«غولدمان ساكس»: 30% زيادة في أسعار النفط خلال فصل الشتاء المقبل
مصادر لـ«الشرق الأوسطَ» تقلل من تأثر مصافي «أرامكو السعودية» في تكساس الأميركية بإعصار «دين»
الظهران: طارق بن جميع
توقع خبراء بنك غولدمان ساكس الاستثماري الاميركي، أن يتراوح سعر برميل النفط الخام خلال الشتاء المقبل بين 90 و95 دولارا وهي زيادة بنحو 30 في المائة عن الأسعار المتداولة حاليا.
وذكرت صحيفة «تاجز شبيغل» الالمانية في عددها الصادر أمس، وفقا لما بثته وكالة الأنباء الألمانية، أن خبراء البنك الأميركي ربطوا هذه التوقعات بعدم قيام الدول المنتجة للنفط بزيادة كميات الإنتاج اليومية وكذلك عدم اعتدال فصل الشتاء خلال العام الجاري.
وذكر خبراء في البنك للصحيفة أن أسعار النفط ستستقر فترة طويلة فوق حاجز 70 دولارا للبرميل، وارجعوا الانخفاض الأخير في الأسعار إلى الأزمة الطاحنة في أسواق المال وتحفظ الشركات في المضاربة.
وأشار خبراء البنك أيضا إلى ارتفاع تكاليف صناعة النفط في ظل تراجع المخزون الاحتياطي العالمي من النفط الخام الأمر الذي استبعد معه الخبراء هبوط سعر البرميل تحت حاجز 70 دولارا لفترة طويلة. من ناحية أخرى، طالب خبراء بنك غولدمان ساكس، المستهلكين بالتعود على ارتفاع أسعار زيت التدفئة والبنزين اعتبارا من الشتاء المقبل. إلى ذلك، قللت مصادر قريبة من شركة أرامكو السعودية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أمس، من احتمالية تأثر مصافي عملاق الصناعة النفطية والتي تمتلك جزءا منها مع شركاء آخرين في ولاية تكساس الأميركية والتي تهدد جراء إعصار «دين» العنيف. وقالت المصادر إن مثل هذه المصافي ـ تمتلك الشركة مصفاتين وجزءا من الميناء ـ قد بنيت على أساس مواجهة مثل هذه الكوارث، لكنها استدركت وأشارت إلى احتمالية أن يتدنى مستوى الإنتاج في تلك المصافي من اجل احترازات السلامة.
ويتوقع أن يضرب الإعصار دين، أراضي أميركا الشمالية اليوم الاثنين أو في الساعات الأولى من صباح يوم غد الثلاثاء برياح قد تصل شدتها إلي الفئة الخامسة، وهو أعلى مستوى قد تصل إليه الأعاصير. حيث أعلنت الدول التي يتوقع أن يضربها الإعصار ومنها الولايات المتحدة حالات التأهب.
وذكرت المصادر القريبة من الشركة النفطية التي تمتلكها الحكومة السعودية والتي تعتبر من أكبر شركات النفط العالمية، أن الذي سيتأثر بشكل كبير، هو الميناء الذي يضم المصافي، بحيث يتوقع أن تتوقف العمل فيه إلى حين إنجلاء الإعصار، بسبب ارتفاع الأمواج البحرية وعدم إمكانية رسو السفن على أرصفة الميناء. كما بينت المصادر ـ فضلت عدم الكشف عن اسمها ـ أنه في مثل هذه الحالات، سيتم الاستفادة من مخزون المصافي الموجد في أماكن بعيدة عن المناطق المنكوبة، والتي تمكنها من مد السوق لمدة تتراوح ما بين ستة إلى عشرة اريام وذلك في مثل هذه الحالات الطارئة.
إلى ذلك، كشفت شركة أرامكو السعودية في تقريرها السنوي عن تخطيطها لمضاعفة احتياطاتها من الغاز بإضافة ما قوامه 50 تريليون قدم مكعب خلال 10 سنوات، لتنضم إلى 248.5 تريليون قدم مكعب حاليا، حيث أفصحت عن شروعها في تنفيذ برنامج موسع للتنقيب يهدف إلى زيادة احتياطيات الزيت والغاز الطبيعي في منطقتين هما «اليابسة» و«المغمورة» تكللت باكتشافات رئيسية لحقول جديدة في الوقت الذي تعتزم فيه حفر ما يزيد على 300 بئر تطويرية و230 استكشافية وتحديدية بحلول عام 2011.
وأكد المهندس علي بن إبراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية ورئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، أن الشركة حافظت طوال العام الماضي 2006 على أدائها المتميز في مجال موثوقية التشغيل على نحو لا يضاهى. وشدد الوزير بحسب ما تضمنه التقرير السنوي لأعمال أرامكو السعودية الصادر مؤخرا على وفاء الشركة بكافة ما التزمت به حيال احتياجات عملائها من الطاقة في جميع أنحاء السعودية والعالم. وأشار التقرير إلى تمكن الشركة العام الماضي من تعويض ما أنتج من احتياطيات الزيت بنسبة 104 في المائة عبر إضافة 3.6 مليار برميل إلى هذه الاحتياطيات، وتحقيق ضعف ما كانت تهدف الشركة إلى اكتشافه من احتياطيات الغاز الجديد بإضافة 10.4 مليار قدم مكعبة قياسية. كما أشار إلى شروعها في تنفيذ برنامج موسع للتنقيب يهدف إلى زيادة احتياطيات الزيت والغاز الطبيعي في المنطقتين اليابسة والمغمورة، تكللت باكتشافات رئيسية لحقول الغاز هي «زملة» و«كساب» و«نجيمان». وتطرق التقرير إلى عزم الشركة على حفر ما يزيد على 300 بئر تطويرية و230 استكشافية وتحديدية بحلول عام 2011، مع السعي لإضافة 50 تريليون قدم مكعبة قياسية خلال السنوات العشر المقبلة إلى احتياطياتها الحالية من الغاز والبالغة 248.5 تريليون قدم مكعبة قياسية.
وتوقع أن يتزايد الطلب العالمي على الزيت من 84 مليون برميل في اليوم عام 2005 إلى 116 مليون برميل يومياً بحلول عام 2030، وأن البلدان النامية ستكون، مرة أخرى، هي مصدر 70 في المائة من هذه الزيادة على الطلب.
كما أشار التقرير إلى اضطلاع الشركة بتنفيذ 6 مشاريع رئيسية لزيادة إنتاجها من الزيت الخام بطاقة إنتاجية تبلغ 3 ملايين برميل يومياً، لتعويض النقص الطبيعي في الإنتاج، فيما ستدعم الكمية المتبقية الطاقة الإنتاجية القصوى لتصل إلى 12 مليون برميل يومياً مع نهاية عام 2009. وبحسب التقرير، ستمكن هذه المشروعات الرئيسية الشركة من المحافظة على طاقة إنتاجية احتياطية تتراوح بين 1.5 مليون ومليوني برميل يوميا، زيادة على الإنتاج المتوقع، وذلك انسجاماً مع توجه السعودية والتزامها بالمحافظة على استقرار أسواق الطاقة حول العالم. وكانت الشركة قد أعلنت في وقت سابق عن خططها المستقبلية سواء على المستويين المحلي أو العالمي، حيث بينت «أرامكو السعودية» أن النمو فيها ينقسم إلى فئتين، الأولى محلية من خلال شراكة أرامكو السعودية مع شركة سوميتومو كيميكل في إقامة المشروع المشترك «بترورابغ»، الذي سيطور مصفاة «أرامكو السعودية» في رابغ التي تنتج 400 ألف برميل في اليوم، ويحولها إلى مجمع بترو كيماويات عالمي. وكذلك مذكرة التفاهم التي وقعتها «أرامكو السعودية» أخيرا مع شركة داو كيميكل لإنشاء مجمع تكرير ومواد بتروكيماوية متكامل في رأس تنورة. في حين تعتمد المرحلة الثانية على سلسلة المشاريع المشتركة في مناطق مختلفة من العالم منها: خطة شركة «أس ـ أويل» في كوريا وتوسعة مشروع «بترون»، وتوسعة مصفاة «بورت آرثر»، إضافة إلى المشروع المشترك المشكل حديثاً مع «ساينوبك» و«إكسون موبيل» و«فوجيان بروفنس»، حيث سيتوسع وتحدث المصفاة القائمة وتضيف إنتاج مواد بتروكيماوية.