أسعار النفط تقفز باتجاه 75 دولارا وأسواق المال تبدأ التخلص من مخاوف الرهون العقارية
وزير الطاقة القطري يستبعد زيادة «أوبك» الإنتاج في اجتماعها الثلاثاء
لندن: «الشرق الأوسط»
صعدت أسعار النفط للعقود الآجلة أمس مقتربة من 75 دولارا بعد أن أثارت تكهنات بمزيد من الأعاصير في المحيط الأطلسي مخاوف من نقص محتمل في إمدادات النفط والغاز في اميركا. ولقيت الأسعار دعما ايضا من تمسك «أوبك» بتخفيضاتها الإنتاجية قبل اجتماعها الأسبوع المقبل مما يزيد التوقعات بأن المنظمة لن تزيد الإمدادات قبل الشتاء. وصعد الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم أكتوبر (تشرين الأول) 70 سنتا الي 74.74 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.25 بتوقيت غرينتش، فيما ارتفع خام القياس الأوروبي مزيج برنت 45 سنتا الي 73.86 دولار. ومن المتوقع ان يكون الإعصار «فليكس» الذي بلغ المرحلة الخامسة من الشدة ضرب البر في نيكاراغوا وهندوراس أمس، وما زال يتعين على شركات النفط والغاز في منطقة خليج المكسيك التي تنتج 70 في المائة من النفط الأميركي نقل الحفارات. ويترقب المتعاملون أيضا اجتماع أوبك المقرر في 11 سبتمبر (ايلول) متوقعين ان تبقي المنظمة مستويات انتاجها من دون تغيير. لكن مصدرا من «أوبك» قال لـ«رويترز» أمس ان المنظمة قد تحتاج لرفع انتاجها بما يصل الى مليون برميل يوميا في وقت لاحق هذا العام، وسط تأكيدات متكررة من مسؤولين من المنظمة بأن إمدادات النفط في السوق العالمية كافية في الوقت الراهن، حيث استبعد عبد الله العطية نائب رئيس الوزراء القطري وزير الطاقة والصناعة أن ترفع «أوبك» سقف إنتاجها من النفط عندما يجتمع وزراء المنظمة الثلاثاء المقبل في فيينا. وقال العطية للصحافيين في الدوحة على هامش مؤتمر عن البترول أمس بحسب ما بثته وكالة الأنباء الألماينة «إن السوق في الوقت الحالي تعيش حالة من التوازن ولا أعتقد أن «أوبك» في اجتماعها المقبل ستركز على هذه النقطة». وأضاف أنه «لا توجد مؤشرات من السوق تؤكد وجود نقص في المعروض». إلى ذلك، كشف احد منظمي «منتدى غاز البترول المسيل في الأسواق العالمية» الذي افتتح في الدوحة أن الإنتاج السعودي من هذه المادة سينخفض بينما يتوقع ان يرتفع في الإمارات وإيران وقطر. وتوقع جايسون فار، نائب رئيس ومدير عام نشرة «ارغوس ميديا» لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهي نشرة عالمية متخصصة في النفط والغاز، أن يرتفع إنتاج غاز النفط المسيل ليصل إلى ما بين 25 و30 مليون طن سنويا في غضون فترة تتراوح بين خمس وسبع سنوات. وفي هذا السياق، توقع وزير الطاقة القطري ان يرتفع إنتاج بلاده من الغاز البترولي المسال متوقعا ان تصبح قطر من أكبر الدول المصدرة لهذا المنتج خلال السنوات القليلة المقبلة. وقال العطية في تصريحات صحافية إن «إنتاج قطر من الغاز البترولي المسيل الذي لم يزد عن 1.5 مليون طن سنويا منذ عشر سنوات، سيصل إلى 14 مليون طن في نهاية العام الجاري». من جانب آخر، وفي أسواق المال العالمية، أظهرت الشركات بوادر على تبدد الحذر الذي غلف الاقتصاد العالمي منذ تفجر أزمة الائتمان بينما يتطلع المستثمرون الى بيانات أمريكية لتقييم فرص قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بخفض الفائدة. وقالت سوني انها ستدرج أسهم وحدتها المالية في بورصة طوكيو الشهر المقبل لتجمع ما يصل الى 361 مليار ين (3 مليارات دولار) في أكبر طرح عام أولي تشهده اليابان هذا العام. وثارت تكهنات بأن سوني قد ترجئ الاكتتاب العام بسبب اضطراب السوق مع تدافع البنوك في أنحاء العالم على حساب حجم تعرضها لحالات تخلف عن السداد واسعة في الرهون العقارية عالية المخاطر بالولايات المتحدة. وفي ألمانيا أكثر بلدان أوروبا تأثرا بالأزمة قال دويتشه بنك أكبر البنوك في البلاد انه متفائل بشأن الربع المالي الحالي ويرى مؤشرات على استقرار السوق. وأبلغ الرئيس التنفيذي جوزيف أكيرمان مؤتمرا مصرفيا أن البنك تأثر باضطراب أوضاع السوق في أغسطس (آب). لكنه أضاف «أنا متفائل بشأن المناخ العالمي للمؤسسات المالية». وكاد بنكا «اي. كيه. بي» و«ساكسن إل.بي» الألمانيان أن ينهارا عندما تدهورت استثمارات مرتبطة بهذه السوق وأعلنت عدة بنوك أخرى عن مراكز بمليارات اليورو في أصول أمريكية عالية المخاطر. وقالت شركة ثورنبورج الامريكية للإقراض العقاري التي اضطرت الى بيع أكثر من 35 في المائة من أصولها وتقليص الاقتراض للحد من مخاطرها أنها استكملت توريق قرض مختلط بقيمة 1.4 مليار دولار مما سيساعدها على زيادة ايقاع تقديم القروض. ويرى بعض المستثمرين الآن فرصة سانحة في فوضى الرهون العقارية الأميركية. وقالت شركة استثمار المملوكة لحكومة دبي أول من أمس انها تدرس الشراء في شركتين أميركيتين تأثرتا سلبا بمراكزهما في قروض عقارية مرتفعة المخاطر. وأوضحت الشركة أن واحدة منهما شركة خدمات مالية تستطيع التوسع في الخارج. وفي غضون ذلك أبرز مسح لصحيفة «نيكاي» الاقتصادية اليومية حجم التعرض المباشر المحدود نسبيا للبنوك اليابانية. وتواجه البنوك اليابانية مجتمعة وعددها 109 خسائر محتملة تبلغ نحو 5.4 مليار ين (47 مليون دولار) بسبب استثمارات مرتبطة بقطاع الرهن العقاري الاميركي. وقالت «نيكاي» ان إجمالي الخسائر الذي كشفت عنه أكبر ثمانية بنوك في اليابان لم يتجاوز حتى الآن 20 مليار ين. ويقول خبراء ان المصنعين وغيرهم من المقترضين خارج القطاع المالي محقون في الشعور بالثقة رغم أزمة الائتمان. وقالت «بي.تي.تي. بي.سي.إل»، كبرى شركات الطاقة في تايلاند، انها أجلت خطة لبيع سندات في الخارج بقيمة 400 مليون دولار نظرا للإضراب المالي العالمي. وفي المقابل قال مسؤول كبير بشركة ترافيغورا، ثالث أكبر شركة مستقلة لتداول النفط في العالم، انها ستجمع الشهر القادم 400 مليون دولار من أسواق رأس المال في آسيا والشرق الاوسط. ورغم التصريحات المتفائلة بدرجة متزايدة من البنوك والشركات استمرت مشكلات السيولة في أسواق النقد القصير الاجل. ووفر البنك المركزي الاسترالي للبنوك المحلية سيولة اكبر من المتوقع أمس في محاولة لمواجهة الارتفاعات الحادة في اسعار الفائدة مع تأثر القطاع المصرفي بأزمة الائتمان. وضخ بنك الاحتياطي الاسترالي 1.205 مليار دولار استرالي (989 مليون دولار) من السيولة في القطاع المصرفي أمس، متجاوزا تقديرات احتياجات السوق للسيولة البالغة 976 مليار دولار استرالي. وطمأن مجلس الاحتياطي الاتحادي الاميركي المستثمرين الاسبوع الماضي من أنه سيتخذ الخطوات المطلوبة لحماية الاقتصاد من ازمة الائتمان في حين تعهد الرئيس جورج بوش بمساعدة اصحاب المساكن على تجنب التخلف عن سداد الرهون العقارية. لكن بن برنانكي، رئيس مجلس الاحتياطي، والرئيس الاميركي جورج بوش أوضحا كذلك انهما لن يتدخلا لانقاذ مستثمرين ارتكبوا اخطاء.