قال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ان خادم الحرمين الشريفين بحث مع الرئيس الفلسطيني المستجدات على الساحة الفلسطينية، اضافة إلى الجهود الدولية والعربية لتنشيط عملية السلام في المنطقة بما في ذلك المؤتمر الدولي والاجماع الدولي للسلام في الشرق الأوسط خلال الاستقبال الذي تم الليلة قبل الماضية.
وأضاف سموه: كما تم خلال اللقاء أهمية ان يتناول هذا الاجتماع العملية السلمية بشكل شامل، وعلى كافة المسارات، ويركز في معالجة قضايا الحل النهائي الرئيسة، وفق اطار زمني محدد والتزامات متوازنة بين كافة الأطراف، بما يكفل الانسحاب الإسرائيلي الشامل من كافة الأراضي العربية المحتلة، خاصة وان المبادرة العربية للسلام ستشكل أحد أسس البحث في الاجتماع، اضافة إلى مقترح الرئيس الأمريكي بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، ومتصلة الأطراف وقابلة للحياة تعيش في سلام مع جيرانها.
وبيّن سموه ان خادم الحرمين الشريفين أكد على الأهمية البالغة لوحدة الصف الفلسطيني، حقناً للدماء، وتوحيداً للمواقف والجهود في عملية السلام
كما انه من المهم ان تثبت (اسرائيل) جديتها في التعامل مع المؤتمر الدولي للسلام من خلال القيام بخطوات ملموسة على الأرض بوقف كافة ممارساتها غير المشروعة، وعدم اتخاذ أية اجراءات من شأنها تعطيل المؤتمر أو إثارة الشكوك حول أهدافه.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الدوري الذي عقده سموه بعد ظهر أمس في مقر وزارة الخارجية بجدة.
وقال سموه: أما فيما يتعلق بالعراق فقد تابعت المملكة تقرير بترايوس كروكر وترحيب الحكومة العراقية بهذا التقرير، ونرى أن هناك توافقاً شاملاً حول المبادئ والأهداف بشأن حل الأزمة في العراق مع توصيات المؤتمرات الاقليمية والدولية وبصفة خاصة مؤتمرات دول الجوار، ونأمل أن تبذل كافة الأطراف العراقية المسؤولة جهوداً مضاعفة في تنفيذ المبادئ المنوه عنها في هذا الصدد عبر ترسيخ الوحدة والعدالة والمشاركة بين جميع مكونات الشعب العراقي، وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة ومتطلباتها الدستورية والقانونية والسياسية والاقتصادية، والتصدي بحزم لجميع الميليشيات الطائفية والمجموعات الإرهابية، والنأي بالعراق عن التدخلات الخارجية التي تستهدف العبث بأمنه واستقراره وهويته العربية.
وعن الشأن اللبناني قال سموه: بالنسبة للأزمة في لبنان، تتابع المملكة جهودها لدى جميع الأطراف في سبيل حل الخلافات القائمة بين الفرقاء اللبنانيين، خاصة مع حلول موعد الانتخابات الرئاسية، ونجدد دعوتنا إلى كافة القيادات اللبنانية بالتوافق وتغليب المصلحة الوطنية على كل ما يعوقها من تدخلات خارجية تهدف إلى استباحة الساحة اللبنانية، وأن يحرصوا على تجنب الانخراط في الصراعات الاقليمية والدولية التي تهدد الكيان اللبناني.
وفيما يتعلق بتطورات أزمة دارفور، نود أن ننوه بجهود الحكومة السودانية وتعاونها الايجابي البناء مع الأمم المتحدة، وما أسفرت عنه الزيارة الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة للسودان، وذلك في إطار المبادئ التي اتفق عليها الطرفان على هامش قمة الرياض العربية، والتي نأمل أن تؤدي إلى حفظ السلام في الإقليم، وتضع حداً للمعاناة الإنسانية التي يشهدها وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم
1769.ونفى سموه أن تكون المملكة قد دعت لمؤتمر أو لقاء جديد بين الفلسطينيين في مكة حيث أن المبادرة السابقة قامت باتفاق الاخوة الفلسطينيين وبجهودهم وما يجب عليهم هو العودة لما اتفقوا عليه، وليس هناك مبادرة سعودية جديدة، والمهم ليخرج الاخوة الفلسطينيون من هذا الخلاف القائم الآن هو عودة الأمور لما كانت عليه حتى تتحقق المصالحة المنشودة، وإذا حدث خلاف ذلك فإن الأمور ستزداد سوءاً وتناحراً بين الاخوة الذين يفترض أن يكونوا على قلب واحد ورأي موحد لتحقيق ما يتطلع إليه الشعب الفلسطيني ويخدم قضيته.
وبين سموه أن زيارة الأخ وليد المعلم وزير الخارجية السوري ليست مستغربة لأن الزيارات بين الدول العربية تتم في إطار الاخوة العربية ونأمل إذا تمت الزيارة أن تساهم في تقريب وجهات النظر في مختلف المواضيع التي تهم البلدين.
وعن الوضع اللباني قال سموه: نأمل أن تحقق المشاورات القائمة في لبنان ما يتطلع له الشعب اللبناني، خصوصاً بعد المبادرة التي أعلن عنها نبيه بري.
وقال سموه: لا شك ان ما يجري على الساحة اللبنانية يدعو للتفاؤل، ولكنه تفاؤل مشوب بالحذر وهناك فرصة لاستغلال المبادرة لأن فيها نقاطاً يمكن أن تساهم في بناء الثقة بين جميع الأطراف اللبنانية والذي يعتبر المفتاح الحقيقي لحل كل المشاكل القائمة وأولاً وأخيراً فإن الوضع اللبناني علاجه يكمن في القرار الذي يتفق عليه اللبنانيون.
وأكد سموه على ضرورة المصالحة الوطنية في العراق لأنها هي الطريق لحقن الدماء وايقاف حمام الدم في هذا الجزء الغالي من وطننا العربي لافتاً سموه النظر الى ضرورة نزع اسلحة المليشيات في العراق لأن ذلك اذا لم يحصل فإنه سيكون سبباً لاشعال فتيل الصراع بين الاطياف العراقية في اي لحظة وهذا سيؤدي الى عدم الاستقرار والى عدم قيام المصالحة الوطنية التي سينهي تحققها جميع المشاكل القائمة حالياً.
وبين سموه ان خروج او بقاء القوات الأمريكية هو قرار من شأن الحكومة العراقية والشعب العراقي.
وقال سموه: ان اللجنة التي تم ارسالها للعراق لبحث امكانية اعادة فتح السفارة السعودية في العراق تعكف حالياً على وضع تقرير بما شاهدته في الزيارة وعلى ضوء هذا التقرير سيتحدد فتح السفارة السعودية، والذي ارجو ان يكون قريباً.
وقد اجاب سموعلى اسئلة الصحفيين.
ففي سؤال عن امكانية ان تقدم المملكة مبادرة جديدة للفلسطينيين وذلك بعد المكالمة الهاتفية التي اجراها اسماعيل هنية مع سمو ولي العهد واستقبال خادم الحرمين الشريفين للرئيس عباس قال سموه ان بنود مبادرة مكة واضحة والتي تم الاتفاق عليها من قبل الاطراف الفلسطينية واذا كان هناك اي رغبة للمصالحة فعليه الرجوع الى بنود اتفاقية مكة والعمل بها والمملكة لن تقدم اي مبادرة بديلة لاتفاق مكة بشأن الخلافات الفلسطينية.
وعن موقف المملكة من عودة رئيس الوزراء الباكستاني الاسبق نواز شريف الى المملكة قال سموه ان تصريح سمو الأمير مقرن رئيس الاستخبارات العامة كان واضحاً منذ البداية اما فيما يتعلق بأي امور اخرى فهي تخص الشأن الباكستاني.
وعن الغاء زيارة المعلم للمملكة بين سموه ان الزيارات بين المسؤولين العرب امر طبيعي وليست غريبة ونأمل اذا تمت الزيارة ان تسهم في تقريب وجهات النظر في مجمل القضايا العربية.
وفي سؤال ل"الرياض" عن القلق السياسي العربي من عدم وجود اجندة واضحة لمؤتمر السلام القادم اكد سموه ان هذا المؤتمر او الاجتماع اذا لم يحمل مواضيع جادة تهدف الى حل النزاع ووضع المبادرة العربية كهدف رئيسي فيه وتوجد به اجندة تفصل القضايا بالشكل المطلوب وان تلزم اسرائيل بالخروج من الأراضي التي احتلتها فإن هذا المؤتمر او الاجتماع لن يكون له اي هدف وسيتحول الى مفاوضات يطول امدها.
وفي رده عن الصراع الدائر في العراق والتصريحات الاخيرة لرئيس الوزراء السابق اياد علاوي وهجومه على الحكومة العراقية الحالية اوضح ان المملكة تقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف وما يهمها هو استقرار العراق وضمان امنه.
وعن رأيه حول التقرير الامريكي الذي اشار الى ان القوات الامريكية تحتاج الى 5سنوات قادمة قبل التفكير في الانسحاب وقدرة المنطقة على تحمل بقاء القوات الأمريكية كل هذه المدة قال سموه ان هذا الموضوع يعرفه العراقيون وهم اكثر دراية به.
وقال سموه حول الوضع في لبنان وموقف المملكة مع قرب الاستحقاق الرئاسي ان المشاورات التي تحدث الآن خصوصاً بعد مبادرة نبيه بري تعطي تفاؤلا فيه حذر وآمل ان يكون فرصة لاستغلال هذه المبادرة لأن فيها نقاطا يمكن ان تحقق الفاق بين جميع الاطراف اللبنانية وان حسم التوافق على منصب الرئيس اللبناني سوف يسهم بشكل فاعل في حل الازمة.
وفيما يخص فتح سفارة المملكة في العراق قال سموه ان التقرير الذي جاء به الوفد السعودي الذي ذهب الى العراق لمعرفة امكانية فتح سفارة هو تحت الدراسة والبحث مشيراً الى امكانية فتح سفارة في العراق خلال الفترة القليلة المقبلة.
وبين سموه في رده حول تصريحات وزير الخزينة الامريكي عن ان المملكة لم تقم بالشكل الكامل في مكافحة الإرهاب اننا نستغرب ذلك لأننا كلما جلسنا مع مسؤولين امريكيين شكرونا على ما تقوم به المملكة في مكافحة الإرهاب سواء على المستوى الأمني او المالي ثم نسمع بعد ذلك مثل هذه التصريحات وعلى من يقول ذلك ان يقدم ما يرى اننا مقصرين فيه.
وعن وجود موافقة سعودية لحضور مؤتمر السلام بين سموه ان موقف المملكة واضح في هذا الخصوص فإن لم يكن لهذا الاجتماع او المؤتمر وضوح للقضايا بالشكل المطلوب وان يناقش الظروف الحالية بالشكل المطلوب التي تضمن حلول والزام فإنه لن يكون له هدف.