شكك صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية في مشاركة المملكة في مؤتمر السلام الدولي الذي دعت اليه الولايات المتحدة اذا لم يتطرق الى القضايا الرئيسية.
وقال سموه في مؤتمره الصحفي الذي عقد أمس في فرع وزارة الخارجية بجدة : المملكة لا ترى فائدة من اي اجتماع او مؤتمر اذا لم يكن شاملا واذا لم يعالج القضايا الرئيسية للنزاع في الشرق الاوسط.
وفي سؤال لـ “ المدينة “ عن ما إذا كانت هناك مبادرة سعودية لرأب الصدع الفلسطيني من خلال اتفاق “ مكة 2 “ , نفى سموه وجود أي مبادرة سعودية جديدة لتسوية الخلاف الفلسطيني الفلسطيني .
وقال : إن المملكة لا تزال تساند كل جهد ممكن لإعادة توحيد الصف الفلسطيني في ظل الانقسامات الراهنة .
وأضاف سموه : خلال لقاء خادم الحرمين بالرئيس الفلسطيني لم يتم التطرق إلى أي آراء جديدة حول سبل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وكان سمو وزير الخارجية قد استهل مؤتمره بكلمة قال فيها : استقبل خادم الحرمين الشريفين البارحة فخامة الرئيس محمود عباس وقد تم خلال اللقاء بحث المستجدات على الساحة الفلسطينية إضافة إلى الجهود الدولية والعربية لتنشيط عملية السلام في المنطقة بما في ذلك المؤتمر الدولي والاجماع الدولي للسلام في الشرق الاوسط.
كما تم بحث اهمية ان يتناول هذا الاجتماع العملية السلمية بشكل شامل وعلى كافة المسارات ويركز على معالجة قضايا الحل النهائي الرئيسية وفق إطار زمني محدد وإلتزامات متوازنة بين كافة الاطراف بما يكفل الانسحاب الاسرائيلي الشامل من كافة الاراضي العربية المحتلة خاصة وان المبادرة العربية للسلام ستشكل احد اسس البحث في الاجتماع إضافة إلى مقترح الرئيس الامريكي بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة الاطراف وقابلة للحياة تعيش في سلام مع جيرانها .
وقد أكد خادم الحرمين الشريفين على الاهمية البالغة لوحدة الصف الفلسطيني حقنا للدماء وتوحيدا للمواقف والجهود في عملية السلام كما انه من المهم ان تثبت إسرائيل جديتها في التعامل مع المؤتمر الدولي للسلام من خلال القيام بخطوات ملموسة على الارض بوقف كافة ممارساتها غير المشروعة وعدم اتخاذ اية إجراءات من شأنها تعطيل المؤتمر او إثارة الشكوك حول اهدافه .
فيما يتعلق بالعراق تابعت المملكة تقرير بترايوس كروكر وترحيب الحكومة العراقية بهذا التقرير ونرى ان هناك توافقا شاملا حول المبادئ والاهداف بشأن حل الازمة في العراق مع توصيات المؤتمرات الاقليمية والدولية وبصفة خاصة مؤتمرات دول الجوار ونأمل ان تبذل كافة الاطراف العراقية المسؤولة جهودا مضاعفة في تنفيذ المبادئ المنوه عنها في هذا الصدد عبر ترسيخ الوحدة والعدالة والمشاركة بين جميع مكونات الشعب العراقي وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة ومتطلباتها الدستورية والقانونية والسياسية والاقتصادية والتصدي بحزم لجميع الميلشيات الطائفية والمجموعات الارهابية والنأي بالعراق عن التدخلات الخارجية التي تستهدف العبث بأمنه واستقراره وهويته العربية .
وفيما يتعلق بالازمة في لبنان قال سموه ان المملكة تتابع جهودها لدى جميع الاطراف في سبيل حل الخلافات القائمة بين الفرقاء اللبنانيين خاصة مع حلول موعد الانتخابات الرئاسية ونجدد دعوتنا إلى كافة القيادات اللبنانية بالتوافق وتغليب المصلحة الوطنية على كل ما يعوقها من تدخلات خارجية تهدف إلى استباحة الساحة اللبنانية وان يحرصوا على تجنب الانخراط في الصراعات الاقليمية والدولية التي تهدد الكيان اللبناني .
وبشأن تطورات ازمة دارفور نوه سموه بجهود الحكومة السودانية وتعاونها الايجابي البناء مع الامم المتحدة وما اسفرت عنه الزيارة الاخيرة للأمين العام للأمم المتحدة للسودان وذلك في اطار المبادئ التي اتفق عليها الطرفان على هامش قمة الرياض العربية وقال نأمل ان تؤدي إلى حفظ السلام في الاقليم وتضع حدا للمعاناة الانسانية التي يشهدها وفقا لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1769.
بعد ذلك فتح سموه المجال لأسئلة الصحفيين , ففي سؤال عن طبيعة الاتفاق الذي توصلت اليه المملكة مع الحكومة الباكستانية من جهة ومع نواز شريف من جهة اخرى قال سموه : كان هناك تصريح لصاحب السمو الملكى الامير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة اما فيما يتعلق بأمور اخرى فهى تخص الشأن الباكستانى .
وعن احتمال زيارة وزير الخارجية السورى للمملكة اوضح سمو وزير الخارجية ان الزيارات بين المسؤولين العرب امر طبيعى وليست غريبة .
وعبر سموه عن امله بأن تسهم الزيارة إذا تمت في تقريب وجهات النظر في مجمل القضايا العربية.
وعن المؤتمر الدولي للسلام الذي دعت اليه الولايات المتحدة قال سموه المملكة لا ترى فائدة من اي اجتماع او مؤتمر اذا لم يكن شاملا واذا لم يعالج القضايا الرئيسية» للنزاع في الشرق الاوسط.
واضاف : اذا هذه الامور لم يوفرها الاجتماع اشك في ان تشارك المملكة.
واوضح سموه قائلا : اذا لم يتعرض هذا المؤتمر او الاجتماع للقضايا الاساسية, القدس, الحدود, الفلسطينيين, وغيرها من القضايا الاساسية التي نصت عليها بشكل واضح مبادرة السلام العربية, فلن يكون للمؤتمر اي هدف».
وأضاف اذا لم يحدد المؤتمر جدولا زمنيا, فندخل في مفاوضات لا نهاية لها وهذا ما لا ترغب الدول العربية الدخول فيه.
وقال سمو وزير الخارجية يجب ان يكون هناك التزامات متوازية بين الطرفين, فلا تكون مسؤوليات على جهة ولا مسؤولية على الجهة الاخرى فمن الضروري ان تثبت اسرائيل جديتها عن طريق العمل الجاد في ازالة المستعمرات وفتح المعابر للفلسطينيين, والسماح بتحسين الاوضاع المعيشية للفلسطينيين وان تقوم بخطوات جادة تؤكد على مصداقيتها وجديتها في دخول السلام. فإن لم تكن هذه الامور موجودة فلن يكون هناك فائدة من المؤتمر.
وعن ماجرى بين القيادة السعودية والفلسطينية في اجتماع امس الاول الذي جمع خادم الحرمين بالرئيس الفلسطيني محمود عباس قال سعود الفيصل : حث خادم الحرمين الفلسطينيين على ضرورة توحيد الموقف الفلسطيني , فالسلام لايحدث إذا كانوا متخاصمين.
وعن موقف المملكة من الصراع الدائر بين القادة العراقيين على السلطة خاصة بعد انسحاب التوافق وهجوم علاوي على الحكومة أكد سمو وزير الخارجية على أن المملكة تقف على مسافة واحدة من كافة الأطياف العراقية .
وفي سؤال عن قدرة المنطقة على تحمل انسحاب القوات الأجنبية من المنطقة , قال الفيصل : إن انسحاب القوات الأجنبية من العراق أمر يرجع إلى الحكومة العراقية وحدها.
وعن إمكانية حصول إتفاق لبناني مع قرب الاستحقاق الرئاسي في 25 سبتمبر , خاصة بعد عودة المساعي وعودة السفير عبدالعزيز خوجة الى بيروت قال سمو وزير الخارجية : المبادرة التي طرحها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لحل الازمة السياسية في لبنان تمثل فرصة يمكن ان تؤدي الى حل
وأضاف : بعد المبادرة التي اعلن عنها السيد نبيه بري, هناك تفاؤل مشوب بالحذر, هناك فرصة اذا استغلت النوايا التي وراء هذه المبادرة.
واضاف : المبادرة فيها تغيير عن الموقف السابق ويمكن ان يؤدي ذلك الى حل.
وشدد سموه على انه يجب ان يكون هناك ثقة بين الاطراف كلها لتتفاعل مع مضامين المبادرة, واذا ما تم ذلك, سيفتح الطريق لانتخاب رئيس متفق عليه وهذه اول خطوة لانهاء الازمة ان شاء الله.
وعن إمكانية فتح سفارة للمملكة في بغداد بعد عودة الوفد السعودي الذي ذهب الى هناك لدراسة امكانية افتتاح السفارة, قال سموه : بناء على التقرير سيتم افتتاح سفارة هناك في القريب العاجل.
وعن المصالحة الوطنية العراقية شدد سمو وزير الخارجية على أنه لن يحدث تقدم في العراق دون تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة هناك.
وعن ماقاله مساعد وزير الخزانة الامريكية من أن المملكة لم تبذل جهودا كافية لمكافحة الارهاب رد سمو وزير الخارجية قائلا : نحن نسمع بين فترة واخرى ان المملكة لا تبذل الجهد الكافي, وعندما نلتقي بالمسؤولين يشكروننا على الجهد الذي تبذله الحكومة لمكافحة الارهاب.
واضاف : ان المسؤولين الغربيين يقولون ان البرنامج الذي تقوم بتنفيذه المملكة هو من افضل البرامج على الساحة الدولية لمواجهة الارهاب في جانبيه سواء الامني او المادي , فنحن نستغرب ولكن ما لنا الا ان نقول ونكرر اننا نبذل كل جهد وانه اذا كان لأحد شك في ذلك فليقل لنا ماذا قصرنا, وليطلع على ما يبذل من جهد هنا وسيكون هو الشاهد على مدى جدية المملكة ومصداقيتها في هذا الاطار.