إنسان المملكة 2020
نائلة حسين عطار - مستشارة إدارية واقتصادية 24/08/1428هـ
(تم حذف الإيميل لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى)
في المقال السابق ذكرت أمنيتي وتوقعاتي للمملكة العربية السعودية 2020، إن شاء الله، وذلك بعد الاستفادة من عائدات النفط وفي هذه المقالة أذكر تمنياتي المتوقعة من استخدام عوائد النفط في تنمية المواطن السعودي اجتماعيا وثقافيا واقتصادياً، إن شاء الله لعام 2020م، فشريحة الشباب السعودي (ذكور وإناث) الأقل من 30 عاماً تمثل نسبة 60 في المائة من السكان السعوديين، ما يعني ضرورة مواصلة الجهود المكثفة لبناء الإنسان علمياً وصحياً وفكرياً من أجل القيام بدوره التنموي المستقبلي المستدام المتوقع كالتالي:
أولاً: بناء المواطن السعودي اجتماعياً بمعنى أن يتمتع الطفل والشاب والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة والمرأة والرجل بشعور وبحق وواجب المواطنة الكاملة ويستطيع ممارستها وذلك بتربية المواطنة فيهم وإكساب الأفراد وعيا اجتماعيا إنسانيا ووطنيا
وتربية المواطنة كما عرفها (القار 2002 م) تتضمن تنمية معرفة الفرد بمجتمعه وتفاعله إيجابياً مع أفراده بشكل يسهم في تكوين مواطنين صالحين متمكنين من الحكم الصحيح على ما يعترضهم داخل مجتمعهم وخارجه. وذلك عن طريق مؤسسات المجتمع المدني (المنزل والمدرسة والمؤسسات الأخرى مثل الجمعيات والجامعات وغيرها) واكتساب مهارات سلوك المواطن المخلص:
- الاعتزاز بالمواطنة ومعرفة مسؤوليات وواجبات المواطن.
- فهم وممارسة الاستقامة والأمانة وتطبيق سلوكيات المسلم الحق المعتدل
ـ الالتزام بالحياة الأسرية، والحياة الشخصية، والمجتمع المحلي، والحاجة إلى الإسهام الشخصي.
- احترام قيم الجهد، وفهم أخلاقيات العمل وتقدير المربين والعمال واحترامهم.
ـ فهم واحترام الآخرين والعمل معهم كعضو في فريق، وتقدير التنوع كقيمة سائدة في المجتمع.
ـ تحمل الفرد مسؤولية أعماله واحترام السلطة والرغبة في حل المنازعات بطريقة سلمية.
- ممارسة العمل التطوعي.
ثانياَ: بناء المواطن السعودي اقتصاديا وثقافيا بمعنى تطوير الإنسان ليصبح أكثر إنتاجية والفرضية الأساسية هي ارتباط الاقتصاد بالتعليم أي ينبغي زيادة سرعة تطويرالتعليم، وعبارة جون ديوي الشهيرة تقول إن "التعليم هو محرك المجتمع".
والتنمية الحقيقية كمؤشر للرقي البشري أو الحضاري تكمن في مدى نمو الجانب المعرفي والخبراتي للإنسان فالتنمية والتعليم أحدهما نتاج للآخر ولكنهما مرتبطان بشروط الاستيطان الحضرية وهي الأمن والغذاء والمسكن والتي أيضا يمكن توفيرها بشكل أفضل عند تطوير مهارات الفرد وذلك عن طريق:
1 ـ تأسيس وبناء نظام system تعليمي متطور يتناسب مع المتغيرات العالمية نظام متكامل وليس أبنية وأجهزة فقط، (مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام. تسعة مليارات ريال).
2 ـ تأسيس نظام التعليم العالي بمواصفات عالمية وإنشاء عدد أكبر من الجامعات الحكومية لتناسب التعداد السكاني المتزايد (نحو 27 مليون نسمة حاليا و14 جامعة حكومية و16 جامعة أهلية فقط) وتطبيق مشروع آفاق السعودي للارتقاء بكفاءة نظام التعليم العالي).
3 ـ الاستفادة من برامج التطوير والتحديث والتنمية لا يمكن أن تتم ما لم تتوافر لها الظروف والبيئة المناسبة وفي مقدمتها توافر الأمن والاستقرار والسلام.
4 ـ إيجاد بيئة عمل خلاقة تحقق للموظف السعودي الرضا الوظيفي وتنوع وتطوير الكفاءات الوظيفية من تطوير كفاءات القيادات التنفيذية والتدريب النظري والتدريب على مهارات العمل الفنية والتدريب على الأعمال الإدارية والفنية والمهنية للجامعين.
فانضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية هدفه اندماج الاقتصاد السعودي مع الاقتصاد العالمي، وتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين، ولكي يكونوا قوة عاملة منافسة محليا ودوليًا فلا بد من التعليم والثقافة بمواصفات دولية والذي أصبح مرتبطا بأوضاع اقتصاد العولمة، ويعرف كل مواطن ماذا تعني العولمة والاحتباس الحراري وجميع المتغيرات العالمية والتعرف على ثقافات أخرى، والاستعداد للتغير وهو ما أشار إليه السوسيولوجي المستقبلي الشهير إلفين توفلر في كتابه «صدمة المستقبل» وتعتبر المهارات التالية هي المفتاح الأساسي للمنافسة في سوق العمل بجانب التعليم:
ـ مهارات القراءة والفهم والاتصال الشفوي والتحريري.
ـ مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات والتفكير الإبداعي.
ـ الانضباط وإتقان العمل وتحمل المسؤولية والالتزام الخلقي ووضع الأهداف وتقويمها.
- مهارة استخدام الحاسوب والتقنيات.
ـ مهارات النجاح في العمل (التعامل مع الآخرين وحل الصراعات والتفاوض، العلاقات الجديدة والعمل الفريقي).
ـ المقدرة على القيام ببحوث وتفسير البيانات وتطبيقها.
ـ مهارات معرفة لغات أجنبية.
إذا بدأنا من البارحة عندها أتوقع عام 2020م القضاء على الفقر فعلا وارتفاع دخل المواطن السعودي وانخفاض معدلات العمالة الوافدة بل سترتفع أسهم الطلب على العمالة السعودية في جميع أنحاء العالم، إن شاء الله، ولا شك أن كل ما ذكر من مهارات هي في الأساس مهارات وصفات الإنسان المسلم ولنا في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أسوة حسنة. ولكن للأسف لا تطبق، ولن أشعر وغيري بالألم والإحباط وبصدمة إنسانية بعد كل إجازة نقضيها في إحدى الدول المتقدمة.