أوكسفورد بيزنيس جروب: تمثل السعودية والإمارات والبحرين ومصر وتركيا واليونان والهند وكوريا الجنوبية
شركات من 8 دول عربية وأجنبية مهتمة بالرخصة الثالثة
كتب محمود عبدالرزاق:
بعد الانتظار لوقت طويل، ها هي اللحظة التي سنرى فيها شركة ثالثة تقدم خدمات الهاتف النقال في الكويت تقترب شيئا فشيئا، فيما يعتبره تعزيزاً للمنافسة في تقديم هذه الخدمة التي باتت من اساسيات الحياة للمواطنين والمقيمين على حد سواء مع مختلف فئاتهم ونوعية استخدامهم.
وفي خطوة تهدف الى المزيد من الانفتاح في سوق الهاتف النقال في الكويت، فقد أوشكت على البدء عملية المزايدة للفوز بالترخيص الثالث لاقامة شبكة لخدمات الهاتف النقال الى جانب الشركتين العاملتين حاليا وهما ام تي سي والوطنية للاتصالات.
وتقول مجموعة اوكسفورد بيزنيس غروب في مقال لها بعنوان »التجاذب للحصول على الترخيص الثالث« بقلم مدير تحريرها في الكويت روبرت تاشيما، انه وفقا لما ذكرته مصادر الهيئة العامة للاستثمار، فان ثمة عشرة مجاميع او كونسورتيومات كبرى اعربت عن اهتمامها في الدخول في المزايدة للحصول على الترخيص الجديد، والذي سيطرح لتقديم العروض في شهر سبتمبر الحالي. وتسعى هذه المجاميع للحصول على ملكية بواقع %26 من اسهم الشركة الجديدة، والمتوقع ان تبدا عملياتها في اوائل عام 2008.
استقطاب اهتمام عالمي
وقالت اوكسفورد بيزنيس غروب ان الكونسورتيومات تضم اكثر من 25 شركة بما فيها احدى عشرة شركة اجنبية تعمل في قطاع خدمات الهاتف النقال. وبموجب القوانين والنظم الحكومية الكويتية، فانه يحظر على الشركتين العاملتين في هذا المجال وهما ا م تي سي والوطنية للاتصالات ذات الملكية القطرية، المشاركة في عملية المزايدة.
وطبقا لمصادر الهيئة العامة للاستثمار، فان عددا من المشغلين في دول مجلس التعاون الخليجي، والهند وكوريا ومصر وتركيا واليونان ابدت جميعا اهتماما كبيرا في المناقصة، وعلى الاخص شركة تيركسيل التركية واوراسكوم المصرية.
وعلمت المجموعة ان من بين الشركات المعنية بالمناقصة بعض شركات الاتصالات ذات الوزن الثقيل في المنطقة ومنها شركة اتصالات الاماراتية التي تتخذ من امارة ابو ظبي مقرا لها، وشركة باتلكو البحرينية، وشركة الاتصالات السعودية ـ سعودي تيليكوم.
مضامين تجارية كبيرة
ونسبت الى جمال الجروان، مدير عام الاستثمارات الدولية في شركة اتصالات »ان الشركة مهتمة جدا بالمناقصة وتقديم عرض بشأنها، لان لها مضامين تجارية كبيرة بالنسبة لنا لجهة توزيع عملياتنا في دول كثيرة، وعلى الاخص في الشرق الاوسط، وخصوصا الكويت حيث حصة الفرد في الناتج المحلي الاجمالي عالية«.
كما تشارك اتصالات ايضا في تقديم العروض الخاصة بمناقصة الترخيص الثاني في قطر، كما انها تعمل بالفعل حاليا في السعودية.
اما شركة الاتصالات السعودية، التي ستفقد في وقت لاحق من هذا العام احتكارها لخطوط الهاتف الثابتة، فانها تبذل مساعيها للتوسع في الخارج. فقد اشترت اول اصولها الاجنبية في يونيو الماضي من خلال استملاك نسبة %25 من اسهم شركة ماكسيس للاتصالات، وهي الشركة الرائدة في ماليزيا في هذا المضمار وذلك مقابل 3.04 مليارات دولار، وكان هدف الشركة من هذه الصفقة الحصول على موطئ قدم لها في كل من الهند وماليزيا، وهما سوقان يشهدان نموا سريعا في مجال الهاتف النقال، وبذلك تتمكن من ترسيخ اقدامها في قارة اسيا.
فرص للاندماج التشغيلي
ويقول محمد الجاسر، رئيس مجلس ادارة الشركة »ان هذه فرصة امام شركة سعودي تيليكوم لتستمر في سياستها القاضية بالانطلاق في خطوات للتوسع في الخارج لتعزيز الاحتمالات التي تتيح فرصا للاندماجات في العمليات التشغيلية بين الشركات العاملة في منطقة الخليج«.
على ان الشركات المشغلة الاجنبية ليست الشركات الوحيدة التي تعد مقترحاتها بشأن الترخيص الثالث.
الا ان الحكومة تسمح لشركات غير معنية بقطاع الاتصالات بالمشاركة في المزايدة، ومن بينها عدد من البنوك والشركات الاستثمارية، التي تعلق امالا على دخول سوق النقال المحلي، ومن بين هذه الشركات شركة نور الاستثمارية، وشركة الزمردة الاستثمارية، وشركة الاتصالات البحرينية، بيت التمويل الكويتي ومجموعة عارف الاستثمارية، والصفاة للاستثمار، وفؤاد الغانم وشركة عقارية لم يكشف النقاب عن اسمها.
سوق مشبعة ولكن
وقالت اوكسفورد بيزنيس غروب انه في غياب هيئة رسمية لتنظيم الاتصالات في الكويت، فان الهيئة العامة للاستثمار تقود عملية التسجيل وتأسيس اللجنة التي ستتولى شؤون الترخيص الجديد. وسيبقى باب التسجيل مفتوحا حتى السابع من سبتمبر الجاري عندما يتم الاعلان عن القائمة التي يتم اختيارها للمشاركة في المزايدة. والى جانب نسبة الـ %26 المطروحة للمزاد، فان نسبة اضافية تصل الى %50 من اسهم الشركة الجديدة سيتم طرحها للاكتتاب العام من قبل الجمهور في طرح اولي عام في وقت لاحق. اما الحصة الباقية فستبقى ملكيتها للحكومة الكويتية.
وفي حين يعتبر سوق النقال في الكويت مشبعا وصغيرا في آن واحد، الا ان طاقته المالية من حيث النسبة والتناسب تعتبر كبيرة. وتتجاوز درجة الاختراق او الانتشار %100، حيث يحمل بعض المشتركين اكثر من خط هاتفي نقال. وتدير الشركتان العاملتان في الكويت شبكتي اتصالات قوية تقدم خدمات تغطية يعتمد عليها وفقا للمستويات المتطورة والحديثة. على ان في ظل المعدل المرتفع للعائد لكل مشترك Arpu الذي يبلغ 50 دولارا تقريبا، وهو اعلى من نظيره في السويد او كوريا الجنوبية، فان الفرص المتاحة لتحقيق المزيد من الارباح تبدو محتملة.