الأسهم الخاصة Private Equity
لاحم الناصر
يقصد بالأسهم الخاصة أسهم الشركات التي لا تتداول في الأسواق المالية مثل شركات المساهمة المغلقة والشركات العائلية من الشركات ذات المسؤولية المحدودة. وقد اشتهر في هذا المجال الاستثماري عدد من الشركات من اشهرها شركة بلاكستون التي اشتهرت بشراء الشركات العامة وتحويلها إلى شركات خاصة بإخراجها من السوق. وتقوم الشركات المتخصصة في هذا النوع من الاستثمار بإنشاء صناديق لهذا الغرض، وقد بلغ عدد صناديق الأسهم الخاصة في العالم العام الماضي 684 صندوقا برأس مال بلغ 432 مليار دولار. ويتركز نشاط صناديق الاستثمار في الأسهم الخاصة في أمريكا بنسبة 62% وفي أوربا 26% والبقية في آسيا، وقد حققت اكبر أربعة صناديق للاستثمار في الأسهم الخاصة في العشرين سنة الماضية عائدا صافيا بلغ 40% سنويا.
وتستعد الهند والصين لخطف الأضواء في هذه الصناعة حيث بلغت استثمارات شركات الأسهم الخاصة في الهند العام الماضي 7.5 مليار دولار موزعة على 299 صفقة، وفي الصين بلغت استثمارات شركات الأسهم الخاصة 6 مليارات دولار، أما بالنسبة لدول الخليج والتي تتعافى أسواقها المالية الآن من آثار الهبوط الحاد الذي مرت به فهي مرشحة لازدهار هذا النوع من الاستثمار، حيث فائض السيولة الضخم المقدر بـ 2.5 تريليون دولار، وقد قدرت جمعية رأس المال المخاطر الخليجية عدد الشركات العاملة في السوق بـ 28 شركة استثمرت حوالي 5 مليارات دولار.
وتتميز شركات الأسهم الخاصة بعدم خضوعها للقوانين المنظمة للأسواق المالية مثل الإفصاح والشفافية ودورية البيانات المالية وقيود التملك إضافة إلى عدم النظر إليها من قبل الصحافة والرأي العام على أنها ملكية عامة وبالتالي تسليط الأضواء عليها.
وتقوم شركات الأسهم الخاصة بتمويل صفقاتها عبر الاقتراض من المصارف والمؤسسات المالية بضمانة الاستثمار الممول وتستهدف شركات الأسهم الخاصة الاستحواذ على الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تتميز بقابلية للنمو والتوسع يحول بينها وبين هذا النمو والتوسع وجود التمويل المناسب، حيث ان المصارف تضع الكثير من القيود وتطلب الكثير من الضمانات على هذه الشركات، ما يحول بينها وبين الحصول على التمويل وبالتالي تلجأ لبيع حصة من أسهمها على صناديق الأسهم الخاصة. كما ان بعض الشركات المستهدفة من قبل هذه الصناديق تكون مميزة في مجالها ولكن تعوزها الكفاءة الإدارية القادرة على استغلال هذا التميز لنجاح الشركة فيكون الاستحواذ عليها مشروطا بالتغيير الإداري. ويصنف الاستثمار في الأسهم الخاصة في خانة استثمارات رأس المال الجريء حيث يتميز بالمخاطر العالية وبالتالي العائد العالي، كما يعتبر الاستثمار في صناديق الأسهم الخاصة استثمارا طويل الأجل، حيث يمتد ما بين خمس إلى عشر سنوات، فهو ليس من الاستثمارات السائلة التي يسهل التخارج منها، وقد أظهرت طبيعة استثمارات صناديق الأسهم الخاصة وآلية عملها خصوصا الدولية منها محاذير شرعية كبيرة حدت بالكثير من العلماء إلى القول بتحريم الاستثمار في صناديق وشركات الأسهم الخاصة وتتمثل هذه المحاذير الشرعية في ما يلي:
ـ اولا: الاقتراض بالفائدة لتمويل استثماراتها.
ـ ثانيا: عدم التزام الصناديق والشركات المستثمر فيها بالمعايير الشرعية للاستثمار.
ـ ثالثا: صعوبة التخارج من هذه الاستثمارات في حال إخلال الصندوق أو الشركة بأحد المعايير الشرعية للاستثمار حيث ان هذا الاستثمار مشروط بمدة محددة لا يمكن الإخلال بها.
ونظرا إلى ان هناك طلبا عاليا على الاستثمار في الأسهم الخاصة في منطقة الخليج، شرط ان يتوافق هذا الاستثمار مع الشريعة الإسلامية، فقد سعت الكثير من الشركات في المنطقة لإنشاء صناديق للاستثمار في الأسهم الخاصة متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية تعمل على الاستثمار في المنطقة بعيدا عن الاستثمار في صناديق الأسهم الخاصة العالمية.
* خبير في المصرفية الإسلامية