت بشاب يعبر المدخل للخارج
    فكبحت تقدمها بقوة
    فكادت تسقط على وجهها
    لولا أن أمسكها الشاب من يدها بسرعة
    فقال بقلق : هل أنت بخير ؟
    أعتدلت و سحبت يدها من يده
    ثم قالت : نعم
    شكراً لك .
    رفعت عينيها إليها و أرتفع حاجبيها بإنبهار
    ملامحه الأجنبية الجميلة كانت تذهلها
    خصلات شعره البني الناعم و هي تنساب على جبينه كالحرير أدهشتها
    فقالت بسرعة : من أنت ؟
    قال : أدعى سليمان .
    قالت : أنا يوكي
    صديقة لأهل هذا البيت .
    قال بهدوء و هو يخفض عينيه : مرحباً بك
    كنت في طريقي لتناول الغداء
    فلا أحد في البيت .
    أرتسمت خيبة الأمل على محياها و هي تقول : لقد غادر والديها .
    قال الشاب : يمكنك مرافقتي ل
    قطع عبارته عندما سمع صوتاً من بطنها
    فوضعت يديها عليها لتقول بخجل : أعتقد أنني لن أرفض عرضك
    خاصة و أنا بهذه الحالة .
    قال و هو يخفض عينيه إلى الأرض : هذا يزيدني شرفاً .
    سارت برفقته و هي تزيد من إتساع خطواتها
    فقال : يمكنني إيقاف سيارة أجرة لو أنك جائعة .
    قالت بارتباك : هذا يعتمد على المطعم الذي تريد الذهاب إليه .
    قال : أنا غريب عن المكان .
    قالت بسرعة : سآخذك إلى أفخم مطعم في المنطقة .
    أبتسم و قال : أفخم أو أقرب ؟
    قالت بارتباك : أقرب .
    قال : لا بأس
    فأنا جائع بقدرك تماماً .
    وصلا إلى المطعم حيث أستقبلتهما فتاة و قادتهما إلى طاولة بجانب النافذة
    قالت يوكي : ماذا ستطلب ؟
    قال : لا أعرف أية أطعمة يابانية
    يمكنك الطلب بالنيابة عني .
    قالت و هي تحمل القائمة : و ماذا تفضل ؟
    قال : أفضل الخضروات .
    و بعد دقائق , بدأ الاثنان تناول الطعام
    و بعد الإنتهاء , قالت : الحمد لله كنت جائعة جداً .
    قال : بالهناء و العافية .
    قالت : أنا لم أرك من قبل في بيت ساكورا
    من أين أتيت ؟
    قال : من المملكة العربية السعودية
    أدعى سليمان شديد .
    قالت الفتاة بدهشة : أنت عربي ؟
    قال الشاب : هذا صحيح .
    قالت : ماذا تفعل في اليابان ؟
    قال : ألا يهينك جلوسي معك ؟
    قالت بدهشة : لم ؟
    أبتسم و قال : بسبب ما يقوله العالم عنا
    أننا مخربون و مجرمون .
    قالت : أنت لا تبدو هكذا بالنسبة لي
    كما أنا العالم مليء بالمخربين و المجرمون
    من أي جنس .
    قال : شكراً لك .
    قالت : على ماذا ؟
    قال : أردت شكرك فقط .
    ارتبكت و قالت : لا شكر على شيء لم أفعله .
    أتسعت إبتسامته و قال : أنا ضيف مؤقت في بيت الآنسة ساكورا
    و سأغادر في أقرب فرصة .
    أنهى عبارته و لمح نقطة حمراء تتحرك فوق خده
    فتحرك بسرعة و خفض رأسه
    و انطلقت رصاصة عبر الزجاج لتحطمه و تنشر الفوضى في المكان كله
    جذب سليمان الفتاة و هو يقول بتوتر : لم يتعبوا .
    قالت الفتاة بتوتر مماثل : من هؤلاء ؟
    قال : أوغاد يريدون قتلي .
    قالت : هذا واضح
    و لكن لماذا ؟
    قال : لا داعي لتعرفي ذلك .
    قالت بتوتر و عصبية : ماذا تعني ؟
    خطف مسدساً ضخماً من خلف قميصه و هو يقول : لا تتحركي من مكانك .
    رفعه عبر النافذة و ضغط الزناد ثلاث مرات
    عاد ينخفض قبل أن تدوي رصاصات متتالية أخترقت الجدران و نشرت الفوضى في مجال أوسع
    فقال : إنهم عشرة يستعدون لإقتحام المحل .
    قالت بتوتر : من أنت بحق الله ؟
    و ماذا يريدون منك ؟
    قال بهدوء مفاجئ : سأرحل .
    ثم قفز عبر النافذة و هو يطلق نيرانه بسرعة
    رفعت الفتاة عينيها عبر النافذة لترى الشاب يركض بسرعة كبيرة و الرصاصات تلاحقه
    فقالت : يتحرك بمهارة
    أمن المقول أن يكون أحد رجال القوات السعودية الخاصة ؟
    رأت الرجال العشرة يلحقون به بسيارتين سوداء
    فقالت بتوتر : إنه أخطر من كازوما لتلاحقه سيارتين .
    قفزت من مكانها و كادت تلحق به
    لولا أن سمعت صوت ساكورا و هي تقول بدهشة : يوكي ؟!
    ماذا تفعلين هنا ؟
    التفتت الفتاة إلى ساكورا لتراها برفقة كيوكو و كازوما في الطريق
    فقالت بتوتر و هي تندفع نحوهم : إنه سليمان .
    قال كازوما و هو يعقد حاجبيه : ماذا حدث هنا ؟
    روت له يوكي ما حدث
    فقالت ساكورا بتوتر : إنه مصاب .
    قال كازوما بتوتر : سألحق به .
    قالت كيوكو بتوتر قلق : كن حذراً .
    انطلقت قدما الشاب ركضاً في الطريق الذي سلكته السيارتين
    و بعد ركض دقائق , سمع دوي النيران في شارع قريب
    فخطف مسدساً من حقيبته المدرسية و زاد من سرعته و هو يجهزه
    قفز إلى الشارع الذي يتبادل في الطرفان النيران
    ففوجئ بسقوط تسعة أشخاص من أصل عشرة
    و لكن المفاجأة الحقيقية كانت عدم سقوطهم أموات
    إذ أن سليمان نسف أسلحتهم برصاصاته الكبيرة
    فأنفجرت الذخيرة في وجوههم لترديهم فاقدي الوعي
    و بقي واحد يطلق نيران مكثفة نحو سليمان الذي يختبئ خلف صندوق قمامة كبير
    فهتف كازوما بصوت مرتفع : أنت .
    التفت إليه المسلح و صوب مدفعه نحوه
    قفز كازوما خلف سيارة ليتفادى النيران
    أستغل سليمان هذه الفرصة و دفع نفسه بعيداً عن الصندوق الكبير , ثم ضغط على الزناد
    و أنفجر مخزن الذخيرة في مدفع المسلح
    و أرداه الإنفجار فاقد الوعي





    رد مع اقتباس  

  5. #35  
    المشاركات
    3,260
    سارت يوكي بوجه قلق و هي تدير عينيها بين كازوما و سليمان
    قالت ساكورا بقلق : هل أنت بخير يا سليمان ؟
    قال الشاب بهدوء : أنا كذلك .
    قال كازوما : لماذا تركت البيت ؟
    قال سليمان : كنت جائع
    أردت البحث عن مطعم .
    قالت يوكي : ماذا يحدث هنا ؟
    لماذا يلاحقونك يا سليمان ؟
    و من هم ؟
    قال كازوما : ألم تتعرفي عليهم ؟
    إنهم رجال كازويا .
    أرتفع حاجبيها و قالت : مستحيل
    لقد تكفل الإنفجار بقتل الكل داخل الجبل
    ليس من المعقول أن يكون كازويا أو أحد رجاله .
    قاطعها سليمان : كازويا حي
    و هو على إستعداد لعملية أكبر من عملية الشرق الأوسط .
    قال كازوما و هو يتوقف : أي عملية هذه ؟
    قال سليمان : عملية جديدة في قلب توكيو
    السفارتين السعودية و الفرنسية .
    قال كازوما و هو يعقد حاجبية : متى ؟
    قال سليمان : لا أعرف
    و لكنها قريبة .
    ثم التفت إليه و أكمل : و لتطمئن , فهو لن ينفذها قبل أن ينتقم مما أصابه .
    قالت ساكورا بقلق : كيف تعرف كل هذا ؟
    قال كازوما : أعتقد أنك حفظت دروسك جيداً
    فقبل قدومك إلى البيت تحريت جيداً عن كازويا و منظمته .
    قال سليمان : المعرفة قوة .
    قالت يوكي بتوتر : مهلاً
    ماذا يحدث هنا ؟
    من أنت يا سليمان ؟
    قال كازوما : سليمان كان أحد أفراد الجيش السعودي قبل أن يتقاعد لأسباب مرضية .
    انطلقت عينا يوكي الذاهلتين إلى سليمان و قالت : أنت ؟
    قال سليمان : المعذرة يا آنسة يوكي
    كنت أنوي إخبارك و لكن الفرصة لم تتح لي .
    قال كازوما : ماذا تعرف عن كازويا و منظمته ؟
    قال سليمان : لن نتحدث في الشارع .
    قال كازوما و هو يخطف مسدسه و يصوبه نحوه : بل سنتحدث هنا .
    لم يستدر سليمان إلى المسدس المصوب نحوه و هو يقول : لست بحاجة له يا كازوما .
    قال كازوما بهدوء صارم : أنا لا أعرفك يا رجل
    و لست مستعداً للمخاطرة بحياة عائلتي من أجل كلام تافه أسمعه منك .
    قالت ساكورا بتوتر : تمهل يا كازوما .
    قالت يوكي بتوتر مماثل : دعنا نستمع إلى ما سيقوله أولاً .
    قال سليمان : لو أنني أردت إيذائكم لفعلت عندما كنتم نيام
    و لكنني لست مثل كازويا .
    قال كازوما : لم تكن لتقدر على فعل ذلك
    فغرفتك كانت مقفلة من الخارج .
    قال سليمان و هو يستدير نحوه : هل أنت متأكد من فعل ذلك ؟
    ثم مد يده نحو جيبه
    فقال كازوما بصرامة : لن أتردد في إطلاق رصاصة بين عينيك يا سليمان .
    قال سليمان و هو يخرج علبة صغيرة من جيبه : كان من الممكن أن أقتلك قبل أن آخذ هذه من غرفتك ليلة البارحة .
    عقد كازوما حاجبيه و أنعقد لسانه
    رمى له سليمان العلبة و هو يقول : لست هنا للقتال يا كازوما
    أنا هنا لتنفيذ مهمة أخيرة كإنسان يبحث عن راحة أمته .
    هبط الصمت و كازوما يضغط على العلبة بأصابعه
    قالت يوكي بتوتر : لا داعي لإستخدام مسدسك هنا يا كازوما .
    قالت ساكورا : أبعده أرجوك يا كازوما .
    و بعد ثوان , خفض كازوما سلاحه و قال : أخبرني بما تعرفه عن كازويا يا سليمان .
    أبعد سليمان عينيه عن الشاب و أوقفهما على الأرجوحة في الملعب الصغير
    توجه إليه بخطوات هادئة
    فلحق به الثلاثة حتى توقفوا خلفه بعد توقفه
    قال سليمان بهدوء : بعد حادثة جبل كيوتو , أصيب كازويا بإصابات مميتة
    فنقل إلى مستشفى خاصة لتلقي العلاج
    فقد غطت الحروق جسده , كما أصيب ساعديه بكسور خطيرة
    و قبل خروجه , تمكنت من التسلل إلى المستشفى التي يتلقى العلاج فيها
    و تمكنت من مواجهته .
    قالت يوكي بذهول : واجهته ؟
    قالت ساكورا : و ماذا فعلت ؟
    خفض سليمان عينيه و قال : تبادلنا الحديث
    و سألته إذا كان يعرفني
    فتعرفني على الفور
    سألته عن إصاباته
    و عن عملياته القادمة
    فأخبرني بأنه سيغادر المستشفى قريباً
    و أخبرني بأمر عمليتي السفارتين
    كنت واثقاً من أنه لا يكذب .
    قال كازوما : لماذا لم تقتله ؟
    أستدار سليمان نحوه و قال مبتسماً : أكنت ستفعل لو أنك في مكاني ؟
    قال كازوما : لا .
    قال سليمان : لم أكن لأقتله و هو في حالته تلك
    كنت سأقتله و هو يواجهني كرجل .
    قالت ساكورا بقلق : يجب أن نخبر أبي بذلك .
    قال سليمان : سبق و فعلت هذا
    تحدثت إليه قبل مغادرته إلى عمله
    و وعدته بتقديم كامل المساعدة للتصدي للوغد إذا ما فكر في الإقتراب من سفارة دولتي .
    قال كازوما : أهذا كل ما تعرفه ؟
    قال سليمان : الشيء الوحيد الذي لم أخبر السيد هانز به , هو أمر الإنتقام منك يا كازوما
    فقبل خروجي من غرفة كازويا , طلب مني البحث عنك
    و طلب مني التعاون معك لمواجهته .
    قالت يوكي : لماذا ؟
    قال سليمان : حتى يقتلنا معاً .
    قالت ساكورا بتوتر و ذعر : هذا لن يحدث .
    ثم التفتت إلى كازوما و هي تقول بتوتر : أليس كذلك يا كازوما ؟
    و لكن الصمت كان جوابه
    فقالت بذعر أكبر : أجبني يا كازوما
    أجبني بالله عليك .
    رفع الشاب عينيه له و قال بخفوت : لا يمكنني الهرب منه يا ساكورا
    و أنا مضطر لمواجهته .
    أتسعت عينا ساكورا بذعر و قالت و هي تتراجع : لا
    لا تفعل يا كازوما
    أتوسل إليك ألا تفعل .
    أنهت عبارتها , و انطلقت ثلاث سهام مخدرة نحو ثلاثة أهداف أصابتها بدقة تامة
    كازوما , سليمان , و يوكي
    فسقطوا فاقدي الوعي بسرعة
    اندفعت ساكورا نحو كازوما وجلست إلى جانبه و نوبة من الذعر تجتاحها
    أنتزعت السهم من عنقه و هزته بقوة و هي تهتف : كازوما
    ماذا أصابك ؟
    أتاها الجواب من خلفها بصوت ساخر : إنه نائم يا فتاتي .
    أستدارت بحدة و فزع نحو كازويا الواقف خلفها مع ثلاثة من رجاله
    فنهضت و تراجعت بذعر و هي تقول : ماذا تريد ؟
    قال كازويا : أريدك أنت
    فأنت هو السلاح الذي سأواجه به كازوما .


    سارت يوكي بوجه قلق و هي تدير عينيها بين كازوما و سليمان
    قالت ساكورا بقلق : هل أنت بخير يا سليمان ؟
    قال الشاب بهدوء : أنا كذلك .
    قال كازوما : لماذا تركت البيت ؟
    قال سليمان : كنت جائع
    أردت البحث عن مطعم .
    قالت يوكي : ماذا يحدث هنا ؟
    لماذا يلاحقونك يا سليمان ؟
    و من هم ؟
    قال كازوما : ألم تتعرفي عليهم ؟
    إنهم رجال كازويا .
    أرتفع حاجبيها و قالت : مستحيل
    لقد تكفل الإنفجار بقتل الكل داخل الجبل
    ليس من المعقول أن يكون كازويا أو أحد رجاله .
    قاطعها سليمان : كازويا حي
    و هو على إستعداد لعملية أكبر من عملية الشرق الأوسط .
    قال كازوما و هو يتوقف : أي عملية هذه ؟
    قال سليمان : عملية جديدة في قلب توكيو
    السفارتين السعودية و الفرنسية .
    قال كازوما و هو يعقد حاجبية : متى ؟
    قال سليمان : لا أعرف
    و لكنها قريبة .
    ثم التفت إليه و أكمل : و لتطمئن , فهو لن ينفذها قبل أن ينتقم مما أصابه .
    قالت ساكورا بقلق : كيف تعرف كل هذا ؟
    قال كازوما : أعتقد أنك حفظت دروسك جيداً
    فقبل قدومك إلى البيت تحريت جيداً عن كازويا و منظمته .
    قال سليمان : المعرفة قوة .
    قالت يوكي بتوتر : مهلاً
    ماذا يحدث هنا ؟
    من أنت يا سليمان ؟
    قال كازوما : سليمان كان أحد أفراد الجيش السعودي قبل أن يتقاعد لأسباب مرضية .
    انطلقت عينا يوكي الذاهلتين إلى سليمان و قالت : أنت ؟
    قال سليمان : المعذرة يا آنسة يوكي
    كنت أنوي إخبارك و لكن الفرصة لم تتح لي .
    قال كازوما : ماذا تعرف عن كازويا و منظمته ؟
    قال سليمان : لن نتحدث في الشارع .
    قال كازوما و هو يخطف مسدسه و يصوبه نحوه : بل سنتحدث هنا .
    لم يستدر سليمان إلى المسدس المصوب نحوه و هو يقول : لست بحاجة له يا كازوما .
    قال كازوما بهدوء صارم : أنا لا أعرفك يا رجل
    و لست مستعداً للمخاطرة بحياة عائلتي من أجل كلام تافه أسمعه منك .
    قالت ساكورا بتوتر : تمهل يا كازوما .
    قالت يوكي بتوتر مماثل : دعنا نستمع إلى ما سيقوله أولاً .
    قال سليمان : لو أنني أردت إيذائكم لفعلت عندما كنتم نيام
    و لكنني لست مثل كازويا .
    قال كازوما : لم تكن لتقدر على فعل ذلك
    فغرفتك كانت مقفلة من الخارج .
    قال سليمان و هو يستدير نحوه : هل أنت متأكد من فعل ذلك ؟
    ثم مد يده نحو جيبه
    فقال كازوما بصرامة : لن أتردد في إطلاق رصاصة بين عينيك يا سليمان .
    قال سليمان و هو يخرج علبة صغيرة من جيبه : كان من الممكن أن أقتلك قبل أن آخذ هذه من غرفتك ليلة البارحة .
    عقد كازوما حاجبيه و أنعقد لسانه
    رمى له سليمان العلبة و هو يقول : لست هنا للقتال يا كازوما
    أنا هنا لتنفيذ مهمة أخيرة كإنسان يبحث عن راحة أمته .
    هبط الصمت و كازوما يضغط على العلبة بأصابعه
    قالت يوكي بتوتر : لا داعي لإستخدام مسدسك هنا يا كازوما .
    قالت ساكورا : أبعده أرجوك يا كازوما .
    و بعد ثوان , خفض كازوما سلاحه و قال : أخبرني بما تعرفه عن كازويا يا سليمان .
    أبعد سليمان عينيه عن الشاب و أوقفهما على الأرجوحة في الملعب الصغير
    توجه إليه بخطوات هادئة
    فلحق به الثلاثة حتى توقفوا خلفه بعد توقفه
    قال سليمان بهدوء : بعد حادثة جبل كيوتو , أصيب كازويا بإصابات مميتة
    فنقل إلى مستشفى خاصة لتلقي العلاج
    فقد غطت الحروق جسده , كما أصيب ساعديه بكسور خطيرة
    و قبل خروجه , تمكنت من التسلل إلى المستشفى التي يتلقى العلاج فيها
    و تمكنت من مواجهته .
    قالت يوكي بذهول : واجهته ؟
    قالت ساكورا : و ماذا فعلت ؟
    خفض سليمان عينيه و قال : تبادلنا الحديث
    و سألته إذا كان يعرفني
    فتعرفني على الفور
    سألته عن إصاباته
    و عن عملياته القادمة
    فأخبرني بأنه سيغادر المستشفى قريباً
    و أخبرني بأمر عمليتي السفارتين
    كنت واثقاً من أنه لا يكذب .
    قال كازوما : لماذا لم تقتله ؟
    أستدار سليمان نحوه و قال مبتسماً : أكنت ستفعل لو أنك في مكاني ؟
    قال كازوما : لا .
    قال سليمان : لم أكن لأقتله و هو في حالته تلك
    كنت سأقتله و هو يواجهني كرجل .
    قالت ساكورا بقلق : يجب أن نخبر أبي بذلك .
    قال سليمان : سبق و فعلت هذا
    تحدثت إليه قبل مغادرته إلى عمله
    و وعدته بتقديم كامل المساعدة للتصدي للوغد إذا ما فكر في الإقتراب من سفارة دولتي .
    قال كازوما : أهذا كل ما تعرفه ؟
    قال سليمان : الشيء الوحيد الذي لم أخبر السيد هانز به , هو أمر الإنتقام منك يا كازوما
    فقبل خروجي من غرفة كازويا , طلب مني البحث عنك
    و طلب مني التعاون معك لمواجهته .
    قالت يوكي : لماذا ؟
    قال سليمان : حتى يقتلنا معاً .
    قالت ساكورا بتوتر و ذعر : هذا لن يحدث .
    ثم التفتت إلى كازوما و هي تقول بتوتر : أليس كذلك يا كازوما ؟
    و لكن الصمت كان جوابه
    فقالت بذعر أكبر : أجبني يا كازوما
    أجبني بالله عليك .
    رفع الشاب عينيه له و قال بخفوت : لا يمكنني الهرب منه يا ساكورا
    و أنا مضطر لمواجهته .
    أتسعت عينا ساكورا بذعر و قالت و هي تتراجع : لا
    لا تفعل يا كازوما
    أتوسل إليك ألا تفعل .
    أنهت عبارتها , و انطلقت ثلاث سهام مخدرة نحو ثلاثة أهداف أصابتها بدقة تامة
    كازوما , سليمان , و يوكي
    فسقطوا فاقدي الوعي بسرعة
    اندفعت ساكورا نحو كازوما وجلست إلى جانبه و نوبة من الذعر تجتاحها
    أنتزعت السهم من عنقه و هزته بقوة و هي تهتف : كازوما
    ماذا أصابك ؟
    أتاها الجواب من خلفها بصوت ساخر : إنه نائم يا فتاتي .
    أستدارت بحدة و فزع نحو كازويا الواقف خلفها مع ثلاثة من رجاله
    فنهضت و تراجعت بذعر و هي تقول : ماذا تريد ؟
    قال كازويا : أريدك أنت
    فأنت هو السلاح الذي سأواجه به كازوما .

    أستعاد كازوما وعية بحدة
    فجلس بقوة و أدار عينيه حوله و هو ينادي : ساكورا
    ساكورا أين أنت ؟
    أتاه جواب هانزو : لقد أختطفها الوغد .
    التفت الشاب إلى الرجل الجالس على المقعد المجاور للأريكة التي كان ينام عليها
    فأعتدل و قال بتوتر : من فعل ذلك ؟
    قال هانزو : كازويا يا بني .
    ظهر الغضب بمعناه الحقيقي على ملامح الشاب و هو ينهض عن مكانه بحدة و قوة
    ثم قال : ألم يترك رسالة ؟
    قال هانزو و هو يقدمها له : هذه .
    تناول الشاب الورقة و فتحها يقرأ ما كتب فيها
    " قابلني أنت و العربي الحقير في منتزه جبل فوجي القديم
    أريدكما وحدكما
    أريد أن أستمتع بقتلكما "
    ضم الورقة بين أصابعة بقوة و غضب
    ثم قال : أين سليمان ؟
    قال هانزو : ترك البيت
    و ذهب لقتاله وحده .
    قال كازوما بغضب : ذلك الغبي .
    ثم أندفع نحو الباب
    فأستوقفه هانزو بصوت حزين : طلب مني شخصياً ألا أتدخل في عمليتي السفارة السعودية و السفارة الفرنسية .
    ثم ألتفت إلى الشاب الذي يوليه ظهره : و إلا سيقتلها .
    غادر كازوما الباب و أندفع نحو غرفته
    سحب حقيبة كبيرة من تحت سريرة و فتحها
    كانت مليئة بالأسلحة
    فجمع مجموعة منها و من ذخائرها ليضعها في حقيبة يدوية
    أتاه صوت هانزو يقول بهدوء : هل ستذهب وحدك ؟
    قال كازوما و هو يجهز أحد مسدساته بمخزن ذخيرة : سأفعل .
    قال هانزو : سأعين الفريق رقم ثلاثة عشر للتصدي للمهاجمين على السفارة الفرنسية .
    قال كازوما و هو يقف بحزم : لو كنت مكانك لقسمتهم إلى فريقين يمكنهما أن يغطياً السفارتين .
    ثم حمل حقيبته و علقها على كتفه
    التفت بعد ذلك إلى الرجل و هو يكمل : سأعيدها يا عمي
    حتى لو أضطررت لجعلها تعود وحدها .
    ========
    وقفت يوكي أمام سليمان و هي تقول بتوتر : لا تذهب
    فأنت مريض و
    قاطعها بهدوء : أعرف أنني مريض
    كما أعرف أنني سأموت .
    قالت بتوتر : لماذا تكابر إذن ؟
    لن يفيدها ذهابك إليه وحدك .
    قال و هو يضع يديها على كتفيها : لا تقلقي يا آنسة يوكي
    سأكون بخير .
    قالت و هي تدفع يديه بقوة و توتر : ماذا تعني بهذا ؟
    ستموت و أنت تقول أنك بخير ؟
    أي جنون هذا ؟
    أبتسم و قال : أنت رائعة يا آنسة يوكي .
    ألجمت كلماته لسانها و رفعت حاجبيها و أذابت غضبها
    فأكمل : لحقت بي من بيت ساكورا إلى غرفتي هذه
    كل هذا من أجل محاولة إقناعي بعدم الذهاب لقتال كازويا
    كم أحسد الرجل الذي سترتبطين به .
    و بدون إدراك , شعرت بالدماء تتجمع في خديها و ملامحه و وجهه يزدادان جمالاً على الرغم من موقفها
    فقال : إعتني بنفسك يا آنسة يوكي
    و ساعدي كازوما على تجاوز محنته
    فهو بحاجة لمساعدتك أكثر مني الآن

    كاد يكمل , لولا أنها قاطعتها بإندفاعة مفاجئة نحو صدره
    فأنعقد لسانه
    قالت بصوت خافت : لماذا أحببتك ؟
    لماذا فعلت هذا ؟
    لماذا أغوص بين ذراعيك الآن ؟
    لماذا يركض قلبي بنبضاته الآن ؟
    نحن لم نلتقي إلا منذ بضع ساعات
    و لكنني أحببتك ؟
    لماذا أنت بالذات ؟
    لماذا ؟
    خفض عينيه إلى الأرض و قال بصوت خافت : لا أستطيع الإجابة عن كل هذه الأسئلة
    و لكنني أستطيع أن أقول شيئاً واحداً
    ليتني عرفتك قبل مرضي .
    ثم دفعها برفقة ليزيحها جانباً ثم يغادر الغرفة
    و لم تتمكن من تحريك قدميها لتلحق به
    بل لم تتمكن من حمل جسدها
    فسقطت على ركبتيها و وجهها لا يفارق يديها التي أغرقتها الدموع
    و أثناء ذلك البكاء , قالت : لا تتركني يا سليمان
    أرجوك لا تفعل
    لا تتركني .
    =========
    غادر كازوما المبنى الذي كان يسكنه و هو يحمل حقيبتين
    توجه نحو دراجته النارية و علق الحقيبتين عليها
    توقفت سيارة بجانبه و أتاه صوتاً منها يقول : إصعد .
    ألتفت إليه كازوما و رأى سليمان
    أنتزع حقيبتيه و صعد إلى السيارة
    فضغط سليمان على دواسة الوقود بقوة لتقفز السيارة الرياضية بقوة مماثلة
    قال كازوما و هو يربط حزام الأمان : أين كنت ؟
    قال سليمان : أجمع ما أستطعت من الأسلحة .
    قال كازوما : لدي ما يكفي لي و لك .
    قال سليمان : سأتولى أمر كازويا
    إذهب لمساعدة الآنسة ساكورا .
    قال كازوما : بل العكس .
    قال سليمان : لن أفعل
    أنت من سيساعدها على الفرار من قبضة ذلك الحقير .
    قال كازوما : يجب أن
    قاطعه سليمان بهدوء : لن يهتم أحد بحياتها كما تفعل أنت
    و لهذا سأكون واثقاً من أنك ستبذل كل ما تستطيع لإنقاذها .
    قال كازوما : هل ستكون قادراً على القضاء على كازويا وحدك ؟
    قال سليمان : لا تقلق علي يا كازوما
    فأنت لم ترى سليمان عندما يغضب
    و أنا على وشك أن أغضب أشد الغضب من ذلك الحقير لما فعله .
    رمقه كازوما بنظرة جانبية و الصمت يغلفه
    ثم قال : سأكون متشرفاً لقتالي إلى جانبك يا سليمان .
    قال سليمان و هو يبتسم : أنا أكثر يا كازوما .
    =====================================
    وقف كازويا على أعشاب خضراء و هو يمسك بغمدي سيفين
    كانت نسمات الهواء الهادئة تحرك خصلات شعره بنعومة و رقة لتعطيه مظهراً رائعاً
    و لكن إبتسامته الساخرة و الشرسة شوهة ذلك المنظر و حولته إلى منظر مبسط لشيطان على وشك أن يحرق كل من حوله بنيران الشراسة
    و بإنتظاره القصير , توقفت سيارة سليمان على بعد عشرون متراً منه
    و غادرها كازوما و سليمان بأسلحتهما
    فقال الشاب بسخرية : ماذا تريدان بكل هذه الأسلحة ؟
    فقتالنا سيكون بهذين فقط .
    أقتربا منه ليرمي لهما السيفان
    أمسك سليمان بالسيف و تأمله قائلاً : أنت تعرف أنني لست بمثل مهارتك في إستخدام هذا الشيء .
    قال كازويا : أعرف هذا
    و لكن لا تقلق
    سأجاريك حتى أقطع رأسك .
    قال سليمان بهدوء : لا تنتظر يا كازوما
    إذهب لإخراج ساكورا .
    قال كازويا : لا بأس
    يمكنك أن تذهب
    فهي في ذلك المبنى المهجور خلفي .
    قال كازوما و هو يرمي السيف من يده : سأعود إليك يا كازويا .
    و أنطلق نحو المبنى بأسلحته كلها
    فقال كازويا و هو ينتزع السيف من غمده : لنبدأ .
    قال سليمان و هو يعلق السيف في حزامه : لنبداً .


    النهاية الأولى

    --------------


    ضغط كازوما على زناد مدفعه دون أن يفكر في الذخيرة
    فانطلقت رصاصاته لتطرح العديد من رجال كازويا الذين يحيطون بالمبنى القديم
    تلقى رصاصتين أخترقت فخذه و ثالثة أخترقت كتفه
    فعاد مكانه خلف الجدار يضغط على جرحه الثالث
    ثم قال بألم : اللعنة
    إنهم أكثر عزماً من السابق .
    أعد ملئ مدفعه بالذخيرة و عاد يطلق نيرانه
    أستمر في فعل ذلك مالا يقل عن الثلاث دقائق
    حتى انطلقت عدة رصاصات من خلفه
    فأخترقت كتفه الأيسر و أسقطته
    و لكنه أعتدل على الأرض بسرعة ليطلق ثلاث رصاصات قتلت مهاجميه الثلاثة
    جلس و قال بألم : الأوغاد
    الأوغاد .
    أنتزع قنبلة يدوية من حزامه و رماها نحو الرجال
    فحماه الجدار من موجة الإنفجار
    قفز من مكانه و تقدم بخطوات سريعة على الرغم من إصاباته الخمسة
    صعد على السلالم قفزاً
    حتى توقف بسبب نيران أعدائه مرة أخرى
    فأحتمى بالجدار الذي تفتت طبقته الأولى بسبب غزارة النيران
    فقال و هو يعيد تجهيز مدفعه : أين أنت يا ساكورا ؟
    دفع مدفعه دون أن يخرج و ضغط على الزناد
    فتوقفت نيران أعدائه
    أستغل هذه الفرصة ليغادر مكانه و يندفع بخطوات رشيقة نحو مطلقي النار
    خفض مدفعه المعلق على كتفه و سحب مسدسين صوبهما نحو المسلحين
    فضغط على الزنادين في إتجاهين مختلفين
    كان سريعاً و هو يتقدم بين المسلحين
    و أخيراً توقف أمام باب موصود بإحكام
    كان يلهث بتعب لجراحه الغزيرة
    فقال : اللعنة عليك يا كازويا .
    هتف بعد ذلك : إبتعدي يا ساكورا .
    ثم نسف الرتاج و الأقفال الثلاثة بمسدسية
    ثم دفع الباب بركلة قوية
    و فور ملامسة الباب الأرض , انطلقت رصاصة أستقرت في منتصف صدره
    فدفعته للخلف ليسقط على ظهره
    تناثرت أسلحته حوله عند سقوطه
    و لكنه رفع رأسه ليتمكن من رؤية مهاجمه
    فأتسعت عيناه بذهول و هو يتأمل حامل المسدس المصوب نحوه
    ثم قال : مستحيل
    أنت ؟!
    ==========
    غطت الدماء الحمراء الأعشاب تحت أقدام كلاً من سليمان و كازويا
    و لكنها لم تكن إلا دماء الأول
    فقال الثاني و هو يسير حول الشاب ببطء و سخرية : ماذا بك ؟
    لا تقل لي أنك تعبت ؟
    أستند سليمان على اليسف و هو يجاهد للوقوف بأنفاسه اللاهثة
    لم يكن قادراً على الاستمرار
    و لم يكن قادراً على النطق بحرف
    فأكمل كازويا بسخرية : أتعرف ما الذي أغضبني في آخر لقاء لنا ؟
    رؤية تلك النظرة في عينيك
    لم أحتمل الشفقة الحقيرة التي ظهرت في عينيك
    و لهذا أقسمت على الإنتقام منك أنت و ذلك الحقير .
    قال سليمان بصوت شبه خافت : أنت مريض
    عقلك المريض يوهمك بأشياء لم تحدث .
    قال كازويا و قدماه تتوقفان : أنا بالفعل مريض
    مريض لأنني لن أقتلك إلى الآن .
    ثم رفع سيفه و قال مكملاً : و مريض لأنني تركتك تستخف بي و بمهاراتي في القتل أيها العربي الحقير .
    ثم أندفع نحوه بسرعة و أستعد ليهوي على رأس الشاب بسيفه
    و لكن الأخير قفز للخلف برشاقة على الرغم من عضلات فخذه الممزقة
    و تمكن من تفادى النصل الحاد و تركه يعبر أمامه دون هدف
    فأستغل هذه الفرصة و رفع سيفه من بين رجلي كازويا
    و لكن الأخير تصدى لهذه الضربة ببطن حذائه الذي فوجئ سليمان به كونه مصنوع من المعدن
    فقال كازويا بسخرية : أنت لا شيء أمامي أيها الحقير .
    ثم دفع سيفه ليخترق صدر سليمان من الأمام إلى الخلف
    فانطلقت صرخته تدوي في السهل كله
    و لم يقوى بعد ذلك على حمل جسده
    فسقط على ركبتيه و ترك سيفه يسقط من يده
    قال كازويا و هو يترك السيف معلقاً في صدر الشاب : لن أفعل المزيد
    سأتركك تموت ببطء
    و لن أتحرك و أنا أتفرج عليك تحتضر مثل كلب دهسته بسيارتي .
    أمسك سليمان بمقبض سيف كازويا و تأمله بعينين متعبتين يوشك صاحبهما على الموت
    أكمل كازويا و هو يقترب منه : سأخبرك بسر قبل أن تموت .
    ثم أنحنى أمامه و قال بخفوت و كأنه لا يريد لأحد أن يسمعه : أتعرف لماذا تركت ذلك الغبي يذهب خلف فتاته ؟
    رفع سليمان عينيه إليه بحذر : فأكمل الشاب : لأنه سيلقى حتفه هناك برصاصات لن يتوقع مصدرها
    ساكورا .
    عقد سليمان حاجبيه و قال بغضب على الرغم من ألمه : أيها الحقير
    ماذا فعلت بها ؟
    قال كازويا : غسيل مخ
    لقد سيطرت على عقلها بأفكار لا يمكنها مقاومتها .
    قال سليمان بغضب و هو يزيد ضغط أصابعه على مقبض السيف : لن تنجو بفعلتك أيها الحقير .
    و دوت تلك الرصاصة المميزة
    رصاصة أتسعت لها حدقتا سليمان غير مصدق لما سمعه
    فانطلقت ضحكة كازوياالهستيرية تعلن إنتصاراً غير مرئي
    ثم قال : هنا ترسم نهاية قصتي .
    قال سليمان بغضب ثائر : إذهب إلى الجحيم .
    و دوى الإنفجار
    إنفجار نسف المبنى كله عن بكرة أبيه
    نسفه و حوله إلى أنقاض بالية
    و لم يحتمل سليمان
    فجذب السيف من صدره بقوة و دفعه بصرخة مدوية نحو رأس كازويا
    و لم يجد الأخير فرصة مناسبة للهرب من هذه الضربة
    فأخترق السيف رأسه و عبر مؤخرة جمجمته لتنثر منها الدماء الحارة
    و تجمد المشهد
    النيران تشتعل في أنقاض المبنى القديم
    سليمان على ركبتيه يقبض على السيف المغروس في جبين كازويا
    و هذا الأخير واقف بلا حراك و إبتسامته البالية مجمدة على شفتيه
    و بعد مرور ثلاثون ثانية , قال سليمان : إذهب إلى الجحيم .
    و ترك مقبض السيف ليسقط كازويا على الأرض جثة هامدة تنهمر منها الدماء
    و أخيراً سقط سليمان على ظهره
    و أغمض عينيه و هو يقول : كانت طريقاً طويلة
    و لكنها أنتهت أخيراً .
    فتحهما عندما سمع صوتاً يشبه صوت يوكي ينادي بأسمه من بعيد
    فقال : إنها لحظة الوداع
    هل سأحضرها ؟
    شعر بجسده يرتفع و يوضع على جسم ناعم
    فرفع عينيه ليرى وجه يوكي و هي تقول باكية : يا إلهي
    لم أصل في الوقت المناسب
    لم أصل في الوقت المناسب .
    أبتسم سليمان و قال بخفوت : لن يزعج أحداً بعد اليوم .
    قالت الفتاة و دموعها تتساقط على خده : لا تتحدث
    ستأتي سيارة الإسعاف على الفور .
    رفع يده ليلمس خدها
    ثم قال : ليتني عرفتك قبل كل شيء
    ليتني
    قاطعته و هي تضم يده بيديها : لا تتعب نفسك بالحديث .
    قال : لا تتوقفي كثيراً أمام ما حدث
    فالحياة تستمر بي أو بدوني
    و أنا سعيد لأنني عرفتك قبل أن أموت .
    هتفت و هي تضمه باكية : لا تقل هذا
    لن تتركني كما فعل كازوما و ساكورا
    لن تفعل هذا .
    قال سليمان : لا أعتقد أنني سأصمد أكثر يا يوكي
    تذكريني دائماً .
    رفعت رأسها لترى وجهه و إبتسامته الجميلة
    ثم سمعته يقول كلمات خفق لها قلبها
    " أشهد أن لا اله إلا الله , و أشهد أن سيدنا محمداً رسول الله "
    و هوت كفه من يديها
    ===========
    أرتفع صوت نحيب كلاً من كيوكو و نوريكو أمام قبري ساكورا و كازوما
    حيث أجتمع عدداً من أقارب الفتاة و الشاب البعيدين
    تأمل هانزو الحجرين فوق القبرين بحزن و ألم
    ثم قال : لقد بذلت كل ما تستطيع يا كازوما
    و لكن النهاية لم تكن لك أو لها .
    قالت كيوكو وسط دموعها : لماذا ؟
    لماذا تنتهي حياتها هكذا ؟
    كانت تريد
    قاطعها هانزو بحزن : كلنا كنا نريدها أن تكمل حياتها يا بنيتي
    و لكن المرأ لا يملك ما لا يستطيع تقديمه .
    ثم أستدار ليبتعد
    حيث شجرة كبيرة جلست بجانبها يوكي تبكي بكل مشاعرها
    وقف بجانبها و قال : توقفي عن البكاء يا يوكي .
    قالت الفتاة : كيف تريدني أن أتوقف يا عمي ؟
    لقد فقدت ثلاثة يا عمي
    ثلاثة بسبب حقير لا يهتم لما يمكن أن يسببه جنونه
    كازوما و ساكورا و سليمان .
    قال هانزو : كلنا فقدناهم .
    تقدم شاب ممشوق القوام منهما بمعطف أسود
    وقف أمامهما و قال بهدوء و بالإنجليزية : عفواً
    أين يمكنني إيجاد الآنسة يوكي ؟
    رفعت يوكي عينيها له و قالت : أنا هي .
    تأملها بصمت بعينيه العسليتين , ثم قال : أنا الملازم أول أحمد صادق
    صديق قديم لسليمان .
    نهضت و قالت : كنت صديقه ؟
    قال بهدوء و باليابانية : نعم
    و قبل موته , طلب مني تسليمك هذه .
    ثم قدم لها ورقة مطوية
    تناولتها و قالت بدهشة : متى طلب منك ذلك ؟
    قال : البارحة
    قبل المعركة الأخيرة التي خاضها .
    خفضت عينيها إلى الورقة و عادت دموعها تنهمر
    و لكن بقوة أكبر
    قال أحمد بخفوت و حزن : كنت طيبة معه يا آنسة يوكي
    و طلب مني أن أخبرك بأنه كان سعيداً قبل موته
    سعيداً لأنه عرفك .
    أستندت على الشجرة و أنزلقت حتى أستقرت تحتها
    قال هانزو : شكراً لك .
    قال أحمد : هذا ما أريد قوله لكم
    فقد سعد سليمان ببقائه معكم طوال الفترة القصيرة
    و هذا ما أسعدني .
    ثم خفض عينيه إلى الفتاة و أنحنى إليها
    وضع يده على كتفها و قال برفق : كلنا حزينون لأجله
    و أرجو أن تتقبلي يوماً موته على أنه كان من أجلك
    و من أجلنا جميعاً .
    ألقى كلماته هذه و غادر
    فتحت يوكي الورقة و قرأت
    " بسم الله الرحمن الرحيم
    يوكي ميجومي
    ما أسعد الساعات التي قضيتها برفقتك
    من الغريب أن أقول ساعات
    فشعوري بها يكاد يكون سنوات
    قد لا تصدقين كلماتي إذا قلت أنني أعجبت بطيبتك و مرحك
    و أحببت عطفك و حنانك
    و لكن الشيء المؤكد هو أنني أتمنى لك حياة سعيدة
    مع شخص ليس مثلي
    ليس مشوهاً و مهدداً بحياة قصيرة مثلي
    شكراً لك على كل شيء
    و شكراً على الوجبة البسيطة التي تناولناها معاً
    فقد كانت أفضل وجبة تناولتها في حياتي
    أعيدها مرة أخرى , شكراً لك يا يوكي
    شكراً لك على كل شيء "





    رد مع اقتباس  

  6. #36  
    المشاركات
    3,260
    النهاية الثانية

    --------------

    ضغط كازوما على زناد مدفعه دون أن يفكر في الذخيرة
    فانطلقت رصاصاته لتطرح العديد من رجال كازويا الذين يحيطون بالمبنى القديم
    تلقى رصاصتين أخترقت فخذه و ثالثة أخترقت كتفه
    فعاد مكانه خلف الجدار يضغط على جرحه الثالث
    ثم قال بألم : اللعنة
    إنهم أكثر عزماً من السابق .
    أعد ملئ مدفعه بالذخيرة و عاد يطلق نيرانه
    أستمر في فعل ذلك مالا يقل عن الثلاث دقائق
    حتى انطلقت عدة رصاصات من خلفه
    فأخترقت كتفه الأيسر و أسقطته
    و لكنه أعتدل على الأرض بسرعة ليطلق ثلاث رصاصات قتلت مهاجميه الثلاثة
    جلس و قال بألم : الأوغاد
    الأوغاد .
    أنتزع قنبلة يدوية من حزامه و رماها نحو الرجال
    فحماه الجدار من موجة الإنفجار
    قفز من مكانه و تقدم بخطوات سريعة على الرغم من إصاباته الخمسة
    صعد على السلالم قفزاً
    حتى توقف بسبب نيران أعدائه مرة أخرى
    فأحتمى بالجدار الذي تفتت طبقته الأولى بسبب غزارة النيران
    فقال و هو يعيد تجهيز مدفعه : أين أنت يا ساكورا ؟
    دفع مدفعه دون أن يخرج و ضغط على الزناد
    فتوقفت نيران أعدائه
    أستغل هذه الفرصة ليغادر مكانه و يندفع بخطوات رشيقة نحو مطلقي النار
    خفض مدفعه المعلق على كتفه و سحب مسدسين صوبهما نحو المسلحين
    فضغط على الزنادين في إتجاهين مختلفين
    كان سريعاً و هو يتقدم بين المسلحين
    و أخيراً توقف أمام باب موصود بإحكام
    كان يلهث بتعب لجراحه الغزيرة
    فقال : اللعنة عليك يا كازويا .
    هتف بعد ذلك : إبتعدي يا ساكورا .
    ثم نسف الرتاج و الأقفال الثلاثة بمسدسية
    ثم دفع الباب بركلة قوية
    و فور ملامسة الباب الأرض , انطلقت رصاصة أستقرت في منتصف صدره
    فدفعته للخلف ليسقط على ظهره
    تناثرت أسلحته حوله عند سقوطه
    و لكنه رفع رأسه ليتمكن من رؤية مهاجمه
    فأتسعت عيناه بذهول و هو يتأمل حامل المسدس المصوب نحوه
    ثم قال : مستحيل
    أنت ؟!
    أتاه صوت من خلف ستار الظلام : أهلاً بك أيها الحقير .
    التفت إليه كازوما و قال : و أنت أيضاً ؟
    غادر محدثه الظلام و وقف أمام النافذة
    ثم قال : مرحباً بك يا كازوما
    لم نلتقي منذ زمن .
    قال كازوما و هو يجاهد للوقوف على قدميه : أيها الحقير
    كنت تراقبنا منذ البداية .
    قال الشاب و هو يبتسم بسخرية : بل كنت أراقب فتاتي أيها الحقير .
    قال كازوما و هو يستند على الباب بألم : كين
    لماذا ؟
    لماذا تعرض حياتها للخطر ؟
    قال كين : لأنني أحبها .
    التفت الشاب إلى ساكورا التي تصوب المسدس نحوه و قال : أخفضي سلاحك يا ساكورا .
    لم تجبه الفتاة أو يبدو عليها فهمه
    فقال بتوتر : لا تفعليها يا ساكورا
    فهذا الحقير يستغلك .
    قال كين و هو يسحب مسدساً من خلف ظهره : إنها لا تسمعك
    لقد غسلوا مخها
    و هي الآن تظنك كازويا
    و لهذا لن تتردد أبداً في الضغط على الزناد حالما آمرها أنا بذلك .
    قال كازوما : ساكورا
    أنا كازوما
    أنا كازوما إبن عمك .
    قال كين و هو يصوب مسدسه نحو الفتاة : أطلقي النار يا ساكورا .
    هتف كازوما بسرعة : لا تفعلي .
    و سحب مسدسه الصغير بسرعة و صوبه
    و ضغط على الزناد
    فانطلقت ثلاثة رصاصات
    و تناثرت الدماء
    و سقط جسدان
    و أغمضت ساكورا عينيها هذه المرة بقوة
    و لكن عندما فتحتهما هذه المرة , رأت كازوما مرمياً أمامها و الدماء تغطي الأرض التي عليها
    و أحست بمسدس في يدها
    فرفعته لترى الدخان يتصاعد من فوهته
    تركت المسدس من يدها و أندفعت نحوه و هي تقول بتوتر و هلع : كازوما
    ماذا حدث ؟
    أبتسم و قال : الحمد لله
    أنت بخير .
    قالت و هي ترفعه لتضعه على رجليها : ماذا حدث ؟
    قال كازوما : لا شيء مهم
    الحمد لله أنك بخير .
    ========
    غطت الدماء الحمراء الأعشاب تحت أقدام كلاً من سليمان و كازويا
    و لكنها لم تكن إلا دماء الأول
    فقال الثاني و هو يسير حول الشاب ببطء و سخرية : ماذا بك ؟
    لا تقل لي أنك تعبت ؟
    أستند سليمان على السيف و هو يجاهد للوقوف بأنفاسه اللاهثة
    لم يكن قادراً على الاستمرار
    و لم يكن قادراً على النطق بحرف
    فأكمل كازويا بسخرية : أتعرف ما الذي أغضبني في آخر لقاء لنا ؟
    رؤيتك تلك النظرة في عينيك
    لم أحتمل الشفقة الحقيرة التي ظهرت في عينيك
    و لهذا أقسمت على الإنتقام منك أنت و ذلك الحقير .
    قال سليمان بسخرية : ألا تعتقد أن كثير الكلام أيها القذر ؟
    قال كازويا بعد ضحكة بسيطة : أنا كذلك .
    ثم أنطلق بسرعة موجهاً سيفه نحو بطن سليمان
    و لكن هذا الأخير أعتدل بسرعة و رفع سيفه لينطلق كازويا نحوه
    و حدث ما خشاه
    و كذلك ما تمناه
    فحدثت طعنتين مزدوجتين
    كازويا و سليمان
    أتسعت عينا كازويا و هو غير مصدق لما حدث
    ثم قال : كيف
    قال سليمان بصوت خافت : لأنك مجنون .
    سقط كازويا على جانبه و السيف مغروس في بطنه
    سقط سليمان على ركبتيه و قال : هذه النهاية .
    . لقصة ليست لها نهاية .
    شعر بإقتراب شخص منه
    فقال و هو يبتسم : يبدو أنه نجح في إخراجك يا ساكورا .
    أقتربت ساكورا منه بذعر و هي ترى السيف المغروس في بطنه
    ثم جلست أمامه و قالت : يا إلهي
    ليس أنت أيضاً .
    أتسعت إبتسامة سليمان و قال : لا تحزني من أجلي يا ساكورا
    على الأقل نجحنا كلينا في تخليص العالم من هذا اللعين .
    قالت ساكورا و هي تحرك عينيها على كل شبر في جسده : ماذا أفعل ؟
    لمس خدها و قال : ألقي سلامي على يوكي
    سأكون شاكراً لك ذلك .
    ثم رفع عينيه إلى السماء و قال كلمات يقولها أمثاله في مثل هذه اللحظات
    كلمات أهتز لها قلب الفتاة
    " أشهد أن لا اله إلا الله , و أشهد أن سيدنا محمداً رسول الله "
    =============
    وقفت ساكورا و يوكي وحدهما أمام قبر واحد
    قبر يحمل أسم كازوما
    قالت يوكي بحزن : كنت أنوي مساعدتهما
    و لكنني لم أجد الوقت لفعل ذلك .
    قالت ساكورا بحزن : كانت نهاية قصتي .
    قالت يوكي : أنا المخطئة .
    قالت ساكورا : لا يوجد مخطئ غير كازويا .
    ثم أستدارت نحوها و قالت : هل تمكنت من توديع سليمان قبل أن تحمله الطائرة إلى بلده ؟
    قالت يوكي : لقد فعلت .
    قالت ساكورا بهدوء حزين : كما قلت
    هذه نهاية لقصتي
    و لكنها ليست نهاية لحياتي .
    أعادت عينيها إلى قبر الشاب , و أنفجرت دموعها بشكل مفاجئ
    لحقت دموع يوكي بدموعها
    فقالت ساكورا : ماذا أفعل الآن ؟
    لقد تركتني وحدي يا كازوما
    ماذا أفعل دونك ؟
    ماذا أفعل ؟





    رد مع اقتباس  

  7. #37  
    المشاركات
    3,260
    النهاية الثالثة

    ------------


    ضغط كازوما على زناد مدفعه دون أن يفكر في الذخيرة
    فانطلقت رصاصاته لتطرح العديد من رجال كازويا الذين يحيطون بالمبنى القديم
    تلقى رصاصتين أخترقت فخذه و ثالثة أخترقت كتفه
    فعاد مكانه خلف الجدار يضغط على جرحه الثالث
    ثم قال بألم : اللعنة
    إنهم أكثر عزماً من السابق .
    أعد ملئ مدفعه بالذخيرة و عاد يطلق نيرانه
    أستمر في فعل ذلك مالا يقل عن الثلاث دقائق
    حتى انطلقت عدة رصاصات من خلفه
    فأخترقت كتفه الأيسر و أسقطته
    و لكنه أعتدل على الأرض بسرعة ليطلق ثلاث رصاصات قتلت مهاجميه الثلاثة
    جلس و قال بألم : الأوغاد
    الأوغاد .
    أنتزع قنبلة يدوية من حزامه و رماها نحو الرجال
    فحماه الجدار من موجة الإنفجار
    قفز من مكانه و تقدم بخطوات سريعة على الرغم من إصاباته الخمسة
    صعد على السلالم قفزاً
    حتى توقف بسبب نيران أعدائه مرة أخرى
    فأحتمى بالجدار الذي تفتت طبقته الأولى بسبب غزارة النيران
    فقال و هو يعيد تجهيز مدفعه : أين أنت يا ساكورا ؟
    دفع مدفعه دون أن يخرج و ضغط على الزناد
    فتوقفت نيران أعدائه
    أستغل هذه الفرصة ليغادر مكانه و يندفع بخطوات رشيقة نحو مطلقي النار
    خفض مدفعه المعلق على كتفه و سحب مسدسين صوبهما نحو المسلحين
    فضغط على الزنادين في إتجاهين مختلفين
    كان سريعاً و هو يتقدم بين المسلحين
    و أخيراً توقف أمام باب موصود بإحكام
    كان يلهث بتعب لجراحه الغزيرة
    فقال : اللعنة عليك يا كازويا .
    هتف بعد ذلك : إبتعدي يا ساكورا .
    ثم نسف الرتاج و الأقفال الثلاثة بمسدسية
    ثم دفع الباب بركلة قوية
    و فور ملامسة الباب الأرض , انطلقت رصاصة أستقرت في منتصف صدره
    فدفعته للخلف ليسقط على ظهره
    تناثرت أسلحته حوله عند سقوطه
    و لكنه رفع رأسه ليتمكن من رؤية مهاجمه
    فأتسعت عيناه بذهول و هو يتأمل حامل المسدس المصوب نحوه
    ثم قال : مستحيل
    أنت ؟!
    قال كين و هو يخفض مسدسه نحوه : بالطبع أنا هو البطل كين
    الشاب الذي أحب ساكورا طوال حياته
    أنا هو البطل الذي سيستعيدها منك أيها الدخيل الحقير .
    هتفت ساكورا بذعر و هي موثوقة على كرسي خشبي : لا تفعلها يا كين
    يمكنك أن تسلم نفسك
    لديك فرصة العفو .
    صوب مسدسه نحوها و هو يصرخ بجنون : أصمتي ايتها ال &^%ٌ^%
    أنت آخر من يتحدث هنا .
    أستغل كازوما هذه الفرصة و قفز من مكانه بسرعة
    أدار كين مسدسه نحو كازوما و أطلق نيران مسدسه الأتوماتيكي
    فخفض كازوما رأسه و دفع مسدساً برصاصة واحدة نحو ذقن كين
    فتجمد الشاب مكانه و قال بذعر : تمهل .
    فقال كازوما بحزم : لا وقت لديك للحديث .
    ثم ضغط الزناد و أنفجر رأس الشاب
    أشاحت ساكورا بوجهها لتمنع عينيها من رؤية شظايا جمجمة كين و هي تتناثر أمامها في الهواء
    ترك كازوما المسدس و أندفع نحو الفتاة و هو يقول : هل أنت بخير ؟
    قالت الفتاة : الحمد لله على قدومك .
    أبعد الحبال عن يديها و قدميها و قال : لنخرج من هنا .
    قالت ساكورا : هل أتيت وحدك ؟
    قال و هو يعاونها على النهوض : لا
    سليمان في الخارج يواجه كازويا
    و لا أعتقد أنه سيصمد .
    قالت بقلق : لماذا ؟
    سليمان مقاتل
    قاطعها و هو يخطف أسلحته المبعثرة على الأرض : إنه مقاتل كفؤ
    و لكنه لن يتصدى لسيف كازويا الياباني .
    ==============
    غطت الدماء الحمراء الأعشاب تحت أقدام كلاً من سليمان و كازويا
    و لكنها لم تكن إلا دماء الأول
    فقال الثاني و هو يسير حول الشاب ببطء و سخرية : ماذا بك ؟
    لا تقل لي أنك تعبت ؟
    أستند سليمان على اليسف و هو يجاهد للوقوف بأنفاسه اللاهثة
    لم يكن قادراً غلى الإستمرار
    و لم يكن قادراً على النطق بحرف
    فأكمل كازويا بسخرية : أتعرف ما الذي أغضبني في آخر لقاء لنا ؟
    رؤيتك تلك النظرة في عينيك
    لم أحتمل الشفقة الحقيرة التي ظهرت في عينيك
    و لهذا أقسمت على الإنتقام منك أنت و ذلك الحقير .
    قال سليمان بصوت شبه خافت : أنت مريض
    عقلك المريض يوهمك بأشياء لم تحدث .
    قال كازويا و قدماه تتوقفان : أنا بالفعل مريض
    مريض لأنني لن أقتلك إلى الآن .
    ثم رفع سيفه و قال مكملاً : و مريض لأنني تركتك تستخف بي و بمهاراتي في القتل أيها العربي الحقير .
    ثم أندفع نحوه بسرعة و أستعد ليهوي على رأس الشاب بسيفه
    و لكن الأخير قفز للخلف برشاقة على الرغم من عضلات فخذه الممزقة
    و تمكن من تفادى النصل الحاد و تركه يعبر أمامه دون هدف
    فأستغل هذه الفرصة و رفع سيفه من بين رجلي كازويا
    و لكن الأخير تصدى لهذه الضربة ببطن حذائه الذي فوجئ سليمان به كونه مصنوع من المعدن
    فقال كازويا بسخرية : أنت لا شيء أمامي أيها الحقير .
    ثم دفع سيفه ليخترق صدر سليمان من الأمام إلى الخلف
    فانطلقت صرخته تدوي في السهل كله
    و لم يقوى بعد ذلك على حمل جسده
    فسقط على ركبتيه و ترك سيفه يسقط من يده
    قال كازويا و هو يترك السيف معلقاً في صدر الشاب : لن أفعل المزيد
    سأتركك تموت ببطء
    و لن أتحرك و أنا أتفرج عليك تحتضر مثل كلب دهسته بسيارتي .
    أمسك سليمان بمقبض سيف كازويا و تأمله بعينين متعبتين يوشك صاحبهما على الموت
    أكمل كازويا و هو يقترب منه : سأخبرك بسر قبل أن تموت .
    ثم أنحنى أمامه و قال بخفوت و كأنه لا يريد لأحد أن يسمعه : أتعرف لماذا تركت ذلك الغبي يذهب خلف فتاته ؟
    رفع سليمان عينيه إليه بحذر : فأكمل الشاب : لأنه سيلقى حتفه على يدي صديقه العزيز
    كين .
    قال سليمان بغضب و هو يزيد ضغط أصابعه على مقبض السيف : لن تنجو بفعلتك أيها الحقير .
    و دوت تلك الرصاصة المميزة
    رصاصة أتسعت لها حدقتا سليمان غير مصدق لما سمعه
    فانطلقت ضحكة كازوياالهستيرية تعلن إنتصاراً غير مرئي
    ثم قال : هنا ترسم نهاية قصتي .
    قال سليمان بغضب ثائر : إذهب إلى الجحيم .
    و جذب السيف من صدره بقوة و دفعه بصرخة مدوية نحو رأس كازويا
    و لم يجد الأخير فرصة مناسبة للهرب من هذه الضربة
    فأخترق السيف رأسه و عبر مؤخرة جمجمته لتنثر منها الدماء الحارة
    و تجمد المشهد
    سليمان على ركبتيه يقبض على السيف المغروص في جبين كازويا
    و هذا الأخير واقف بلا حراك و إبتسامته البالية مجمدة على شفتيه
    و بعد مرور ثلاثون ثانية , قال سليمان : إذهب إلى الجحيم .
    و ترك مقبض السيف ليسقط كازويا على الأرض جثة هامدة تنهمر منها الدماء
    و أخيراً سقط سليمان على ظهره
    و أغمض عينيه و هو يقول : كانت طريقاً طويلة
    و لكنها أنتهت أخيراً .
    تناهى إلى مسامعه صوت كازوما و هو يهتف : سليمان .
    أبتسم و قال : لم يقتلا
    هذا رائع .
    جلست ساكورا و كازوما عن يمينه و عن يساره و قالت الأولى بذعر : ماذا فعل بك ذلك الوغد ؟
    قال سليمان و هو يبتسم أكثر : لا تقلقا بشأني
    فقد أنهيت مهمتي
    و الحمد لله أنك تمكنت من إخراجها قبل أن يفوت الأوان .
    قالت ساكورا بذعر : لا تقل هذا
    سننجح في .
    قاطعها سليمان
    و ألقى عبارته الأخيرة
    " أشهد أن لا اله إلا الله , و أشهد أن سيدنا محمداً رسول الله "
    ============
    تأمل كازوما النعش و هو ينقل على سير إلى الطائرة
    تأمله بعينين حزينتين
    فالشخص الذي داخل النعش هو سليمان
    الشاب الذي ساعده منذ يومين على إنقاذ ساكورا
    و مضحياً بحياته من أجل تحقيق ما عجز هو عنه
    فقال : الوداع أيها العربي .
    أتاه صوت من خلفه يقول : هل أنت كازوما توكاي ؟
    أستدار ليرى شاباً بمعطف أسود , بني الشعر و عينيه عسليتين
    قال كازوما : أنا هو .
    قال الشاب : أنا صديق قديم لسليمان
    كنا نعمل معاً
    أدعى أحمد صادق .
    قال كازوما : أنا حقاً آسف لما حدث .
    قال أحمد : و أنا كذلك يا رجل
    و لكن لدي أمر أريد أن أطلبه منك .
    قال كازوما : ما هو ؟
    قال أحمد و هو يخرج ظرفاً من جيبه : أريدك أن توصل هذه للآنسة يوكي ميجومي
    تناول كازوما الظرف و قال : أعتقد أنه يهمها أن تحصل عليه .
    قال أحمد : سأكون شاكراً لك يا كازوما .
    قال كازوما : كنت أريد قول شيء لسليمان
    و لكنني لم أجد الوقت لفعل ذلك .
    ثم نظر إلى أحمد ليقول : أردت شكره على كل ما فعله
    لقد ساعدني في أهم مهمة في حياتي
    لقد ساعدني على إنقاذ إبنة عمي ساكورا
    و ضحى بحياته من أجل تخليص البشرية من وحش بشري مثل كازويا .
    قال أحمد : سليمان كان سعيد بما فعله
    فلا داعي لشكره على ما فعل .
    ثم أستدار ليغادر
    و لكن كازوما أستوقفه بقوله الحزين : كان الله في عونكم .
    قال أحمد دون أن يستدير : و عونكم .
    ظلت عينا كازوما تلاحقه , حتى أختفى
    هنا تحرك الشاب و توجه نحو بوابة الخروج من الممر
    حيث وقفت ساكورا برفقة هانزو
    فقال الأخير : هل ودعته ؟
    قال كازوما بهدوء : لقد فعلت .
    قالت ساكورا : على الأقل سيكون سعيداً
    حيث سيلتقي عائلته .
    قال كازوما و هو يقف أمامها : لا أحد يعلم
    ماذا كان سيحدث لو أنه بقي على قيد الحياة
    ربما كان سيموت بسبب المرض المصاب به
    و ربما سيكتشف علاجاً يشفيه من الإصابة
    و ربما كان
    قاطعته : ربما تركها خلفه .
    رفع كازوما عينيه للفتاة , ثم قال : ربما .
    أقترب منها ليضمها ثم قال : و لكنه قدم لي خدمة لن أنساها ما حييت .
    ساعدني على إعادتك إلي .
    ضمت ذراعيها حوله و قالت : حمداً لله
    حمداً لله على كل شيء .





    رد مع اقتباس  

  8. #38  
    المشاركات
    3,260
    النهاية الرابعة

    ------------

    ضغط كازوما على زناد مدفعه دون أن يفكر في الذخيرة
    فانطلقت رصاصاته لتطرح العديد من رجال كازويا الذين يحيطون بالمبنى القديم
    تلقى رصاصتين أخترقت فخذه و ثالثة أخترقت كتفه
    فعاد مكانه خلف الجدار يضغط على جرحه الثالث
    ثم قال بألم : اللعنة
    إنهم أكثر عزماً من السابق .
    أعد ملئ مدفعه بالذخيرة و عاد يطلق نيرانه
    أستمر في فعل ذلك مالا يقل عن الثلاث دقائق
    حتى انطلقت عدة رصاصات من خلفه
    فأخترقت كتفه الأيسر و أسقطته
    و لكنه أعتدل على الأرض بسرعة ليطلق ثلاث رصاصات قتلت مهاجميه الثلاثة
    جلس و قال بألم : الأوغاد
    الأوغاد .
    أنتزع قنبلة يدوية من حزامه و رماها نحو الرجال
    فحماه الجدار من موجة الإنفجار
    قفز من مكانه و تقدم بخطوات سريعة على الرغم من إصاباته الخمسة
    صعد على السلالم قفزاً
    حتى توقف بسبب نيران أعدائه مرة أخرى
    فأحتمى بالجدار الذي تفتت طبقته الأولى بسبب غزارة النيران
    فقال و هو يعيد تجهيز مدفعه : أين أنت يا ساكورا ؟
    دفع مدفعه دون أن يخرج و ضغط على الزناد
    فتوقفت نيران أعدائه
    أستغل هذه الفرصة ليغادر مكانه و يندفع بخطوات رشيقة نحو مطلقي النار
    خفض مدفعه المعلق على كتفه و سحب مسدسين صوبهما نحو المسلحين
    فضغط على الزنادين في إتجاهين مختلفين
    كان سريعاً و هو يتقدم بين المسلحين
    و أخيراً توقف أمام باب موصود بإحكام
    كان يلهث بتعب لجراحه الغزيرة
    فقال : اللعنة عليك يا كازويا .
    هتف بعد ذلك : إبتعدي يا ساكورا .
    ثم نسف الرتاج و الأقفال الثلاثة بمسدسية
    ثم دفع الباب بركلة قوية
    و انطلقت الرصاصة
    تلتها عدة رصاصات عبرت الباب المفتوح
    و لكنه لم تصب إلا الهواء
    أرتفع صوت يقول بسخرية : كنت أتوقع رؤية وجهك
    و لكن يبدو أنك أذكى مما تصورت .
    عقد كازوما حاجبيه و قال بهمس غير مسموع : لا يمكن .
    عاد يقول من في الغرفة بسخرية : أين أنت ؟
    أظهر وجهك لي يا عزيزي
    سنتحدث كما تفعلون يا رجال القوات الخاصة .
    تحرك كازوما بخفة و حذر
    و أكمل المتحدث حديثه : أريد رؤية وجهك الحقير قبل أن أثقبه برصاصة .
    قفز كازوما عبر نافذة تطل على الغرفة
    تدحرج ثم وقف بحدة خلف محدثه و هو يصوب مسدسه إلى مؤخرة رأسه
    ثم قال بهدوء غاضب : سنتحدث الآن يا كين .
    خفض الأخير سلاحه و قال بهدوء : أنت لا تفهم
    كم أنت غبي يا كازوما .
    شعر الشاب بفوهة مسدس باردة تلتصق برأسه من الخلف
    أستدار كين نحوه و قال : سيكون من الممتع رؤية حبك الوحيد و هي تفجر رأسك برصاصة تطلقها أصابعها .
    خفض كازوما مسدسه و قال بغضب : أيها الحقير
    عماذا تتحدث ؟
    قال كين و هو يشير إليه بأن يستدير : أفضل أن ترى بنفسك .
    أستدار كازوما لتقع عينيه على حامل السلاح المصوب نحوه
    فأتسعت عيناه بذهول
    ثم قال : ساكورا !
    قال كين و هو يسير ليقف بجانب الفتاة : عملية غسيل مخ ناجحة حققت ما عجزت أنا عن فعله .
    ثم أسند ساعده على كتف الفتاة ثم قال : و ستكون كافية لنسف رأس المليئة بالهراء يا كازوما .
    تراجع كازوما و هو يقول و الذهول يسيطر عليه : ماذا فعلت بها ؟
    ماذا فعلتم بها ؟
    قال كين : ماذا سيكون جوابك لو أنني طلبت منك الضغط على الزناد يا ساكورا ؟
    قالت الفتاة بآلية : سأفعل .
    أقترب كين بوجهه من أذنها و قال : إذن إفعلي يا ساكورا .
    قال كازوما بتوتر : لا تفعلي يا ساكورا
    أنا كازوما
    ألا ترين ؟
    لم تضغط الفتاة على الزناد كما توقع كين
    فقال بصرامة : أطلقي النار يا ساكورا .
    قال كازوما بصوت متوتر : ساكورا
    أنا كازوما
    الرجل الذي يحبك
    إستمعي إلي
    أنظري إلي
    راقبي وجهي و ستعرفين أنني كازوما .
    ظهر بعض التوتر على ملامحها و بدأت يدها ترتجف
    فبدأ كين يقول بعصبية و غضب : أنا آمرك بإطلاق النار يا ساكورا
    أطلقي النار عليه
    أقتليه .
    خفض كازوما صوته و هو يقول : إذا كنت تريدين إطلاق النار , فأفعلي يا ساكورا
    لن أكون نادم على ذلك .
    و هبط الصمت على الجميع
    و على الرغم من صرخات كين الغاضبة و العصبية , إلا أن ساكورا لم تسمع أي كلمة أو حرف نطق به
    كل ما كان يشغل بالها هي صورة الشاب الذي أمامها
    الشاب الذي تصوب سلاحاً قاتلاً نحوه
    الشاب الذي تستعد لقتله
    شاب يحمل أسم كازوما
    و يحمل قلباً ليس له
    لأنه لها
    تلألأت الدموع في عينيها و ضعفت أصابعها حول مقبض المسدس
    حتى أصبحت غير قادرة على حمل المسدس
    فسقط من يدها و هي تنطق بكلمة
    " كازوما "
    أرتسمت على شفتي الشاب إبتسامة كبيرة و هو يقول : ساكورا
    حمداً لله .
    صرخ كين كالمجنون : مستحيل
    لن تحصل عليها .
    و سحب سلاحه و رفعه نحوها
    و دوت الرصاصة القاتلة لتسقط هدفها أرضاً
    =========
    تأمل كازويا تحركات سليمان الحذرة و الدماء تقطر مه
    ثم قال : هل أنت متعب ؟
    قال سليمان و أنفاسه تتلاحق : لا
    فالمرح لم ينتهي بعد .
    أبتسم كازويا و قال : يبدو أنك تتجاهل الحقيقة
    فأنا ياباني يحترف فن السيف , بل يعشقه
    كما أنه السلاح الأولي الذي أستخدمه في المعارك
    هذا يعني أنك ميت لا محالة .
    أبتسم سليمان و قال : أنت محق في شيء واحد
    أنني ميت
    و لكنني لن أكون كذلك بسيفك
    بل بسبب لا يعلمه إلا الخالق وحده .
    رفع كازويا سيفه و قال : أنت و إلاهك
    أنت ميت
    و صدق هذه الكلمات
    سيحدث ذلك بسيفي .
    و أنطلق نحوه كالرصاصة
    و لكن سليمان كان مستعداً لهذا الهجوم قبل أن يبدأ
    فأندفع نحوه بسيفه
    و ألتقى السيفان
    فانطلقت شرارة قوية
    أقترب الشابان من بعضهما بتحد و قوة
    و قال كازويا : كم إصابة في جسدك يا سليمان ؟
    قال سليمان : ستة
    كلها بسببك .
    قال كازويا : تذكر الإصابتين الأخيرتين التي في ذراعيك
    أتعتقد أنهما سيساعداك في التصدي لسيفي ؟
    قال سليمان : لدي أكثر ما أحتاجه لأتصدى لك أيها الحقير .
    ثم أنتزع يده اليسرى من مقبض السيف و وضعها على صدره
    ثم قال : أملك هذا .
    أتسعت عينا كازويا لرؤية يد سليمان اليسرى حرة
    فقال بذهول : أنت لست آدمياً .
    قال سليمان بحزم : بل أنا كذلك .
    ثم سدد لكمة قوية لأنف كازويا
    فأرتد رأسه للخلف و الدماء تتناثر من أنفه
    و لكنه لم يترك سيفه
    فرفع سليمان سيفه للأعلى و صرخ بقوة : الله أكبر .
    رفع كازويا سيفه و هو يصرخ بغضب : لن تفلح .
    و هوى سليمان بسيفه
    و تحول نصله إلى شهاب مضيء كسر سيف كازويا
    و أستقر بين ساقيه
    و للحظات , تجمد المشهد سليمان و وجهه لا يفارق الأرض
    و عينا كازويا المجمدتين
    و أخيراً , دماء تغرق النصل
    رفع سليمان عينيه و قال بهدوء : هنا تنتهي قصتك أيها الوغد .
    و سقط نصفي كازويا يميناً و يساراً
    و ترك سليمان السيف من يده
    ثم أنتصب واقفاً و قال : يبدو أنني أنهيت مهمتي باكراً .
    تراجع إلى حقيبته و خطف منها مسدساً
    ثم ألتفت إلى المبنى القديم و قال : هل أنتما بخير ؟
    و تقدم نحوه بخطوات حاول قدر الإمكان جعلها سريعة
    و لكن فخذيه كانا ينثران الدماء مع كل خطوة يخطوها
    و لكنه تحمل على الرغم من الألم الرهيب الذي يشعر به
    حتى وصل إلى مدخل المبنى
    فتلفت حوله ليرى الجثث التي تفترش الأرض حوله
    فقال : يبدو أنك واجهتهم بقوة .
    صعد على السلالم حتى تناهى إلى مسامعه صوت كين و هو يصرخ بغضب : أطلقي النار أيتها اللعينة
    فجري رأسه .
    عقد سليمان حاجبيه و قال : ماذا يحدث هناك ؟
    و زاد من سرعة خطواته
    حتى توقفت قدميه أمام الباب المفتوح
    حيث تمكن من رؤية كين و هو يرفع مسدسه نحو ساكورا
    فرفع سلاحه بالتالي بكل سرعته و ضغط الزناد
    و سقط هدفه أرضاً
    التفت كلاً من كازوما و ساكورا نحوه و رأيا إبتسامته و هو يقول : في الوقت المناسب بالضبط .
    تراجع كين و هو يمسك بيده اليمنى بألم : أيها العربي الحقير .
    قال كازوما : ماذا حدث لكازويا ؟
    قال سليمان و هو يرفع مسدسه نحو كين : ستجد نصفيه في الساحة .
    توجهت ساكورا نحو سليمان و قالت بذعر : ماذا فعل بك ذلك المتوحش ؟
    أطلق سليمان ضحكة ساخرة , ثم قال : ذلك الوغد أنتهى يا عزيزتي .
    حمل كازوما سلاحه من الأرض و قال بصرامة : لماذا يا كين ؟
    لماذا ؟
    قال الشاب بغضب : أتريد إجابة لهذا السؤال ؟
    ما رأيك بهذه , اذهب إلى الجحيم .
    قال كازوما : أنت وحدك من سيذهب .
    قال سليمان و هو يخفض سلاحه : سنأخذه إلى الشرطة
    حيث سيقدم لمحاكمة محترمة ستقوده مباشرة إلى الجحيم .
    قالت ساكورا و هي تنظر إليه : لماذا يا كين ؟
    لماذا فعلت كل هذا ؟
    قال الشاب و هو يشير إلى كازوما : لأن هذا الحقير يستحق
    هذا الحقير الذي خطفك مني .
    أرتفع حاجبيها و قالت : خطفني ؟!
    أكمل كين : نعم
    كنت أحبك بكل مشاعري
    و أردت رؤية اليوم الذي يمكنني في الإعتراف لك بذلك
    و لكنه لم يأتي
    لأن كازوما أتى قبله
    هذا اللعين الحقير .
    صمت الكل لثوان , ثم قال سليمان و هو ينزل بجسده على الجدار : سبب غبي مثلك .
    التفت الكل إليه و قال كين بغضب : لا تقل هذا أيها الحقير
    أنت لا تعرف ما الذي كنت أشعر به .
    قال سليمان و هو يسند رأسه على الجدار : مهما كان الذي تشعر به يا هذا , فهو لا يستحق أن تقترف جريمة قتل من أجله .
    صرخ كين بثورة : و ما أدراك أنت عن الحب ؟
    أبتسم سليمان بسخرية , ثم قال : ما أدراني عن الحب ؟
    يا له من سؤال سخيف .
    ثم التفت إلى كين ليكمل : الحب هو أن تضحي بكل شيء من أجل سعادة من تحب
    حتى لو أن ذلك يعني الفراق
    ماذا تسمي ما تفعله ؟
    حب ؟
    تضحية ؟
    أنا أسميه ضعف
    و جبن لا مثيل له .
    ثم خفض عينيه و قال و هو يسترجع صور عديدة : الحب لي كما كتبه الكتاب
    الحب هو إحساس لا يمكن وصفه
    شعور غريب
    شعور لا تمتلك القدرة على مقاومته .
    ثم رفع عينيه مرة أخرى ليكمل : الحب ليس كما يتخيله شاب مثلك بعقل مريض و ضعيف .
    هبط الصمت لثوان , قبل أن يقطعه كازوما بقول : لنغادر هذا المكان .
    ثم خفض مسدسه و قال : و سننسى ما حدث هنا .
    رفع كين عينيه الدامعتين له , فأكمل : نحن أصدقاء
    و مهما كانت المشاكل التي بيننا , سنظل أصدقاء .
    ============
    وقف سليمان بجانب مخرج الركاب في المطار
    و وقفت يوكي و ساكورا أمامه
    فقال : أعتقد أنني سأرحل بأسرع مما توقعت .
    خفضت يوكي عينيها أثناء قول ساكورا : أردت التعرف عليك أكثر يا سليمان
    و لكن يبدو أن ما فعلته لنا كان كافياً لأعرفك جيداً .
    قال : لم يكن إلا واجبي يا آنسة ساكورا .
    قالت ساكورا بعد ضحكة قصيرة : يبدو أنك لم تبعد كلمة آنسة عن لسانك .
    توردت وجنتاه و خفض عينيه و هو يقول : كنت أتمنى أن أمضي وقتاً أطول معكم
    و لكنني مضطر للعودة
    فهناك من ينتظر عودتي .
    قالت ساكورا : من ؟
    قال : رفاقي
    لقد وجدوا لي عملاً محترماً .
    قالت يوكي دون أن ترفع عينيها : و ماذا عن الإصابة ؟
    ألتفت إليها كما فعلت صديقتها , فقال : لا يوجد تقدم
    سأنتظر نهايتي .
    قالت ساكورا بحزن : و ماذا ستفعل ؟
    قال سليمان و هو يضع يده على كتفها : سأعيش ما بقي لي من عمر كما أريد .
    رفعت عينيها له لتراه يبتسم
    لم تحتمل هذا الموقف , فأندفعت نحوه لتحتضنه و هي تقول بصوت متهدج : ليت بإستطاعتنا فعل أي شيء لك .
    أرتبك و لم يستطع النطق بحرف
    و لكن بعد دقائق , قال : لا تستائي
    ستتلفين زينتك .
    أبتعدت عنه لتراه يبتسم
    فلم تملك إلا الإبتسام
    مسحت دموعها و قالت : سأفتقد إلى حس الدعابة التي تتمتع به يا سليمان .
    كاد ينطق بشيء
    و لكن إندفاعة يوكي نحوه أسكتته
    أرتفع صوت بكائها و هي تقول : لا تتركني يا سليمان
    أرجوك لا تفعل .
    كان سيرتبك لو أنها فتاة عادية
    و لكنها يوكي
    لانت ملامحه و قال : أنا مضطر للرحيل
    هناك أشياء لم أنتهي منها في مدينتي .
    ثم دفعها برفق و قال و هو ينظر إلى عينيها : أتمنى لو تزورين مدينتي في يوم من الأيام .
    زاد إنهمار دموعها و أندفعت نحوه لتغرق بين دفئ ذراعيه
    فقال : شكراً لك يا يوكي على كل شيء .
    قالت : سأشتاق إليك .
    أبتسم و قال : و أنا أيضاً .
    أقترب كازوما منهم و هو يقول بهدوء : ستقلع طائرتك بعد دقائق .
    أبتعدت يوكي عن سليمان الذي قال و هو يبتسم : لا تقلق
    سأبتعد عنكم قريباً .
    أبتسم كازوما و قال : لم أعني هذا أبداً .
    ضحك سليمان , ثم قال : أعرف هذا .
    قال كازوما : أتمنى رؤيتك مرة أخرى .
    قال سليمان : ربما سيحدث هذا
    يوماً ما .
    مد كازوما يده و قال : أتمنى حدوث ذلك .
    صافحه سليمان و قال : أنا أيضاً
    أتمنى حدوث ذلك .





    رد مع اقتباس  

صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234

المواضيع المتشابهه

  1. رواية جينا و مدرسة ريكو
    بواسطة Gina crisis في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-Oct-2012, 08:54 PM
  2. رواية بنات الثانوية كاملة txt
    بواسطة Bshaer‘am في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 10-Jun-2012, 10:36 PM
  3. نتائج الثانوية العامة للسعودية بنين 1432,نتائج الثانوية العامة السعوديه شباب sms
    بواسطة حبيبت دودي في المنتدى المرحلة الثانوية - تحضير - حلول وتدريبات
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-May-2012, 05:08 PM
  4. سترحل !!
    بواسطة ~بنت أصول~ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 10-Mar-2008, 08:56 AM
  5. سترحل عني يوما وتنساني
    بواسطة طائر الحب في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-Jul-2006, 08:23 AM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •